لأن قضية العرب الراهنة خطيرة من حيث أهدافها ومراميها واستهدافاتها ومستوى من طرحها، ولأنها تمس الأمن القومي العربي في الصميم، فقد أدرك القادة العرب أنهم ودولهم وشعوبهم مستهدفون، وأنّ صمتهم على مبادرة تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن قد يُفهم على أنه موافقة ضمنية، وأن ذلك يشجع أصحاب المبادرة من أمريكيين وإسرائيليين على طرح المزيد من مبادرات «الترانسفير» من الضفة الغربية، وغيرها من مبادرات إلغاء وجود الشعب الفلسطيني.
لذلك فالقمة العربية الطارئة التي كانت مقررة يوم 27 من الشهر الحالي ثم تأجلت حتى الرابع من شهر مارس (آذار) لا شك أنها ضرورية من أجل اتخاذ موقف عربي موحد لمواجهة المبادرة التي تريد تصفية القضية والتخلص من الشعب الفلسطيني بفرض تهجيره تحت أزعومة واهية وهي "تطوير قطاع غزة". ثم جاء "اللقاء الأخوي" الذي عقد في الرياض أمس بدعوة من ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وعدد من قادة دول مجلس التعاون إضافة إلى عبدالله الثاني ملك الأردن، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمثابة لقاء تمهيدي لقمة مارس (آذار)، لتوحيد المواقف والرؤى العربية تجاه التحديات الحالية، وهو ما أكده صاحب السمو رئيس الدولة عبر حسابه على منصة إكس قائلاً:« شاركت في لقاء أخوي مع عدد من قادة دول مجلس التعاون والأردن ومصر، وذلك في إطار التنسيق والتشاور وتعزيز التعاون بين دولنا».
وسوف يشكل "اللقاء الأخوي" في الرياض دعامة لقمة القاهرة بالتأكيد، وحجر الأساس لها، لأن الدول المشاركة تمثل ثقلاً عربياً موحداً في معادلات القوى والمصالح في المنطقة؛ بحيث يكون للعرب حضورهم وصوتهم المسموع.
صحيح أن "اللقاء الأخوي" التشاوري في الرياض فلسطينيٌّ بامتياز لأنه ناقش تفاصيل الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة رداً على خطة ترامب، إلا أن صلب القمة هو تأسيس رؤية عربية منسقة وموحدة سياسية واقتصادية يمكن توظيفها كعوامل فعالة في تعديل موازين القوى في المواجهة المحتملة إذا ما فرضت على العرب، وأيضاً لفتح مسار سياسي جديد يقوم على حل الدولتين الذي ترفضه إسرائيل بدعم من إدارة الرئيس دونالد ترامب.
إننا نعيش حرباً سياسية ير مسبوقة، تستدعي من العرب شكلاً آخر من المواجهة نستنفر فيها كل ما لدينا من مكامن القوة والعزم، وهي كثيرة إذا ما أحسنّا استخدامـها وفي مكانها، من دون خوف أو وجل.
العرب ليسوا ضعفاء، ولديهم القدرة على أن يقولوا "لا" عندما لا تكون في صالحهم، ولا يستطيع أحد أن يفرض عليهم ما يشاء مهما بلغت قوته وجبروته.
أرادت السعودية تمهيد الأرضية لصياغة موقف عربي موحد، وهو ما سيتم بلورته في القمة العربية المقبلة لمواجهة الطروحات الأمريكية التي تدعمها إسرائيل بشأن الحرب ومستقبل قطاع غزة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة اللقاء الأخوی
إقرأ أيضاً:
نائب وزير الإسكان يبحث التعاون مع إحدى شركات الحلول الذكية في مشروعات المرافق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
التقى الدكتور سيد إسماعيل، نائب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مُمثلى إحدى الشركات العالمية المتخصصة في الحلول الذكية والأنظمة المستدامة، لاستكمال دراسة استخدام الحلول الذكية والأنظمة المستدامة لتقديم الخدمات في مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي بالمدن الجديدة، وذلك بحضور ممثلى هيئة المجتمعات العمرانية ووحدة إدارة المشروعات بوزارة الإسكان.
واستهل نائب وزير الإسكان اللقاء، بالترحيب بالحضور، مؤكداً أن وزارة الإسكان تحرص على أن تحظى المدن الجديدة بأعلى وأحدث أنظمة التشغيل المتكامل وباستخدام النظم الحديثة والذكية.
وأشار الدكتور سيد إسماعيل، إلى أنه فى ضوء توجيهات المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، تم عقد عدة لقاءات سابقة مع مُمثلي الشركة، وتم الاتفاق على القيام بالدراسات اللازمة وعرضها على مسئولي قطاع المرافق ومياه الشرب والصرف الصحى.
واستعرض مُمثلو الشركة الدراسات التي قامت بها في مدينتي العلمين الجديدة والقاهرة الجديدة، وكذلك الخطة المقترحة لبناء قدرات العاملين بالجهاز التنظيمى وهيئة المجتمعات العمرانية.
وخلال اللقاء تمت مناقشة استخدام الأنظمة الذكية في مدينة العلمين الجديدة، وكيفية عمل نماذج استرشادية لمحاكاة المدينة لبحث سُبل تطبيق أحدث التقنيات الذكية في إدارة منظومات المرافق بالمدينة.
كما وجه نائب وزير الإسكان، بدراسة العروض الفنية والمالية المقدمة من الشركة، وعرض الإجراءات التي يتم اتخاذها في هذا الشأن، بما يضمن الاستغلال الأمثل لهذه التكنولوجيا في إدارة المرافق بكفاءة وفعالية.
وفى ختام اللقاء، أكد نائب وزير الإسكان، أهمية استمرار عقد اللقاءات التنسيقية لوضع الخطوات التنفيذية للاستفادة من هذه الحلول الذكية بما يحقق رؤية وأهداف الوزارة في استخدام الأنظمة والحلول الذكية والمستدامة، لتقديم خدمات مياه الشرب بأعلى جودة في المدن الجديدة.