برلين- تقف ألمانيا على عتبة انتخابات برلمانية قد تكون الأهم في تاريخ البلاد خاصة أنها قد تطيح بأحزاب وترفع أحزابا أخرى. ويحق لحوالي 59.2 مليون شخص التصويت في الانتخابات بالدورة الـ21 المقررة يوم 23 فبراير/شباط 2025.

ويجمع النظام الانتخابي الألماني بين النظام الفردي والقائمة النسبية، بحيث يحق لكل ناخب أن يضع إشارتين على ورقة التصويت.

فينتخب المواطن بالصوت الأول من يمثله بدائرته الانتخابية من بين المرشحين السياسيين، وتعادل هذه المقاعد المباشرة نصف عدد أعضاء البوندستاغ. بينما يتم انتخاب النصف الآخر من خلال لوائح الأحزاب في الولايات.

وتقوم الأحزاب بتسمية مرشحيها عن كل ولاية من الولايات الـ16. ويتمتع الصوت الثاني بثقل أكبر، إذ يحدد توزيع القوى بين الأحزاب في البرلمان، وبالتالي عدد مقاعد كل حزب من الأحزاب التي ستجتاز نسبة 5% الحاسمة لدخول البرلمان.

انتخاب البوندستاغ الألماني كل 4 سنوات من قبل المواطنين الذين يحق لهم الانتخاب (شترستوك) البرلمان والمستشار

يضم البوندستاغ 598 مقعدا حسب ما ينص عليه الدستور، أي ضعف الدوائر الانتخابية، وهي 299 دائرة انتخابية، إلا أن العدد قد يزيد على هذا الحد. وهذا ما شهدناه بانتخابات 2021، إذ وصل العدد إلى 735 عضوا. ويعود ذلك إلى حصة الأحزاب من خلال فوز المرشحين بالعضوية المباشرة من خلال الصوت الأول.

إعلان

وتجري الانتخابات كل 4 سنوات. ويحق لحوالي 59.2 مليون شخص الانتخاب هذا العام، حسب ما نشر مكتب الإحصاء الاتحادي.

واضطرت الأحزاب طيلة السنوات الماضية إلى تشكيل ائتلافات حكومية لعدم حصول أي منها على الأغلبية المطلقة لتشكيل حكومة، دون اللجوء إلى الأحزاب الأخرى.

وفي 23 فبراير/شباط الجاري، سيتم اختيار البرلمان رقم 21 لألمانيا. وعادة ما يحصل الحزب صاحب أعلى نسبة أصوات على تكليف من رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة، وبالتالي اختيار المستشار من أعضاء الائتلاف الحاكم.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن فريدريش ميرتس سيكون المستشار الـ19 في تاريخ ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية.

ميرتس المرشح الأوفر حظا للفوز بمنصب المستشار في الانتخابات الألمانية (غيتي) الأحزاب المتنافسة

تشارك في هذه الانتخابات أحزاب رئيسية، هي:

الاتحاد الديمقراطي المسيحي. الاتحاد الاجتماعي المسيحي (تحالف بين الحزبين "سي إس يو، سي دي يو") والذي من المتوقع أن يحصل على أكثر من 30% حسب استطلاعات الرأي. حزب بديل لألمانيا، بنسبة تفوق 20%. الحزب الاشتراكي الديمقراطي (حزب المستشار أولاف شولتز) بنسبة قد لا تتجاوز 15%. حزب الخضر، بنسبة تصل أيضا إلى 15%. حزب اليسار، بنسبة قد تفوق 6%. تحالف سارة فاغنكينشت، الذي يخوض الانتخابات البرلمانية لأول مرة في تاريخه لأنه حديث العهد وأسسته رئيسته فاغنكينشت بعد انشقاقها على اليسار، ومن المتوقع أن يحصل الحزب على نسبة 5% حسب آخر استطلاعات الرأي. الحزب الديمقراطي الحر والذي قد لا يتجاوز نسبة 5%، وهي النسبة المؤهلة لدخول البرلمان، مما يعني خروجه من التمثيل السياسي.

وتدخل إلى جانب هذه الأحزاب تكتلات وأحزاب صغيرة مثل "إم إيه آر إيه 25" وحزب تودنهوفر، وكلاهما يدعمان القضية الفلسطينية، وكذلك أحزاب بيئية وشيوعية ومسيحية.

لافتات لحزب تحالف فاغنكينشت كتب عليها "بلادنا تستحق المزيد من العدالة" (الفرنسية) طريقة التصويت

تجري عملية التصويت بشكل مباشر عبر صناديق الاقتراع في 16 ولاية أو عبر البريد، من خلال طلب ذلك بشكل رسمي.

إعلان

ويوم الأحد تفتح قاعات الانتخاب أبوابها من الساعة 8:00 وتغلق الساعة 18:00. وبمجرد إغلاق صناديق الاقتراع، تبدأ النتائج الأولية بالظهور على شاشات التلفاز وغالبا ما تكون قريبة من الواقع.

تجدر الإشارة إلى أن نسبة التصويت عبر البريد سجلت رقما قياسيا بانتخابات عام 2021، ووصلت إلى 47.3% من أصوات الناخبين، حسب ما نشر مكتب الإحصاء الألماني.

أهم الملفات

تأتي هذه الانتخابات المبكرة بعد انهيار الائتلاف الحاكم الحالي، مما أجبر المستشار شولتز على الإعلان عن انتخابات مبكرة.

وتمكن حزب "بديل لألمانيا" من حث أحزاب أخرى على اتخاذ اللجوء والهجرة كملف رئيسي في هذه الانتخابات.

وقبل أحداث ماغديبورغ وميونخ، التي نفذها مواطنون من أصول أجنبية وأدت إلى مقتل عدة أشخاص، كان شعار "بديل لألمانيا" اليميني المتطرف "إعادة التوطين" إلا أنه تحول ليصبح "وقف الهجرة والترحيل".

ويلعب ملف الاقتصاد دورا محوريا بالانتخابات الحالية في ظل الانكماش الذي تعيشه ألمانيا منذ أكثر من عامين. إلى جانب ملف الأمن والإرهاب وكذلك الصحة، في ظل نقص الكفاءات في كافة المجالات الصحية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات من خلال

إقرأ أيضاً:

الوعي وهزيمة الموروث في نادي الكبار

عندما يتعلق الحديث بقضية الحرب و السلام؛ و يتبع أصحاب الأراء التي تحاول أن تحصر نفسها في معرفة تصورات المجموعات المختلفة لكيفة الوصول لرؤية واحدة يكون عليها إجماع لقضية الحرب و الحل.. و أيضا لوضع إستراتيجية واحدة تسهل علمية إقناع الآخرين بضرورة الحل حسب الفكرة المطروحة.. يجب التأكد أن علم الإستراتيجية مايزال محصورا في العلوم العسكرية، و هجرته للساحة السياسية و خطاباتها التي ماتزال تنقصها المعرفة في العلم المهاجر .. في الوقت الذي يعتبر علم الإستراتيجية العمود الفقري للعلوم العسكرية، و التي تتمحور حوله بقية العلوم. و سبب ضعف استعماله في الحقل السياسي يعود لتراجع الأفكار و النظريات داخل المؤسسات السياسية، و التي تجاوزتها البشرية في مسبيرتها التاريخية المعاصرة..
أن درجات الوعي العالية التي كانت، و ماتزال، عند شباب ثورة ديسمبر، يعود لأنهم طوال الثلاثة عقود التي هي عمر نظام الإنقاذ، لم ينصاعوا إلي نداءات الأحزاب، و لم يستجيبوا لدعوات الحشد و التعبيئة التي كانت تطلقها، لأنهم كانوا على قناعة ليس هناك أختلاف منهجي بين الحاكمين و المعارضين في قضية " الديمقراطية" التي يرفعون شعارها، أنما كانوا فقط يريدون السلطة.. لذلك انفجرت الثورة من خارج أسوار الأحزاب، و حتى قضية التراكم النضالي التي يحاولون أن يقنعوا بها أنفسهم بأن لهم أثرا في الثورة، يعرفون أنها معلوم زائفة، ليس لها حقيقة في الواقع..
في أوائل التسعينات عندما تم تكوين "التجمع الوطني الديمقراطي" و قررت كل القوى السياسية بعد مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية 1995م، أن تحمل السلاح ضد نظام الإنقاذ ردا على خطاب الرئيس البشير في بورتسودان 1995م الذي قال فيه ( من يريد السلطة عليه أن يحمل البندقية) طلبت الأحزاب السياسية " الاتحادي – الأمة – الشيوعي – قوات التحالف السودانية" من عضويتها الحضور إلي أسمرا و حمل السلاح لفتح الجبهة الشرقية و تكون الحركة الشعبية في الجبهة الجنوبية.. الغريب في الأمر أن الذين لبوا النداء لكل هذه الأحزاب لا يتجاوزو 700 شخص.. الأمر الذي جعل الحركة الشعبية تنقل 3000 من مقاتليها إلي الجبهة الشرقية.. و في تلك الفترة كنت قد زرت كل المعسكرات في اريتريا و مكاتبهم في اسمرا.. أن فشل الأحزاب في استدعاء عضويتها، قد أكد لجون قرنق أن الأحزاب في حالة من الضعف التي لا يمكن أن تتحقيق فيها فكرته " انتفاضة محمية بالسلاح" التي كان قد بدأ يعلن عنها كشعار ثوري من أجل التعبئة...
سئلت عدد من القيادات السياسية في تلك الفترة عن عزوف الناس و عدم تلبية النداء، كان أولهم دكتور فاروق محمد إبراهيم و أمين مكي و كان الاثنان على قناعة واحدة، أن الأحزاب في حالة من الضعف، لذلك كانت فكرتيهما لابد من تكوين عدد من منظمات المجتمع المدني تدعم العملية السياسية.. و قال محمد الحسن عبد الله يسن أن الشباب عندهم موقف مناهض للأحزاب التقليدية القديمة، التي تسببت في ضياع الديمقراطيات.. قال الدكتور عمر نور الدائم في حواري معه في اسمرا (يجب أن نعترف أن أداء الأحزاب في الديمقراطية الثالثة كان ضعيفا و أغلبية الشباب لم يكونا راضين عنه.. لذلك لابد من الصبر عليهم، لأنه لا بديل عن الأحزاب في العملية الديمقراطية.. كل المتغيرات التي تحدث في العالم سياسيا و في مجال العلم و الفكر و تظل العقليات السياسية لا تتقدم قيد انملة، فهي ماتزال تعيش على ثقافة الحرب الباردة التي انتهت قبل ثلاث عقود و نيف...
كأن المفكرون السودانيون قد رحلوا مع معاوية نور الذي جعله الصاوي رمزا للإستنارة في السودان.. و الملاحظ في المثقفين الذين كانوا أعضاء في أحزاب اليسار و غادروها سنين عددا، إذا كانت قومية أو ماركسية لا يستطيعون أن يفكروا خارج مناهجها السابقة و لا يستطيعون أن يقفوا بعيدا عن أسوارها حتى لا يتهموا بالعمالة و الكوزنة.. طبعا أنتهت مرحلة " الغواصة" لأجل الحرب، سوف يعود جهاز الأمن و المخابرات قويا فاعلا مرة أخرى و تعود كلمة "الغواصة" للتعامل في الساحة خاصة للذين كانوا يستخدموا " م ن" .. لذلك تجدهم يدورون في دائرة مغلقة مركزها " الكيزان و الفلول " لأنهم إذا لم يذكروا ذلك" لن يحسبوا من زمرة " التقدميون" و الغريب في الأمر يرفعون شعار الديمقراطية و لا يملكون ثقافتها.. هذه الحمولات الثقيلة من ثقافة اليسار تعطل العقل المرء، و لا تجعله يستطيع أن يقرأ الواقع بصورة مغايرة عن "أبناء كاره" الذين فارقهم سنين عددا، و لكن الخوف من الوصف " بالمجاز و الإشارة و الهمس و المز.. و السؤال لماذا غادروا مؤسستهم إذا؟
أن كل الأحزاب السياسية في السودان إذا كانت يمينا أو يسارا، تعاني من إشكاليات " فكرية و تنظيمية" و تحتاج إلي مراجعات، و تغيير في قياداتها حتى تستطيع أن تجري إصلاحات حقيقية، و تصعد الأجيال الجديدة بدلا من القيادات التاريخية التي أدمنت الفشل، و لم يبق لها غير أن تحافظ على مواقعها، و تجتر مصطلحات و وصفات سياسية تجاوزتها المجتمعات و العلم، و بدلا من حالتي "الردحي و الندب" التي يمارسها عضو الحزب السابق أن يعيد قرأءة و صفاته السابقة التي كان يريد بها أن يرضي من يريد.. إلي قرأءة موضوعية يؤكد فيها حتى " الكيزان جزء من الأزمة السياسية مع الآخرين" حتى يعطي لحديثه الموضوعية و يجعل لعقله فضاء واسعا يتحرك فيه.. لآن العتمة التي يعيش فيها لا تجعله يجيد التفكير الصحيح لأنه مرهون بالخوف من المراقب.. نسأل الله لنا و لهم الهداية و حسن البصيرة...

 

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • النائب الكلابي ينضم الى دعوة الصدر بمقاطعة الانتخابات البرلمانية
  • بسبب الفاسدين.. «مقتدى الصدر» يعلن عدم مشاركته بالانتخابات البرلمانية
  • البرلمانية التامني تطالب رئيس الحكومة بتفسيرات بشأن الدعم الحكومي لمستوردي الماشية
  • ارتفاع نظرة الوافدين لتسامح العمانيين إلى 90.9 %
  • نظرة على أكثر الصور المؤثرة خلال جائحة فيروس كورونا بعد 5 أعوام
  • الحلبوسي بين الطموح والتدخلات.. هل يتحول الدعم الخارجي لورقة ضغط على الكرد؟
  • الحلبوسي بين الطموح والتدخلات.. هل يتحول الدعم الخارجي لورقة ضغط على الكرد؟ - عاجل
  • ميدو يشيد بـ زيزو: الأهم في مصر آخر 5 سنوات
  • حزب الجبهة الوطنية يُعلن 6 أمناء مساعدين للتنظيم
  • الوعي وهزيمة الموروث في نادي الكبار