خولة بنت خلفان المزروعية
تعلمنا بالفطرة أنه لا مكان في هذه الحياة ولا على وجه الأرض أعز من الوطن؛ فالوطن هو الحب والألفة والسلام والأمان والاستقرار، وحُب الوطن هو ذلك الإحساس الخفي الذي ينمو بداخلنا ويزيد تعلقنا به أكثر فأكثر، فإذا تكلمنا عن رمز الهوية، ننطق "وطن".
وإذا تكلمنا عن التاريخ والحضارة ننطق "وطن"، وإذا تكلمنا عن الكرامة أيضًا ننطق "وطن"؛ فحُب الأوطان بالأفعال لا الأقوال أو الشعارات فقط.
حين أكتب كلمة أفعال أخص الأفعال التي تدل على الانتماء الحقيقي المبنية على الاحترام والحب والظهور للمجتمعات بصورة لائقة؛ فهذا أقل ما نقدمه للوطن.
وحين يخالط الحب دفء الأرض ينتج العطاء؛ فعُمان أسكنت في قلبها الجميع، فصاروا لها الأبناء وأصبحت لهم الأم.
وهل يوجد أغلى من الأم عُمان؟
فإذا سألت عن عُمان، فكأنك بحرت عبر الزمان، لأنها وطن الإسلام، وأرض الأمان، وهي الحضارة العريقة، وهي الإنسانية.
وكيف لي لا أعشق وطن السلام؟!
دمتي عُمان أبيةً ودام قائدها الحكيم وشعبها الوفي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
اختبار الحب بـنظرية تقشير البرتقال.. هل يخرب تيك توك العلاقات الزوجية؟
في عصر باتت منصات التواصل تحدد شكل العلاقات بين الناس، ظهرت اختبارات غير تقليدية لقياس مدى قوة العلاقة بين الشريكين. واحدة من هذه الظواهر هي "نظرية تقشير البرتقال"، التي انتشرت بشكل واسع على تطبيق "تيك توك"، حيث تقوم النساء بطلب برتقالة من شركائهن، ثم يقيّمن مدى حبهم بناءً على ما إذا كان الشريك سيقوم بتقشيرها لهن أم لا.
وفق خطة تلك النظرية، إذا قام الشريك بتقديم البرتقالة مقشرة وجاهزة للأكل، فهو شخص محب ومتفهم. أما إذا قدمها كما هي، فهو غير مبالٍ، وقد تكون هذه علامة تحذيرية لعدم جدية العلاقة. ورغم أن هذه الفكرة تبدو طريفة في ظاهرها، فإنها أثارت جدلا واسعا حول مدى صحة هذا النوع من الاختبارات في تقييم العلاقات.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وفاة المصرية آية عادل بالأردن.. حادثة مثيرة للشكوك والعائلة تتهم الزوج بالقتلlist 2 of 2العربية في إيران.. لغة "أم" حية بين الذاكرة والتحدياتend of list اختبار أم مزحة؟انتشار هذه النظرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي جعل البعض يأخذها على محمل الجد، بينما يرى آخرون أنها مجرد دعابة طريفة. لكن هناك من يتساءل: هل يمكن حقا قياس الحب والتفاني من خلال تصرف بسيط مثل تقشير برتقالة؟
توضح الدكتورة ألكسندرا سولومون، أستاذة علم النفس في جامعة نورث وسترن والمتخصصة في العلاقات الزوجية، أن العلاقة لا يمكن اختزالها في تصرف واحد، وتضيف: "الشريك الذي لا يقشر البرتقالة ليس بالضرورة غير محب أو غير مهتم، فلكل شخص طريقته الخاصة في التعبير عن الحب".
إعلان لغات الحب والتواصل بين الشريكينيمكن فهم ظاهرة تقشير البرتقال من منظور لغات الحب، وهي نظرية نفسية تشير إلى أن كل شخص يعبر عن حبه بطريقة مختلفة. تشمل هذه اللغات:
كلمات التقدير. التلامس. أعمال الخدمة (مثل تحضير وجبة أو تقشير برتقالة). تلقي الهدايا. قضاء وقت ماتع معا.وفقا لهذه النظرية، فإن تقديم برتقالة مقشرة قد يكون وسيلة للتعبير عن الحب عبر "أعمال الخدمة"، لكن هناك العديد من الطرق الأخرى التي يمكن أن يظهر بها الشريك اهتمامه، مثل الدعم العاطفي أو تقديم الهدايا أو حتى قضاء الوقت معا. لذا، فإن التركيز على لفتة واحدة قد يكون غير منصف.
تشير الدراسات إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تؤثر سلبا على العلاقات من خلال تعزيز المقارنة غير الواقعية مع الآخرين. وعندما يشاهد أحد الشريكين فيديوهات لأشخاص يحصلون على اهتمام زائد من شركائهم، قد يبدأ في مقارنة العلاقة الخاصة به بهذه الصور المثالية، وهذا يخلق توقعات غير واقعية.
كما أن استخدام "اختبارات" مثل اختبار البرتقال أو غيره قد يؤدي إلى سوء الفهم بين الشريكين. فبدلا من طلب ما يحتاجه الشخص بشكل مباشر، يتم اختبار الطرف الآخر بشكل غير واضح، وهذا قد يؤدي إلى الإحباط وسوء التواصل.
الحل؟ التواصل بصراحةبدلا من اللجوء إلى الاختبارات غير المباشرة، يُنصح الأزواج بالتحدث بصراحة عن احتياجاتهم ورغباتهم. فمثلا، إذا كانت الزوجة تحب تلقي لفتات صغيرة من شريكها، يمكنها ببساطة أن تقول: "أحب أن تفاجئني بإحضار فاكهتي المفضلة مقشرة وجاهزة للأكل".
كما يشير الخبراء إلى أن العلاقات الصحية تقوم على التفاهم المتبادل والتواصل الواضح، وليس على الاختبارات السرية. فبدلا من البحث عن إشارات خفية تدل على الحب، يمكن للشريكين بناء علاقة قوية من خلال الاهتمام المتبادل والمشاركة في الأنشطة التي تعزز القرب بينهما.
إعلان الحب أكثر تعقيدا من برتقالةبينما قد تكون نظرية "تقشير البرتقال" مجرد تريند ماتع على تيك توك، إلا أنها لا تعكس بالضرورة صحة العلاقة العاطفية. الحب الحقيقي لا يُقاس بمدى استعداد الشريك لتقشير برتقالة، بل يظهر من خلال التصرفات اليومية، والدعم العاطفي، والاحترام المتبادل. لذلك، بدلا من الاعتماد على الاختبارات العاطفية غير المباشرة، من الأفضل التحدث بصراحة والاستمتاع ببناء علاقة متينة ومستقرة مع الشريك.