شهد "بازار ليما" في نسخته الأولى، ضمن فعاليات وبرامج "الشتاء مسندم"، إقبالًا واسعًا من الزوار، حيث جمع بين الثقافة والتراث والفنون التي تميز المنطقة، وتضمن الحدث مجموعة متنوعة من الفعاليات، شملت عروض الفنون الشعبية الحية، والمسابقات الثقافية، والأنشطة الترفيهية والرياضية، بهدف تعزيز التبادل الثقافي ودعم الحرفيين ورواد الأعمال المحليين وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.

وضم البازار جدولًا حافلًا بالأنشطة التي تلائم مختلف الأعمار والفئات، متيحًا تجارب تفاعلية حية، من بينها برامج الطهي التي تسلط الضوء على المطبخ المحلي، وحلقات عمل في الصناعات الحرفية التقليدية التي تشتهر بها محافظة مسندم، مثل صناعة عصا الجرز، والسعفيات، والمجامر، كما تميزت الفعالية بمسابقات حماسية، مثل فن اليولة واللعب بالسيف، وهي من الفنون الشعبية التي لا تزال تحظى بمكانة بارزة في المناسبات والاحتفالات، حيث أتيح للزوار فرصة استكشاف العادات والتقاليد القديمة في رحلة تاريخية تحاكي الزمن الماضي.

وتأتي هذه الفعاليات ضمن الجهود المستمرة لتعزيز مكانة محافظة مسندم كوجهة سياحية متميزة، وإيجاد فرص للتواصل الثقافي بين الزوار من مختلف أنحاء العالم.

وقال سعادة الشيخ عبدالعزيز بن أحمد الهوم المياس، والي دبا: إن ما شاهدناه من عروض متنوعة وبرامج تراثية ثقافية ومشاركات من مختلف فئات المجتمع دليل على نجاح مثل هذه البرامج والأنشطة في جمع الناس ونشر الثقافة وتأصيل الموروث الحضاري. كما أن "بازار ليما"، وما تضمنه من أركان، يتيح الفرصة للزائر والسائح للتعرف على أهم مفردات الثقافة والعادات والتقاليد التي تتميز بها النيابة، وهذا ما عودنا عليه برنامج "الشتاء مسندم"، الذي يعد من البرامج الترويجية الرائجة للسياحة في المحافظة، والذي يتنقل بفعالياته وبرامجه الجاذبة في مختلف ولايات المحافظة ليكون أكثر شمولًا وتنوعًا.

من جانبه، أكد نائب والي خصب بنيابة ليما أن "بازار ليما" شكّل فرصة لتنمية المشاريع المنزلية التي تميز المنطقة، حيث ضم مجموعة متنوعة من الصناعات الحرفية، والمأكولات المحلية والعالمية، والهدايا، والعطور، واللوحات الفنية وغيرها، كما يُعد البازار واجهة سياحية تعكس تفرد النيابة، مسلطًا الضوء على مقوماتها الاقتصادية والسياحية الواعدة، ومسهمًا في إبراز موروثها التقليدي من الفنون الشعبية والصناعات الحرفية.

احتفاء بالتراث

وأوضح عبدالله بن أحمد الشحي، رئيس المكتب المساعد ورئيس لجنة التنسيق والمتابعة لموسم "الشتاء مسندم"، أن "بازار ليما" يهدف إلى الترويج للثقافة والتراث المحلي الفريد في المحافظة عمومًا، ونيابة ليما خصوصًا، نظرًا لما تحمله من تاريخ عريق، كما يسعى إلى تسليط الضوء على مفردات التراث والهوية الثقافية من خلال عروض حية للحرف اليدوية والفنون التقليدية، إلى جانب تنشيط الحركة السياحية والاقتصادية ودعم رواد الأعمال من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وأكد أن البازار لم يكن مجرد فعالية ترويجية، بل كان منصة لإشراك المجتمع المحلي وأبناء النيابة، عبر دعم المنظمين والمشاركين من الباحثين عن عمل والأسر المنتجة، مضيفًا إن الجهود المبذولة هدفت إلى تقديم تجربة حية ومثرية تلبي تطلعات المواطنين والمقيمين والزوار، للاستمتاع بالأجواء الشتوية والفعاليات المتنوعة.

كما أكد الدكتور يوسف بن عبدالله الشحي أن استضافة إحدى محطات "الشتاء مسندم" في النيابة أدخلت البهجة على الجميع، صغارًا وكبارًا، ورسمت الابتسامة على الوجوه، خاصة لدى الأطفال، كما شكلت الفعالية متنفسًا رائعًا وسط الطبيعة الخلابة، حيث الجبال الشامخة والبحر الممتد، فتحولت النيابة إلى ساحة اجتماعية نابضة بالحياة وسوق مزدهر، مما أتاح للأسر فرصة لعرض منتجاتها وتعليم الأبناء مبادئ البيع والشراء وأهمية التجارة، كما استقطب "بازار ليما" اهتمامًا واسعًا بفضل التغطية الإعلامية عبر الوسائل المرئية والمسموعة ومنصات التواصل الاجتماعي، مسلطًا الضوء على جمال النيابة وتفرد بيئتها الطبيعية.

من جهته، أشاد محمد بن علي العقبي، عضو المجلس البلدي بولاية دبا، بتألق نيابة ليما، الجوهرة الساحلية لمحافظة مسندم، خلال افتتاح "بازار ليما"، الذي جاء في أجواء احتفالية زاخرة بالإبداع والتراث، وأكد أن الحدث لم يكن مجرد سوق تقليدي، بل مهرجان ثقافي يعكس روح الأصالة العُمانية، متناغمًا مع تطلعات "رؤية عُمان 2040"، التي تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية، ودعم الصناعات الحرفية، وتمكين المجتمعات المحلية من خلال التنمية المستدامة.

وأضاف: إن نجاح البازار يؤكد المكانة المتنامية لمحافظة مسندم على خارطة السياحة والثقافة العُمانية، حيث يجسد هذا الحدث لقاء الماضي بالحاضر في صورة تنموية مشرقة، لافتًا إلى أن الفعالية توفر فرصًا لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لعرض منتجاتهم وخدماتهم، مما يسهم في زيادة دخلهم وتوسيع أعمالهم، إضافة إلى إيجاد فرص عمل مؤقتة ودائمة للشباب في قطاعات السياحة والضيافة والتجارة.

تجربة استثنائية

من جانبها، قالت فاطمة بنت سالم بن علي الشحية: إن "بازار ليما" كان تجربة استثنائية تعكس روح الحرفة وأصالتها، ولمسته عن قرب بصفتي حرفية ومنظمة لمجموعة من الحرفيين، ورأيت الجهود تتحول إلى لوحات فنية تنبض بالتراث، حيث تحمل كل قطعة قصة تُروى عبر أنامل مبدعة، ولم يكن الحدث مجرد عرض للفخاريات والسعفيات والمجامر، بل كان لقاءً يجمع الحرفيين بالجمهور، حيث تفاعل الزوار مع الأعمال بإعجاب، وبحثوا عن التفاصيل التي تمنح كل منتج هويته الخاصة، وأكثر ما أسعدني هو رؤية الشغف في عيون الحرفيين والعمل المتقن الذي يعكس إيمانهم بالحرفة كرسالة قبل أن تكون مهنة، ومثل هذه الفعاليات ليست مجرد مناسبات عابرة، بل حاجة ملحة للحفاظ على التراث ودعم الحرفيين ليواصلوا الإبداع ويمنحوا الحرفة حضورًا يليق بها في المستقبل.

وقالت سهيلة القيشية: شاركتُ في "بازار ليما" كصاحبة مشروع "الفخامة للكيك والحلويات"، وكانت التجربة أكثر من رائعة، حيث كان الحدث منظمًا بشكل جيد، واستقطب عددًا كبيرًا من الزوار الذين أبدوا اهتمامًا كبيرًا، وما أعجبني حقًا هو الأجواء والتفاعل المباشر مع رواد البازار، حيث تمكنتُ من تقديم منتجاتي والتعريف بها بشكل أفضل، وتلقيت الكثير من التعليقات الإيجابية، وبكل تأكيد، سأحرص على المشاركة في المهرجانات القادمة، وأوصي أي صاحب مشروع بالحضور والمشاركة، فهي تجربة تضيف الكثير لأي مشروع.

وأكد عدد من أبناء نيابة ليما أن فعاليات وبرامج "الشتاء مسندم"، وخاصة في نيابة ليما، تمثل حدثًا مهمًا يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانة المنطقة كوجهة سياحية مميزة، وأشاروا إلى أن هذه الفعاليات تحمل العديد من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، حيث تسهم في تنشيط السياحة والاقتصاد المحلي من خلال استقطاب أعداد كبيرة من الزوار من داخل سلطنة عمان وخارجها، مما يعزز الحركة السياحية في المنطقة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشتاء مسندم الضوء على

إقرأ أيضاً:

دبي تطلق «سند السياحية» للزوار من أصحاب الهمم

دبي: «الخليج»
أعلنت دبي إطلاق «بطاقة سند السياحية» للزوار من أصحاب الهمم، المبادرة المميزة الرامية لتمكين المسافرين من هذه الفئة من الحصول على خدمات ومزايا لتعزيز تجاربهم في الإمارة، حيث يمكن لمن لديهم بطاقات ذوي الإعاقة سارية المفعول في بلدانهم الأم، الحصول على البطاقة الجديدة عبر تطبيق «دبي الآن».
تتيح البطاقة إمكانية الاستفادة من مجموعة متنوعة من الخدمات والمرافق ومنها: المواقف المجانية والمساعدة في المطار والمواصلات العامة والحصول على تذاكر مجانية أو مخفضة للعديد من مناطق الجذب السياحي، وتخفيضات في مراكز التسوق والمطاعم والصيدليات وشركات الاتصالات.
كما توفر البطاقة مجموعة من المزايا الإضافية القيمة، تشمل توفير كراسي ملائمة وألعاب مخصصة للأطفال في حديقتي مشرف وزعبيل، كما تتيح الدخول المجاني إلى الأندية الرياضية والحصول على تخفيضات حصرية من الشركاء في مجموعة مميزة من المتاجر والمطاعم، من بينها سامسونج جلف للإلكترونيات ومطاعم باركرز وشركة شرف دي جي.
وتتولى هيئة تنمية المجتمع بالتعاون مع دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، الإشراف على هذه المبادرة التي تسلط الضوء على الالتزام بتعزيز التضامن الاجتماعي، انسجاماً مع أولويات أجندة دبي الاقتصادية 33D، وأجندة دبي الاجتماعية 33.
ويأتي إطلاق هذه البطاقة، التي تُعد واحدة من أولى البطاقات المخصصة لأصحاب الهمم على مستوى العالم، عقب حصول دبي على التصنيف الرسمي العالمي بوصفها «أول وجهة سياحية معتمدة للتوحد» في النصف الشرقي للكرة الأرضية من المجلس الدولي لمعايير الاعتماد والتعليم المستمر.
ويمكن لأصحاب الهمم الذين يزورون دبي للمرة الأولى الحصول على البطاقة عند الوصول، بينما يمكن لمن زارها سابقاً الحصول عليها قبل مغادرة بلدانهم الأصلية، حيث يضمن لهم ذلك الحصول مباشرة على الخدمات فور وصولهم إلى دولة الإمارات عبر مطارات دبي أو دخول حدودها البرية.
وأكدت حصة بنت عيسى بوحميد، مدير عام هيئة تنمية المجتمع، أن إطلاق البطاقة يبعث برسالة ترحيب وتقدير لكل زائر من أصحاب الهمم، حيث تؤكد دبي من خلالها: «نرحب بك، نقدّرك ونقدّم لك كافة احتياجاتك»، كما أكدت على أن المبادرة تتجاوز مجرد توفير التسهيلات، لتعكس قيم التمكين والفرح وصناعة ذكريات إنسانية ملهمة.
فيما قال هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي: «في إطار الرؤية الطموحة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في جعل الإمارة وجهة مفضلة للزيارة للجميع، تأتي هذه المبادرة للتأكيد على التزام المدينة بتوفير تجربة عالمية المستوى للجميع».
بدوره قال بول غريفيث، الرئيس التنفيذي لمطارات دبي: «نولي أهمية قصوى لتوفير تجربة سفر سلسة وشاملة لكافة المسافرين. وتمثل بطاقة سند السياحية خطوة هامة أخرى لتعزيز جهودنا الرامية إلى إزالة الحواجز ووضع معايير جديدة في مجال تسهيل الوصول ومن خلال تعاوننا الوثيق مع شركائنا، نضمن أن يحظى ضيوفنا من أصحاب الهمم بنفس الترحيب عالمي المستوى الذي يُميز دبي، منذ لحظة وصولهم».

مقالات مشابهة

  • وزير الشؤون النيابية: مستقبل وطن يساند سياسات الدولة ويدعم توجهاتها
  • دبي تطلق «سند السياحية» للزوار من أصحاب الهمم
  • "عُمران" تبرم شراكة استراتيجية مع "محسن حيدر درويش" لتطوير منتجع "آلي نيفاس" في مسندم
  • مجموعة عُمران توقع اتفاقية لتطوير منتجع في محافظة مسندم
  • مناقشة تخصيص قطعة أرض استثمارية لـ"المحجر البيطري" بدبا
  • مشروع لتربية ثروة المحار في سواحل مسندم
  • 31 ألف زائر مع ختام "كرنفال مسندم".. وركن "الطيور الناطقة" يجذب الجمهور
  • "عُمران" تستعرض جهود التنمية السياحية المستدامة بـ"معرض سوق السفر العربي"
  • منتجات يدوية في بازار دعم الأسرة السورية ‏بدمشق
  • “أثر الفراشة”… بازار لدعم قدرات المرأة في مخيم درعا