قال مصدر دبلوماسي للجزيرة إن الولايات المتحدة قدمت مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن أوكرانيا، منافسا لمشروع قرار آخر قدمته كييف مدعوم أوروبيا، فيما أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الجمعة، أنه يريد وقفا لإطلاق النار في أوكرانيا وصفقة لإنهاء الحرب، وإن روسيا تريد ذلك.

 

ويدعو المشروع الأميركي إلى "نهاية سريعة" للنزاع في أوكرانيا من دون أي إشارة إلى وحدة أراضيها، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية.

 

النص الذي أُعدّ بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا، يقابله نص أعدته كييف، ويأتي قبل تصويت مرتقب الاثنين. ووصف السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا مشروع القرار الأميركي بأنه "فكرة سديدة".

 

ويشدد مشروع القرار الأوكراني المدعوم أوروبيا على ضرورة مضاعفة الجهود الدبلوماسية من أجل وضع حد للحرب في هذا العام، ويشير إلى مبادرات دول أعضاء عدة طرحت رؤيتها لاتفاق سلام شامل ومستدام.

 

ويكرّر النص أيضا المطالب السابقة للجمعية العامة في ما يتّصل بالانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات الروسية ووقف الهجمات الروسية ضد أوكرانيا. وحظيت نصوص سابقة بهذا الصدد بأكثر من 140 صوتا مؤيدا من بين الأعضاء البالغ عددهم 193.

 

تصريحات ترامب

 

يأتي ذلك فيما جدد ترامب انتقاداته للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقال إن حضوره مفاوضات إنهاء الحرب مع روسيا "ليس ضروريا"، مشيرا إلى أن أوكرانيا لا تمتلك نقاط قوة تستخدمها في التفاوض.

 

وأضاف ترامب خلال حدث جمع حكام ولايات أميركية في البيت الأبيض أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني بحاجة إلى العمل معا، وأشار إلى أنه أجرى محادثات جيدة للغاية مع بوتين، و"لم تكن محادثاتي جيدة مع أوكرانيا. ليست لديهم أي أوراق، لكنهم يتظاهرون بالقوة، غير أننا لن نسمح باستمرار هذا الأمر".

 

وشدّد ترامب، في مقابلة أجرتها معه محطة فوكس، على أن زيلينسكي "يعقد اجتماعات منذ 3 سنوات ولم يتم إنجاز أي شيء"، وأضاف "لا أعتقد أن هناك أهمية كبيرة لحضوره في الاجتماعات".

 

وتأتي التصريحات الجديدة لترامب بعد انتقادات حادة وجّهها للرئيس الأوكراني استدعت ردود فعل من كييف، وأثارت صدمة لدى حلفائه الأوروبيين، في أعقاب زيارة أجراها المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى أوكرانيا كيث كيلوغ، بدا أنها أسهمت في تهدئة الأوضاع.

 

وقال زيلينسكي إنه أجرى مع كيلوغ محادثات "بناءة"، خصوصا في ما يتّصل بالضمانات الأمنية لأوكرانيا.

 

والجمعة أكّد المبعوث الأميركي أنه أجرى مباحثات "إيجابية" مع زيلينسكي "القائد الشجاع والمحاصَر لبلد في حرب".

 

من جانبها، جدّدت الحكومة الألمانية بعد مكالمة بين زيلينسكي والمستشار أولاف شولتس، التأكيد الجمعة على أن كييف وبرلين اتفقتا على "وجوب أن تحضر أوكرانيا المفاوضات، وأن تناقش القضايا الأمنية في أوروبا بالاشتراك مع الأوروبيين".

 

وقال المستشار الألماني خلال تجمّع انتخابي في دورتموند "لن نتخلى عن أوكرانيا، ولن نتّخذ قرارات عنها. سنحرص على أن يقرّر هذا البلد بنفسه من يحكمه".

 

بدورها شدّدت جنوب أفريقيا، التي استضافت اجتماعا لمجموعة العشرين، لم تُمثل فيه الولايات المتحدة، على أعلى مستوى، الجمعة، على أن المفاوضات بشأن أوكرانيا يجب أن تشمل "كل الأطراف".

 

استياء ترامب

 

تأتي انتقادات ترامب الجديدة للرئيس الأوكراني في وقت تتزايد فيه الضغوط لإقناع كييف بالتعاون مع الولايات المتحدة، خصوصا في ما يتّصل باستغلال المعادن النادرة الإستراتيجية الأوكرانية.

 

وفي هذا السياق قال ترامب، الجمعة، إن الولايات المتحدة تقترب من توقيع اتفاقية المعادن مع أوكرانيا، مشيرا إلى أن الأموال الأميركية المقدمة لأوكرانيا تفوق الأموال الأوروبية بثلاثة أضعاف.

 

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر أن الولايات المتحدة وأوكرانيا قد توقعان اتفاقا بشأن المعادن اليوم السبت.

 

من جهته قال زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو على شبكة للتواصل الاجتماعي، إن "الفرق الأوكرانية والأميركية تعمل على مشروع اتفاق بين حكومتينا (…) آمل التوصل إلى نتيجة، نتيجة عادلة"

 

في بداية فبراير/شباط، أعلن الرئيس الأميركي أنّه يريد التفاوض على اتفاق مع أوكرانيا للحصول على حق الوصول إلى 50 في المئة من معادنها الإستراتيجية، مقابل المساعدات الأميركية التي تمّ تقديمها.

 

ورفض زيلينسكي الطرح الأميركي، مشيرا إلى أنّه لا يتطرق للضمانات الأمنية التي تسعى بلاده منذ 3 أعوام للحصول عليها في مواجهة الغزو الروسي. لكنه ترك الباب مفتوحا أمام "استثمارات" أميركية في هذا المجال.

 

وأمس الجمعة أكد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز قرب توقيع الاتفاق. وقال والتز خلال تجمّع نظّمه محافظون قرب واشنطن إن "الرئيس زيلينسكي سيوقّع هذا الاتفاق، وسترون ذلك في المدى القصير، وهو أمر جيد بالنسبة لأوكرانيا".

 

وكان ترامب وزيلينسكي قد تبادلا هجمات شخصية غير مسبوقة بعد المحادثات الروسية الأميركية التي جرت في السعودية الثلاثاء، وهي الأولى على مستوى وزراء الخارجية منذ 3 سنوات.

 

منذ ذلك الحين، تصاعدت التوترات بين كييف وواشنطن بشكل حاد. واتهم ترامب زيلينسكي بأنّه "ديكتاتور"، بينما بدأ تقاربا مفاجئا مع الكرملين، ما يشكّل منعطفا خطيرا بالنسبة لأوكرانيا التي كانت مزوّدا رئيسيا للمساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا.

 

والخميس، قال والتز "من الواضح أنّ الرئيس ترامب مستاء للغاية من الرئيس زيلينسكي.. ومن أنّه لم يكن على استعداد للاستفادة من الفرصة التي منحناه إياها".

 

غير أنّ مسؤولا أوكرانيا كبيرا أفاد، الجمعة، بأنّ البلدين "يواصلان" التفاوض بشأن إبرام اتفاق حول المعادن الأوكرانية الإستراتيجية.

 

وبعد محادثة هاتفية مع الرئيس البولندي أندريه دودا، شدّد زيلينسكي، الجمعة، على أن الحوار مع واشنطن مستمر، وقال في منشور له على إكس "لا يمكن تحقيق سلام قوي ودائم إلا من خلال الوحدة".

 

ودعا الرئيس البولندي، المقرب من حزب القانون والعدالة القومي المعارض، نظيره الأوكراني إلى "التعاون" مع ترامب.

 

وفي مواجهة شراسة الانتقادات الصادرة عن البيت الأبيض، تلقّى زيلينسكي دعم الاتحاد الأوروبي والكثير من القادة الأوروبيين، ومن المتوقع وصول بعضهم إلى كييف للمشاركة في إحياء ذكرى الغزو، الاثنين.

 

ويزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واشنطن، الاثنين، للقاء ترامب.

 

الموقف الروسي

 

والجمعة، جدّد المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف التأكيد على أنّ الرئيس الروسي "منفتح" على محادثات سلام.

 

وقال "لدينا أهدافنا المرتبطة بأمننا القومي ومصالحنا الوطنية، ونحن مستعدون لتحقيقها عبر مفاوضات سلام".

 

وتطالب روسيا خصوصا بأن تتنازل كييف عن 4 مناطق أوكرانية أعلنت موسكو ضمّها، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، وبأن لا تنضم أوكرانيا أبدا إلى حلف شمال الأطلسي.

 

وتُعتبر هذه الشروط غير مقبولة بالنسبة للسلطات الأوكرانية التي تطالب حلفاءها بضمانات أمنية قوية تردع روسيا عن غزوها مجددا.

 

وكان ترامب اعتبر في 12 فبراير/شباط أنّ انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي لن يكون "واقعيا".

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: الولایات المتحدة أن أوکرانیا على أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

الكرملين: السلام يحتاج إلى وقت وننتظر إشارات كييف

شعبان بلال (القاهرة)

أخبار ذات صلة «البنتاجون»: استهدفنا ألف موقع حوثي منذ منتصف مارس شي: الاقتصاد الصيني يجب أن يتكيف مع التغيرات الخارجية الأزمة الأوكرانية تابع التغطية كاملة

أعلن الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أمس، أن روسيا تتوقع أن تُثمر الجهود الأميركية في عملية السلام مع أوكرانيا، مؤكداً دعم الرئيس فلاديمير بوتين لمبادرة الهدنة، لكنه أشار إلى أن هناك «تفاصيل دقيقة» تُصعب إحراز التقدم بالسرعة التي تريدها واشنطن.
وأضاف بيسكوف: «ما زلنا نأمل أن تكلل جهود الولايات المتحدة بالنجاح، وأن الرئيس فلاديمير بوتين مستعد لهذه العملية»، مشدداً على أن إجراء اتصال مباشر بين الرئيسين الروسي والأميركي دونالد ترامب «سيتم عند الحاجة».
ولفت بيسكوف إلى أن القيادة في موسكو، ترى أن السلطات في واشنطن تعول على نجاح سريع في عملية السلام في أوكرانيا، لكن يجب تسوية جميع التفاصيل، مضيفاً «نتفهم رغبة واشنطن في تحقيق نجاح سريع في هذه العملية، لكننا في الوقت نفسه، نأمل في إدراك أن تسوية الأزمة الأوكرانية معقدة للغاية ولا يمكن حلها بين عشية وضحاها». 
التصريحات الروسية تأتي في أعقاب تعليقات ترامب في تقييم الأيام الـ 100 الأولى من ولايته الثانية، ووعوده لإنهاء الحرب المستمرة منذ 3 سنوات.
وأكد بيسكوف، أن بوتين «لا يزال منفتحاً» على الأساليب السياسية والدبلوماسية لحل النزاع في أوكرانيا، مشيراً إلى أن موسكو «لم تسمع أي رد فعل من كييف».
وقال: «يجب أن تُبرم اتفاقية سلام مع أوكرانيا، وليس مع أميركا، أميركا تحاول التوسط، ونحن ممتنون على هذه الجهود الحثيثة».
بدوره، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ نظيره الروسي فلاديمير بوتين يريد السلام في أوكرانيا، وذلك بعد أيام قليلة من تشكيكه بنوايا نظيره الروسي. وردّاً على سؤال بشأن ما إذا كان يعتقد أنّ بوتين يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا، قال ترامب «أعتقد ذلك».
في الأثناء، أعلن وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، أمس، أن أوكرانيا منفتحة على محادثات سلام بأي صيغة ممكنة بمجرد أن تتأكد كييف من أن موسكو على استعداد فعلاً للمضي قدماً في مسار السلام الصعب.
من ناحية أخرى، تبادلت روسيا وأوكرانيا القصف بالمسيرات الليلة الماضية وبدا القصف الروسي مكثفاً وأسفر عن قتيل و39 جريحاً في منطقتي دنيبرو وخاركيف الأوكرانيتين، بينما سقط 3 جرحى على الجانب الروسي بقصف أوكراني، وأعلنت موسكو إسقاط 34 مسيرة أوكرانية.
إلى ذلك، أكد نائب المتحدث باسم الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، فرحان حق، دعم الأمم المتحدة للجهود التي يقودها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإنجاح محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، ووقف العمليات العسكرية التي تسببت في خسائر إنسانية غير مسبوقة.
وقال فرحان، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الأمم المتحدة تشجع كل الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة الممتدة لأكثر من 3 سنوات، وذلك بما يتماشى مع ميثاقها وقراراتها ذات الصلة.
وحذر من خطورة تدهور الوضع الإنساني في أوكرانيا، جراء التصعيد العسكري المتواصل خلال الأسابيع الماضية.
وبحسب التقديرات الأممية والدولية، فإن نحو 13 مليون شخص في أوكرانيا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، بعدما أُجبر أكثر من 10 ملايين أوكراني على الفرار من منازلهم، من بينهم 3.7 مليون نازح داخلياً.

مقالات مشابهة

  • بعد توقيع اتفاق المعادن مع كييف.. ماذا قال نائب ترامب عن نهاية الحرب في أوكرانيا؟
  • الصين ترد بحذر على عرض أميركي بشأن الرسوم
  • ترامب يرشح مايكل والتز لمنصب المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة
  • احتفاء أميركي أوكراني باتفاقية المعادن وروسيا ترى كييف مرغمة
  • مصادر: مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز سيترك منصبه
  • زيلينسكي يستسلم .. ثروات أوكرانيا في يد ترامب | فيديو
  • كييف وواشنطن تتوصلان إلى اتفاق بشأن الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية
  • الكرملين: السلام يحتاج إلى وقت وننتظر إشارات كييف
  • اتفاق وشيك بين كييف وواشنطن بشأن المعادن
  • ترامب: «أوكرانيا ستُسحق قريباً» وبوتين أسهل في التعامل من زيلينسكي