في إطار جهودها الاستراتيجية الرامية إلى تحقيق الاستقرار السكني وتعزيز جودة الحياة للمواطنين، تبنّت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني نهج تطوير الأحياء والمخططات السكنية المتكاملة "صروح" كأحد الحلول الاستراتيجية المستدامة لتقليص قائمة الانتظار الطويلة لنظام الأراضي السكنية، تماشيًا مع مستهدفات "رؤية عُمان 2040"، التي تؤكد أهمية توفير أحياء سكنية مستدامة تواكب تطلعات الأفراد وتلبي احتياجاتهم في امتلاك وحدات سكنية حديثة بمواصفات عالية الجودة.

وأكد المطورون العقاريون والمستفيدون أن مشروعات صروح حققت نجاحًا لافتًا وأسهمت في تلبية احتياجات المواطنين، حيث شهدت العديد من المشروعات نسب مبيعات مرتفعة، مما يعكس تزايد الإقبال على هذا الخيار السكني الحديث، وأجمع المطورون على أن هذه المشروعات توفر بيئة حضرية متكاملة تعزز جودة الحياة، وتحد من العشوائية العمرانية، كما تتيح للمواطنين امتلاك وحدات سكنية جاهزة دون الحاجة إلى الانتظار الطويل أو تحمّل أعباء تجهيز الأراضي بالبنية الأساسية.

وأشاروا إلى أن المطورين العقاريين المحليين أثبتوا قدرتهم على تنفيذ مشروعات صروح بكفاءة عالية، مما يعزّز من إسهام القطاع الخاص في تحقيق التنمية العمرانية المستدامة، وأوصى المطورون بضرورة تكامل الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص لتوسيع نطاق هذه المشروعات، وتقديم مزيد من التسهيلات التمويلية، مثل تطوير نظام التمويل العقاري ليكون أكثر مرونة، مع تمديد فترات السداد وتخفيف الأعباء الضريبية على المساكن، إضافة إلى توفير خيارات سكنية متنوعة تلبي احتياجات مختلف الفئات.

مواقع استراتيجية

وحول أهمية المواقع الاستراتيجية لهذه المشروعات، أكد أحمد بن حمد الصبحي، رئيس مجلس إدارة الماسة العقارية، أن مشروع حي العزم في ولاية الرستاق يُعد نموذجًا بارزًا للأحياء السكنية المتكاملة، مشيرًا إلى أن موقعه الاستراتيجي أسهم في تحقيق إقبال واسع من المواطنين الراغبين في امتلاك مساكن ضمن هذا الحي، مضيفًا إن الموقع المدروس بعناية يسهم في تعزيز الاستدامة الاقتصادية للمجتمع المحلي من خلال توفير فرص استثمارية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في نطاق المشروع.

وأكد أن مشروع حي العزم حقق نجاحًا ملموسًا، حيث بلغت نسبة المبيعات فيه 100%، إذ تم بيع جميع الوحدات في مختلف المراحل، وأضاف إنه تم الشروع حاليًا في أعمال بناء الوحدات السكنية ضمن المرحلة الأولى، كما أكد أن المطورين العقاريين المحليين قادرون على تنفيذ مثل هذه المشروعات بكفاءة وجودة عالية، من خلال تمكينهم ودعمهم لتعزيز إسهاماتهم في تطوير الأحياء السكنية المستقبلية.

وأوضح أن مشروعات صروح تتميز بتصاميم حديثة ومستدامة، إذ إن الوحدات السكنية جاهزة للاستلام الفوري والاستقرار المباشر للأسر الراغبة في ذلك، مما يختصر الوقت والجهد مقارنة بالنمط التقليدي، الذي يتطلب تجهيز الأرض بالبنية الأساسية قبل البدء في التعمير، وهو ما يستغرق وقتًا أطول، ويرى الصبحي أن مشروعات صروح ستشهد إقبالًا متزايدًا من المطورين والمستثمرين مستقبلًا، نظرًا لما توفره من بيئة سكنية حديثة ومتكاملة تلبي احتياجات الأسر العصرية، كما أوصى بضرورة تكامل الجهود بين وزارة الإسكان والتخطيط العمراني والمطورين العقاريين لضمان استدامة هذا النوع من المشروعات وتعزيز جاذبيتها للمواطنين.

فرص واعدة

من جانبه، أكد ناصر بن عبيد البادي، مدير عام مجموعة البادي والمطور العقاري لمشروع حي اللبان بحلبان، أن المشروع يمثل نموذجًا عصريًا متكامل الخدمات، كما أكد أن نسبة المبيعات بلغت في المرحلة الأولى 25%، موضحًا أن مشروعات صروح تعد نهجًا جديدًا يهدف إلى تنظيم البيئة العمرانية والتخلص من العشوائية السابقة، وتوفر بنية أساسية متكاملة تغني عن الحاجة إلى تمديدات مستقبلية أو خدمات إضافية.

وأشار إلى أهمية توفير خيارات سكنية متنوعة تلبي احتياجات المواطنين المختلفة، مع مراعاة تفضيلاتهم في امتلاك وحدات سكنية ضمن هذه المشروعات، إضافة إلى تقديم حلول مبتكرة تسهم في جعل أسعار الوحدات أكثر تنافسية، بما يتيح لشريحة أوسع من المواطنين فرصة التملك، كما أكد أهمية تصميم وحدات سكنية بمساحات مرنة تتناسب مع متطلبات الأسر المختلفة، مع توفير بدائل تلبي تطلعات الراغبين في السكن المستقل، مثل الوحدات السكنية أو الوحدات السكنية المشتركة (تاون هاوس)، بما يتماشى مع القدرة الشرائية لمختلف الفئات.

وقال: إن المشروعات السكنية المتكاملة توفر فرصًا واعدة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مما يمنحها إمكانية المشاركة والاستثمار بمرونة وسهولة، كما أكد أن الشركات المحلية تمتلك الكفاءة والقدرة على تنفيذ هذه المشروعات بجودة عالية، مضيفًا إن الأحياء السكنية المتكاملة تتمتع بمستقبل واعد، خاصة مع تكثيف الجهود الحكومية والخاصة لتعزيز إقبال المواطنين على هذا الخيار السكني الحديث، وتغيير الفكر السائد حول البناء التقليدي.

وأوصى البادي بتطوير نظام التمويل العقاري ليصبح أكثر مرونة، من خلال تمديد فترة السداد وتحديد الأقساط الشهرية بما يتناسب مع دخل المواطن، بحيث لا تتجاوز 40% منه، كما دعا إلى مراجعة آليات تطبيق ضريبة القيمة المضافة على المساكن، من أجل تعزيز القدرة الشرائية للمواطنين وتشجيعهم على الاستثمار في هذه المشروعات السكنية الحديثة، واقترح أيضًا إدراج أراضٍ ضمن المخططات السكنية، لمنح المواطنين حرية البناء وفق إمكانياتهم، أو اعتماد نماذج تتيح تجزئة مراحل البناء، مما يوفر خيارات سكنية أكثر مرونة تتناسب مع القدرات المالية لكل أسرة.

إقبال متزايد

وقال منذر بن عبدالله بن علي الحمادي، الرئيس التنفيذي لشركة الدهام العقارية: إن "حي السمو" يُعد أكبر مشروع سكني متكامل في محافظة شمال الشرقية، مشيرًا إلى أن نسبة المبيعات وصلت إلى 100%، مما دفع الشركة إلى مخاطبة وزارة الإسكان والتخطيط العمراني لبحث إمكانية زيادة عدد الوحدات السكنية.

وأوضح أن مشروعات صروح تسهم في تعزيز الترابط الأسري، إذ تتيح للأسر البقاء في بيئة سكنية موحدة رغم التوسع العائلي، كما أشار إلى أن الإقبال الكبير على هذه المشروعات يعود إلى توفر الخدمات المتكاملة والتصاميم العمرانية المتناسقة، وهو ما يعزز جاذبيتها للسكان.

وأكد الحمادي أن المطورين العقاريين المحليين لديهم القدرة على المنافسة في مشروعات صروح، بل وتقديم مشروعات نوعية وعلى نطاق أكبر، في ظل الطلب المتزايد واستجابة المجتمع لهذه النماذج السكنية الحديثة، مضيفًا إن التوقعات الإيجابية أصبحت واقعًا ملموسًا، مستشهدًا بتوقيع شركة الدهام العقارية على مشروع سكني جديد، يتمثل في "حي العُلا" في ولاية بدية، حيث شهد المشروع إقبالًا لافتًا واستفسارات متواصلة من المواطنين خلال أقل من يومين من الإعلان عنه.

وأوصى الحمادي بتعزيز تكاملية العمل بين الجهات الخدمية والمطورين العقاريين بالتنسيق مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، بما يسهم في تسريع وتيرة نجاح مشروعات صروح وتلبية احتياجات المجتمع بشكل أكثر فاعلية.

تطورات إيجابية

من جانبه، أكد قيس بن سليمان الكندي، مطور مشروع حي النسيم بولاية بركاء، أن المشروع بلغت نسبة مبيعاته في المرحلة الأولى 90% مع استكمال بنائها بالكامل، في حين وصلت نسبة إنجاز المرحلة الثانية إلى 90% مع تحقيق مبيعات بنسبة 45%، ومن المقرر تسليمها في شهر مارس المقبل، أما المرحلة الثالثة فقد بلغت نسبة الإنجاز فيها 70%، على أن يتم طرحها للبيع بعد اكتمال بيع المرحلة الثانية.

وأشار إلى أن مشروع حي النسيم شهد تطورات إيجابية منذ انطلاقه، حيث أسهم تكفّل وزارة الإسكان والتخطيط العمراني بأعمال البنية الأساسية في تعزيز بيئة المشروع وجعلها أكثر جاذبية للمطورين والمشترين، مما انعكس إيجابًا على الأسعار، مضيفًا إن مشروعات صروح تتميز بتوفير كافة الخدمات والتصاميم العصرية، فضلًا عن تخصيص مساحات للأجيال القادمة، مما يسهم في الحد من العشوائية، وتعزيز الأنشطة الرياضية، وإيجاد بيئة صحية مستدامة، كما أكد أن الشركات الوطنية لديها القدرة على تنفيذ مشروعات الأحياء السكنية المتكاملة بكفاءة عالية، متوقعًا أن يشهد السوق العُماني تغيرات كبيرة، حيث لا يزال قطاع الإسكان في مرحلة النمو، وستسهم هذه المشروعات في إعادة هيكلة التخطيط العمراني وتنظيم الأحياء السكنية.

وأوصى بأهمية تقديم مزيد من التسهيلات البنكية للمواطنين، من خلال خفض نسبة الفائدة وإعفاء المستحقين من ضريبة القيمة المضافة، مما يسهم في دعم تملّك الوحدات السكنية وتعزيز الإقبال على هذه المشروعات.

تسويق فعّال

وقال علي بن محمد باعمر، الرئيس التنفيذي لشركة الذهب العقارية: إن مشروع حي الشروق في ولاية صلالة حقق نجاحًا كبيرًا، حيث كان للتسويق دور أساسي في استقطاب الراغبين في شراء الوحدات السكنية، مما عزّز من إقبال المستفيدين على المشروع.

وأوضح أن الشركة نجحت في تعزيز خيارات التمويل بالتنسيق مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني والتوقيع مع بنك الإسكان، مما أسهم في تسهيل حصول المستفيدين على قروض ميسّرة بنسب متفاوتة، ودعم قدرتهم على امتلاك وحداتهم السكنية.

وأكد أن المشروع يحظى بإقبال متزايد من المشترين، حيث بلغت نسبة المبيعات في المرحلة الأولى 72%، مما يعكس الاهتمام المتنامي بهذا المشروع في صلالة، كما أوضح أن المطورين العقاريين المحليين يمتلكون إمكانيات كبيرة تؤهلهم للمنافسة في تنفيذ مشروعات تطوير المدن، مما يطور خبراتهم، ويسهم في توفير فرص وظيفية مباشرة وغير مباشرة، الأمر الذي يدعم تشغيل الأيدي العاملة الوطنية، إلى جانب تعزيز القيمة المضافة وإبقاء العائد المالي داخل البلاد، كما أشار إلى إمكانية الاستعانة بشركات متخصصة في مجالات محددة لضمان تنفيذ المشروعات بكفاءة عالية.

وأضاف: إن اختيار الأراضي السكنية في مواقع استراتيجية يؤدي دورًا رئيسيًا في جذب الراغبين في السكن، حيث يفضل المشترون الأحياء التي توفر خدمات متكاملة وبنية أساسية متطورة، مما يزيد الإقبال على هذه الأحياء ذات نمط الحياة العصري والمريح للسكان.

استقرار آمن

قال زهران بن سالم المعولي، أحد المستفيدين من مشروع حي العزم السكني بالرستاق: إن هذه المبادرة تشكل فرصة واعدة لتوفير سكن مستدام بأسعار مناسبة تحقق الاستقرار الأسري والاجتماعي على المدى الطويل، مضيفًا إن التخطيط الحديث والبنية الأساسية المتطورة تعززان الثقة في جودة الحياة التي سيحظى بها السكان مستقبلًا، لافتًا إلى أن من أبرز المزايا التي حصل عليها هو الدعم الحكومي، سواء من خلال التسهيلات التمويلية أو توفير بنية أساسية متكاملة تشمل المرافق والخدمات الأساسية، إلى جانب البيئة السكنية المنظمة التي تعزز جودة الحياة، كما أشار إلى أهمية توفير بدائل جاهزة تلبي احتياجات المستفيدين لتقليل فترة الانتظار حتى اكتمال المشروع، مضيفًا إن عدم القدرة على تغيير المخطط المرسوم مسبقًا يحد من إمكانية التعديل عليه لاحقًا وفقًا للاحتياجات المستقبلية لبعض الأسر، وينصح المستفيدين بامتلاك عقار سكني في هذا الحي، حيث إنه يوفر بيئة متكاملة وفرصًا استثمارية مستقبلية، إلى جانب الاستقرار في مجتمع مخطط بعناية يضمن جودة حياة عالية.

من جهته، قال اليقظان بن طالب الحوسني، مستفيد من "حي اللبان": إن امتلاك المسكن كان له أثر كبير على استقرار أسرته من الناحيتين النفسية والاجتماعية، فالشعور بالأمان والاستقرار الدائم عزز من الروابط الأسرية، وأتاح له فرصة التخطيط للمستقبل براحة أكبر، كما أن العيش في حي سكني متكامل الخدمات وفر له بيئة اجتماعية أكثر ترابطًا، مما أسهم في تكوين علاقات جديدة مع الجيران والمجتمع المحيط.

وأشار إلى أن التسهيلات المقدمة، مثل التمويل المدعوم وخيارات الدفع الميسرة، أسهمت بشكل كبير في تسهيل امتلاك السكن، فبدلًا من الحاجة إلى دفع مبلغ كبير دفعة واحدة، أتاح له نظام التمويل المرن إمكانية شراء المنزل بطريقة تتناسب مع إمكانياته المالية، مما خفف من الأعباء المالية وسهل اتخاذ قرار التملك دون ضغوط كبيرة.

وأكد الحوسني أن من أهم المزايا التي وفرها له البرنامج السكني تشمل الدعم المالي، وتوفر وحدات سكنية بأسعار مناسبة، وتخطيطًا عمرانيًا متكاملًا يشمل المدارس، والمرافق الصحية، والمساحات الخضراء، وينصح من يسعى للاستفادة من هذه الفرص أن يبدأ بالتخطيط المبكر، ويدرس جميع الخيارات المتاحة بعناية، ويتأكد من اختيار المنزل الذي يناسب احتياجات أسرته على المدى الطويل.

دعم المحتوى المحلي

وتعمل وزارة الإسكان والتخطيط العمراني على دعم تنفيذ الخطة الوطنية للمحتوى المحلي من خلال حث المطورين العقاريين للأحياء السكنية المتكاملة على تفضيل المواد الإنشائية العُمانية في جميع مراحل البناء، مما يسهم في دعم الشركات العُمانية الصغيرة والمتوسطة، ورفع كفاءة سلاسل التوريد المحلية، وتقليل الاعتماد على الواردات، وتحقيق الاكتفاء الذاتي المحلي من المنتجات.

يُذكر أن وزارة الإسكان والتخطيط العمراني قد طرحت أربع فرص استثمارية لتطوير أحياء ومخططات سكنية متكاملة، إلى جانب ثمانية مشروعات جديدة "صروح" باستثمارات تقارب 68 مليون ريال عُماني، ليصل عدد الأحياء والمخططات السكنية المتكاملة إلى 18 مشروعًا في مختلف محافظات سلطنة عُمان، مما يعكس التوجه نحو تطوير مجتمعات سكنية حديثة تلبي تطلعات المواطنين وتعزز من الاستقرار السكني في سلطنة عمان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وزارة الإسکان والتخطیط العمرانی السکنیة المتکاملة الوحدات السکنیة الأحیاء السکنیة المرحلة الأولى تلبی احتیاجات نسبة المبیعات هذه المشروعات جودة الحیاة الراغبین فی وحدات سکنیة القدرة على کما أکد أن على تنفیذ بلغت نسبة مضیف ا إن إلى جانب مشروع حی فی تعزیز أن مشروع ا إلى أن من خلال إقبال ا یسهم فی

إقرأ أيضاً:

ظفار تنبض بالعطاء.. مبادرات وإنجازات ترسم ملامح الرعاية المجتمعية المتكاملة

تواصل المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة ظفار جهودها الحثيثة نحو تحقيق مستهدفات خطط الوزارة السنوية من أجل الوصول لتحقيق مستهدفات أولوية الرفاه والحماية الاجتماعية المنشود في "رؤية عمان 2040" وذلك من خلال العمل في قطاعاتها الرئيسة الثلاثة وهي قطاع الشراكة وتنمية المجتمع وقطاع التنمية الأسرية وقطاع الأشخاص ذوي الإعاقة، وبتوجيهات مستمرة من معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية على الالتزام المستمر وتجويد الخدمات في مختلف ميادين العمل الاجتماعي والسعي في تمكين ودعم الفئات المحتاجة، وبناء آليات فاعلة للحماية الاجتماعية وتفعيل الشراكة المجتمعية مع مختلف مؤسسات المجتمع المدني، ورفع مستوى تنظيم العمل التطوعي بما يضمن تقديم خدمات اجتماعية ذات جودة عالية، ومن هذا المنطلق تحرص المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة ظفار على ترجمة رؤية وإستراتيجية الوزارة من خلال الخدمات والحزم التي تقدمها للمواطنين والمقيمين بالمحافظة.

تجويد الخدمات

قال محمد بن حميد الكلباني مدير عام المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة ظفار، أن المديرية تساهم في تحقيق الأهداف الرئيسية السنوية للوزارة المرتبطة بأولوية الرفاهية والحماية الاجتماعية، حيث تشير الأرقام والإحصائيات في قطاعات عمل المديرية خلال عام 2024 إلى تقدم ونمو ملموس في كافة القطاعات، مما يعكس التزامها بالتنمية الاجتماعية ودعم الفئات الأكثر احتياجًا، إن المديرية بمختلف تقسيماتها الإدارية وكوادرها البشرية ومن خلال خططها التشغيلية السنوية ملتزمة التزامًا تامًا بالوصول إلى أفضل مستوى للخدمات المقدمة للأسرة والمرأة والطفل وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، كما أن تسهيل الوصول إلى الخدمات وتجويدها وتبسيط الإجراءات هو أحد أولويات العمل التي تسعى المديرية لتحقيقها.

الرعاية والدعم

ويشهد قطاع الأشخاص ذوي الإعاقة تطورًا ملحوظًا، وذلك في إطار حق الرعاية والدعم والتأهيل المناسب للأشخاص ذوي الإعاقة ولتمكينهم من تحقيق حياة كريمة ومدمجة في جميع جوانب المجتمع، حيث تم خلال عام 2024 توفير عدد (2325) جهازًا تعويضيًا لذوي الإعاقة وكبار السن على مستوى محافظة ظفار، مما يدعم احتياجاتهم الأساسية ويعزز اندماجهم في المجتمع. من جانب آخر فإن خدمات التأهيل للأشخاص ذوي الإعاقة يتم تقديمها من خلال مراكز حكومية بمسمى مراكز الوفاء لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة في ولايات صلالة وطاقة ومرباط، حيث بلغ عدد الكوادر الإدارية والفنية (115) موظفًا، وعدد المستفيدين الملتحقين بمراكز الوفاء ووحدات التأهيل الحكومية (416)، الأشخاص ذوو الإعاقة منهم بلغ (105) مستفيدين من خدمات التأهيل المهني و(176) مستفيدًا من خدمات التدخل المبكر، كما تم خلال العام المنصرم تدشين وحدة متنقلة لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة بولاية المزيونة تقدم خدماتها لعدد (18) شخصا من هذه الفئة، من جانب آخر يوجد هناك عدد (5) مراكز تأهيلية خاصة تحت إشراف المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة ظفار يتم من خلالها تقديم الخدمة لعدد (408) أشخاص من فئة ذوي الإعاقة عن طريق إلحاقهم بالمراكز وشراء الخدمات التأهيلية لهم من قبل الوزارة.

وعلى صعيد الدمج التعليمي، وبالتنسيق مع المديرية العامة للتربية والتعليم وصل عدد الأطفال المدمجين في مدارس التربية والتعليم والذين تلقوا الخدمات التأهيلية في مراكز الوفاء ووحدات التأهيل الحكومية والخاصة إلى (37) مستفيدًا خلال عام 2024، بالإضافة إلى عدد (5) أطفال تم دمجهم في التعليم ما قبل المدرسي.

توسيع خدمات تأهيل ذوي الإعاقة

وضمن جهود الوزارة لتوسيع خدمات تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز وصولها إلى مختلف الولايات، واستجابة للطلب المتزايد على الخدمات التأهيلية في عدة ولايات بالمحافظة ووفق الخطة السنوية لعام 2025م ستشهد المحافظة توسعًا في خدمات التأهيل لتصل إلى الولايات التي لا تتوفر بها الخدمة، وهي ولايات شليم وجزر الحلانيات، وولاية سدح، وولاية رخيوت، وولاية ضلكوت، فالمتوقع أن يكون انطلاق وتدشين تلك الخدمات مع بداية العام التأهيلي القادم.

وفي قطاع تنمية الأسرة والمجتمع حرصت المديرية خلال عام 2024 على تقديم خدماتها لكبار السن وذويهم، حيث بلغ عدد المستفيدين من برنامج الرعاية المنزلية لكبار السن (1502) مستفيد، كما قدمت خدمات الإرشاد والاستشارات الأسرية لـ (171) حالة، جدير بالذكر هنا تدشين خدمة الإرشاد والاستشارات الهاتفية التي ساهمت في رفع وتجويد الخدمة، وفيما يتعلق بمجال الطفولة تفاعلت لجنة حماية الطفل بمحافظة ظفار مع (45) بلاغًا لحالات أطفال معرضين للإساءة تم خلالها إجراء التدخل المناسب وتوفير الحماية العاجلة واللازمة لكل حالة على حدة، استفاد 10 أطفال من خدمات قاعة رؤية الصغير، من جانب آخر بلغ عدد دور الحضانات على مستوى المحافظة (15) حضانة منها (3) حضانات جديدة تم ترخيصها العام الجاري وإجمالي عدد الأطفال الملتحقين بدور الحضانات بلغ (242) طفلاً.

التنمية الأسرية

ونفذت المديرية العديد من البرامج والفعاليات التوعوية المتعلقة بقطاع التنمية الأسرية مثل برنامج "تماسك" والذي يعنى بالمتزوجين حديثًا وبرنامج "إعداد" وهو برنامج خاص بالمقبلين على الزواج وبرنامج "تكيف" والذي يعنى بالمتعافين من الإدمان وغيرها من البرامج الخاصة بالتماسك والاستقرار الأسري، وقد بلغ عدد المستفيدين من هذه البرامج أكثر من (1000) مشارك على مستوى المحافظة.

أما في قطاع الشراكة وتنمية المجتمع، فقد أكد مدير عام التنمية الاجتماعية بمحافظة ظفار أنه تم تنفيذ عدد من المبادرات والمشاريع التنموية الهادفة لتعزيز التكافل الاجتماعي، وفقًا للإحصائيات الصادرة عن القطاع، في مجال الحماية الاجتماعية بلغ عدد المستفيدين من لائحة المساعدات الاجتماعية 6557 أسرة بمبلغ قدره (849680) ريالًا عمانيًا تنوعت ما بين المساعدات المالية والمرضية والطارئة، وفي مجال التمكين الاقتصادي تم تقديم (9) مبادرات تمكين استفاد منها (279) مشاركًا من الجنسين، وتنفيذ (5) معارض تسويقية بإجمالي (101) مشارك، وتم دراسة (299) حالة لتمكينها اقتصاديا، كما تم تشغيل عدد 10 حالات بالتنسيق مع المديرية العامة للعمل بمحافظة ظفار، و(25) حالة تم إحالتها للتدريب المقرون بالتشغيل، وفي مجال الشراكة في المسؤولية الاجتماعية، تواصل المؤسسات والشركات الخاصة دورها الحيوي في دعم مختلف قطاعات المديرية وتسهم في تعزيز الخدمات المقدمة، حيث تم دعم مشروع حملة توعوية لمكافحة التسول تحت مسمى "يرضيك" وكذلك حملة إعلانية أخرى للتوعية حول منصة "جود"، بالإضافة إلى توفير مقعدين دراسيين بجامعة ظفار لأصحاب الدخل المحدود وبتمويل من القطاع الخاص. وبالشراكة مع إحدى مؤسسات القطاع الخاص تم إعادة تهيئة وتجهيز قاعات العلاج الطبيعي بمركز الوفاء لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة بصلالة، والحصول على دعم وشراكة في تطوير البيئة المكانية والتجهيزات التأهيلية الحديثة في كل من مركزي الوفاء بولاية طاقة ووحدة التأهيل بولاية المزيونة.

وأضاف الكلباني: تعمل دوائر التنمية الاجتماعية ومراكز الوفاء لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة بالمحافظة على نشر الوعي المجتمعي حول مختلف قضايا الإعاقة من خلال إقامة العديد من الملتقيات والبرامج التوعوية المختلفة والاحتفاء بالأيام الدولية للإعاقة.

كما تواصل جمعيات المرأة العُمانية بمحافظة ظفار جهودها الفاعلة في مجالات التنمية المجتمعية وتمكين المرأة والأسرة، حيث بلغ عدد العضوات المنتسبات (1435) عضوة، كما أسهمت الجمعيات بشكل فعّال في تنظيم العديد من برامج التوعية والأنشطة التدريبية والمحاضرات والندوات التي تهدف إلى تعزيز الوعي وتطوير المهارات ودعم المرأة العمانية في مختلف المجالات حيث بلغ عددها (269) نشاطًا بإجمالي (9224) مشاركًا. بالإضافة إلى تنظيم (37) معرضًا تسويقيًا، و(15) احتفالاً مجتمعيًا بمشاركة (2266) مشاركًا من أفراد المجتمع، وتهدف هذه الجهود إلى تعزيز التواصل مع مختلف الفئات المجتمعية وإثراء الروابط الاجتماعية بالمحافظة، مما يعكس التزام الجمعيات بدورها الحيوي في دعم العمل المجتمعي وتنمية المرأة العمانية.

كما أن هناك رافدًا آخر للعمل التطوعي، حيث تشرف لجان التنمية الاجتماعية في مختلف الولايات – برئاسة أصحاب السعادة الولاة - على 10 فرق خيرية في محافظة ظفار، وتعد أنموذجًا للتعاون المجتمعي الفاعل، حيث تضم: فريق صلالة الخيري، وفريق ثمريت الخيري، وفريق طاقة الخيري، وفريق مرباط الخيري، وفريق سدح الخيري، وفريق شليم وجزر الحلانيات الخيري، وفريق رخيوت الخيري، وفريق ضلكوت الخيري، وفريق مقشن الخيري، وفريق المزيونة الخيري.

وتسهم هذه الفرق في تقديم الدعم والمبادرات والمساعدات الإنسانية عبر منصة "جود" التي دشنتها الوزارة مؤخرًا، وتعمل الفرق الخيرية على تنظيم حملات التوعية وتنفيذ برامج تنموية تهدف إلى تحسين حياة الأفراد وتعزيز التكافل الاجتماعي من خلال مبادراتها التي تشمل صيانة وتأثيث المنازل، وفك كربة، وسداد فواتير الكهرباء والمياه، وسداد إيجار مساعدة أسرة معسرة، وسداد رسوم جامعية، وإفطار صائم، ومساعدات مدرسية وغيرها. حيث تلعب هذه الفرق دورًا أساسيًا في بناء مجتمع متماسك، وتساهم في تعزيز قيم التعاون والمشاركة المجتمعية، وتساهم في تحسين الظروف المعيشية لأفراد المجتمع. وبلغ إجمالي عدد الأسر المستفيدة من مبادرات الفرق الخيرية بمحافظة ظفار (18201) أسرة بإجمالي مساعدات بلغت (634009) ريالات عمانية في عام 2024م.

وحول المشاريع الإنشائية قيد التنفيذ لعام 2025م قال الكلباني: إنه يتم حاليًا وبالشراكة مع القطاع الخاص إنشاء مبنى لدائرة التنمية الاجتماعية وجمعية المرأة العمانية ومركز الوفاء لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة بولاية شليم وجزر الحلانيات، ومن المتوقع الانتهاء منه في يونيو 2025، وإنشاء وحدة العلاج المائي بمركز الوفاء لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة بولاية طاقة، والعمل جارٍ على الصيانة الشاملة لمركز الوفاء لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة بمرباط ومبنى دائرة التنمية الاجتماعية بولاية ثمريت.

مقالات مشابهة

  • ظفار تنبض بالعطاء.. مبادرات وإنجازات ترسم ملامح الرعاية المجتمعية المتكاملة
  • بطاقة الخدمات المتكاملة مفتاح الجمع بين المعاشات لذوي الإعاقة.. تعرف على الشروط
  • الحب والخبز لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد نكبة 1948
  • الأمير عبدالعزيز بن سعود يدشن عددًا من مشروعات الداخلية بالقصيم
  • شرطة الخرطوم: مكافحة الجريمة وتأمين الأحياء والمناطق السكنية
  • «تطوير سوق الحبشي ومحطة المنطقة الصناعية».. كدواني يبحث مع وزيرة التنمية المحلية تسريع مشروعات المنيا
  • الأورمان تُطلق دفعة جديدة من المشروعات التنموية للأسر الأولى بالرعاية بأسوان
  • وزير قطاع الأعمال: الانتهاء من مشروعات حياة كريمة في مواعيدها وبجودة عالية
  • الاحتياج لتناول الماء لا يرتبط بالصيف والشتاء فالمهم تجنب الجفاف
  • التنمية المحلية تتابع تنفيذ مشروعات الخطة الاستثمارية للوزارة والمحافظات