هل يشيخ الذكاء الاصطناعي كالبشر؟ خفايا التقادم الرقمي
تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT
مع تقدم البشر في العمر، قد يواجهون تراجعًا في قدراتهم المعرفية، لكن هل يمكن أن ينطبق الأمر ذاته على الذكاء الاصطناعي؟ أظهرت أبحاث حديثة، أجراها علماء أعصاب وعلماء بيانات، أن بعض نماذج الذكاء الاصطناعي تعاني من انخفاض في أدائها البصري، المكاني، والتنفيذي مع مرور الوقت. هذه النتائج تكشف عن تحدٍ غير متوقع في عالم يعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي: فبينما تُعد هذه النماذج مكملًا للعقل البشري، إلا أن "عقولها" لن تكون دائمًا في أفضل حالاتها.
اقرأ أيضاً.. الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في تحليل بيانات مراقبة القلب بدقة مذهلة
اختبار MoCA
وفقاً لموقع "EXTREME TECH" نشرت دراسة في ديسمبر 2024 من المجلة الطبية The BMJ، حيث قامت بتقييم خمس نماذج لغوية كبيرة (LLMs): ChatGPT 4، GPT-4o، Claude 3.5 "Sonnet"، و Gemini 1 و Gemini 1.5.
وتم استخدام اختبار التقييم المعرفي في مونتريال (MoCA) لاختبار هذه النماذج، وهو اختبار يستخدمه أطباء الأعصاب لتقييم الانتباه، مهارات اللغة، الذاكرة، المهارات المكانية، والوظائف التنفيذية، خاصة عند الشك في وجود مرض الزهايمر أو الخرف. يتضمن اختبار MoCA مجموعة من التحديات الملونة مثل حفظ سلسلة من الكلمات القصيرة، رسم ساعة معينة، توليد كلمات تبدأ بحروف معينة، وغير ذلك.
التحديات التي واجهت نماذج الذكاء الاصطناعي في الاختبار
تبدو هذه المهام بسيطة إذا كنت معتادًا على قدرة نماذج الذكاء الاصطناعي على تجاوز محاولات اختراق الأنظمة ومساعدة الأشخاص في التحضير للمقابلات الوظيفية. لكن وفقًا لهذه الدراسة، كانت بعض النماذج تجد صعوبة في أداء اختبار MoCA. كانت Gemini 1 الأكثر صعوبة، حيث فشلت في 8 من أصل 12 تحديًا. بينما واجه كل من ChatGPT 4 و Claude صعوبة في نفس المهام الأربعة. فقط GPT-4o و Gemini 1.5 نجحا في 9 تحديات لكل منهما، رغم أن جميع النماذج فشلت في اختبار "صنع المسار" في MoCA، الذي يطلب من المشاركين رسم أسهم بين الحروف والأرقام بالتسلسل.
نتائج الدراسة
أخبار ذات صلة
في الدراسة، كتب الباحثون: "النماذج القديمة من النماذج اللغوية الكبيرة سجلت نتائج أقل من النماذج الأصغر، كما يحدث عادة مع المشاركين البشريين، مما يظهر تدهورًا معرفيًا مشابهًا للعمليات العصبية التنكسية في الدماغ البشري".
وقد اعترض بعض العلماء الذين لم يشاركوا في الدراسة على استخدام MoCA كأداة لتقييم الذكاء الاصطناعي، معتبرين أن "الحكم على النماذج اللغوية الكبيرة بناءً على عدم قدرتها على أداء اختبار معرفي بشري يشبه الحكم على غواصة بناءً على قدرتها الجوية".
ولكن العلماء الذين قاموا بالدراسة كانوا مهتمين بشكل خاص بكيفية تأثير التدهور المعرفي للأدوات الذكية على قدرتها في تعزيز العمل البشري في المجال الطبي، وهو ما يقوم به الذكاء الاصطناعي بالفعل في العديد من التخصصات. إذا كانت نماذج الذكاء الاصطناعي مثل Gemini و ChatGPT تهدف إلى تعزيز العمل البشري، فإن قدرتها أو عدم قدرتها على "التفكير" مثل البشر قد تكون ذات صلة، حتى لو كانت بنية هذه النماذج لا تشبه بنيتنا.
اقرأ أيضاً.. ثورة في الذكاء الاصطناعي.. "Gemini" يتذكر كل شيء
التحديات في استبدال الأطباء البشر
وأضافت الدراسة: "الفشل العام لجميع النماذج اللغوية الكبيرة في المهام التي تتطلب التجريد البصري والوظائف التنفيذية يبرز نقطة ضعف كبيرة قد تعيق استخدامها في الإعدادات السريرية. إن عدم قدرة النماذج اللغوية الكبيرة على إظهار التعاطف أو تفسير المشاهد البصرية المعقدة بدقة يعزز من محدودياتها في استبدال الأطباء البشر".
وأكد الباحثون أن جميع المصطلحات المُستخدمة في الدراسة لوصف التدهور الإدراكي لدى نماذج الذكاء الاصطناعي قد استُخدمت مجازيًا فقط، لأن البرامج الحاسوبية لا يمكن أن تُصاب بأمراض تنكسية عصبية مثل التي تصيب البشر.
إسلام العبادي(أبوظبي)
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الشيخوخة المعرفة الأطباء الذكاء الاصطناعي النماذج اللغویة الکبیرة نماذج الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل: بين القلق والفرص الجديدة
خاص
تشهد بيئات العمل اليوم تحولًا غير مسبوق مع التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يثير تساؤلات حول كيفية تأثيره على الموظفين والشركات على حد سواء.
وبينما يُنظر إلى هذه التقنية على أنها أداة لتعزيز الإنتاجية، إلا أن العديد من الموظفين يشعرون بالقلق بشأن كيفية دمجها في مهامهم اليومية.
ووفقًا لاستطلاع أجرته شركة “وايلي”، أفاد 76% من المشاركين بأنهم يفتقرون إلى الثقة في استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل، بينما أظهرت دراسة لمؤسسة “غالوب” أن 6% فقط من الموظفين يشعرون براحة تامة مع هذه التقنية، مما يعكس حالة من عدم اليقين حول كيفية الاستفادة منها.
ويُرجع الخبراء هذا القلق إلى نقص التدريب وغياب الإرشاد الواضح حول آليات دمج الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل، إذ يحتاج الموظفون إلى دعم مستمر لفهم كيفية استخدام هذه الأدوات بفعالية دون الشعور بأن وظائفهم مهددة.
ويُشكل المدراء العنصر الأساسي في إنجاح عملية دمج الذكاء الاصطناعي، حيث يلجأ الموظفون إليهم للحصول على التوجيه.
ومع ذلك، أفاد 34% فقط من المديرين بأنهم يشعرون بأنهم مستعدون لقيادة هذا التغيير، مما يزيد من حالة عدم اليقين داخل المؤسسات.
ولتجاوز هذه العقبات، تحتاج الشركات إلى استراتيجيات واضحة تشمل التدريب المكثف، وتوفير بيئة داعمة تعتمد على الشفافية في التعامل مع هذه التقنية الجديدة، إلى جانب وضع معايير تضمن الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي.
ولا شك أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل طبيعة العمل كما نعرفها، لكن نجاح هذا التحول يعتمد على مدى قدرة المؤسسات على تمكين موظفيها من استخدامه بفعالية، والاستثمار في تطوير المهارات والتواصل المستمر سيجعل من هذه التقنية أداة مساعدة بدلاً من أن تكون مصدرًا للقلق.
إقرأ أيضًا
ديب سيك تضرب بقوة تحديث جديد يهدد عرش أوبن إيه آي