كتب محمد شفير في" الشرق الاوسط": يترقب لبنان الرسمي ما ستؤول إليه الوعود الأميركية بالضغط على إسرائيل لإلزامها بالانسحاب من المواقع التي ما زالت تحتلها، والتي تُشكل خرقاً لوقف النار. ورغم أن أركان الدولة لديهم اقتناع بأن احتفاظ إسرائيل بهذه المواقع لا يرتبط بضرورات أمنية لطمأنة المستوطنين بشأن عودتهم إلى المستوطنات الواقعة في الشمال الإسرائيلي، بحيث تبقى في منأى عن تهديدات «حزب الله»، فإن هذا الاحتفاظ يعود إلى «كمائن» سياسية تستخدمها إسرائيل لربط انسحابها من هذه المواقع بنزع سلاح الحزب تطبيقاً للقرار «1559».

وتتحصن إسرائيل، كما يقول مصدر سياسي بارز لـ«الشرق الأوسط»، بضوء أخضر أميركي يشترط وضع آلية للتخلص من سلاح الحزب الثقيل، بدءاً من شمال الليطاني، ليشمل لاحقاً جميع الأراضي اللبنانية، في مسعى لحصر احتكار السلاح بالدولة، كما تعهد رئيس الجمهورية جوزيف عون في خطاب القسم.

فالوعود الأميركية، وفق المصدر السياسي، تبقى حبراً على ورق، ولن تأخذ طريقها إلى التنفيذ ما دامت واشنطن تتفهم وجهة نظر إسرائيل بتطبيق القرار «1701» بكل مندرجاته، ولا تؤيد دعوة باريس بأن تُخلي إسرائيل المواقع التي تحتلها، على أن تحل مكان جيشها الموجود فيها قوة مشتركة من قوات الطوارئ الدولية المؤقتة «يونيفيل»، والجيش اللبناني تحت إشراف هيئة الرقابة المكلفة وقف النار؛ تمهيداً للشروع في تنفيذ القرار الدولي ببسط سلطة الدولة على كل أراضيها.
وفي هذا السياق، كشف المصدر نفسه أن الحكومة البريطانية دخلت على خط الاتصالات في محاولة لإيجاد حل يؤدي إلى إقناع إسرائيل بالتخلي عن المواقع، واقترحت بأن تتولَّى تركيب أبراج للرقابة أسوة بتلك الأبراج التي أقامتها في عدد من النقاط الواقعة في السلسلة الشرقية قبالة الأراضي السورية، لمساعدة الدولة اللبنانية على وقف التهريب بين البلدين عبر المعابر غير الشرعية، وضبط محاولات الدخول خلسة من وإلى سوريا.
وقال إن تركيب أبراج الرقابة يأخذ في عين الاعتبار بأن توضع في المواقع التي تحتلها إسرائيل، على أن تتولَّى تشغيلها وإدارتها قوة مشتركة من «يونيفيل»، والجيش اللبناني تحت إشراف هيئة الرقابة، ما يدعو إسرائيل للاطمئنان بأنها لن تُستخدم، كما تدّعي، لتهديد أمن المستوطنين، وتفرض رقابة على جنوب الليطاني وشماله، ما يُصعّب على المجموعات المسلحة التسلّل أو الدخول إليهما.
وأكد أن الحكومة اللبنانية تتعامل بإيجابية مع العرض البريطاني، وتُبدي انفتاحاً عليه، وترى فيه الحل الممكن المؤدي لانسحاب إسرائيل، ويبقى أن نترقب رد فعلها، مع أنه المخرج للتوصل إلى تسوية لتثبيت وقف النار بصورة نهائية، وأنه لا حاجة لاحتفاظها بهذه المواقع، ما دام لديها من الرادارات ما يُمكّنها من مراقبتها لأبعد من لبنان.
ومع أن البيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام يُعطي لبنان الحق في الدفاع عن أراضيه، ولم يأتِ على ذكر ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة»، كما يُطالب «حزب الله»، فإن واشنطن تتردد في الضغط على إسرائيل للانسحاب، على الأقل في المدى المنظور، ما لم تُعِد النظر في حساباتها، وتتجاوب مع الرغبة اللبنانية، رغم أنه لا شيء يمنعها من إعطاء فرصة للعهد الجديد ليلتقط أنفاسه للتأكد لاحقاً بأن ما كُتب في البيان قد كتب، وأن مثولها أمام البرلمان طلباً لثقته لن يُبدّل من مضامينه في هذا الخصوص؛ لأنه يحظى بتأييد الأكثرية النيابية.
كما أن الحزب، حسب المصدر، لن يتذرع باحتفاظ إسرائيل بهذه المواقع، ليواصل مقاومته لجيشها، بقدر ما يفضل الوقوف خلف الدولة في مطالبتها بإنهاء الاحتلال. خصوصاً أن قيادته لن تُقدم على مغامرة غير محسوبة، في وقت تعمل فيه على تقييم الأبعاد الأمنية والسياسية المترتبة على التحولات في المنطقة وتأثيراتها على الوضع الداخلي اللبناني، في ضوء تراجع محور الممانعة بقيادة إيران واضطراره للانكفاء إلى الداخل.
يتقدّم الخيار الدبلوماسي للضغط على إسرائيل للانسحاب على الحل العسكري، وبات على الحزب أن يتكيف مع طبيعة المرحلة السياسية، وهذا يتطلب من قيادته تغليب الواقعية على الشعبوية، آخذة بعين الاعتبار تبدُّل المزاج اللبناني الذي ينشد الاستقرار، ولا يرى من حل لاستكمال انسحابها سوى وقوف اللبنانيين خلف الدولة وإعطائها الفرصة للاتصالات التي تجريها لكسب التأييدين الدولي والعربي لوجهة نظرها، بإعطاء الأولوية للحل الدبلوماسي الذي لا يزال متعذراً ما لم تبدّل واشنطن موقفها، وتستعيد مصداقيتها بإلزام إسرائيل الانسحاب انطلاقاً من الاتفاق الذي صاغته ورعته مباشرة بالشراكة مع فرنسا، ليكون في وسع لبنان إعداد دفتر الشروط المطلوب ليؤهله للحصول على المساعدات لإعادة إعمار ما تهدم، وإن كان الطريق إليه يتطلب تطبيق الـ«1701»، بكل مندرجاته وتحقيق الإصلاحات المطلوبة.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

بالطبل البلدي.. افتتاح أول مقر رقمي لحزب الجبهة الوطنية بجنوب سيناء

افتتح النائب العمدة أحمد رسلان أمين تنظيم حزب الجبهة الوطنية  أول مقر رقمي للحزب الجبهة الوطنية بأمانة جنوب سيناء بمدينة شرم الشيخ  وسط استقبال كبير بالطبل البلدي وحضور أعضاء الامانات المحافظة و امانة مدينة  شرم الشيخ .

وذلك بحضور النائب فايز أبو حرب أمين أمانة القبائل والعائلات المصرية بحزب الجبهة الوطنية و النائب إبراهيم رفيع أمين امانة المتابعة ومساعد امين التنظيم بحزب الجبهة الوطنية  والنائب غريب حسان امين عام  حزب الجبهة الوطنية بجنوب سيناء والمستشار محمود سرور امين التنظيم .

وقد تفقد رسلان والنواب المقر  واستمع لشرح  بإمكانيات المقر  كاول مقر رقمي مزود بالتكنولوجيا والربط بينه وبين المقرات التي يجري تجهيزها بجميع مدن المحافظة .

ونظم حزب الجبهة الوطنية "أمانة جنوب سيناء"، مؤتمر جماهيري  حاشد بقاعة مؤتمرات المدينة الشبابية بشرم الشيخ بالتزامن مع عيد تحرير سيناء،

وقد حضر جميع امناء امانات المحافظة والمدن .

وقال النائب العمدة أحمد رسلان، أمين تنظيم حزب الجبهة الوطنية، إن الجبهة الداخلية للشعب المصري لها دور هام في حفظ أمن الوطن، والمساهمة في دفع عجلة التنمية، هذا بجانب الوحدة بين الشعب والجيش والقيادة السياسية التي تبهر العالم، وتقف حائط صد ضد أي محاولات للإيقاع بالوطن.

وأوضح ان القيادة السياسية برئاسة الرئيس السيسي، نجحت خلال الفترة الماضية في إحداث طفرة غير مسبوقة في البلاد. بشكل عام، وسيناء بشكل خاص، موجها الشكر للرئيس السيسي، والقوات المسلحة، ورجال الشرطة، لدورهم البارز في حماية حدود الدولة، وحفظ أمن الدولة الداخلي.

وأشاد باختيار قيادات الحزب، والتي جاءت وفقا للكفاءة السياسية، مؤكدا أن الحزب سيعمل خلال الفترة المقبلة وفق رؤية ورسالة واضحة تعمل لصالح المواطن في المقام الأول.

و اشاد النائب  فايز أبو حرب، أمين أمانة اتحاد القبائل العربية بالحزب، بالقيادات الشبابية القائمة على تكوين الحزب في كافة مدن المحافظة، كونها تعد بؤرة للفكر المطور، مؤكدا أن حزب الجبهة الوطنية عليه إقبال غير عادي على مستوى الجمهورية، ومن هنا جرى اختيار شعار "مصر للجميع"

وأكد أن شعبية وانطلاق الحزب مع بداية تدشينه، تبشر بأن تكون له  مكانة متقدمة بين الاحزاب المختلفة خلال فترة وجيزة.

وأكد النائب  إبراهيم رفيع، أمين أمانة المتابعة بالحزب ومساعد أمين التنظيم، انه جرى تدشين الحزب في فترة زمنية تحتاج فيها الدولة المصرية إلى ظهور حزب جديد بعد فتور الأحزاب السياسية الأخرى، مشيرا إلى ان الأحزاب السياسية تعد مدرسة منوطة بتربية وإعداد الشباب للعمل السياسي من أجل رفعة الوطن.

وأشار إلى أنه كان لابد من إقامة دراسة تقف على أخطاء كافة الأحزاب الأخرى، لتفاديها والعمل على لصالح الوطن والمواطن معا، مع تفعيل دور الشباب الذي يغفله بعض الأحزاب، وجعلهم على قائمة أمانات الحزب، ليصبحوا من الكفاءات الأساسية بالحزب.

وقال النائب غريب حسان، امين عام الحزب  بجنوب سيناء، إن جنوب سيناء تحتفل اليوم بعيد بالذكرى ال 43  لتحرير سيناء، وتدشين أمانة الحزب، وفتح مقره بمدينة شرم الشيخ، مؤكدا أن حزب الجبهة الوطنية سيعمل على أرص الواقع لتحقيق مطالب المواطنين، وتوحيد الصفوف للنهوض بمصر،  ودعم القيادة السياسية التي تعمل بجد وإخلاص لرفعة الوطن.

وأكد  أن الهدف العام للحزب هو التوعية والتشييد،  ودعم المواطن دون شعارات رنانة.

وأضاف المستشار  محمود سرور، أمين التنظيم بالمحافظة، أن عيد تحرير سيناء يجسد إرادة الشعب وقوة الجيش المصري، وأن سيناء ليست مجرد أرض، بل تجسيد العزة والكرامة، مشيرا إلى أن حزب الجبهة الوطنية يدرك أحلام وطموحات أبناء سيناء، وسيعمل بالتوازي من القيادة السياسية لخلق فرص عمل لهم، واحداث طفرة تنموية تخدم المواطنين، من أجل تحقيق آمالهم.

وخلال مؤتمر الحزب  تم تكريم عدد من الشخصيات التي  له دور وطني في التنمية علي ارض جنوب سيناء .

طباعة شارك جنوب سيناء اول مقر رقمي حزب الجبهة الوطنية الطبل البلدي

مقالات مشابهة

  • عدوان لا يتوقف وسلاح لا يُسلم.. لبنان بين فكّي إسرائيل و»حزب الله»
  • وزير الدفاع: سيطرة الجيش الإسرائيلي على بعض المواقع يعوق انتشار الجيش في جنوب الليطاني
  • بري: العدوان الإسرائيلي يهدد تعافي الدولة واستقرارها
  • حزب الله غير راض عن الحكومة: على المعنيين ردع إسرائيل
  • عون إلى الإمارات: لا خشية من سحب السلاح ولالزام إسرائيل باحترام الإتفاق
  • بالطبل البلدي.. افتتاح أول مقر رقمي لحزب الجبهة الوطنية بجنوب سيناء
  • خطاب قاسم: برنامج سياسي عنوانه بناء الدولة
  • الجيش داهم أكثر من 500 موقع لـ الحزب.. في هذه المناطق
  • قائد الجيش في الجنوب وعون يفعّل قنوات التواصل والحوار مع الحزب
  • نعيم قاسم: إسرائيل خرقت الاتفاق 3 آلاف مرة وتهدف لتغيير القواعد