جنرال إسرائيلي: الصور الأسبوعية القادمة من غزة دليل على فشلنا الكامل
تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT
مع ظهور المشاهد الأسبوعية من غزة خلال تسليم دفعات الأسرى الإسرائيليين، يتكشف أمام المجتمع الإسرائيلي كيف باعت حكومتهم وجيشهم الوهم لهم لمدة خمسة عشر شهراً، ومفادها أنه بحلول نهاية الحرب سنقضي على حماس في غزة بالوسائل العسكرية وحدها، لكن الصور القادمة من هناك كل أسبوع تشكّل خيبة أمل شديدة إزاء الواقع الذي يعيشه الاحتلال.
الجنرال يسرائيل زيف، الرئيس الأسبق لسلاح المشاة والمظليين، وقائد فرقة غزة، ورئيس قسم العمليات في هيئة الأركان، أكد أن الصور المتكررة أسبوعياً من غزة تقدم للإسرائيليين تجارب جديدة من الإحباط في مواجهة الواقع الذي يعيشونه، لأنه رغم كل "الإنجازات" العسكرية فإنه لم يتغير من حولهم شيء، بل بات أخطر إخفاق منذ كارثة السابع من أكتوبر، ويكشف عن خلل حكومي أمني عسكري، تتحمل الدولة مسؤوليته، لأنها قامت ببيع بطيء للأوهام بين عامة الإسرائيليين حول "النصر الكامل" المتمثل بانقراض آخر عنصر في حماس".
وأضاف في مقال نشرته "القناة 12"، وترجمته "عربي21" أن "القضاء على حماس أصبح كذبة صدّقها كثيرون، لأن الصور الأسبوعية من غزة حطّمت هذه الكذبة، وليس من قبيل الصدفة أن يصرخ نتنياهو ضد هذه الصور، لأنها "تدوس" على صورة "النصر الكامل" التي اخترعها، فالعرض في غزة لا يهدف بالأساس للاستعراض فقط، لكنه كان لغرض واعٍ، مفاده أنه رغم تعرض حماس لضربة قاسية، وتدمير غزة، لكن هذه العروض التي نشاهدها، وتتضمن آلاف المسلحين، تكشف أن الحركة لا زالت تعمل، رغم تعثرها".
وأوضح أن "الساسة الإسرائيليين لعبوا بالصور والوعي العام لجمهورهم ليس أقل من حماس، فقد اعتقد كثيرون منا أنه مع حلول "النصر الكامل" لن يبقى عضو واحد من الحركة، فإذا كان هذا صحيحًا، من أين جاء كل من يرتدون عصابات الرأس في الصور الأسبوعية، ومن أين أتت كل هذه الشاحنات التي رأيناها هنا في السابع من أكتوبر، من أين ظهروا فجأة، لا إجابات حقيقية إلا أنه التناقض والإذلال بأقسى صوره، ولذلك يتشدّق البعض بالقول إنه تم القضاء على حماس عسكريا، لكنه في الوقت نفسه لم يتم القضاء على آخر عناصرها".
وأضاف أن "المستويات السياسية والعسكرية تواصل الكذب بالقول إن حماس تفكّكت إلى الحدّ الذي جعل من الممكن استبدالها بحكومة أخرى، وتحقيق هدف الحرب المتمثل باستبدال سيطرتها على غزة، دون تحقّق الفشل الكامل، بل إن من فشل هو رئيس الوزراء كقائد أعلى بتجنّبه التحرك السياسي المطلوب لإنهاء الإنجاز العسكري، والقرار بشأن "اليوم التالي"، وهو ما عرضه عليه يوآف غالانت في وقت مبكر من كانون الثاني/ يناير 2024، وهذا سبب الصور التي نراها الآن من غزة، وتُدمي قلوبنا".
وأوضح أن "الحلّ السياسي كان على طاولة بنيامين نتنياهو، لكنه تجنّب مناقشته لمدة أربعة أشهر، مستخدماً أعذاراً مختلفة، ثم تبين أن هذا التأجيل كان بسبب خطة كبرى أخرى، وهي التمسك بحرب لا نهاية لها من شأنها أن تبعده عن تحمّل فشل هجوم أكتوبر، ويخدع شريكه بيتسلئيل سموتريتش باحتلال غزة، والسماح له بأن يكون الأداة التي ستعيد إنتاج المستوطنات، لكن ما حصل اليوم أن حماس عادت للمشهد بشكل كبير".
وأوضح أن "نتنياهو يجد نفسه اليوم في فخّ صعب، لأن فرص عودته للحرب ضئيلة، لأن الرئيس دونالد ترامب ومبعوثه ستيف ويتكوف، لا ينويان السماح له بالعودة إليها وإعادة احتلال غزة، لذا فهو عالق في مواجهة التحالف المسيحاني بالوعود التي قطعها لهم بعدم الانسحاب، والعودة للقتال، وإذا لم يمض قدماً بالمرحلة الثانية من الصفقة، فسيخرج خاسرا من كل الجوانب، أما حماس فستكسب من الأمريكيين رغبتها بإنهاء الحرب، وستُبقى معها المختطفين، فيما سيحتفظ هو بالحكومة بين يديه، وهذا هو الفشل الكامل".
وختم بالقول إن "الخيار المعقول الوحيد أمام نتنياهو، الذي اعتاد اللعب بكلّ الاتجاهات، هو الذهاب حتى النهاية مع الأمريكيين، وإنجاز المرحلة الثانية، والوقف الضمني للحرب، لإعادة إعمار غزة، والانسحاب منها، وجلب السلطة الفلسطينية، واستبدال حكومة حماس، وكل ذلك تحت رعاية أمريكية، والتطبيع مع السعودية، وهي الخطوة التي تشكل تعويضا مهما للغاية للاحتلال".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة الأسرى حماس حماس غزة الأسرى المقاومة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من غزة
إقرأ أيضاً:
عملية التبادل السابعة.. حماس تسلم 6 أسرى إسرائيليين فى غزة مقابل الإفراج عن 602 معتقل فلسطينى.. المقاومة: مستعدون للمرحلة الثانية من الاتفاق وعملية تبادل شاملة شرط الانسحاب الكامل للاحتلال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أقامت حركة حماس مراسم متتالية ومنفصلة اليوم السبت، في قطاع غزة للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين حسبما قال مصدر في الحركة، وتم تنفيذ عملية التبادل السابعة مع إسرائيل مع الإفراج عن أسيرين في رفح جنوب القطاع، وإطلاق سراح أربعة أسرى آخرين في النصيرات وسط غزة.
في المقابل، يفرج الاحتلال الإسرائيلي عن ٦٠٢ أسير فلسطيني محتجزين في سجونه، في أحدث مرحلة من عملية التبادل، التي صمدت على الرغم من سلسلة من المشاكل التي كادت أن تفسدها في مناسبات مختلفة.
وأكدت سلطات الاحتلال أنها تسلمت من اللجنة الدولية للصليب الأحمر أسيرين أفرجت عنهما حماس في رفح بجنوب قطاع غزة، هما تل شوهام وأفيرا منجستو، وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه تسلّم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأسيرين، وأوضح بيان عسكري أن قوة مشتركة من الجيش وجهاز الأمن (الشاباك) تسلّمت "المختطفين الإسرائيليين المحررين"، مضيفا في وقت لاحق أنهما "عبرا الحدود إلى الأراضي الإسرائيلية".
وسلمت حماس الأسيرين تال شوهام وأفيرا منجيستو إلى ممثلي الصليب الأحمر الدولي في رفح بغزة بعد أن قادهما مسلحون من حماس إلى منصة، كما سلمت ثلاثة أسرى إسرائيليين آخرين للصليب الأحمر في النصيرات بغزة، وذلك بعد أن صعد الرهائن الثلاثة، وهم إيليا كوهين وأومير شيم توف وأومير وينكرت، برفقة عدد من المسلحين من عناصر القسام إلى المنصة، وهم يحملون شهادات الإفراج عنهم، قبل تسليمهم إلى ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وشارك مئات من مقاتلي حماس الملثمين بزيهم العسكري وعتادهم الكامل الذي تضمن بنادق رشاشة وقذائف صاروخية، في عملية التسليم، إلى جانب مئات الفلسطينيين الذين أحاطوا بموقع التسليم من مختلف الجهات، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس في المكان.
أما الأسير السادس، فهو هشام السيد، والذي أعلنت حماس عن تسليمه في مدينة غزة شمالي القطاع دون إقامة مراسم رسمية، احتراما لفلسطينيي الداخل كما قالت الحركة، وهو الأسير الإسرائيلي الثاني ممن كانوا في حوزة كتائب القسام قبل ٧ أكتوبر ٢٠٢٣.
والرهائن الستة هم آخر الرهائن الأحياء من مجموعة من ٣٣ تقرر إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في ١٩ يناير.
وفي سياق متصل، أكدت عائلة شيري بيباس أن الجثة التي وصلت مساء الجمعة هي بالفعل جثة الرهينة الإسرائيلية، بعد يوم من الارتباك والصدمة.
وقالت حماس إنها جاهزة للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ عملية تبادل شاملة بما يحقق وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا كاملا لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وجاء في بيان لحماس "نؤكد جاهزيتنا للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، واستعدادنا لإتمام عملية تبادل شاملة، بما يحقق وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا للاحتلال، ونحذر من محاولات الاحتلال التنصل من الاتفاق، ونؤكد أن الطريق الوحيد لعودة المحتجزين إلى ذويهم هو عبر التفاوض والالتزام الصادق ببنود الاتفاق".