صدى البلد:
2025-03-28@08:11:17 GMT

آرثر شوبنهاور .. فيلسوف التشاؤم أم الحقيقة؟

تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT

يُعرف آرثر شوبنهاور بأنه أحد أكثر الفلاسفة إثارةً للجدل في التاريخ، إذ اشتهر بفلسفته التشاؤمية التي ترى الحياة سلسلة من المعاناة الدائمة، تحركها رغبات لا تنتهي. لكن هل كان شوبنهاور متشائمًا حقًا، أم أنه ببساطة واجه الحقيقة بواقعية قاسية؟

الحياة كمعاناة: الأساس الفلسفي

في كتابه الأشهر “العالم إرادة وتمثل”، طرح شوبنهاور فكرته الأساسية بأن الإرادة القوة المحركة لكل شيء، بما في ذلك الإنسان.

هذه الإرادة تدفعنا بشكل مستمر لتحقيق رغباتنا، لكن بمجرد تحقيقها، تظهر رغبات جديدة، مما يخلق دورة لا نهائية من التوق والمعاناة. يرى شوبنهاور أن السعادة الحقيقية غير ممكنة، لأن الإنسان محكوم بالسعي المستمر دون راحة.

التشاؤم أم الواقعية؟

يرى البعض أن فلسفة شوبنهاور ليست تشاؤمية بقدر ما هي واقعية، إذ أنه لم ينكر وجود لحظات من السعادة، لكنه شدد على أنها قصيرة وعابرة، بينما الألم والمعاناة هما الحالة الطبيعية للحياة. في نظره، الإدراك الحقيقي لطبيعة الحياة لا يجب أن يقود إلى اليأس، بل إلى التحرر من الأوهام الزائفة حول السعادة الدائمة.

الهروب من المعاناة: ما الحل؟

على الرغم من نظرته القاتمة، قدم شوبنهاور بعض الطرق للخلاص من المعاناة، مثل:

• التأمل في الفنون والموسيقى، حيث رأى أن الموسيقى تمنح الإنسان فرصة للهروب مؤقتًا من قبضة الإرادة.

• التخلي عن الرغبات الشخصية، وهي فكرة استوحاها من الفلسفات البوذية والهندوسية، حيث دعا إلى تقليل التعلق بالماديات والسعي نحو حياة زاهدة.

التأثيرات الفلسفية

أثرت أفكار شوبنهاور بشكل كبير على فلاسفة لاحقين مثل فريدريش نيتشه، الذي تبنى بعض أفكاره لكنه رفض نظرته التشاؤمية، كما ألهمت فلسفته علماء النفس مثل سيغموند فرويد، الذي تأثر بفكرته حول اللاوعي والرغبات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الفلسفة الفلاسفة المزيد

إقرأ أيضاً:

على الشعب السوداني أن يستعد للأسوأ. هذه هي الحقيقة

بقدر الانبهار بالجيش السوداني وقدته على سحق التمرد سيكون التآمر ضده. هذا من المسلمات.

الجيش السوداني جزء لا يتجزأ من نسيج الشعب، هو ليس مؤسسة مغتربة عن مجتمعها، قادته وضباطه ليسوا نخبة معزولة عن الشعب متمايزه عنه بصلاتها بالخارج ومصالحها معه، ولا يتميز بتوجهات فكرية أو سياسية معزولة، على العكس تماما، فهذا الجيش ليس كغيره من الجيوش في بعض الدول، جزء من لا يتجزأ من نبض الشعب. وهذا هو أكثر ما يخيف الأعداء فيه.

كل الجيوش القوية وكل الدول القوية ينظر إليها من قبل العدو كتهديد، مجرد كونك قوي أنت تهديد وستعامل على هذا الأساس.

ولذلك على الشعب السوداني أن يستعد للأسوأ. هذه هي الحقيقة. ولا توجد راحة في هذا العالم، الحل الوحيد هو أن تكون قويا باستمرار ومستعدا للأسوأ.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • على الشعب السوداني أن يستعد للأسوأ. هذه هي الحقيقة
  • تزايد التشاؤم بين الأمريكيين.. توقعات بتباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة
  • انتقادات لمؤشر السعادة في ليبيا.. بوقعيقيص: الفساد والفقر يغيبان عن التقارير الأممية
  • بوقعيقيص: إعلان الأمم المتحدة ليبيا دولة سعيدة.. مشكوك فيه
  • ماذا نحتاج لنكون سعداء؟
  • بلازما ايران.. بين الحقيقة والتضليل
  • بشرى لأهالي الغربية.. قرب انتهاء رصف طريق الشين - قطور بعد سنوات من المعاناة
  • "الشورى" يستعرض مع مختصي "الزراعة والثروة السمكية" واقع وآمال التسويق الزراعي
  • ماذا تعني الإرادة السعودية؟
  • فنلندا: أسعد دولة بالعالم للعام الثامن على التوالي