جلسة نقاشية حول فلكلور الشعوب بأيام الشارقة التراثية
تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عقد المقهى الثقافي، بأيام الشارقة التراثية، جلسة نقاشية تراثية، حول «تراث الشعوب.. الملامح والمعالم»، أداراها الدكتور مني بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر، بمعهد الشارقة للتراث، وشارك فيها كل من الدكتور الشيخ معاذ سيدي عبد الله، مدير المعهد التربوي الوطني في موريتانيا، والدكتور مصطفى جاد، أكاديمي وباحث متخصص في التراث الشعبي، والدكتور خليل السعداني، من المعهد الجامعي للبحث العلمي، والدكتور خالد بن قفة.
تحدث الدكتور معاذ الشيخ سيدي عبد الله، عن جذور الموسيقى الشعبية في موريتانيا، وعرَضَ عدداً من سرديات الموسيقا والمعزوفات التراثية الموريتانية.
وتحدث عن تطور الموسيقى في موريتانيا، أما الدكتور مصطفى جاد، فتحدث عن جذور التراث الثقافي العربي، وتوثيق المادة الشعبية المدونة، وتحدث الدكتور خليل السعداني، عن كتابه الذي وُقِّع على هامش الجلسة، وحمل عنوان: «الهُوية الهندية الأمريكية»؛ إكراهات المنجز المعرفي والثقافي، من إصدار معهد الشارقة للتراث.
وأكد الدكتور خالد بن قفة، أن التراث الإنساني في جميع الدول، متشابه إلى حد كبير، وأنه عالم متسع، ومشترك بين الشعوب المختلفة، ومن ضمن ذلك ما يتعلق بالعلوم الاجتماعية، إذ نجد أنه في التراث السوسيولوجي أو علم الاجتماع؛ يمكن أن نأخذ من التراث الإنساني، بوصفه عالماً مشتركاً، وأن لدينا في التراث الثقافي العربي، مشتركاً ثقافيّاً بيننا جميعاً.
وأشار إلى أن هناك بعض المصطلحات، التي يمكن أن تكون مشتركة بين الشعوب، ولها أبعاد اجتماعية وسياسية وثقافية مختلفة.
وفي نهاية المحاضرة، وُقّع عدد من الكتب، منها كتاب «جلساء التراث.. قراءة مرجعية في ٩ كتب»، للدكتور خالد عمر بن قفة، وكتاب «الهوية الهندية» للدكتور خليل السعداني، وكتاب «العجائبي في الكرامات الموريتانية.. النص والاشتغال»، للدكتور الشيخ سيدي عبد الله.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التراث الثقافي العلوم الاجتماعية أيام الشارقة التراثية معهد الشارقة للتراث معهد الشارقة
إقرأ أيضاً:
الملكة المتوجة
ستظل الديموقراطية هي الملكة المتوجة بالنسبة لكل الدول، ويكفى أنها أجدر مكتشفات الإنسانية بالتصديق والولاء، وهى سلوك ومنهاج من شأنه أن ينظم شؤون الحياة كلها، إنها الديموقراطية الأساس الحى لكل نهضة وكل استقلال، وهي صنو للحرية التى يراها المرء أفضل الطرق وأذكاها، ذلك أن الهدوء الذى يقره الخوف ليس إلا تربصا وليس نظاما، والاستقامة التى يولدها الإكراه ليست فضيلة وإنما هى كبت بكل معنى الكلمة. أما الحرية الحقيقية فتختلف كلية عن هذا السياق، فهي وسيلة الكمال المطلق معنويا وماديا.
تعد الديموقراطية فى تبلورها الأخير هى المعتصم الأوحد لحقوق الإنسان. وهنا نتساءل: من هم أعداء الديمقراطية الآن فى عصر قد يبدو فيه للبعض أن مصطلح الاستعمار القديم قد اختفى؟ غير أنه على أرض الواقع لم يختف، وإنما يظل قائما بكل هيلمانه وطغيانه، وبكل مؤامراته ومناوراته. كل ما هنالك أنه كسا مخالبه بالحرير. أما المخالب فلا تزال فى مكانها تنهش وتتبر كل ما طالته تتبيرا. والنموذج قائم أمامنا يتجسد في المشاركة الكاملة القائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، وهو ما يشكل أكبر برهان ساطع على أن الاستعمار لم يختف.
تتصدر الولايات المتحدة الأمريكية قائمة الدول التي تعد العدو الحقيقى للديموقراطية، ويتجلى ذلك بوضوح فى تعاملها مع الدول العربية والإسلامية. يؤكد ذلك عشقها لذاتها إلى الحد الذى يتوارى معه الحق. فهى تؤثر مصالحها على مصالح الشعوب، ولهذا مضت تتصدر القائمة التى تمارس لعبة الإجهاز والقضاء على الديموقراطية. والمثال على ذلك ظهر فى الدور الطليعى الذى قامت به فى صرف قادة ثورة 23 يوليو عن الديموقراطية. وجرى ذلك عندما حاولت إقناعهم بأن أى نظام ديموقراطى صحيح سيطيح بهم وبالثورة معا. ولم تبخل علينا يومئذٍ بعرض فيلم ( يحيا زاباتا)، الذى انتهت فيه حياة الزعيم الحريص على الديموقراطية بالإعدام رميا بالرصاص. كانت هذه محاولة منها من أجل تضليل جماهير الشعب أيضا وصولا لإقناعهم بأن تطبيق الديموقراطية لن يكون فى صالحهم.
قد يتراءى للبعض أن السبب فى تنحية الديموقراطية قسرا عن دول فى المنطقة تتصدرها الدول العربية إنما يعود إلى أن الشعوب العربية ما زال يعوزها الوعى الكافى الذى يؤهلها لاستيعاب الديموقراطية السياسية، وفهمها على حقيقتها. وأنه ومن أجل ذلك وحده يعمد الحكام إلى تنحيتها وإبعادها خشية منهم على مصالح دولهم. غير أن هذه الرؤية تتجاوز سوء الظن إلى البهتان، ذلك أن الشعوب العربية تتمتع بوعي عظيم. ولو رجعنا إلى ثورات وحركات الاستقلال التى خاضت معاركها بعد الحرب العالمية الأولى والثانية لتبين لنا عقم هذا الرأى. ولا أدل على ذلك من أن الشعوب العربية قد مرت بتجربتها مع الديموقراطية قبل أن تبدأ الانقلابات والثورات فى العهد الأخير فكانت تجربة جد ناجحة. ولا أظن أن تنحية الشعوب فى منطقة الشرق الأوسط عن المشاركة فى شئون الحكم مشاركة كاملة وصادقة وفعالة يمكن أن يفيد الشعوب العربية بل على العكس سوف يشكل ضررا بالغا عليهم.