عندما تُصبح الكلمات جروحًا لا تُنسى
تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT
جُمان المنتصر بابكر الجزولي
الكلمات أداةٌ قويةٌ للتواصل، ولكنها في الوقت نفسه تحمل تأثيراتٍ عميقة على مشاعر الآخرين. فأحيانًا قد لا ندرك كيف يمكن لعبارة بسيطة أن تترك أثرًا كبيرًا على الآخرين.
الإنسان عبارة عن جسد وعقل وروح، وقد تؤثر كلمة بسيطة على مدى سير يومه بالكامل. فكلمات الآخرين لها تأثير مباشر على نشاط دماغك وأنشطة جسمك، كما أن كلماتك لها التأثير نفسه على الآخرين.
الكلمات سلاح ذو حدين؛ قد ترفع من عزيمة شخص وتمنحه الأمل، وقد تحطم شخصًا آخر بشكلٍ لا يُنسى. لذا علينا التفكير مرتين قبل التفوه بما قد يجرح غيرنا من الناس، فقد تخرج كلمة جارحة منا في حالة غضب دون إدراكنا لمدى التأثير النفسي الذي قد تحمله على غيرنا. نعم، ستبدو بسيطةً في نظرنا وسننسى عنها مع مرور الأيام، لكن ماذا عن الذي قيلت له تلك الكلمة؟ هل سينساها مثلما نسيها قائلها؟ بالطبع لن يفعل، فالعقل الباطن يلتقط هذه الكلمات ويخزنها، مما يجعل الشخص المتلقي يعيد التفكير بها مرارًا وتكرارًا، وهذا سيؤثر على حياة ذلك الشخص في جوانب متعددة. فعندما يتعرض الإنسان لانتقاد قاسٍ، ولو كان بناءً، أو للفظٍ جارح، سيبدأ بالتشكيك في نفسه وقدراته، وسيتراجع مستوى ثقته بنفسه. فقد بيّن لنا القرآن الكريم أهمية الكلمة الطيبة وعظيم أثرها واستمرار خيرها، كما بيّن خطورة الكلمة الخبيثة وجسيم ضررها وضرورة اجتنابها، إذ يقول جل جلاله: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ" (إبراهيم: 24).
وفي الختام.. يجب علينا أن نتذكر دائمًا بأن الكلمات ليست مجرد أصوات تخرج من أفواهنا؛ بل إنها أدوات ذات تأثير كبير على الآخرين؛ يمكن أن تبني أو تهدم. لذلك، علينا أن نتوقف للحظة وأن نفكر في مدى تأثير أي كلمة قد تخرج من أفواهنا في لحظة غضب أو توتُر؛ فنحن مساءلون ومحاسبون أمام الله- عز وجل- على أي كلمة تخرج من أفواهنا لقوله تعالى: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" (ق: 18).
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
لليوم الثانى على التوالى.. مشاريع تخرج وروبوتات ضمن ملتقى الصعيد للمبدعين بجامعة أسوان
تتواصل فعاليات ملتقى "الصعيد في قلب الحدث" بجامعة أسوان، بالتزامن مع مؤتمر شباب الباحثين، تحت رعاية الدكتور لؤي سعد الدين نصرت، رئيس الجامعة، وإشراف الدكتور محمد عبد العزيز مهلل، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، وبحضور الدكتور أشرف إمام، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وبمشاركة سبع جامعات من جنوب الصعيد، وبرعاية وزارة التعليم العالي، وبشراكات مع مؤسسات علمية كبرى.
وشهد الملتقى تفقد الدكتور لؤي سعد الدين نصرت، والمهندس عمرو لاشين، نائب محافظ أسوان، للمعارض العلمية التي ضمت مشروعات تخرج وأبحاث متنوعة قدمها طلاب وباحثون من مختلف الجامعات.
وأوضح الدكتور ممدوح عبد الآخر، وكيل كلية الهندسة للدراسات العليا والمشرف على طلاب فرع IEEE بأسوان، أن الفعاليات شملت مشاركة واسعة من الطلاب والباحثين، حيث تم عرض 32 مشروع تخرج بمشاركة 64 طالبًا، إلى جانب 52 مشروعًا ما قبل التخرج، و42 مشروعًا من المدارس الفنية، كما شاركت 11 جامعة في مسابقة الجامعات التكنولوجية، بالإضافة إلى 42 مشروع روبوتات، و10 مشاريع ضمن مسابقة "ساجيتي".
كما ناقشت الفعاليات موضوعات حيوية مثل تمكين المرأة في مواجهة التغير المناخي، والابتكار الاجتماعي، واختيار المتطوعين في البرامج الدولية.
وأكدت الدكتورة سامية حشمت، أستاذ مساعد بكلية الهندسة والمشرف العلمي للمعهد القومي للاتصالات بأسوان، أن فرع المعهد يساهم بفاعلية في تدريب وتأهيل الشباب لسوق العمل الرقمي، لا سيما في مجالات مثل الأمن السيبراني والبرامج التقنية المتقدمة.
من جانبه، أشار الدكتور محمود صابر، مدير حاضنة النيل، إلى أن الملتقى يعكس دور جامعة أسوان في تحويل الصعيد إلى محور حيوي في الابتكار والبحث العلمي، مشددًا على أهمية استمرار هذه الفعاليات في دعم طاقات الشباب وتعزيز قدراتهم.