WP: مرور 10 سنوات على الهجوم الكيماوي المميت في سوريا.. جريمة بدون عقاب
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
استذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير للصحفي جوبي واريك، مرور 10 سنوات على "مجزرة الكيماوي" في غوطة العاصمة السورية دمشق، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 1440 شخصا معظمهم من النساء والأطفال وفق إحصائيات منظمات حقوقية.
وأشار التقرير إلى أن الهجوم بغاز السارين على المدنيين في الغوطة الشرقية بتاريخ 21 أب/ أغسطس قد يكون أكثر الفظائع توثيقا من نوعها في التاريخ، لكن مع ذلك بعد مرور عقد من الزمان، أصبحت هذه الجريمة بدون عقاب حقيقي، كما أن المساءلة عنها ضئيلة إلى حد لافت للنظر.
ولفت التقرير إلى أن الكاميرات التقطت آلاف الصور ومقاطع الفيديو توثق نتائج الهجوم مباشرة، كما جمع فريق من الأمم المتحدة عينات بيولوجية وشظايا الصواريخ، ومع ذلك لم يتم استخدام "جبل من الأدلة" التي تشير إلى النظام السوري في أي محاكمة.
وأضاف: "لم تقم الأمم المتحدة ولا المحكمة الجنائية الدولية على الإطلاق باتخاذ إجراءات رسمية ضد حكومة النظام السوري، المتورطة بشكل كبير في هجوم الغوطة، وفقا لمجموعات مستقلة متعددة قامت بمراجعة الأدلة".
وفي وقت سابق، حملت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية النظام السوري مسؤولية هجمات أخرى في سوريا، لكنها لم تبدأ تحقيقا لتقصي الحقائق لمعرفة الجاني في الهجوم الأكثر خطورة على الإطلاق.
ويلقي الخبراء اللوم بشكل رئيسي على روسيا، الحليف الأكثر أهمية لسوريا، والتي استخدمت موسكو حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وموقعها المؤثر لدى الوكالات الدولية لمنع إجراء تحقيقات رسمية في هجوم عام 2013، بنفس الطريقة التي أحبطت بها التحقيقات الدولية في جرائم الحرب المزعومة التي ارتكبها الجنود الروس في أوكرانيا.
ونبه التقرير إلى أن الولايات المتحدة ودول غربية أخرى تعرضت لانتقادات شديدة بسبب رد فعلها المبكر المتخبط على الهجوم وعدم التصرف بشكل حاسم عندما وجدت سوريا طريقة لمواصلة استخدام الأسلحة الكيميائية من خلال التحول من غازات الأعصاب المحظورة مثل غاز السارين إلى غازات عادية لا يزال مفعولها مميتا في إشارة إلى استخدام غاز الكلور.
ورأى التقرير أن قسما كبيرا من العالم قد تجاوز ببساطة تلك الأحداث، حيث صوتت أكثر من عشرين دولة عربية في أيار/ مايو لصالح تطبيع العلاقات مع سوريا بعد مقاطعة دامت سنوات.
وبحسب الصحيفة فإن تاريخ الهجوم الكيماوي في الغوطة الشرقية أصبح رمزا قويا يشمل مئات جرائم الحرب المزعومة في الصراع الذي أودى بحياة ما لا يقل عن نصف مليون شخص. كما أنها أصبحت تمثل أفضل أمل للمعارضة السورية في نهاية المطاف لمحاكمة الأسد وكبار جنرالاته بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وتقوم شبكة من المحامين والناشطين باستكشاف نظريات قانونية جديدة يمكن أن تسمح لأول محاكمة جنائية دولية لحكومة الأسد بالمضي قدما في الأشهر المقبلة.
ويبدو أن مجموعة واسعة من الحكومات تدعم فكرة إجراء محاكمة متعددة البلدان تركز على الهجوم الكيميائي، وهو أوضح وربما أخطر انتهاك للقانون الدولي في الحرب السورية المستمرة منذ 12 عاما، وفقا لمحامين يمثلون الناجين السوريين.
ويقر مؤيدو الخطة بأنه من غير المرجح أن يرى الناجون من الغوطة رئيسهم السابق في قفص الاتهام في المستقبل القريب. لكن حتى المحاكمة الغيابية ستبعث برسالة مهمة إلى السوريين وبقية العالم، حسبما قال ستيفن راب، سفير وزارة الخارجية المتجول لقضايا جرائم الحرب وقت الهجوم.
وقال راب، الذي يقدم الآن المشورة للناجين بشأن استراتيجيتهم القانونية: "أراد الأسد أن يجعل الغوطة غير صالحة للعيش بالنسبة للسكان المدنيين، واستخدم غاز السارين لقتل ما لا يقل عن 1400 رجل وامرأة وطفل بريء. لقد كان هذا انتهاكا لقاعدة معترف بها عالميا على مدار العقود العشرة الماضية - وجريمة لا يمكن تبريرها أبدا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الكيماوي دمشق سوريا سوريا دمشق كيماوي دوما سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مسؤول أميركي يقلّل من احتمال أن يغيّر الصاروخ الروسي الجديد مسار الحرب في أوكرانيا
قال مسؤول أميركي، الخميس، إن بلاده تجري "تحليلًا دقيقًا" للصاروخ الباليستي التجريبي متوسط المدى الذي استخدمته روسيا في أوكرانيا، وقلّل من احتمال أن "يغير الصاروخ الجديد مسار الحرب"، وفق ما ذكرت مراسلة الحرة.
وأوضح المسؤول في إحاطة غير مصورة، أن الولايات المتحدة تجري "تحليلًا دقيقًا" للصاروخ، "لتحديد تداعياته على التزامات موسكو بموجب معاهدات الحد من التسلح"، وكذلك على موقف الردع والدفاع لحلف شمال الأطلسي.
وقلّل من احتمال أن يغير الصاروخ مسار الحرب، "خصوصا أن روسيا تمتلك على الأرجح عددًا محدودًا جدًا من هذه الصواريخ التجريبية، وأن أوكرانيا تمكنت من الصمود في وجه هجمات روسية متعددة، بما في ذلك هجمات بصواريخ ذات رؤوس حربية أكبر بكثير من هذا الصاروخ".
وأشار المسؤول إلى أن "واشنطن أبلغت كييف في الأيام الأخيرة باحتمال استخدام موسكو صواريخ باليستية"، منوها بأن روسيا "قد تلجأ إلى استخدام هذه القدرات لترهيب أوكرانيا وحلفائها وخلق ضجة إعلامية".
كما أكد أن الرئيس الأميركي جو بايدن، "ملتزم بمواصلة تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا حتى انتهاء ولايته".
الصاروخ الروسي الجديد في أوكرانيا.. بوتين يلجأ لـ "رسائل الترهيب" أثار استخدام روسيا صاروخا بالستيا جديدا متوسط المدى لقصف أوكرانيا قلق المجتمع الدولي، في خطوة وصفتها الأمم المتحدة بأنها "تطور جديد يثير القلق والانشغال. كل هذا يسير في الاتجاه الخاطئ".والخميس، أعلن المتحدث باسم الكرملين، كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية، أن "موسكو أبلغت واشنطن قبل 30 دقيقة من إطلاقها صاروخا باليستيا فرط صوتي على أوكرانيا".
وقال ديمتري بيسكوف إن "الإبلاغ تم إرساله في شكل تلقائي قبل 30 دقيقة من عملية الإطلاق"، موضحا أنّ عملية الإخطار تمّت عبر قناة "تواصل دائمة" تربط بين روسيا والولايات المتحدة، للحد من خطر الأسلحة النووية.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن قواته ضربت أوكرانيا مستخدمة صاروخا بالستيا جديدا فرط صوتي متوسط المدى، وذلك بعد استهدافها مدينة دنيبرو.
وعلقت الباحثة في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، إيفانا ستاردنز، في حديث لقناة "الحرة"، على هذه التطورات، معتبرة أن خطوة موسكو تمثل "الطريقة الروسية لترهيب الغرب وأوكرانيا".
وأضافت أن لبوتين "تاريخ طويل فيما يتعلق بترهيب الولايات المتحدة وأوروبا، والخطوة الأخيرة تأتي للترهيب وللتأكد من أن أوكرانيا لا تحصل على الأسلحة التي تحتاجها.. والصاروخ جزء من التهديدات الروسية للتأكد من أننا لا نساعد أوكرانيا".
وتخشى أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون أن يضعف الدعم الأميركي لها بعد تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب الرئاسة، أو أن يفرض عليها اتفاق يتضمن تنازلها عن مناطق لروسيا.