رئيس جنوب أفريقيا: الاستثمارات المباشرة في دول بريكس أكبر 4 مرات عما سبق
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
قال رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، أن التجارة بين دول بريكس تؤدي دورا كبيرا في اقتصاد بريكس، والاستثمارات المباشرة في دول بريكس أكبر 4 مرات مما كانت عليه.
رئيس جنوب أفريقيا: "بريكس" منصة مهمة لتطوير التعاون بين دول المجموعة (شاهد) الرئيس الصيني يصف قمة بريكس بـ"نقطة انطلاق تاريخية جديدة"
وتابع "رامافوزا" خلال كلمته في قمة بريكس، اليوم الثلاثاء، أن الإجراءات أحادية الجانب التي لا تتطابق مع شروط التجارة الدولية لذلك يجب أن نعزز من موقفنا لكي يكون النمو الاقتصادي حرا.
وأشار إلى أن الهدف الأساسي من بريكس هو التطور متعدد الجوانب، مطالبا بإحداث تغييرات جذرية للمؤسسات الدولية لكي تتطابق مع المجتمع الدولي، وهذا بالدرجة الأولى يتعلق ببنك التنمية الجديد، لافتا إلى أنه منذ تشكيل بريكس فقد أسس قدرات على تعبئة الموارد لبناء البنية التحتية والتطور المستقر والثابت للدول النامية.
وأكمل أنه تحدث مع رئيس بنك التنمية الجديد، وكانت قد قالت له إن البنك مستعد لدعم تطوير دول واقتصادات بريكس، حيث إن اقتصادات دول بريكس تتتطور بسرعة كبير في المجال التقني وهذا يؤدي إلى تغيرات اجتماعية في مجالات أماكن العمل والمساواة والتخلص من الفقر.
انطلاق قمة "بريكس" اليوم وسط آمال بتوسيع قاعدة الدول الأعضاء
وانطلقت اليوم الثلاثاء في جوهانسبرغ عاصمة جنوب إفريقيا قمة مجموعة دول "بريكس" في مسعى لترسيخ دورها في النظام الاقتصادي العالمي، وتتصدر مناقشاتها توسيع قاعدة الدول المنضمة إلى التحالف.
وتضم مجموعة "بريكس -BRICS" كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا والتي تشكل اقتصاداتها مجتمعة أكثر من 26% من الاقتصاد العالمي، فيما يشكل عدد سكان هذه الدول 40%، من سكان العالم.
يأتي ذلك في وقت نفى فيه منظمو القمة أي خطط لمناقشة إصدار عملة خاصة بالمجموعة، وهو ما كان قد طرحه الرئيس البرازيلي هذا العام كمقترح لوقف الاعتماد على الدولار الأميركي.
وتناقش القمة جملة من الملفات بحضور أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة، بالإضافة إلى قادة دول المجموعة التي تضم كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.
ومنذ تأسيسها في العام 2009 تسعى مجموعة دول بريكس للتحول إلى قوة اقتصادية عالمية على غرار دول مجموعة السبع الصناعية وقد وقفت عقبات كثيرة في وجه تحقيق هذا الحلم، لكن دول المجموعة قطعت أشواطاً لا بأس بها لفرض نفسها كقوة عالمية.
ويأتي التوسع في عضوية المجموعة على رأس جدول الأعمال، بعد أن تم تجاهل هذا البند في القمم السابقة، وهناك حاليا 23 دولة تصطف للانضمام للمجموعة بما في ذلك إندونيسيا والمملكة العربية السعودية ومصر.
أما الملف الثاني والمطروح بقوة للنقاش هو العملة المشتركة، حيث سيعيد التكتل إحياء فكرة تقليص هيمنة الدولار على مدفوعات التجارة العالمية، وقد عاد النقاش حول العملة الموحدة إلى الظهور بعد ارتفاع أسعار الفائدة والحرب الروسية الأوكرانية التي أدت إلى ارتفاع قوة العملة الأميركية، إلى جانب تصاعد تكلفة السلع المسعرة بالدولار.
ويقترح أعضاء في مجموعة "البريكس" زيادة استخدام العملات المحلية في التجارة البينية وإنشاء نظام دفع مشترك. وبالفعل بدأ العديد من دول "بريكس" في تسوية صفقات تجارية ثنائية بالعملات المحلية.
ومع ارتفاع التجارة البينية 56% إلى 422 مليار دولار على مدى السنوات الخمس الماضية، وبلوغ الناتج المحلي الإجمالي لدول البريكس نحو 26 تريليون دولار، أي أكثر من ربع الناتج الإجمالي العالمي، بدأ التفكير جدياً في تعزيز دور بنك التنمية الجديد من خلال توسيع مصادر تمويله. البنك الذي أسسته مجموعة البريكس في 2015 كبديل لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، تقلص دوره بسبب العقوبات الغربية على روسيا التي كانت تمثل أحد مصادر التمويل.
بالإضافة إلى تمويل التنمية؛ سيكون الأمن الغذائي ملفاً رئيسيا على جدول أعمال قمة مجموعة "بريكس"، على خلفية الإجراءات التي اتخذتها الهند وروسيا والتي ساهمت برفع أسعار الغذاء عالميا. وقد فرضت الهند قيودا على تصدير الأرز لحماية سوقها المحلي، فيما انسحبت روسيا من اتفاق لضمان المرور الآمن لصادرات الحبوب الأوكرانية. وقد جعلت هذه الإجراءات الوضع الغذائي أسوأ في الدول الفقيرة، التي لطالما تغنت مجموعة "بريكس" بدعمها والدفاع عن حقوقها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جنوب أفريقيا بريكس اقتصاد بريكس قمة بريكس سيريل رامافوزا دول بریکس
إقرأ أيضاً:
حفيد مانديلا لـ”الثورة ” :التزام جنوب أفريقيا بدعم النضال الفلسطيني مبدئي وثابت
من المؤسف أن نرى دول العالم العربي والدول الإسلامية تطبع علاقاتها مع إسرائيل ومتواطئة إزاء جرائم الحرب التي ترتكبها الاحتلال في غزة اليمن بات ظهرا تستند إليه المقاومة الفلسطينية وتشعر أنها ليست وحدها . علينا جميعا أن نبقى ثابتين مع رؤية وأهداف المؤتمر الذي انعقد بصنعاء .. فلسطين لن تكون وحيدة . بريطانيا دائما في الجانب الخطأ من التاريخ ..لذلك لم يفاجئني قرار منعي من دخولها . نحن في جنوب افريقيا مصممون على أن ينال مرتكبو جرائم الإبادة الجماعية في فلسطين عقابهم على ما اقترفوه من جرائم منذ عام 1948 . الخطر على العالم يكمن في نظام القطب الواحد المتمثل بالهيمنة الأمريكية على العالم .. و”البريكس” خيار جديد .
جسد المناضل الأفريقي الأممي الراحل نيلسون مانديلا معنى الأخوة الإنسانية، أخوة الخلق التي وصفها الإمام علي بن أبي طالب -عليه السلام- .. مانديلا زار غزة عام 1995م، ومن هناك قطع وعدا بأن تعمل بلاده على دعم النضال الفلسطيني حتى التحرير، وقال : “ إن استقلال دولة جنوب إفريقيا لن يكتمل إلا باستقلال فلسطين “.
وفي هذا الموقف يتجسد المؤمن الحق الذي يحب لأخيه ما يحبه لنفسه، كما في حديث النبي الأكرم الذي بدأه بالقسم “ والذي نفس محمد بيده … “ .
أسس مانديلا حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وقاد من خلاله نضالا طويلا حتى تخلصت جنوب إفريقيا من نظام الفصل العنصري عام 1994م.
وعلى مدى 30 عاما ظل حزب مانديلا ولا يزال هو الحزب الحاكم في دولة جنوب إفريقيا، ولا يزال الحزب متمسكا بوعد مانديلا في دعم النضال الفلسطيني، وهذا ما دفع حكومة جنوب إفريقيا لتقديم دعوى ضد كيان إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية في ديسمبر 2023م.
ومن أجل فلسطين، استجاب حفيد مانديلا زويلفليل مانديلا- عضو البرلمان في جنوب إفريقيا لدعوة صنعاء والمشاركة في “ مؤتمر فلسطين الدولي الثالث “ الذي اختتم أعماله في الـ25 من مارس الماضي.
“الثورة” التقت حفيد مانديلا في حوار تحدث فيه عن التزام بلاده في دعم النضال الفلسطيني، وعن الدعوة التي رفعتها في محكمة العدل الدولية، والضغوط التي تتعرض له بلاده على خلفية مواقفها، كما تطرق الحوار الى الخذلان العربي لإخوانهم الفلسطينيين مقارنة بالدعم الأفريقي الذي تلقته بلاده في نضالها ضد نظام الفصل العنصري:
أجرى الحوار/ عباس السيد – ترجمة/ هاشم السيد
يتداول السياسيون في جنوب إفريقيا مقولة شهيرة لجدكم الراحل المناضل الأممي نيلسون مانديلا، وهي : ستظل حريتنا ناقصة مالم تكتمل بحرية الفلسطينيين « .. مقولة مانديلا باتت أشبه بمبدأ سياسي لجنوب إفريقيا، مع انها أخلاقية اكثر منها سياسية.. ما الذي يجعلكم تتمسكون بهذا المبدأ في ظل عالم تتحكم به المصالح وحسابات الربح والخسارة ؟
– أولا شكرا على دعوتكم لي للحديث عبر صحيفتكم .
لقد زار جدي نيلسون مانديلا غزة عام 1995م قطاع غزة، وأعلن من هناك أن حرية جنوب أفريقيا ليست كاملة بدون حرية فلسطين، وهذا يعتبر التزاماً حقيقياً بدعم النضال الفلسطيني من قبل الشعب والقيادة في دولة جنوب أفريقيا، وليس من قبل مانديلا فحسب .
نحن كنا نستفيد من تضامن العالم معنا للحصول على حريتنا، وذلك التضامن الدولي شكل ضغطا كبيرا على نظام الفصل العنصري في بلدنا وكان ذلك ضمن العوامل الرئيسية التي أدت إلى حصولنا على حريتنا واستقلالنا بالتخلص من نظام الفصل العنصري عام 1994م.
وعلى هذا الأساس قدم جدي الراحل مانديلا وعدا أو التزاما بالتضامن والدعم من أجل تحرير فلسطين .
ونحن، هذا الجيل الحالي في دولة جنوب أفريقيا، أخذنا على عاتقنا هذا الإلتزام، ونناضل حاليا لكي تحصل فلسطين على استقلالها .ٍ
تتعرض جنوب إفريقيا لضغوط وعقوبات سياسية واقتصادية من قبل الولايات المتحدة وبعض الدل الأوروبية بسبب مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية .. ما تأثير هذه الضغوط على المواقف الجنوب إفريقي ؟
– هذه عبارة عن تكتيكات تتبعها الولايات المتحدة للضغط على بلادنا كي تتخلى عن دعمها لفلسطين وبالتالي حماية وكيلتها الصهيونية في المنطقة، ولكننا في جنوب إفريقيا مصممون على أن ينال مرتكبو جرائم الإبادة الجماعية في فلسطين عقابهم على ما اقترفوه من جرائم الحرب والتصفيات العرقية، وتحميلهم المسؤولية الكاملة عن جرائمهم منذ النكبة عام 1948م.
بحسب مناضلين جنوب إفريقيين، النضال الفلسطيني كان ملهما لهم في مسيرتهم للتحرر من نظام الفصل العنصري ” الأبارتايد ” السابق .. ما الفرق بين النظامين العنصريين – الجنوب إفريقي السابق، والإسرائيلي؟ ولماذا نجح الجنوب إفريقيون وفشل الفلسطينيون ؟.
– لا يجب أن نعتبر أن الفلسطينيين أخفقوا في الحصول على استقلالهم، يجب أن نتذكر أننا في جنوب أفريقيا بقينا تحت الاحتلال 350 عاما ثم خمسين عاما تحت نظام الفصل العنصري الظالم، هذا يعني أن معاناتنا استمرت 400 عام، بينما الفلسطينيون يعانون تحت الاحتلال منذ أربعينيات القرن الماضي ـ حوالي 75 عاما، لكنه في الحقيقة أكثر مأساوية وعنصرية مما عانيناه نحن في جنوب أفريقيا .
أما عن الأسباب التي جعلت جنوب إفريقيا تنجح في الحصول على حريتها، فإن ذلك لا يعود لجهود أو نضال أبنائها فحسب، لقد قدم جدي الراحل نيلسون مانديلا خيارين اثنين : إما أن نستسلم لنظام الفصل العنصري، أو نقاوم، وقد اخترنا خيار المقاومة .
وتم تشكيل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي كإطار سياسي بجناح عسكري، وحملنا سلاحنا وقاتلنا المحتل، وانضمت إلينا بعض حركات التحرر، ودعمتنا دول ومنظمات إفريقية، وأيضا كل قادة دول أفريقيا الكبيرة كانوا يساندوننا .
وخلال نضالنا المسلح، حصلنا على دعم المناضل الراحل ياسر عرفات، ومعمر القذافي من ليبيا، وأيضا من كوبا ورئيسها فيدل كاسترو .
وكنا نعلم جيدا أن الكفاح المسلح يعتبر إحدى وسائل النضال من أجل التحرر، ولذا كان لا بد لنا أن نكون موحدين نحن شعب جنوب أفريقيا، بما في ذلك نقابات الطلاب ومنظمات المجتمع المدني، وتم تشكيل الجبهة الديمقراطية الموحدة في الثمانينيات، وتمكنا من حشد كل الطاقات في المجتمع، وجعلنا جهودنا تتركز كلها ضد عدو واحد، وهو نظام الفصل العنصري الذي يضطهدنا .
وكان لفئة الشباب دور هام في ذلك، إذ دعا جدي الراحل هذه الفئة للانخراط في المعركة ضد النظام العنصري، وهذا شبيه لما نراه الآن في فلسطين، حيث الشباب في مقدمة صفوف المقاومة .
ونحن ندعو باستمرار الفلسطينيين إلى التوحد والمشاركة بفاعلية بالنضال في غزة والضفة الغربية .
إنه لمؤسف ومقلق لنا، أن نرى دول العالم العربي والدول الإسلامية تطبع علاقاتها مع إسرائيل ومتواطئة في جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال في غزة.
ونحن نناشد هذه الدول بقوة، أن لا تكون متواطئة في جرائم حرب الإبادة التي ترتكب في غزة، وأن لا تطبع علاقاتها مع الصهاينة، وندعوها للوقوف مع أهل فلسطين، ودعم المقاومة الفلسطينية أسوة بما يفعله اليمن حاليا بقيادة أنصار الله، وكذلك أسوة بحزب الله اللبناني والمقاومة العراقية في إطار محور المقاومة .
خلال نضالنا في جنوب أفريقيا، تلقينا دعما من المهاجرين الجنوب إفريقيين في مختلف دول العالم، لقد كانوا سفراء لنا ولعبوا دورا نضاليا مؤثرا في التعريف بمظلوميتنا .
وبالمثل، هناك حوالي 7 ملايين فلسطيني مهاجرون في الخارج، وقد اندمجوا في المجتمعات التي يعيشون فيها، وندعوهم لمد يد العون ليكونوا في مقدمة المناضلين لتحرير وطنهم فلسطين .
وأخيرا يأتي دور المجتمع الدولي نفسه، حيث تحركنا في أوساط الحكومات ومنظمات المجتمع المدني في الدول والبرلمانات في دول العالم، وتواصلنا مع الدول الإقليمية، واستطعنا الحصول على دعم من منظمة الدول الأفريقية المعروفة حاليا بالاتحاد الأفريقي .
كثير من الدول دعمتنا، والقليل منها اختارت الوقوف إلى جانب نظام الفصل العنصري، مثل أمريكا وبريطانيا، وهذا يشبه ما نراه الآن في الحالة الفلسطينية، لكننا لم نيأس عندما وقفت مارجريت تاتشر ـ رئيسة الوزراء البريطانية سابقا ـ إلى جانب نظام الفصل العنصري، تواصلنا مع الناس في بريطانيا، و مع منظمات الحقوق المدنية في أمريكا عندما انحاز الرئيس رونالد ريجان للنظام العنصري، وشكلت هذه الجبهات رافدا مهما لمناهضة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا .
نحن الآن نرى نجاحا حققته القضية الفلسطينية من خلال الانتفاضات التي حصلت في جميع أنحاء العالم ضد الصهيونية .
انتم شخصيا، تتعرضون لحملة تحريض وضغوط مختلفة على خلفية مواقفكم المؤيدة للحق الفلسطيني.. ما الذي تعكسه هذه الضغوط، وما الذي تعتمدون عليه في مواجهتها ؟.
– بالنسبة لي، فأنا لا أعتبر ذلك أمرا مفاجئا أن أمنع من دخول بريطانيا .. لقد كانت بريطانيا دائما في الجانب الخطأ من التاريخ، وفي مرحلة نضالنا كانت مارجريت تاتشرـ عن حزب المحافظين ـ ضدنا، بينما كان حزب العمال البريطاني معنا، الآن حزب العمال يحكم بريطانيا، لكنه واقع تحت السيطرة وتم احتواؤه .
أنا لا أرى أي عوائق تقيدني من عدم القدرة على السفر إلى بريطانيا، تستطيع الحكومة البريطانية منعنا من ذلك لمعاقبتنا على موقفنا الداعم لفلسطين، ولكنها لا تستطيع إسكات النضال الفلسطيني، وفي هذا الخصوص، نحن مستمرون في جهودنا، مستلهمون تحركنا وتصميمنا من المناضلين الفلسطينيين الذين يدفعون أثمانا باهظة، بعضهم في السجون والمعتقلات الإسرائيلية يتعرضون للتعذيب والحرمان من أبسط حقوقهم، وبعضهم يدفعون حياتهم من أجل التحرير .
كما أننا لا زلنا نناضل داخل الدولة التي تمنعنا من دخولها، ومستمرون في التواصل مع المجتمع في مدينة لندن لحثه على الخروج بمئات الآلاف في يوم القدس العالمي.
يرى كثير من الناشطين السياسيين والحقوقيين، أن الكيان الاستعماري المتمثل بإسرائيل وسياساستها التوسعية العنصرية، يعد خطرا على العالم، وليس على فلسطين وحدها .. هل تتفقون مع هذه النظرة؟ .. وهل باتت قضية فلسطين قضية أحرار العالم ؟.
– إسرائيل أو الصهيونية هي مجرد أداة أو وكيل لأمريكا في المنطقة، وقد زرعت من أجل تعزيز السياسات الخارجية الأمريكية، والخطر على العالم يكمن في نظام القطب الواحد المتمثل بالهيمنة الأمريكية على العالم .
وبالنسبة لنا في جنوب أفريقيا، وكوننا إحدى الدول المؤسسة لمنظمة البريكس مع بقية الدول الأخرى ـ روسيا، الهند، البرازيل والصين ـ نرى أن ذلك قد أحدث تغييرا جيوسياسيا في العالم، فالبريكس تقدم خيارا آخرا غير نظام القطبية الأحادية التي تمثلها أمريكا، حيث يتم التحول من نظام القطب الواحد إلى نظام متعدد الأقطاب في السياسة الدولية، وتستطيع الدول المشاركة بشكل متساو وندي، وقد عبرت الكثير من الدول عن رغبتها في الانضمام الى البريكس، من أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.
متفائلون
نحن متفائلون في المستقبل، نرى اليمنيين وهم يقاومون الصهيونية دعما لأهل غزة، ونرى دولة جنوب أفريقيا وقد توجهت إلى محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية لضمان إدانة الحركة الصهيونية بمسؤوليتها عن الجرائم التي ترتكبها في فلسطين .. وحتى الآن انضمت 13 دولة إلى الدعوى التي رفعتها جنوب افريقيا، ونحن ندعو دولا أخرى كثيرة للانضمام إلى هذه الدعوى.. كيف تقيمون الدور اليمني في إسناد غزة وتأثيره في المعركة مع الصهيونية في فلسطين، وفي المعركة مع الامبريالية والهيمنة الاستعمارية الغربية ؟.
– لقد تجاوز اليمنيون عمليات الدعم والإسناد لغزة، وأصبحوا منخرطين في المعركة نفسها، وبهذا الدور فإنهم يعطون الأمل للفلسطينيين، أصبحت المقاومة الفلسطينية تشعر أن لديها ظهراً تستند إليه وهو الشعب اليمني، وأنها ليست وحدها.
نجح اليمنيون في فرض حصار على الملاحة الإسرائيلية، وبات في طليعة دول العالم المساندة للشعب الفلسطيني .
الدعوى التي قدمتها جنوب افريقيا إلى محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل في 29 ديسمبر 2023م، كانت خطوة جريئة وشجاعة، قد تسبب لكم كراهية كم مليون صهيوني، لكنكم كسبتم قلوب شعوب العالم.. كيف تنظرون إلى مستقبل هذه الدعوى وتأثيرها في القضية الفلسطينية ؟
– لقد نجحت الدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا إلى حد ما في تحقيق الغرض، لأنها المرة الأولى في تاريخ الصهيونية منذ 76 عاما التي تتم محاكمتها، وقد نجحت جنوب أفريقيا في الحصول على قرار اعتقال نتنياهو وأعضاء من حكومته شاركوا معه في ارتكاب جرائم الإبادة في فلسطين .
وبالطبع فإن هذا القرار إن لم يطبق فليس له معنى، ولكننا سوف نستمر في الضغط والتفاهم مع الدول الـ 120 الموقعة على اتفاقية مكافحة جرائم الإبادة الجماعية، بأن تقوم بتطبيق هذا القرار في حالة دخول أي من المشمولين المطلوبين إلى أراضيها . هذا انجاز بحد ذاته .
نحن بالفعل نتعرض لضغوط من قبل أمريكا وبريطانيا وألمانيا ودول أخرى كي نتخلى عن موقفنا المساند لفلسطين، ونحن ندرك ذلك، لكن دولة جنوب افريقيا موقفها مبدئي وثابت، وهو موقف ينسجم مع النهج الديمقراطي للدولة، وأيضا تنفيذاً للوعد الذي قطعه الراحل نيلسون مانديلا أثناء زيارته لغزة عام 1995م، بأن استقلال دولة جنوب أفريقيا لا يعتبر مكتملا ما لم تتحقق الحرية لفلسطين .
-في انتخابات 2024م، فقد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الأغلبية البرلمانية لأول مرة منذ 30 عاما، البعض يرجع ذلك إلى مواقف الحزب المناهضة للسياسات الإسرائيلية .. ما مدى صحة ذلك ؟.
– بالنسبة لنا، يمكن القول إن هناك سببين أو جانبين، لأن الانتخابات في بلادنا تتمحور حول الأوضاع والقضايا الداخلية، والناخبين يدلون بأصواتهم بناء على تقييمهم لأداء أحزابهم خلال السنوات الخمس الماضية .
وفي هذا السياق، يمكن أن ننظر إلى نتيجة الانتخابات الماضية على أساس أن نسبة من المواطنين في دولة جنوب أفريقيا لم يكونوا واثقين أو راضين عما أنجزه حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم خلال الفترة الماضية في مجال التنمية والتطوير وتحسين مستوى معيشة المواطنين إضافة إلى قضايا الفساد .
تأثير خارجي
هناك أيضا عوامل خارجية أثرت على نتائج الانتخابات في 2024م، إذ قامت المؤسسة الصهيونية وحلفاؤها من الدول بتوحيد أحزاب المعارضة وتمويل حملاتها بطريق تضمن حصول حزب المؤتمر الوطني على أقل نسبة من الأصوات، وإذا نظرت إلى عدد أحزاب المعارضة التي تكتلت مع بعضها بدعم صهيوني سيتضح وجود لوبي ضد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي – حصل على 155 مقعدا من أصل 400 مقعد في البرلمان .
ولذا، أعتقد أن على الحزب أن يقوم بعمل تقييم داخلي ليرى ماذا يمكن عمله في انتخابات 2026م.
وفي اعتقادي، لو أراد الحزب التعافي وإعادة بناء نفسه، فلا بد له أن يتوحد أيديولوجيا مع الأحزاب المنبثقة عنه في اليسار و أقصى اليسار .
كلمة أخيرة توجهونها لليمنيين ؟.
– أولا نود أن نشكر القادة في اليمن وعلى رأسهم السيد عبدالملك الحوثي، لحضور مؤتمر فلسطين الدولي الثالث، كوننا جزءاً من المجتمع الدولي، كناشطين سياسيين، للتضامن مع فلسطين، وكذلك مع اليمن الذي يتعرض لحصار مستمر .
ونستغل هذه الفرصة لنتوجه بالشكر للقيادة والشعب اليمني الذين استقبلونا بالمشاعر الدافئة وكرم الضيافة وحسن الاستقبال الذي كان استثنائيا .
ويجب علينا جميعا أن نبقى ثابتين، مستمرين مع فكرة وأهداف المؤتمر الذي انعقد بصنعاء، وهي أن فلسطين لن تكون وحيدة، ويجب أن ننضم مع اليمن لدعم النضال الفلسطيني، ونقول لأهل غزة والضفة الغربية إنكم لستم وحدكم، الشعب اليمني يقف معكم وكذلك كل عشاق الحرية في العالم يقفون معكم، لن تكونوا وحدكم .
نشكر شعب اليمن ونؤكد له أننا سوف نعمل على حشد كل طاقات المجتمع الدولي، كما فعلنا من خلال « الانتفاضة الإلكترونية « وسنستمر بعمل المزيد دعما للشعب الفلسطيني .