لجريدة عمان:
2025-03-25@22:56:57 GMT

الحياة تدب من جديد في ود مدني والنازحون يعودون

تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT

الحياة تدب من جديد في ود مدني والنازحون يعودون

ود مدني (السودان)"أ ف ب": ينفض بائع الخضار أحمد العبيد الغبار عن كشكه الخشبي ويرتب بعناية الخيار والطماطم الطازجة مع عودة الزبائن تدريجيا الى سوق الاسماعيلي المزدحمة في ود مدني وسط السودان.

قبل أسابيع، كانت هذه السوق مقفرة مع إغلاق التجار محلاتهم عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة التي بقيت لأشهر في منأى عن الحرب الدائرة بينها وبين الجيش منذ العام 2023.

واليوم، تعلو الأصوات مع محاولة الزبائن المساومة على أسعار المنتجات الطازجة في السوق التي تستعيد إيقاعها تدريجيا، بعد سيطرة الجيش مجددا على ود مدني الشهر الماضي.وقال العبيد "الآن، أصبح الوضع الحمد لله آمنا".

وأضاف البائع الذي وقف بجانب كومة من البصل "عادت حركة البيع والشراء".

واندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".

وأسفر النزاع عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، وتسبب بأزمة انسانية من الأسوأ في العالم، فيما الملايين على حافة المجاعة.

ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب واستهداف المدنيين وقصف المنازل والأسواق والمستشفيات، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها.

وبعد أشهر من الهدوء واستقبال دفعات كبيرة من النازحين، تحوّلت ود مدني من ديسمبر 2023، الى ساحة حرب مع مهاجمتها من قبل قوات الدعم السريع. واضطر ذلك مئات الآلاف على الفرار من المدينة، عاصمة ولاية الجزيرة التي كانت مصدر المنتجات الزراعية والغذائية قبل الحرب.

لكن المدينة تتعافى ببطء، بينما لا تزال آثار الحرب ظاهرة في مختلف أنحائها، من الجدران التي اكتست بالسواد، الى المباني التي نخرها الرصاص، وصولا الى الدمار والركام.ويبدو الضرر جليا على واجهات المحلات التجارية والمطاعم وغيرها.

في قسم الولادة في المستشفى الرئيسي بالمدينة، تنتظر الحوامل مع عائلاتهن بينما يتنقل الممرضون بزيّهم الأبيض عبر الممرات لتوفير الرعاية للمرضى.

وتقول رحاب موسى التي تتلقى الرعاية الطبية، لفرانس برس "العلاج متوفر، والحياة عادت طبيعية. ليس مثل السابق، الوضع تغير".وعلى رغم تعافي المستشفى ببطء، يؤكد اختصاصي الأمراض النسائية والتوليد خالد محمد أن المنشأة لا تزال تعاني نقص حادا في الموظفين والأدوية والمعدات.

ويوضح لفرانس برس بين عملية جراحية وأخرى "لقد انتهت صلاحية إمداداتنا الجراحية، بما في ذلك الغرز الجراحية، ونحن بحاجة حاليا إلى المزيد من معدات التخدير".

وعندما كانت قوات الدعم السريع تسيطر على ود مدني، كان محمد الطبيب الوحيد المناوب ويجري عمليات جراحية متعددة. وهو ما زال الى الآن يتنقل بين غرف العمليات للتعامل مع تدفق المرضى.

- "الوضع آمن" - وبعد استعادة الجيش لود مدني في يناير، هتف الكثيرون "سنعود" في مراكز النزوح في مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك في بورتسودان الواقعة على البحر الأحمر.

ووفقا لمراسلي وكالة فرانس برس، انطلقت عشرات الحافلات التي تحمل آلاف الأشخاص من بورتسودان والقضارف وكسلا، والتي كانت تستضيف ما مجموعه نحو 1,5 مليون نازح، إلى بيوتهم في ود مدني.

لم يكن لدى الكثيرين منهم أي فكرة عما سيجدونه، بينما أكد آخرون أنهم يعرفون أن منازلهم تعرضت للنهب.

ولا تزال المدينة حاليا من دون تيار كهربائي، بينما لا تتوافر المياه في غالبية الأيام. وأشار عائدون مؤخرا الى أن الاتصالات بدأت تعود.

ويعاني نحو 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد في جميع أنحاء السودان، وفقا للأمم المتحدة.

ويعاني معظمهم من وضع إنساني متدهور حتى في المناطق الآمنة الخاضعة لسيطرة الجيش، خاصة لجهة نقص الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية.

وأفاد مراقبون محليون والأمم المتحدة بانتهاكات عقب استعادة الجيش ود مدني، بما يشمل استهداف الأقليات واتهامات بالتعاون مع الدعم السريع.

رغم ذلك، يؤكد سائق التوك توك محمد عبد المنعم أنه يشعر بالتفاؤل.

ويقول وهو يبحث في السوق عن ركاب "الوضع آمن في (ود) مدني"، موضحا "السوق يعمل والمواصلات أيضا. لا ينقص أي شيء سوى عودة المواطنين".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الدعم السریع ود مدنی

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يقتل 45 من ميلبشيا الدعم السريع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حققت القوات المسلحة السودانية تقدمًا كبيرًا على أرض الواقع في الحرب المستمرة ضد مليشيا الدعم السريع، حيث أظهرت التقارير العسكرية نجاحات ميدانية ملحوظة.

 وبحسب بيان رسمي من الإعلام العسكري السوداني اليوم الاثنين، فقد لقي 45 عنصرًا من قوات الدعم السريع مصرعهم، بينما تم الاستيلاء على 3 مركبات قتالية في منطقة الفاشر غرب السودان.

وفي إطار التصعيد العسكري، أفادت التقارير بمقتل 8 مدنيين، بينهم 6 أطفال، في قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على الفاشر. 

 

وفي سياق متصل، كان الجيش السوداني قد تصدى يوم السبت الماضي لهجوم واسع شنته قوات الدعم السريع على مدينة المالحة الواقعة شمال مدينة الفاشر، حيث شهدت المواجهات اشتباكات عنيفة واستخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة، في محاولة لاقتحام المدينة من ثلاثة محاور، إلا أن الجيش السوداني تمكن من الاستيلاء على عدة آليات عسكرية.

ويأتي هذا التقدم العسكري في أعقاب نجاح القوات السودانية في السيطرة على القصر الرئاسي وسط الخرطوم، بعد معارك شرسة مع قوات الدعم السريع. 

 

رغم هذه النجاحات، نفت القوات المسلحة السودانية في بيان لها تقارير إعلامية مشككة حول التوزيع الجغرافي لمواقع سيطرة الجيش والدعم السريع، مؤكدة على أن تلك التقارير تهدف إلى التشويش على التقدم الكبير الذي يحققه الجيش على الأرض.

كما شدد الجيش السوداني على تصميمه وعزمه في تطهير كافة المواقع التي توجد بها مليشيا "آل دقلو" الإرهابية، مشيرًا إلى أن الجيش سيواصل حربه بلا هوادة حتى تحقيق النصر الكامل.

 

 

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يطارد فلول الدعم السريع في الخرطوم
  • شاهد.. هكذا تبدو المناطق التي استعادها الجيش من الدعم السريع
  • الجيش السوداني يكشف أسباب فشل هجوم الدعم السريع على الفاشر
  • اشتداد حدة المعارك في العاصمة الخرطوم بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع
  • لماذا يسمح الجيش بهروب مليشيات الدعم السريع من الخرطوم عبر جسر جبل اولياء
  • بعد معارك ضارية في محيط المدينة الرياضية فجرا.. إغلاق السوق المركزي وخلو الشوارع من المارة
  • مكاسب متتالية.. الجيش السوداني يعلن سيطرته على السوق العربية وسط الخرطوم
  • الجيش السوداني يقترب من المدينة الرياضية.. والدعم السريع يسحب سيارات قتالية وتناكر باتجاه جبل أولياء
  • الجيش السوداني يقتل 45 من ميلبشيا الدعم السريع
  • بعد دخول القصر.. هل كتب الجيش السوداني نهاية الدعم السريع؟