يعيش الاقتصاد الألماني أزمة خانقة، ما يهدد الاستقرار الداخلي لأكبر اقتصاد في أوروبا.

وفي هذا السياق، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية “د ب ا”، أن عدة ولايات شهدت لليوم الثاني، إضرابات عمالية واسعة تسببت بشل حركة النقل، وذلك احتجاجا على تعثر مفاوضات الأجور”.

وذكرت نقابة “فيردي”، أنه “من المتوقع أن يستمر الإضراب مع مشاركة ما مجموعه 53 ألف موظف في 69 شركة نقل”.

وبحسب الوكالة، “تتفاوض “فيردي” ونقابة موظفي الخدمة المدنية على الأجور وظروف العمل لأكثر من 2.5 مليون موظف في القطاع العام في مختلف القطاعات، ومن بينها التعليم والحكومة والمطارات، كما تشمل المفاوضات رجال الإطفاء وضباط الشرطة الاتحادية”.

ووفق الوكالة، “تطالب النقابات بزيادة الأجور بنسبة 8٪ ، أو ما لا يقل عن 350 يورو (365 دولارا) شهريا، إضافة إلى مكافآت أعلى للوظائف التي تتطلب طبيعة عملها جهدا مضاعفا، وخاصة في مجال الرعاية الصحية. كما تطالب بمنحهم ثلاثة أيام إجازة مدفوعة الأجر إضافية”.

وكانت دعت نقابة “فيردي” العاملين في قطاع الخدمات، إلى “تنظيم إضراب ردا على تعثر مفاوضات الأجور لموظفي القطاع العام بالحكومة الاتحادية والبلديات بعد فشل الجولة الثانية من محادثات المفاوضات الجماعية”.

هذا “وتعود خلفية الإضراب إلى المفاوضات الجماعية بين نقابة “فيردي” وشركة برلين للنقل، وتطالب النقابة بـ750 يورو (نحو 786.5 دولار) إضافية شهريا لحوالي 16 ألف موظف، وفي ضوء عدم تقديم الشركة أي عرض في الجولة الأولى من المفاوضات، اتهمت فيردي الشركة بممارسة أساليب المماطلة، وعلى الرغم من أن الشركة ترى أن هناك حاجة إلى تعويض الأجور، رفضت هذه المطالب باعتبارها “غير قابلة للتمويل”.

وكانت أشارت الحكومة الألمانية إلى أن “معدل النمو قد لا يتجاوز 0.2% خلال عام 2025، وتراجع إجمالي الناتج المحلي للبلاد بواقع 0.2% العام الماضي، بحسب الأرقام الأولية الصادرة عن مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني (ديستاتيس)، بعد انكماش بنسبة 0.3% في 2023”.

يذكر أن “الانتخابات الألمانية مقررة غدا في 23 فبراير الجاري”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: ألمانيا أولاف شولتس إضرابات ألمانيا المستشار الألماني أولاف شولتس

إقرأ أيضاً:

تقرير: الأوروبيون يترقبون بقلق نتائج الانتخابات في ألمانيا

بروكسل (بلجيكا) "أ ف ب": تثير الانتخابات التشريعية في ألمانيا الأحد ترقبا شديدا بين المسؤولين الأوروبيين الذين يتطلعون بقلق إلى أن تسمح نتائجها بإعادة وضع القارة على السكة حتى تتمكن من التحرك حيال الأزمات الكثيرة التي تواجهها.

وقال دبلوماسي أوروبي "أحيانا نخشى الزعامة الألمانية، لكن من الصعب أن نعيش بدونها"، ملخصا بذلك الوضع السائد بين قادة بروكسل الذين ينتظرون بفارغ الصبر نتائج الانتخابات التشريعية الألمانية.

وأوضح يان فيرنرت من معهد جاك دولور أن الثنائي الألماني الفرنسي الذي يشكل عادة محرك المشاريع الأوروبية الكبرى، عاجز منذ عدة أشهر عن "العمل واتخاذ قرارات كبرى" في حين "ثمة حاجة أكبر من أي وقت مضى إلى ذلك".

وأشار في هذا الصدد إلى تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والحرب في أوكرانيا التي تشهد تطورات تثير قلق الكثير من الأوروبيين، وضرورة تحفيز التنافسية في القارة.

فبعد فرنسا التي عرفت فترة طويلة من البلبلة السياسية على وقع حل الجمعية الوطنية وسقوط الحكومة، والسلطة التنفيذية الأوروبية التي عاشت عدة أشهر من التعثر قبل تعيين قيادة للمفوضية، تنأى ألمانيا بنفسها الآن من أي مداولات أوروبية لتركز على تنظيم الانتخابات الأحد.

وإن كان من المتوقع أن ينتزع المحافظ فريدريش ميرتس المستشارية من أولاف شولتس، إلى أن تساؤلات عدة لا تزال مطروحة بشأن طبيعة الائتلاف الحكومي المقبل والموقع الذي سيعود لليمين المتطرف والفترة التي سيستغرقها لتشكيل حكومته.

وتعرقل كل هذه النقاط العالقة إحراز أي تقدم في ملفات أساسية في أوروبا، بدءا بصياغة رد على المداولات الأمريكية الروسية بشأن أوكرانيا، والتي استبعد منها الأوروبيون في الوقت الحاضر.

وقال دبلوماسي أوروبي "لا نرى حقيقة الألمان ينشطون في الاقتراحات المطروحة".

ويدفع هذا الجمود البعض إلى البحث في مكان آخر عن شخصيات يمكنها إعطاء أوروبا الدفع الذي تحتاج إليه.

وفي هذا السياق، يرد بشكل متكرر ذكر رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. فهو حاضر بقوة في مسائل الدفاع، ويحض الأوروبيين باستمرار على زيادة استثماراتهم بوجه الخطر الروسي. غير أنه مشلول هو أيضا في الكثير من الملفات الأخرى بسبب انتخابات تنظمها بلاده في 18 مايو.

كذلك، يذكر البعض رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني التي تظهر حكومتها استقرارا نادرا في أوروبا، وهي في الوقت نفسه مقربة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. لكنها تبقى في الوقت الحاضر على مسافة، ولا سيما في الملف الأوكراني.

"طوق عازل"

ويؤكد النائب الأوروبي ألالماني دانيال فرويند أن "أوروبا برمتها تتطلع إلى الانتخابات" الألمانية، مشيرا بأسف إلى أنه "ليس هناك الكثير من الحركة".

ويتساءل الكثير من النواب الأوروبيين حول كيفية انعكاس نتائج الانتخابات على التوازنات السياسية في هذه المؤسسة.

ويهيمن حزب الشعب الأوروبي اليميني حاليا على البرلمان الأوروبي حيث يعمل ضمن ائتلاف واسع شكله مع الوسطيين والاجتماعيين الديموقراطيين والخضر، لكنه يبدي مؤشرات أولية لتقارب مع اليمين المتطرف.

ويشبه البعض هذا الوضع بتلاشي "الطوق العازل" المفروض على أقصى اليمين في ألمانيا حيث أسقط المحافظون واليمينيون المتطرفون أحد المحرمات الكبرى السائدة في هذا البلد إذ ضموا أصواتهم للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية للتصويت في نهاية يناير على قانون في مجلس النواب يشدد سياسة الهجرة الألمانية.

وأوضحت فاليري آييه التي تترأس كتلة "رينيو" (تجديد) الوسطية "السؤال الحقيقي المطروح برأيي، هو إلى أي مدى سيكون لما جرى في ألمانيا تبعات على نتيجة الانتخابات وأي تعاليم سيستخلصها نواب حزب الشعب الأوروبي منه".

وتابعت "هل سيقولون لأنفسهم إن كسر الطوق العازل، أقله في الكلام، في ألمانيا كان إستراتيجية خاسرة؟ أم إنها كانت على العكس رابحة؟".

وتتابع كتلة "الوطنيين" اليمينية المتطرفة باهتمام كل هذه المداولات الجارية، موجهة إشارات متتالية إلى المحافظين في البرلمان الأوروبي.

ولفت النائب الأوروبي الدنماركي أندرس فيستيسن الذي ينتمي إلى هذه الكتلة إلى أنه في حال سقوط الطوق في ألمانيا "سيكون من الصعب للغاية تبرير الإبقاء عليه هنا".

بقلم كاميل كامدوسو

مقالات مشابهة

  • إضرابات عمالية تشل حركة النقل في ألمانيا
  • استطلاع: أوروبا الأولوية القصوى للحكومة الألمانية الجديدة
  • إضرابات عمالية بشأن الأجور تشل حركة النقل العام في ألمانيا
  • بدء العد التنازلي للنسخة الثالثة من مبادرة المنفذ «كل يوم حكاية.. رمضان 2025»
  • الأهم في تاريخ ألمانيا.. نظرة على الانتخابات البرلمانية
  • بدء العد التنازلي للنسخة الثالثة من مبادرة كل يوم حكاية.. رمضان 2025
  • تقرير: الأوروبيون يترقبون بقلق نتائج الانتخابات في ألمانيا
  • المحافظون الأوفر حظا في الانتخابات الألمانية.. واليمين المتطرف يأمل تحقيق مفاجأة
  • الانتخابات الألمانية المحمومة بصعود اليمين