شرعنة الانقلاب و تأثيرها على الديموقراطية (1/2)
تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT
بقلم:. د. محمد حمد مفرح
بالرغم من اسهامات علماء المسلمين المقدرة في مجال التشريع الاسلامي ذي الصلة بنظام الحكم، الا انهم لم يقوموا بابتداع نظام حكم
متكامل يقوم على الشريعة و معطيات العصر، موفقا بين الأصل و العصر عبر التقيد بالقطعي الورود من الدين الاسلامي كالشعائر، مع الاجتهاد في ما عدا ذلك من مستجدات.
و في ظل عدم توافر نظام حكم اسلامي وفقا للتوصيف انف الذكر، فقد تسيدت الديموقراطية، كنظام حكم، انظمة الحكم الأخرى. و بذا فقد غدت توجها عالميا انتظم الكثير من دول العالم غربا و شرقا و عمل على احداث تحولات اجتماعية و سياسية و اقتصادية ايجابية كبيرة في هذه الدول. لذا فقد قطعت الدول التي طبقت نظام الحكم الديموقراطي اشواطا حضارية جد بعيدة نقلتها الى افاق النهضة و التطور الحقيقيين. و كان لطبيعة الديموقراطية القائمة على الحرية و العدالة و المساءلة Accountability و الشفافيةTransparency و كل ما هو ضروري لارساء دعائم الاستقرار، كان لها القدح المعلى في استشراف الدول المشار إليها افاق النهضة و الرفاه.
و نظرا لالتقاء الديموقراطية مع الشريعة في قيام كليهما على قيم الحرية و العدل و المساءلة بناء على اقرار الحقوق و الواجبات للمواطن، و استهداف سعادة الانسان و رفاهه، مع تفوق الشريعة، بطبيعة الحال، على الديموقراطية في الكثير من المناحي كونها (الشريعة) تعد ذات بعد اخروى، نظرا لذلك يمكن، في غياب نظام الحكم انف الذكر، اعتماد الديموقراطية كنظام حكم في العالم الاسلامي. غير ان من الضروري استلهام الديموقراطية لروح الدين مع اخضاعها لواقع الدول و تأصيلها، و ذلك حرصا على مخاطبتها لواقع دولنا الاسلامية و عدم اصطدامها بقيم الدين و الاصول المرعية بهذه الدول. و هذا يحتم، بالقطع، عدم التقيد الحرفي بالديموقراطية كمنتوج فكري غربي (ديموقراطية ويستمنستر) Westminister Democracy بل تأصيلها بما يتماشى مع قيم ديننا و مجتمعاتنا. بمعنى اخر يمكن أن يتم ابتداع نظام حكم ديموقراطي Democratic rule يناسب واقع الدول الاسلامية الحضاري و يتناغم مع قيمها و أصولها مع تلبيته لحاجات الشعوب المتحركة في عالم سريع التطور.
و تأتي أهمية ابتداع نظام الحكم الديموقراطي هذا من حتمية تمسكنا بقيم الدين مع اخضاع العديد من المسائل الاجتماعية و الاقتصادية والسياسية و الفكرية و الثقافية التي تفرضها ضرورات الحياة و تعاملاتها، الى الاجتهاد المؤطر بالدين. و لا شك في ان قيم الدين التي يعبر عنها الكتاب و السنة تمثل معينا قيميا لا ينضب، يحتاج الى البحث ليتم استيعابه في التشريعات و القوانين. كما ان ثمة حاجة للالمام بالمستجدات العصرية في كل المجالات و اسنيعاب التشريع لها.
و إذا كانت الدول غير الاسلامية التي طبقت و تطبق الديموقراطية حريصة على قيم الحرية والعدل و السلام كممسكات للاستقرار و رفاه الشعوب Welfare of nations فمن باب أولى ان تحرص الدول الاسلامية على هذه القيم التي سبق ديننا الاسلامي كل المعتقدات لها. و تبعا لذلك فليس من الدين في شيء الالتفافOutflanking على هذه القيم بشتى الأساليب و ذلك في مسعى مكشوف لتحييدها من اهدافها و مقاصدها، تحت أي دعاوي كانت. و بالقطع فان التذرع بأي دعاوى او مبررات تتقاطع مع الدين و لا تتسق مع قيمه يصادم مقاصد الدين و يفضح أهداف الحكم المعني خاصة إذا كان هذا الحكم ينتهج الاسلام، وفقا لبرنامجه و فكره المعلن.
mohammedhamad11960@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: نظام الحکم قیم الدین نظام حکم
إقرأ أيضاً:
البرازيل: المحكمة العليا تحسم مصير بولسونارو اليوم في قضية الانقلاب
يجتمع قضاة من المحكمة العليا البرازيلية، اليوم الثلاثاء، لتحديد ما إذا كان الرئيس السابق جايير بولسونارو، وحلفاؤه المقربون سيمثلون للمحاكمة في 5 اتهامات، من بينها محاولة تنفيذ انقلاب.
ووجه المدعي العام، باولو جونيت، اتهامات لبولسونارو الشهر الماضي بالتآمر لتنفيذ انقلاب، بعد خسارته انتخابات 2022 أمام منافسه والرئيس الحالي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
وتشمل الخطة المزعومة محاولة تسميم لولا، واغتيال قاضي المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس، الذي يعتبر خصماً لبولسونارو.
Brazil top court to weigh whether Bolsonaro will stand trial https://t.co/8v0O0OFak6
— The Straits Times (@straits_times) March 25, 2025وسيجتمع 5 قضاة من المحكمة العليا، من بينهم دي مورايس الذي يعمل مقرراً للقضية، ابتداء من الساعة 09:30 صباحاً بالتوقيت المحلي في برازيليا، للبت في التهم التي وجهها جونيت. وفي حال موافقة الأغلبية، سيصبح المتهمون رسمياً مدعى عليهم في قضية جنائية.
ويواجه بولسونارو ومساعدوه المزعومون أيضاً اتهامات بالمشاركة في منظمة إجرامية مسلحة، ومحاولة الإطاحة العنيفة بسيادة القانون الديمقراطي، والتخريب المصحوب بالعنف والتهديد الخطير لممتلكات الدولة.