حزب الله يحاول مراكمة المكاسب
تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT
بعيدا عن الحسابات والتداعيات التي سيحملها يوم تشييع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، يشكّل انسحاب إسرائيل من قرى جنوب لبنان الحدودية نقطة تحول بارزة في المشهد، حيث عاد أهالي هذه القرى إلى ديارهم بعد اكثر من سنة من التهجير القسري، فيما برز دور حزب الله كفاعلٍ رئيسي في تسهيل عودة السكان وتنظيم واقعهم الجديد.
غير أن المشهد لا يخلو من تعقيدات، فإسرائيل ما زالت تحتل خمس نقاط استراتيجية في الجنوب اللبناني، اضافة الى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وهو الأمر الذي يُعتبر ثغرةً في أي حديثٍ عن تطبيق القرار الدولي 1701. هنا، يفتح لـ"حزب الله" الباب أمام سردية مفادها أن عدم التزام إسرائيل بالقرار الدولي يُبرر له بدوره عدم الالتزام به، مُستعيداً ذريعة مشابهة استخدمها بعد حرب 2006 عندما عندما تراجع الحزب عن نفيذ القرار بعد سنوات بسبب عدم تطبيق اسرائيل له. هذه الديناميكية تخلق حلقة مُفرغة تُعطّل أي مسار سياسي لحلّ النزاع، وتُبقي المنطقة على حافة مواجهة محتملة، خاصةً مع تصاعد الخطاب المتبادل بين الضاحية وتل أبيب.
لكن الحزب حقق مكسبا اضافيا، اذ اتى بيان بعبدا الصادر بعد الاجتماع الثلاثي الذي ضم رئيس الجمهورية ورئيسي الحكومة ومجلس النواب الثلاثاء، ليعكس إجماعاً على رفض الوجود الإسرائيلي في أي بقعة لبنانية، مع التمسك بحق لبنان في "استخدام جميع الوسائل" لتحرير أراضيه.
البيان، الذي جاء بعد يومٍ من إعلان البيان الوزاري، يمنح شرعيةً سياسيةً للمقاومة، ويرسّخ الرواية التي تُحمّل إسرائيل مسؤولية استمرار التوتر. لكن هذا الإجماع الهش قد يتأثر بتغيّر التحالفات الداخلية.
من جهةٍ أخرى، تُثير التسريبات الإسرائيلية عن دور تركيا في إعادة تمويل حزب الله وتسليحه عبر إيران أسئلة حول تحوّلات التحالفات الإقليمية. إذا كانت هذه المزاعم صحيحة، فإنها تشير إلى تعاونٍ غير معلنٍ بين أنقرة وطهران، قد يُعيد رسم خريطة التوازنات في المنطقة، خاصةً مع احتمال تطبيع النظام السوري الجديد مع دول إقليمية، مما يؤثر على خطوط الإمداد التقليدية للحزب.
إن انسحاب إسرائيل من القرى الحدودية ليس نهاية المطاف، بل هو محطة في صراعٍ أعمق تُسيّجه حسابات القوى المحلية والإقليمية. فبقاء النقاط الاستراتيجية محتلةً يُغذي سردية المقاومة، ويمنح حزب الله ذرائع لتعطيل التسويات السياسية، بينما تُشكّل التحالفات الخفية بين أطراف إقليمية عاملاً إضافياً يُبقي المنطقة ساحةً لصراعات بالوكالة. في ظل هذا التعقيد، يبدو أن أي حلولٍ مستقبلية مرهونةٌ بتوازنٍ دوليٍ جديد، قد لا يُولد إلا بعد موجاتٍ جديدةٍ من التصعيد.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
خبير اقتصادي يكشف المكاسب من القمة المصرية الإسبانية
قال الدكتور أشرف غراب, الخبير الاقتصادي, نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى العاصمة الإسبانية مدريد، لعقد قمة ثنائية مع ملك إسبانيا ورئيس الوزراء الإسباني, إضافه للقائه مع ممثلي بعض الشركات الإسبانية الكبرى من أجل تعزيز الشراكة الثنائية والتعاون الاقتصادي بين البلدين يسهم في جذب مزيد من الاستثمارات الإسبانية إلى مصر خلال الفترة المقبلة.
وأوضح غراب، في تصريحات صحفية، أن زيارة الرئيس السيسي لمدريد وتوقيعه اتفاق ترفيع العلاقات بين مصر وإسبانيا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية, إضافة لتوقيع عدد من مذكرات التفاهم فى مجالات التعاون المختلفة, ومشاركته في فعالية اقتصادية مع مجتمع الأعمال والشركات الإسبانية وعرض الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر, سينتج عنه زيادة في حجم الاستثمارات الإسبانية في مصر وزيادة في حجم التبادل التجاري بين الدولتين خلال الفترة المقبلة, موضحا أن حجم التبادل التجاري بين مصر وإسبانيا قد بلغ 3.1 مليار دولار خلال عام 2024 ومن المتوقع أن يزيد خلال الفترة المقبلة .
وأشار غراب، إلى أن هناك تعاون اقتصادي بين مصر وإسبانيا كبير حيث تعد إسبانيا ثاني أكبر الدول المستقبلة للصادرات المصرية حيث بلغت قيمة الصادرات المصرية إلى إسبانيا 1.5 مليار دولار خلال عام 2024، مقابل 1.6 مليار دولار خلال عام 2023, موضحاان هناك تعاون بين مصر وإسبانيا في العديد من المجالات الاقتصادية منها الطاقة المتجددة ومعالجة المياه وتحلية المياه والنقل والأسمنت وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والزراعة وتربية الأسماك والجلود والأزياء وتجهيز الأغذية .
تحويلات العاملين المصريين في إسبانيا
تابع غراب, أن تحويلات العاملين المصريين في إسبانيا خلال العام المالي الماضي بلغت نحو 21.6 مليون دولار, وبلغت قيمة الاستثمارات الإسبانية في مصر نحو 123 مليون دولار خلال العام المالي الماضي مقابل 161 مليون دولار خلال العام المالي قبل الماضي, موضحا أن الشراكة الاقتصادية بين مصر وإسبانيا تأخد بعدا يعزز من التنمية الاقتصادية في مصر, خاصة وأن مصر تتمتع بإمكانيات كبيرة ومناطق اقتصادية ضخمة وموجع جغرافي متميز ومناخ استثماري جاذب للاستثمارات الأجنبية, موضحا أن كل ذلك يسهم في رفع مستوى العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين .