بناء ثقافة الاستثمار في البورصة لدى الأفراد
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
يعد الاستثمار في قطاع الأوراق المالية واحدا من مجالات الاستثمار التي تحقق عائدا جيدا للمستثمرين، غير أن هناك أساسيات لا بد للمستثمرين وخاصة المستثمرين الأفراد التركيز عليها قبل شراء هذا السهم أو ذاك؛ لعل في مقدمتها أن البورصات معرضة للهبوط وتراجع أسعار الأسهم، وأن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على البورصات صعودا وهبوطا، وعلى هذا فإنه على المستثمرين الأفراد إدراك هذه الحقائق حتى يستطيعوا بناء محافظ استثمارية مستقرة.
وقد شهدنا خلال الأسابيع الماضية تراجعا محدودا في السيولة، دفع العديد من المستثمرين الأفراد للاعتقاد بأن بورصة مسقط تواجه تحديات جسيمة، وأن على إدارة البورصة حث الصناديق والشركات الاستثمارية الكبرى على ضخ مزيد من السيولة في البورصة، وعلى الرغم من الجهود التي تم بذلها خلال الأشهر الماضية، لتنشيط البورصة من خلال 6 مبادرات تبنتها بورصة مسقط بالتعاون مع جهاز الاستثمار العماني، إلا أن هذا لا يعني أن النتائج سوف تتحقق بين ليلة وضحاها، كما أن أهداف الصناديق والشركات الاستثمارية تتحدد وفقا لتوجهاتها، وليس من خلال ضغط أي جهة أخرى.
ولعله من الملاحظ أن كثيرا من المستثمرين الأفراد يرغبون في تحقيق ربح سريع وكبير، فإذا اشتروا السهم اليوم بـ100 بيسة يريدونه أن يرتفع خلال أسبوع أو أسبوعين بنسبة 100%، وإن لم يتحقق ذلك فإنهم يعتبرون الاستثمار في البورصة غير مجدٍ، وهذا واحد من الأخطاء التي يقع فيها المستثمرون الذين يضعون سقفا مرتفعا من الأحلام، ويتناسون أساسيات الاستثمار في قطاع الأوراق المالية، التي من أبرزها أن الاستثمار في هذا القطاع هو أكثر مجالات الاستثمار تقلبا؛ فقد تحقق اليوم ربحا بنسبة 100% ولكنك أيضا قد تخسر غدا بنسبة 100%؛ وهذا يعني أن استراتيجيات الاستثمار في البورصة ينبغي أن تكون مبنية على الحقائق ونتائج الشركات وأداء الاقتصاد، وليس على الشائعات والمضاربات مع ضرورة استشارة الشركات المتخصصة والاستماع إلى وجهات نظرهم قبل الاستثمار.
هناك قضية أخرى مرتبطة بثقافة الاستثمار في البورصة، وهي أن البورصات لا يمكنها أن تصعد بشكل دائم، إذ لا بد لها من أن تتحرك صعودا أو هبوطا، وعلى المستثمرين اختيار وقت الدخول على السهم ووقت التخارج منه حتى يتمكنوا من تحقيق أهدافهم، والأهداف لا تكون دائما تحقق الأرباح، وإنما في بعض الأحيان تكون الأهداف هي تقليص الخسائر، كما أن المستثمرين طويلي الأجل يحققون عائدات جيدة من خلال توزيعات الأرباح التي تقرها الجمعيات العامة العادية السنوية، وليس فقط من خلال موجة صعود الأسهم، وقد شهدنا هذا العام توزيعات جيدة من معظم الشركات، ومع تحسن النتائج المالية التي أعلنت عنها شركات المساهمة العامة في النصف الأول من العام الجاري، فإنه من المتوقع أن يشهد العام المقبل توزيعات أفضل، كما أن إدراج أبراج لخدمات الطاقة في البورصة في مارس الماضي، وتوقعات طرح أوكيو لشبكات الغاز خلال الفترة المقبلة، واكتمال اندماج بنك صحار الدولي، وبنك اتش اس بي سي عُمان، وإعلان عدد من الشركات المدرجة في البورصة حصولها على عقود جديدة، وتحسن أداء الاقتصاد العماني، كلها عوامل مهمة من المتوقع أن تنعكس إيجابا على بورصة مسقط، وتسهم في استقطاب الاستثمارات الأجنبية التي تُعد أحد محركات البورصة، وهو ما ظهر جليا خلال الأسبوع الماضي من خلال إقبال المستثمرين الخليجيين والأجانب على الشراء لاقتناص فرص الاستثمار المتاحة.
إن اهتمام المستثمرين ببناء ثقافتهم الاستثمارية وفق الحقائق التي أشرتُ إليها سابقا، سوف يمكّنهم من تجاوز الكثير من تحديات الاستثمار في قطاع الأوراق المالية، ويجعلهم متفائلين بقدرتهم على تحقيق مكاسب جيدة، وبناء محافظ استثمارية مستقرة وذات عائد جيد.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاستثمار فی البورصة من خلال
إقرأ أيضاً:
جولد بيليون: البورصة العالمية للذهب تتراجع 2.7 % خلال أسبوع
أنهى الذهب تداولات الأسبوع بالأسواق العالمية على أول انخفاض أسبوعي بعد 8 أسابيع متتالية من المكاسب، لتسيطر عمليات البيع لجني الأرباح على تحركات الذهب هذا الأسبوع وتدفعه إلى تسجيل أدنى مستوى في 3 أسابيع خلال آخر جلسات تداول الأسبوع.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاضا خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.7% ليسجل أدنى مستوى في 3 أسابيع عند 2832 دولار للأونصة، وكان الذهب قد افتتح تداولات الأسبوع عند 2939 دولار للأونصة لينهي التداول عند المستوى 2858 دولار للأونصة، وفق جولد بيليون.
وخلال الأسبوع سجل الذهب أعلى مستوى تاريخي عند 2956 دولار للأونصة وذلك بعد سلسلة طويلة من المكاسب استمرت لـ8 أسابيع متتالية، ضمن معها الذهب تسجيل ارتفاع خلال شهر فبراير بنسبة 2.2% ليعد ارتفاع للشهر الثاني على التوالي.
وكشف تحليل جولد بيليون، أسباب انخفاض الذهب خلال الأسبوع الماضي بدافع عمليات البيع لجني الأرباح وتصحيح المؤشرات الفنية التي كانت تظهر تشبع كبير في الشراء، وكان المحرك الرئيسي لهبوط سعر الذهب هو ارتفاع الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي وانهائه لسلسلة انخفاض استمرت 3 أسابيع متتالية.
وشهد مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعا خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.9% لينهي التداولات عند أعلى مستوى في أسبوعين، حيث وجد الدعم من حذر المستثمرين في أسواق الأسهم الأمريكية بشأن مستقبل الخطط التجارية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث أدت خسائر الأسهم إلى تزايد الطلب على الدولار والسندات الحكومية الأمريكية.
من جهة أخرى جاءت بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يعد مؤشر التضخم المفضل للبنك الفيدرالي متوافقة مع التوقعات بشكل كبير مما يؤكد وجهة نظر البنك الفيدرالي الأمريكي من تأجيل قرارات خفض أسعار الفائدة خلال الفترة القادمة.
وبالرغم من ذلك استطاع الذهب أن ينهي تداولات شهر فبراير على ارتفاع وذلك بدعم من استمرار الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية العالمية، في ظل استمرار السياسات التجارية للرئيس الأمريكي في التسبب في عدم اليقين.
و هدد ترامب بفرض المزيد من التعريفات التجارية على السلع الأساسية الرئيسية والشركاء التجاريين للولايات المتحدة. كما حدد ترامب مجموعة من التدابير ضد الصين والتي قد تشعل حربًا تجارية متجددة بين أكبر اقتصادات العالم.
قال ترامب يوم الأربعاء الماضي إن التعريفات الجمركية بنسبة 25٪ على أوروبا قادمة قريبًا، لكنه قال إن الرسوم الجمركية بنسبة 25٪ على كندا والمكسيك من المرجح أن يتم تأجيلها إلى أوائل أبريل من الموعد النهائي الأولي الأسبوع المقبل.
أما صناديق الاستثمار العالمي المدعومة بالذهب المادي فقد أظهرت ارتفاعات كبيرة في التدفقات النقدية إليها خلال الفترة الأخيرة، وذلك بسبب بحث المستثمرين عن الملاذ الآمن في ظل المخاوف من التعريفات الجمركية الأمريكية وأثرها على أسواق التجارة العالمية.
وأعلن مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع حاد في التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المدعومة في الذهب خلال الأسبوع المنتهي في 21 فبراير، حيث سجلت التدفقات الداخلة إلى الصناديق 52.4 طن ذهب بالتوازي مع ارتفاع أسعار الذهب لمستويات تاريخية جديدة وهو أعلى مستوى منذ 27 مارس 2020.
وجاءت هذه القفزة في التدفقات إلى صناديق الذهب بقيادة صناديق أمريكا الشمالية التي سجلت تدفقات بمقدار 48.8 طن ذهب وارتفعت الصناديق في آسيا بمقدار 7.2 طن بينما شهدت صناديق أوروبا خروج تدفقات بمقدار – 3.9 طن ذهب.