صدى البلد:
2025-04-17@16:28:28 GMT

آرثر شوبنهاور .. فيلسوف التشاؤم أم الحقيقة؟

تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT

يُعرف آرثر شوبنهاور بأنه أحد أكثر الفلاسفة إثارةً للجدل في التاريخ، إذ اشتهر بفلسفته التشاؤمية التي ترى الحياة سلسلة من المعاناة الدائمة، تحركها رغبات لا تنتهي. لكن هل كان شوبنهاور متشائمًا حقًا، أم أنه ببساطة واجه الحقيقة بواقعية قاسية؟

الحياة كمعاناة: الأساس الفلسفي

في كتابه الأشهر “العالم إرادة وتمثل”، طرح شوبنهاور فكرته الأساسية بأن الإرادة القوة المحركة لكل شيء، بما في ذلك الإنسان.

هذه الإرادة تدفعنا بشكل مستمر لتحقيق رغباتنا، لكن بمجرد تحقيقها، تظهر رغبات جديدة، مما يخلق دورة لا نهائية من التوق والمعاناة. يرى شوبنهاور أن السعادة الحقيقية غير ممكنة، لأن الإنسان محكوم بالسعي المستمر دون راحة.

التشاؤم أم الواقعية؟

يرى البعض أن فلسفة شوبنهاور ليست تشاؤمية بقدر ما هي واقعية، إذ أنه لم ينكر وجود لحظات من السعادة، لكنه شدد على أنها قصيرة وعابرة، بينما الألم والمعاناة هما الحالة الطبيعية للحياة. في نظره، الإدراك الحقيقي لطبيعة الحياة لا يجب أن يقود إلى اليأس، بل إلى التحرر من الأوهام الزائفة حول السعادة الدائمة.

الهروب من المعاناة: ما الحل؟

على الرغم من نظرته القاتمة، قدم شوبنهاور بعض الطرق للخلاص من المعاناة، مثل:

• التأمل في الفنون والموسيقى، حيث رأى أن الموسيقى تمنح الإنسان فرصة للهروب مؤقتًا من قبضة الإرادة.

• التخلي عن الرغبات الشخصية، وهي فكرة استوحاها من الفلسفات البوذية والهندوسية، حيث دعا إلى تقليل التعلق بالماديات والسعي نحو حياة زاهدة.

التأثيرات الفلسفية

أثرت أفكار شوبنهاور بشكل كبير على فلاسفة لاحقين مثل فريدريش نيتشه، الذي تبنى بعض أفكاره لكنه رفض نظرته التشاؤمية، كما ألهمت فلسفته علماء النفس مثل سيغموند فرويد، الذي تأثر بفكرته حول اللاوعي والرغبات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الفلسفة الفلاسفة المزيد

إقرأ أيضاً:

عمل مسرحي على خشبة ثقافي السويداء يطرح فكرة الإرادة الحرة للإنسان

السويداء-سانا

قدمت فرقة ماريونيت للمسرح والفنون مساء اليوم عملاً مسرحياً بعنوان أقنعة ووجوه من تأليف وإخراج هبا العريضي، وذلك على خشبة مسرح قصر الثقافة بمدينة السويداء.

ويطرح العمل بشكل رئيس فكرة الإرادة الحرة للإنسان، وحقه باتخاذ القرارات الخاصة في حياته بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، دون أن يُقدم حلولاً حاسمةً، إنما ترك القرار للجمهور.

و ذكرت مؤلفة ومخرجة العرض هبا العريضي في تصريح لمراسل سانا أن هذا العمل ينتمي إلى مدرسة العبث التدويري، كتجربة افتراضية عبثية تقدم وجهات نظر عدة دون التقيد بزمان محدد يحدث فيه، كما ناقش قضايا وجودية إنسانية.

شارك في أداء العمل كل من الممثلين نادر الحرفوش وليال أبو حسون وعمرو الصالح ودانا غانم وجوهر شلغين و سارة أبو كرم، فيما أشرف على تصميم الأزياء شادي صعب.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • المال كل شيء في الحياة.. «بكم تبيع كبدك» ؟!
  • تقليص المساحة وتوسيع المعاناة.. إسرائيل تعزز سيطرتها عبر المنطقة العازلة في غزة
  • عمل مسرحي على خشبة ثقافي السويداء يطرح فكرة الإرادة الحرة للإنسان
  • مصور مصري يستكشف لحظات من السعادة وسط طبيعة إفريقيا
  • التربح من المعاناة.. كيف يروج تيك توك للتسول الرقمي؟
  • بين وهم الإنجازات وواقع المعاناة: الحكومة أمام امتحان المحاسبة السياسية.
  • «شجرة الحياة».. تبرز رحلة الإنسان من الطفولة إلى الشيخوخة
  • أبو اليزيد سلامة: القبر أول منازل الآخرة ينتقل الإنسان إلى الحياة البرزخية فيها نعيم أو عذاب
  • السعودية ثالث أسعد دولة عربية في مؤشر2025
  • لقاء بين خلفان وزعلاني لبحث تمكين المرأة في الحياة السياسية وتعزيز ثقافة الانتخاب