جرى، اليوم الجمعة، إطلاق مشروع التأهيل البيئي والترفيهي للغابة الحضرية لسيدي معافة بوجدة، وذلك في إطار استراتيجية « غابات المغرب 2020-2030″، التي أطلقها  الملك محمد السادس.

ويهدف هذا المشروع، الذي تبلغ تكلفته الإجمالية 87 مليون درهم، إلى التوفيق بين حماية النظم البيئية الغابوية وتلبية الاحتياجات المتزايدة للساكنة فيما يتعلق بتوفير المساحات الخضراء وفضاءات الترفيه.

وتم تقديم هذا المشروع الطموح للشركاء المؤسساتيين من قبل الوكالة الوطنية للمياه والغابات، خلال اجتماع ترأسه والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة-أنجاد، خطيب الهبيل، بحضور المدير العام للوكالة، عبد الرحيم هومي، والمدير العام لوكالة تنمية جهة الشرق، محمد مباركي، ورئيس مجلس الجهة، محمد بوعرورو، بالإضافة إلى منتخبين ومسؤولين ترابيين.

وتشكل غابة سيدي معافة، التي تمتد على مساحة 1650 هكتارا، موروثا طبيعيا فريدا، يساهم بشكل كبير في التوازن البيئي، وتحسين جودة حياة ساكنة وجدة، غير أن التغيرات المناخية، خاصة سنوات الجفاف المتتالية، تسببت في تدهور كبير لأشجار الصنوبر الحلبي، مما جعلها عرضة للذبول والتدهور، وللآفات الحشرية؛ الشيء الذي أثر سلبا على المشهد الطبيعي والقيمة الحرجية للغابة.

وأمام هذه الوضعية المقلقة، أطلقت الوكالة الوطنية للمياه والغابات برنامجا استعجاليا يهدف إلى وقف تدهور الغابة واستعادة دورها البيئي والترفيهي.

ويمتد برنامج التدخل على ثلاث سنوات (2024-2026)، ويرتكز على ثلاثة محاور رئيسية، يتعلق الأول بمكافحة تدهور الغطاء الغابوي وحمايته، من خلال تنفيذ عمليات الحراجة على مساحة 620 هكتارا لإزالة الأشجار المتضررة ومنع انتشار الآفات الحشرية، بالإضافة إلى وضع آلية لمراقبة صحة الغابات ورصد حالة الأشجار.

ويتعلق المحور الثاني، بإعادة تشجير 720 هكتارا بأنواع نباتية أكثر مقاومة للظروف الجافة (العرعار، البطم الأطلسي، الخروب، الرهج، والكازوارينا)، مع اعتماد تقنيات تشجير مبتكرة.

أما المحور الثالث، فيهم التهيئة البيئية وتطوير السياحة الإيكولوجية، من خلال، على الخصوص، إنشاء مساحات للاستجمام، ومسارات للمشي، وفضاءات لمزاولة الأنشطة الترفيهية، وكذا تطوير بنية تحتية مستدامة تتيح لمرتادي الغابة الاستمتاع بممارسة الرياضة والترفيه، بالإضافة إلى تشجيع الشراكات مع القطاعين العام والخاص قصد ضمان تدبير مستدام وتثمين اقتصادي للموقع.

وفي ختام اللقاء، الذي جرى بمقر الولاية، تم تنظيم زيارة ميدانية مكنت المسؤولين والشركاء من الوقوف على أولى عمليات التأهيل المنجزة وإعطاء انطلاقة حملة التشجير.

وفي تصريح للصحافة، أكد هومي، أن هذا المشروع، الذي يندرج في إطار استراتيجية « غابات المغرب 2020-2030″، يهدف إلى إحياء الغابة الحضرية لسيدي معافة، التي عانت لسنوات طويلة من الجفاف، مما أدى إلى تراجع بعض الأصناف من الأشجار.

وأكد على أهمية الأدوار الاجتماعية والبيئية لهذه الغابة، مبرزا أن برنامج التدخل يتكون من عدة مراحل؛ تهدف الأولى منها إلى إعادة تأهيل 115 هكتارا هذه السنة، في حين تمتد المرحلة الثانية إلى حوالي 400 هكتار، وذلك بأنواع الأشجار المتكيفة مع التغيرات المناخية.

وأضاف السيد هومي، أن هذا البرنامج، الذي يشمل أيضا تدخلات لتحسين استقبال زوار الغابة، يتطلب الانخراط الفعال لمختلف الفاعلين، وكذا المواطنين ومرتادي الغابة، الذين يقع على عاتقهم لعب دور محوري في حماية وتثمين هذا الفضاء الطبيعي المتميز.

ومن خلال هذه المبادرة، تجدد الوكالة الوطنية للمياه والغابات، التزامها بتدبير مستدام ومسؤول للغابات، خدمة للتنوع البيولوجي ولراحة الساكنة ومرتادي هذا الفضاء الطبيعي.

المصدر: اليوم 24

إقرأ أيضاً:

خرائط غوغل تكشف سر "الثقب الأسود" في المحيط الهادئ

في أكتوبر 2021، انتشرت صورة غريبة عبر الإنترنت التقطتها خرائط جوجل، تظهر ما يشبه "ثقبًا أسود" مثلث الشكل في وسط المحيط الهادئ.

الصورة، التي أثارت تساؤلات وشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، تم تداولها على نطاق واسع مع افتراضات حول وجود حفرة عميقة تحت الأرض أو حتى قاعدة عسكرية سرية.

لكن تبين لاحقًا أن البقعة الداكنة في الصورة هي جزيرة فوستوك، الواقعة في المحيط الهادئ الجنوبي، وهي جزء من جمهورية كيريباتي.

الجزيرة، التي تبلغ مساحتها 0.25 كيلومتر مربع، هي جزيرة مرجانية غير مأهولة مغطاة بشجيرات كثيفة من أشجار البيسونيا، التي تظهر باللون الداكن عند النظر إليها من الفضاء.

وفقا لتقرير BBC، فإن الأشجار الكثيفة على الجزيرة تحجب الضوء عن بقية النباتات، مما يخلق مظهرًا مظلمًا من المدار. وقد أشار الباحثون إلى أن هذه الأشجار تمنع النباتات الأخرى من النمو تحتها بسبب ظلالها الكثيفة.

جزيرة فوستوك كانت قد اكتشفت لأول مرة من قبل مستكشفين روس في عام 1820، ولم تُسجل أي علامات على وجود حياة بشرية عليها منذ ذلك الحين، نظرًا لعدم وجود مصدر موثوق للمياه العذبة.

وإلى جانب كونها جزيرة غير مأهولة، تشتهر فوستوك بأنها ملاذ للعديد من الطيور البحرية، التي تساعد في نشر بذور الأشجار إلى جزر أخرى.

مقالات مشابهة

  • من هو ملك الغابة المصرية القديمة وكيف انقرض؟
  • «المنشآت الفندقية»: إطلاق برنامج «مهارات السياحة» لتمكين الشباب وتأهيلهم لسوق العمل
  • برنامج الامم المتحده الانمائي : الاقتصاد السوري بحاجه الى 55عاما للعوده الى المستوى الذي كان عليه في 2010قبل الحرب
  • مصطفى بكري: الرئيس السيسي قدم خطة واضحة لإعادة إعمار غزة
  • وزير بريطاني سابق: الحلول المستقبلية بغزة يجب أن ترتكز على خطط لإعادة الإعمار
  • الحكومة: انتهينا من تأهيل 934 مركزا صحيا أوليا
  • خرائط غوغل تكشف سر "الثقب الأسود" في المحيط الهادئ
  • بالصور.. وزير البترول يشهد تخريج الدفعة الثانية من برنامج تأهيل القيادات الشابة والمتوسطة
  • ما طبيعة "كرفانات الإقامة" التي تستعد مصر لإدخالها إلى غزة؟