"تحالف مشبوه" بين الحوثيين وقراصنة الصومال بعد حرب غزة
تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT
بعد ما يقرب من عقد من التراجع، عادت عمليات القرصنة الصومالية للظهور مجدداً، مدفوعة بالأزمة المستمرة في البحر الأحمر والحرب في غزة، بحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
وقالت الشبكة إن "هجمات ميليشيا الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر أجبرت القوات البحرية الدولية على تحويل مواردها إلى تلك المنطقة، مما ترك فجوات أمنية استغلها القراصنة الصوماليون".
وذكرت أن "حادثة اختطاف سفينة بنغلاديشية في مارس (آذار) 2024، على بعد 550 ميلاً بحرياً من سواحل الصومال، سلطت الضوء على هذا التهديد، حيث احتجز القراصنة طاقمها المكون من 23 فرداً لمدة 32 يوماً، قبل إطلاق سراحهم بعد دفع فدية".
من صيادين إلى قراصنة وتعود جذور ظاهرة القرصنة الصومالية إلى التسعينيات، عندما حمل الصيادون المحليون السلاح ضد سفن الصيد الأجنبية، التي كانت تستنزف مواردهم البحرية، وفق التقرير.لكن القرصنة تحولت مع مرور الوقت إلى نشاط إجرامي منظم مدفوع بدوافع مالية، أكثر من كونه انتقاماً من استغلال الثروة السمكية.
ويرى التقرير أن المجتمع الدولي بذل جهوداً لمواجهة القرصنة، من خلال دوريات بحرية وإجراءات أمنية على متن السفن، إلا أنه تم تجاهل الأسباب الأساسية مثل الفقر، وغياب الحكم الرشيد، والصيد غير المشروع. لماذا عادت؟
وأشارت "سي إن إن" إلى أن عدة عوامل ساهمت في عودة القرصنة، من بينها قرار إزالة منطقة الخطورة العالية (HRA) في المحيط الهندي عام 2023، ما أدى إلى تراجع الإجراءات الأمنية على السفن التجارية.
كما أن عدم تجديد مجلس الأمن لقرار يسمح بالتدخل البحري الدولي في المياه الصومالية عام 2022 أضعف الدفاعات البحرية.
بالإضافة إلى ذلك، تفيد تقارير بأن القراصنة أقاموا تحالفات مع جهات إقليمية مثل حركة الشباب الصومالية الإرهابية وميليشيا الحوثيين، ما وفر لهم موارد وقدرات أكبر.
ووفقًا لمصادر استخباراتية، يستخدم الحوثيون القراصنة في عمليات التهريب، ويتشاركون المعلومات حول مسارات السفن، مما يجعل التهديد أكثر تعقيداً.
يؤكد التقرير أن ظاهرة القرصنة لا تقتصر على عمليات الاختطاف فحسب، بل تؤثر على التجارة العالمية ككل، فارتفاع تكاليف الشحن، نتيجة اضطرار السفن إلى تجنب البحر الأحمر، والإبحار حول رأس الرجاء الصالح، أدى إلى زيادة نفقات الوقود والتأمين والتشغيل.
كما انخفضت حركة التجارة عبر قناة السويس بنسبة 50%، مما تسبب في اضطرابات بسلاسل الإمداد العالمية.
ولفت التقرير إلى معاناة البحارة، الذين وقعوا ضحايا للقرصنة، مثل "مد أتيك الله خان"، أحد أفراد طاقم السفينة (MV Abdullah)، الذي تحدث عن ظروف الاحتجاز القاسية، حيث عانى الطاقم من نقص المياه وسوء التغذية والخوف الدائم.
وحتى بعد الإفراج عنهم، تستمر آثار الصدمة النفسية، مما يترك البحارة أمام خيارات صعبة بين تأمين لقمة العيش والمخاطرة بحياتهم، بحسب التقرير.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اليمن الحوثيون الصومال القاعدة في الصومال اتفاق غزة غزة وإسرائيل إيران وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
لكبح قدرات الميليشيا المتمردة على استهداف الملاحة البحرية.. الطيران الأمريكي يواصل ضرباته لمراكز الحوثيين الإستراتيجية
البلاد – عدن
لليوم الحادي عشر على التوالي، واصل الطيران الأمريكي ضرباته على مواقع حوثية استراتيجية بهدف كبح قدرات الميليشيا المتمردة على استهداف الملاحة البحرية وحرية حركة التجارة العالمية.
وشنت المقاتلات الأمريكية، أمس الاثنين، غارات جوية على محيط مدينة صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين، فيما تجدد القصف على مديرتي سحار وساقين، واستهدفت الغارات معسكرات الحوثيين في سحار، حيث دمرت مخازن للأسلحة، بينما استهدفت غارة أخرى مواقع في ساقين، غرب المحافظة.
وتتعرض مواقع الحوثيين في صعدة لقصف متواصل منذ 14 مارس الجاري، عقب إعلان الجيش الأمريكي بدء عملية عسكرية واسعة النطاق ضد الميليشيا.
إلى ذلك، طال القصف مخازن أسلحة في منطقة عصر بمديرية معين، غرب صنعاء. وأفادت مصادر ميدانية بأن القصف استهدف معسكر التموين العسكري في عصر، الذي يُعتقد أنه يضم مخازن للأسلحة والذخائر التابعة للحوثيين.
وعمت الميليشيا حالة ارباك شديدة في صنعاء والمحافظات التي تسيطر عليها شمال وغرب اليمن مع تصاعد وتيرة الغارات الجوية الأمريكية على مواقعهم ومخازن أسلحتهم وثكناتهم العسكرية والقواعد العسكرية السرية التي أنشأتها في صعدة والجوف والبيضاء والحديدة لتخزين الصواريخ والمسيرات ومنصات إطلاقها.
ونقلت وسائل إعلام عن مصادر “منع كافة قيادات الحوثي ومرافقيهم في صنعاء من حمل الهواتف الجوالة، أو التواصل عبرها مهما كانت الأسباب”، وأيضًا “اختفاء كافة قادة الجماعة من مختلف المستويات في الحديدة، حيث غير معظمهم أرقام هواتفهم، ولم يعد بالإمكان التواصل معهم أو معرفة أماكن اختبائهم”.
وعلى وقع الغارات المستمرة على مواقع الحوثيين في اليمن، جددت وزارة الخارجية الأمريكية تأكيدها على أنها ماضية في وقف تهديدات جماعة الحوثي لحركة الملاحة في البحر الأحمر، ووفق بيان للوزارة فإن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو شدد على أن “الحكومة الأمريكية مصممة على إعادة إرساء حرية الملاحة في البحر الأحمر عبر عمليات عسكرية ضد الحوثيين”، فيما أفاد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز، بأنّ ثلاثة أرباع حركة الشحن الأمريكية التي يجب أن تمر عبر البحر الأحمر تضطر حاليا إلى تجنّب المنطقة والمرور عبر الساحل الجنوبي لإفريقيا، بسبب الضربات التي ينفّذها الحوثيون.
وأضاف والتز أنّ “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر ضرب الحوثيين بقسوة، على عكس الإدارة السابقة” خلال عهد الرئيس جو بايدن، مؤكدًا أن “الحفاظ على الممرات البحرية مفتوحة، هو جانب أساسي من أمن أمريكا القومي”، في مواجهة الحوثيين الذين يملكون صواريخ كروز متطورة وصواريخ بالستية وبعض أكثر الدفاعات الجوية تطورا.
ودفعت هجمات ميليشيا الحوثي ضد السفن المارة في خليج عدن والبحر الأحمر، منذ نوفمبر 2023، بزعم التضامن مع الفلسطينيين في غزة، شركات الشحن العالمية الكبرى إلى إيقاف عملياتها في قناة السويس المصرية، ما تسبب في تراجع إيرادات القناة إلى ما يزيد على 60 %، حسب تقديرات رسمية، بينما تمتلك إسرائيل مؤانئ كبرى على ساحل البحر المتوسط مثل حيفا وإشدود (إسدود)، ما يجعل تضررها من استهدافات الحوثيين محدودًا مقارنة بمصر.