موقع النيلين:
2025-02-22@14:41:57 GMT

الشهيد المساعد/ محمد علي عبدالمجيد

تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT

لا تكتمل زينة المجامع العسكرية ، وأعراسُ الوطن ، ومحافلُ ( الرجالة ) الا بحضور الفتى الذي ( تَرمّز ) أي أصبح رمزاً يحمل ملامح هذا الجيش العنيد ، فارداً ساعد العطاء الأخضر ، كأنه يحصدُ الثريا بعزمه ، ويغزلُ من خُيوط الضياء الوانَ العلم ، الذي يغرِزه في هام العز من أم رأسه ، ويشتملُ شبكة التمويه كأنها عباءة قُدّت من ديباج الأساطير في بلاط العز الأثيل ، والمجد الموروث ، يطلُ على المجامع من على منبرِ صوته الذي صِيغَ من رعدِ العواصف ، وقصف مدافع المرابطين ، وصفير نسور الجو في مغارات الهجيع على أوكار الخيانة ،

يغمسُ سهم الكلمة في ( إكسير الحياة ) فتنتفض ، حتى تملأ مدى السامعين ، وتشمخُ كأنها غيمةٌ معصرةٌ ثجاجٌ ، تغسلُ ما ران في قلوب التردد ، وتجلو كل رجسٍ ، وتوطّنُ الأقدام ثباتاُ لا تزحزُح بعده .


رجل ذكي الفؤاد ، حاضر الذهن ، نقي التوجه والإنتماء ، لا شِيّةَ فيه ،

عظيمُ مذخورِ الكلام ، يملك نواصي التصوير ، بليغُ المفردات ، ثريُ الوجدان بالمعارف والمكونات للثقافة الوطنية ، يحملُ خريطة الوطن بين جنبيه ، بطول تدفق الأنهار ، وبعرض كل مستخفٍ بليلٍ أو ساربٍ بالنهار ، ممن يعمرُ دروب الحياة ، في سهول الطين ، وقيزان الرمل ، وحصحاص الحجر ، وآكام الشوك في نطاق السافنا ، وبعمق التاريخ ، الثاوي تحت طِباق الأرض في الإهرامات ، والقباب ، وسوح المعارك ، والمزارات ، وحيث تفرقت أشلاءُ الشهداء ، كأنها أوتادٌ تشدُّ خيمة البقاء أن تهوي بها الريح في مكان سحيق ، أو كأنها نجوم نزلت على أديم الأرض علاماتِ هدايةٍ للسالكين في البر ، والبحر ، والجو .

شامخٌ كأنه يطٍلُّ من على صهوة صافناتٍ جياد ، أو راكباً حَوية ( كلساً جرايده كُبار ) ما رأى الناس للكاكي الأخضر منظراً ، أروع مما رأوه ممتلئاً حماسة ، وفُتوةً ومهابةُ ، وتحدياً ، يسري كالندي في عروق اليباب ،

لا يختاله الشك أبداً في ما يقول ، يُغدقُ على كلماته من ( لغة الجسد ) ما يجعل لها دوياً لافتاُ كصوت نداءات المآذن للصلاة .
صاغ الجيش نثراً وشعراً ، خلد أمجاده ، وعدد مناقبه ، وأحصى تشكيلاته ووحداته ، وعلق عُقود الكلمات على أعناق القيادات ، وثقّ عُرى التواصل الوجداني مع رفد الشهداء ، تلا على الناس وصاياهم ، وقسم ميراثهم بالسوية ، وهو المضي على ذات الدرب حتى بلوغ إحدى الحسنيين .

المساعد ( الشهيد بإذن ربه ) محمد علي ، ظل يدفع حمم الحماسة من عمقه كأنه بركان ( كاني نوي اوهامو ) في جزيرة هاواي ، لا يستكين .
وظل يدور بين الوحدات ، والمتحركات ، والمدن ، وحيث ما انعقدت للجيش راية ، كان هو ( أبو العريس ) هاشاً ، مبشراً ، حَفياً ، يمشي بين الناس مطيباً الخواطر .

يرفع القيادات الى مقاماتها ، ويٌنزل الرجال منازلهم ، يَحُدُ السيوف ، ويٌصَفّر السلاح ، ويبري السهام ، ويُزودُ المجاهدين بزاد المعنويات الذي لا يَتَسنه ، يتبعهم صداه كأنه جُنةٌ تحميهم من هواجس مما يخافه الناس ، يتراءى فوقهم قوس قزح النصر في سماء السودان العصية على تَسمُع الشياطين .

حتى أصبح المساعد محمد علي ، ظاهرةً تجاوزت مداه ( الفرداني ) الى روح من تجليات حرب الكرامة ، لها من مُرِّ الصبر على الأذي صمتٌ عبوس ، ولها من فرحة النصر ، نغم الزغاريد المتدفقة من ينابيع الحمد والشكر لله .
ظاهرة المساعد محمد علي ، لها سهم في كل جحفل متحرك ، ومدافع متربص ، هو في وعي كل قائد ، وعزم كل مجاهد ، ووعد الثبات عند اللقاء .

ما ( رطن رشاش ) الا وتشبث وقعُ رُصاصه بما أمضاه من حروف ، ولا انفلقت دانة الا وجوازها المسافة على إشارته ، ولا توسد الثري شهيد إلا وانتظم بيتاً في قصائده .
اجتهد في استفراغ جهده ، ونثر ما في كنانته ، كأنه على موعد مع الشهادة ، التي خاطب فيها الشهيد ( مكاوي حبيب الشعب )

يوصيه أنه إذا قام في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن يبلغه شوقاً بات لا يُحمل ).
وهكذا ظل الرجل مرابطاً متنقلاً بين محافل العز وطُبول النداء ، ومجامع الأبطال ، ومتحركات الفتح المبين ، حتى غيض الله النصر ، للجيش ومن أعان الجيش ، ولم يبقى من المليشيا إلا بضعة أجحار تضيق بها كل ساعة ، ولات حين مناص ومهرب ، وبدأت وفود عودة الناس الى الديار ، التي ظن الجنجويد أنهم إمتلكوها كما قال المأفون ياجوج وماجوج ( دا حَقِنا ) وعادت سنار الولاية ، والجزيرة الخضراء ، وسائر عيون أم در ، وربوع بحري ، وخصر الخرطوم الجميلة .
هنا كأن الشهيد قد اطمأنت نفسه المسكونة بالقلق ، أن الأمر قد استقر ، وأن الشعب وجيشه قد عبروا مخاض التحدي ، وأن المؤامرة قد غرقت في اليم كما غرق سلطان فرعون .
عندها كان قدر الله اللطيف بحسن الختام ، حيث وقف الشهيد كالعهد به ، خطيب حفل قرية الكمر بمحلية المتمة ولاية نهر النيل ، وهم يكرمون أسر شهداء معركة الكرامة ، ويحتفون بالعسكريين الذين رابطوا في الوحدات بالخرطوم منذ أبريل عام ٢٠٢٣م ،

وهو من أكارم المرابطين ، و ليس بينه والشهادة الا كيلومترات حتى بوابة مدينة الحقنة .
إنّ ألسنةَ الخلق أقلامُ الحق ، وشهادة العلم من الناس عدلٌ ، ولا يحفظ الغيب الا الله
اللهم إنا نتوجه اليك وندعوك بأسمائك الحسنى وصفاتك العُلى ، أن تقبل شفاعة الشافعين في المجاهد الشهيد محمد علي ، نُشهدُ اللهم على أنه بذل نفسه ، ووُسعه ، ولسانه ، وعقله ، محرضاُ على القتال ، حاضاُ على المكارم ، رافعاً رايات التوحيد ، مؤذناُ صادحاً بالفلاح ، فتقبل شهادته ، وأعلي درجاته في الجنات ، وأخلفه في أهله بخير
التعازي للسيد الرئيس القائد العام للقوات المسلحة
ولكل القيادات على كافة المستويات ، الى وحدته المهندسين ، الى إخوانه ، وزملائه ، ولشعب السودان الذي أحبه ، وأنصت اليه ، وتفاعل معه.
إنا لله وإنا اليه راجعون
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

لواء ركن ( م ) د. يونس محمود محمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: محمد علی

إقرأ أيضاً:

وكيل تعليم بني سويف تفتتح معرض "أهلًا رمضان" بمدرسة الشهيد محمد مرزوق الإعدادية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

افتتحت الدكتورة أمل الهواري وكيل وزارة التربية والتعليم ببني سويف، معرض أهلاً رمضان، والذي اقامته إدارة الوحدة المنتجة بمدرسة الشهيد محمد مرزوق الاعدادية بنات (الصفا سابقاً)، بحضور أحمد عزت مدير إدارة بني سويف، ونعيم حماد رئيس مجلس الأمناء، ومرفت محمد طه مدير إدارة الوحدة المنتجة، وإيمان فتحي مدير إدارة التعليم المجتمعي وأشرف ابو الليل مدير التعليم الاعدادي.

وأشارت وكيل الوزارة إلى أن المدارس شاركت بمنتجاتها المتمثلة في كافة المواد الغذائية وذلك بأسعار مخفضة عن اسعار الأسواق مشاركة في التخفيف عن كاهل المواطنين والتصدي لغلاء الاسعار وتوفير كافة السلع الغذائية خلال شهر رمضان الكريم والتي تأتي في إطار تعليمات القيادة السياسية وبناء على تكليفات الدكتور محمد هانئ محافظ بني سويف.

وأكدت الإلتزام بجودة المنتجات ومطابقتها للمواصفات والاشتراطات الصحية.

وأضافت مرفت طه مدير إدارة الوحدة المنتجة بأن المعرض شارك فيه مدارس الإدارات التعليمية بمنتجاتها  بهدف توفير السلع الغذائية واللحوم بأسعار مناسبة.

واشتمل المعرض على منتجات متنوعة؛  سلع غذائية (ياميش رمضان بجميع أنواعه - سكر - زيت - ارز )، فوانيس رمضان (خشبية - خيامية - خرز) وتنفيذ حامل مصحف وخضراوات مجهزة وفرش بكل انواعها، ومشغولات مفارش وخداديات يدوية وكونكريت فوانيس ومجسمات رمضان مع التلوين، ومنتجات الألبان بأنواعها المختلفة مقدمة من انتاج مدارس  التعليم الفنى. 
وكذلك  مخبوزات وفطائر - مفروشات تريكو وخرز (التعلم المجتمعى) و (فوانيس خرز - تريكو - منضدة من أعمال مدارس التربية الخاصة)، ومنتجات خشبية اركت - فوانيس - منضدة من أعمال توجيه تكنولوجيا المجال الصناعى.

مقالات مشابهة

  • قلبي ماكلني !!
  • ما لا تعرفونه عن الشهيد المساعد محمد علي..!!
  • بيتعامل كأنه رونالدو.. كهربا يقود الاتحاد الليبي للفوز على أبو سليم بثلاثية
  • محمد رضا «معلم السينما» الذي أضحك الأجيال
  • إلى رحمة الله صوت الوطن وشاعر القوات المسلحة
  • سرايا القدس تزف الشهيد محمد شحادة
  • تشييع جثمان الشهيد اللواء حسن القطريفي بصنعاء
  • وكيل تعليم بني سويف تفتتح معرض "أهلًا رمضان" بمدرسة الشهيد محمد مرزوق الإعدادية
  • ديرية بني حشيش تودّع الشهيد حسين الجرادي في موكب جنائزي مهيب