الانتخابات الألمانية تقترب: معركة حاسمة بين شولتز وميرتس وهابيك في سباق المستشار
تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT
مع اقتراب موعد الانتخابات الفيدرالية المبكرة يوم الأحد، تكثف الأحزاب السياسية جهودها في المرحلة الأخيرة لحشد الدعم. حيث يتوجه الألمان إلى مراكز الاقتراع يوم الأحد لاتخاذ قرار بشأن حكومتهم المقبلة في انتخابات حاسمة ستؤثر على اتجاهات السياسة الألمانية والأوروبية.
ويتنافس على منصب المستشار أربعة مرشحين بارزين: أولاف شولتس من الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD)، وفريدريك ميرتس من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU)، وروبرت هابيك من حزب الخضر، وأليس فايدل من حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف.
وفقًا لأحدث استطلاعات الرأي، يتصدر حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي السباق بحوالي 30% من التأييد، يليه حزب البديل من أجل ألمانيا الذي يحقق طفرة ملحوظة في الانتخابات ويُتوقع أن يحصل على نحو 20%.
أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر، فيعانيان من تراجع حيث يُتوقع أن يحصل شولتس على نحو 16%، بينما هابيك على 13%.
في يوم الجمعة، عقد شولتس تجمعًا حاشدًا في مدينة دورتموند، بينما نظم ميرتس تجمعًا انتخابيًا في مدينة أوبرهاوزن. ناقش المرشحان مجموعة من القضايا الحاسمة وعبّرا عن آرائهما في محاولة لحشد التأييد وتعزيز مواقفهما.
تُعد السياسة الخارجية الأمريكية من القضايا التي أثارت جدلًا في ألمانيا بعد عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. حيث أدى نهج ترامب إلى توتر العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، وكان من أبرز القرارات المثيرة للجدل تهديده بفرض رسوم جمركية على أوروبا، وإعلانه عن اقتراحات مثيرة للجدل بشأن غزة، بما في ذلك تهجير السكان الفلسطينيين إلى دول أخرى.
كما كان لترامب العديد من المواقف المثيرة مثل رغبته في شراء غرينلاند، وسحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس ومنظمة الصحة العالمية، بل والتهديد بالانسحاب من حلف الناتو.
وفي سياق متصل، كشف استطلاع حديث أن 45% من الألمان يعتبرون أن السلام والأمن في أوروبا هما العاملين الرئيسيين في قرارهم الانتخابي.
وفي هذا السياق، أشار ميرتس إلى أن أوروبا بحاجة إلى أن تكون مستعدة لتأمين نفسها بشكل مستقل دون الاعتماد على الولايات المتحدة، معتبرًا أن التغيير في الإدارة الأمريكية قد يعيد تشكيل الخريطة السياسية العالمية.
ويرى ميرتس أن إدارة ترامب أجبرت أوروبا على إعادة النظر في العديد من الأمور، وعلى رأسها أمنها واعتمادها على واشنطن. وقد صرح مرشح الاتحاد الديمقراطي المسيحي بأن على أوروبا أن تعدّ نفسها بشكل كامل وأن تكون مستعدة لتأمين نفسها بنفسها دون دعم الولايات المتحدة، مشككًا في موثوقية حلفاء أوروبا عبر المحيط الأطلسي.
وذكر ميرتس في تجمع حملته الانتخابية: "نحن نشهد تغييرًا في الحكومة في أمريكا ليس مجرد تغيير حكومة أخرى بل تغييرًا قد يعيد تشكيل خريطة العالم بالكامل".
كما تحدث المستشار شولتس عن الولايات المتحدة في آخر تجمع انتخابي له. وانتقد مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس بعد خطابه المثير للجدل في مؤتمر ميونيخ للأمن الذي انتقد فيه أوروبا بسبب قوانينها "المقيدة" وأزمة الهجرة والأمان وقمع حرية التعبير.
وقال شولتس: "أقول صراحةً أنه في هذا البلد لا يمكنكم في هذا البلد أن تتجولوا وتطلقوا الشتائم، لا في هذه القاعة ولا في السوق ولا في أي متنزه ولا على وسائل التواصل الاجتماعي".
من القضايا الحاسمة في الانتخابات الألمانية أيضًا هو استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا. حيث تتباين مواقف السياسيين الألمان حول هذا الصراع. بينما تدعم بعض الأطراف، مثل ميرتس، استمرار المساعدات الألمانية لأوكرانيا، تطالب أخرى، مثل فايدل من حزب البديل من أجل ألمانيا، بوقف الدعم وتسليم الأسلحة لأوكرانيا.
وأشار ميرتس: "لقد كنا مخطئين للغاية بشأن ما حدث في أوكرانيا، ليس في عام 2022 عندما أصبح الأمر واضحًا، بل في عام 2014 عندما بدأ الأمر."
"لا يمكننا أن نخطئ مرة أخرى. إذا أخطأنا مرة أخرى، فإن الثمن لن يكون باهظًا جدًا بالنسبة للشعب في أوكرانيا فحسب، بل سيكون باهظًا جدًا بالنسبة لنا أيضًا".
كما تعهد المستشار شولتس بمواصلة دعم أوكرانيا عسكريًا وماليًا. وقد ذكر شولتز بشكل روتيني أن حكومته ستواصل مساعدة أوكرانيا طالما استمرّت كييف في صد هجمات موسكو.
"لن نترك أوكرانيا وحدها، ولن نقرر فوق رؤوسهم. سوف نضمن أنها دولة تقرر بنفسها من يحكمها"، كما أوضح شولتز خلال تجمعه في دورتموند.
تُعد ألمانيا أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي وأحد أكبر موردي الأسلحة إلى أوكرانيا، ومن المتوقع أن تلعب الحكومة الألمانية المقبلة دورًا محوريًا في تحديد ملامح السياسة الأوروبية.
من المقرر أن تفتح صناديق الاقتراع في الساعة 8 صباحًا وتغلق في الساعة 6 مساءً يوم الأحد. يمكن للألمان أيضًا التصويت عن طريق الاقتراع البريدي، ولكن يجب أن تصل بطاقات الاقتراع بحلول الموعد المحدد لإغلاق مراكز الاقتراع.
يتوقع أن تصدر النتيجة الرسمية بسرعة بعد إغلاق مراكز الاقتراع يوم الأحد، مع بدء عملية فرز الأصوات على الفور.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شولتس ينتقد ماسك: حرية التعبير ليست مبررًا لدعم اليمين المتطرف بعد عرقلته لحزمة مساعدات بقيمة 3 مليارات يورو لأوكرانيا .. مكانة شولتس السياسية على المحك انطلاق الحملة الانتخابية في ألمانيا واليمين المتطرف يقدم مرشحة لخلافة المستشار أولاف شولتس فلاديمير بوتيندونالد ترامبألمانياروسياأولاف شولتسالحرب في أوكرانياالمصدر: euronews
كلمات دلالية: روسيا دونالد ترامب أوكرانيا الاتحاد الأوروبي قطاع غزة روسيا دونالد ترامب أوكرانيا الاتحاد الأوروبي قطاع غزة فلاديمير بوتين دونالد ترامب ألمانيا روسيا أولاف شولتس الحرب في أوكرانيا روسيا دونالد ترامب أوكرانيا الاتحاد الأوروبي قطاع غزة إسرائيل فولوديمير زيلينسكي الصحة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني محادثات مفاوضات حركة حماس حزب الاتحاد الدیمقراطی المسیحی الحزب الاشتراکی الدیمقراطی حزب البدیل من أجل ألمانیا الولایات المتحدة یعرض الآنNext یوم الأحد من حزب
إقرأ أيضاً:
ألمانيا تتجه نحو أكبر إنفاق دفاعي منذ الحرب الباردة لمواجهة التهديدات
قررت ألمانيا ضخ استثمارات ضخمة لتعزيز قدرات جيشها، في وقت تواجه فيه أوروبا تحديات أمنية، خاصة بعد ضغوط الإدارة الأمريكية للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وهو اتفاق قد يكون أكثر ملاءمة لموسكو من كييف، مما يدفع الدول الأوروبية إلى إعادة النظر في استراتيجياتها الدفاعية.
وأعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن خطة تاريخية للاستثمار ضخمة بقيمة تصل إلى 600 مليار يورو، في الجيش الألماني، بمستويات لم تشهدها البلاد منذ الحرب الباردة، حيث أقرت حكومته تعديلًا دستوريًا يتيح توفير مليارات اليوروهات خارج القيود التقليدية للميزانية.
ووفقًا لتقديرات رسمية، فإن استمرار ألمانيا في إنفاق 3.5 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي على مدى السنوات العشر المقبلة قد يصل بإجمالي الاستثمارات الدفاعية إلى 600 مليار يورو، ما يعكس تحوّلًا استراتيجيًا كبيرًا في سياستها العسكرية.
في إطار هذه التحولات، أجرت القوات الألمانية مؤخرًا مناورات عسكرية مشتركة مع خمسة من حلفاء الناتو في موقع غير معلن وسط البلاد، حيث حاكت التدريبات سيناريو هجوم من قبل "خصم أجنبي" على أحد أعضاء الحلف.
وأكد الجنرال الألماني هامرشتاين خلال التدريبات أن ألمانيا تتحمل مسؤولية كبيرة كدولة محورية في أوروبا، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود العسكرية لمواجهة أي تهديدات محتملة.
وأنهى الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في شباط / فبراير 2022 كان لحظة فاصلة، الاعتقاد بأن القارة الأوروبية في مأمن من الحروب الكبرى، وأطلقت الحكومة الألمانية آنذاك ما يعرف بـ "Zeitenwende"، أو "نقطة التحول"، في إشارة إلى بدء عهد جديد من الإنفاق العسكري المكثف.
وقد أعلن المستشار السابق أولاف شولتز عن إنشاء صندوق استثنائي بقيمة 100 مليار يورو لإعادة بناء الجيش الألماني، لكنه واجه عقبات بيروقراطية وخلافات داخل الحكومة، ما أدى في النهاية إلى فقدانه لمنصبه.
على مدار العقود الماضية، شهدت ميزانية الدفاع الألمانية تقلبات حادة، حيث بلغت ذروتها عند 4.9 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي عام 1963، قبل أن تتراجع إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق عام 2005 عند 1.1 بالمئة فقط. لكن في عام 2024، تجاوزت ألمانيا للمرة الأولى منذ أكثر من 30 عامًا الحد الأدنى الذي يفرضه الناتو على إنفاق الدفاع، والبالغ 2 بالمئة من الناتج المحلي، في خطوة تعكس التزامها الجديد بتعزيز قدراتها العسكرية.
مع هذه الاستثمارات الضخمة، تضع ألمانيا نفسها على طريق جديد يجعلها قوة عسكرية أكثر تأثيرًا في أوروبا، ليس فقط لحماية أمنها القومي، بل أيضًا لدعم استقرار القارة في مواجهة التهديدات المتصاعدة.