لجريدة عمان:
2025-02-24@09:28:39 GMT

آن للاستنزاف «المليوني» أن يتوقف !

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

بعد سنوات طويلة.. من مسلسل (الخسائر) عاد التفاؤل المجتمعي تجاه تحسن أداء الطيران العماني، عبر سلسلة من الإجراءات بدأت الحكومة باتخاذها تدريجيا لوقف مسلسل الخسائر والديون المليونية التي يتكبدها (الناقل الوطني) سنويا، فهذه الخطوات الجادة والمتسارعة تفتح لمرحلة جديدة، من شأنها أن تكبح ما تتعرض له هذه المؤسسة من خسائر منذ عدة سنوات، وتفتح المجال على مصراعيه أمام تعميم هذه الوقفة الجادة من الحكومة تجاه غيرها من الشركات التي تتعرض للخسائر.

الانطلاقة الأولى تجاه وقف مسلسل الخسائر بدأت بتعيين استشاري متخصص ينظر في أوضاع الطيران العماني، والذي على ما يبدو أنه قد لامس بعض مواضع الاستنزاف (المليوني)، إيذانا ببدء صفحة جديدة للتعافي تدريجيا.

نهاية الأسبوع الماضي بدأت إجراءات عالية المستوى، في هذا السياق حيث تم حل الجمعيتين العموميتين لشركتي الطيران العُماني ومطارات عُمان، وانتخاب مجالس إدارة جديدة واعتماد الهيكل التنظيمي الجديد لشركة الطيران العُماني واللجان الجديدة لمجلس الإدارة، وإجراء تعيينات وتحديثات، إضافة إلى ما اتخذ من خطوات تنفيذية لبرنامج الاستدامة المالية، مجمل هذه الخطوات يمكن القول إنها بداية لسلسلة من الإجراءات الرامية إلى معالجة أوضاع الناقل الوطني، للوصول إلى نقطة التعافي (لا ربح ولا خسارة)، تمهيدا لبدء تحقيق الأرباح.

وعلى الرغم من أن هذه الإجراءات الإصلاحية جاءت بعد مدة زمنية، إلا أنها تعد خطوة في الاتجاه الصحيح، وبداية العلاج هو التشخيص، وعملية التشخيص قد بدأت فعليا، ولن تستغرق طويلا، لكنها بكل تأكيد تحتاج إلى نفس عميق.. فما سبق من إجراءات ستتبعها إجراءات أخرى، بعضها تم الإفصاح عنه في مؤتمر صحفي عقد مؤخرا، حيث تم الإعلان عن عدد من الخطوات سيتم اتخاذها، تتمثل في إعادة دراسة بعض خطوط الرحلات التي يسيرها الطيران العماني حاليا، ووقفها متى ما تثبت عدم جدواها الاقتصادية، والدخول في مرحلة من التكاملية والتعاون مع مؤسسات في المجال ذاته، واتخاذ قرارات وخطوات من شأنها أن تسهم في وضع حد لسلسلة الخسائر التي يتعرض لها الطيران العماني منذ سنوات طويلة.

وبما أن هذه الإجراءات أدخلت التفاؤل في نفوس أبناء المجتمع، بتصحيح أوضاع الشركة ووقف الخسائر التي تقابل بالكثير من الاستياء لما يحدث كونه ناقلا وطنيا، ومدعوما من الحكومة، ولكنه ـ للأسف ـ يتعرض للخسائر، ويأمل المجتمع في أن يكون الطيران العماني في مصاف أفضل شركات الطيران على مستوى المنطقة والعالم، ويحقق الآمال الاقتصادية التي أنشئ من أجلها.

إن الطيران العماني ليس الشركة الحكومية الوحيدة التي لم تحقق أرباحا وتتعرض للخسائر، وما يحصل من إجراءات لوقف حالة الخسائر بالطيران العماني، يفتح المجال للبدء في تلمس مواضع الاستنزاف في غيرها من الشركات، لكي لا تهدر غيرها من الملايين.

ولدينا أمثلة كثيرة في هذا المضمار الاقتصادي خاصة في الشركات المملوكة للحكومة، وهنا دعوة لجهاز الاستثمار العماني لإعادة النظر في ما يسمى (التخارج) من بعض الشركات وبيع أسهمها نتيجة لما تحققه من خسائر، أما موضوع التخارج خاصة من شركات عملاقة تعمل بمجالات حيوية ذات أبعاد وطنية واجتماعية واقتصادية تتمثل في تقديم خدمات ومنتجات لا يستغنى عنها السوق العماني فيحتاج إلى إعادة النظر، وبدلا من التخارج أو بيع أصول هذه الشركات ونسبة كبيرة منها لدول واستثمارات أجنبية، تحتاج إلى وقفة لجس مواضع الخلل في تلك الشركات والبحث عن أسباب خسائرها لا بيعها والتخارج منها.

إن منبع التفاؤل المجتمعي تجاه كل تحرك حكومي، لانتشال واقع شركة حكومية من الخسارة إلى مستوى الربحية، يحركه وقف هدر المقدرات المالية التي تصرفها الحكومة من أجل تحسين أداء بعض الشركات الحكومية، مما يعزز حجم الثقة في أن لدينا من الكوادر المسؤولة القادرة على أن تحدث التغيير، وهنا لا نعني أن من كان على هذه المواقع غير جدير بالثقة أو الكفاءة، ولكنه اجتهد وقدم وجاء من بعده من يستطيع أن يحقق المزيد، لذلك نحن أبناء اليوم وننظر إلى المستقبل بمزيد من التفاؤل والثقة لغد أكثر إشراقا وإيجابية.

سهيل النهدي محرر وصحفي من أسرة تحرير عمان

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الطیران العمانی

إقرأ أيضاً:

البنك الوطني العماني يستعرض فرص التوظيف ويطلق برنامج "قادة الغد"

 

 

مسقط - الرؤية

شارك البنك الوطني العماني في معرض جامعة السلطان قابوس المهني، الذي أقيم خلال الفترة من 17 فبراير إلى 19 فبراير 2025، إذ تأتي هذه المشاركة في إطار جهود البنك لدعم وتمكين الكفاءات المحلية، حيث يعد هذا الحدث منصة مهمة تعّرف المخرجات الأكاديمية الجديدة بمتطلبات سوق العمل وتوفر للزوار إمكانية التواصل مع الخبراء والمختصين والاطلاع على فرص العمل في مختلف المؤسسات.

وتعكس مشاركة البنك الوطني العماني سعيه المستمر لاحتضان القدرات والمواهب المحلية ودعم الأجيال الناشئة، حيث استعرض البنك خلال المعرض فرص التوظيف التي يوفرها إلى جانب إعلانه عن إطلاق برنامج قادة الغد للخريجين الجدد وكشف النقاب عن "X-Wall"وهي شاشة رقمية تفاعلية مبتكرة جذبت انتباه الحضور وعززت تفاعلهم.

وقال الدكتور علي بن موسى العبري المدير العام ورئيس مجموعة الموارد البشرية في البنك الوطني العماني: "يحرص البنك الوطني العماني على المساهمة في تعزيز النمو المهني لدى الشباب العماني، وتعد مشاركتنا في معرض الجامعة المهني بمثابة فرصة قيّمة للتواصل مع الطلاب والخريجين الجدد، والتعريف ببرامجنا للتطوير المهني، كما نسعى إلى تزويدهم برؤى ومعارف قيّمة حول الفرص المتاحة في البنك الوطني العماني، وتعكس هذه الخطوة تطلعنا إلى توثيق العلاقة مع المواهب العمانية الناشئة، إذ نتطلع إلى التقرب منهم ودعمهم في رحلتهم نحو بناء مسيرة مهنية زاخرة بالنجاحات والإنجازات ليكونوا قادة الغد".

وركزت مشاركة البنك الوطني العماني على 3 محاور رئيسية، شملت توفير فرص وظيفية، والترويج لبرامج البنك التدريبية، وتقديم جلسات إرشادية للباحثين عن عمل، حيث ساعدت هذه الجلسات في تعريف المشاركين بطريقة إعداد السير الذاتية الاحترافية واكتساب مهارات المقابلات الشخصية، بما يعزز فرص النجاح في سوق العمل.

يُشار إلى أن برنامج "قادة الغد" الذي أطلقه البنك الوطني العماني مصمم بعناية لتزويد الخريجين الجدد بتجربة عملية وتوفير فرص قيّمة للتطوير المهني داخل البنك، إذ يوفر البرنامج للخريجين منصة فاعلة تمكنهم من الانطلاق في مسيرتهم المهنية بثقة وتحقيق النجاحات المنشودة في البنك الوطني العماني، كما حظي زوار ركن البنك بتجربة X-Wall، والتي عرفتهم بثقافة العمل داخل البنك وعلى المنتجات والخدمات المخصصة للشباب.

ويواصل البنك الوطني العماني من خلال هذه الجهود ترسيخ مكانته الرائدة في القطاع المصرفي، باعتباره مؤسسة تستشرف المستقبل، وتهدف إلى تمكين الشباب العماني وتعزيز التعمين، مما يسهم في بناء مستقبل زاهر للكوادر الوطنية.

مقالات مشابهة

  • محمد بن راشد: الإمارات ستبقى داعمة لصناعة الأمل وعنواناً لنشر التفاؤل في العالم العربي
  • محمد بن راشد: الإمارات ستبقى داعمةً لصناعة الأمل وعنواناً لنشر التفاؤل
  • محمد بن راشد: الإمارات ستبقى داعمة لصناعة الأمل وعنواناً لنشر التفاؤل
  • مهرجان عبق في بلدة الحبي يجسد التراث العماني والحياة التقليدية
  • محاور ثقافية وحضارية تضيء ندوة السمت العماني بتقنية المصنعة
  • المتحفُ الوطني العماني يدشن موقعه الإلكتروني باللغة الروسية
  • يوم الوداع المليوني... وماذا بعد؟
  • البنك الوطني العماني يستعرض فرص التوظيف ويطلق برنامج "قادة الغد"
  • الاثنين.. سلطنة عُمان تحتفل بيوم المعلم العماني
  • حريق يأتي على سوق بني مكادة في طنجة