مكرمة سامية تعكس نهج القيادة في العطاء
تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT
متابعة: جيهان شعيب
ثمّنت فعاليات مجتمعية مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإطلاق وقف الأب، تقديراً وعرفاناً لدور الآباء، وفضلهم، ومكانتهم الرفيعة.
وقالوا إن مكارم قيادة الدولة شملت جميع المجالات، وأضحت نموذجاً تحتذي به كثير من الدول، كما أصبحت محل فخر مواطني إمارات الخير، الذين اعتادوا على عطاءات الأيادي البيضاء لأصحاب السمو الشيوخ حكام الدولة.
وأكدوا أن «وقف الأب» يكرس القيم الأصيلة للمجتمع، ويعزز العمل الخيري الذي جبلت عليه أرض الأب المؤسس، والذي يتواصل على الدوام بمبادرات سامية طيبة، ترفل في الأصالة والرقي الإنساني.
قال د. عيسى الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج وأستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية: تتجلّى مكانة الأب في لغة الحياة الأصيلة في منزلة الصبر والكفاح والعطاء بلاحدود، من أجل توفير الحياة الكريمة لأولاده وأسرته على المستوى الأسري، ومن أجل خدمة وكرامة وطنه على المستوى الوطني، ومن أجل تمكين الاستقرار والخير والتضحية على المستوى الإنساني.
لذا، فإن مكانة الأب تثقل في ميزان الحياة بل لا يقابل مكانته بكف الميزان ما يحفظ حقه وعطاءه، ومن هنا فإن كل وفاء لا يوفيه حقه وكل جزاء لا يجازي فضله، إلا أن يكون وقفًا خيريًّا لعله يرضيه ويحفظ له قدره ويرفع مقامه عند الله تعالى.
لذا، فإن التوجيهات السديدة من القيادة الرشيدة في إطلاق مبادرة (وقف الأب) جاءت لتلبية القيم الأصيلة في مجتمع الإمارات، الذي يؤمن إيمانًا راسخًا بمكانة الأب ودوره العظيم في الأسرة والوطن، وهذا أصل في ديننا الحنيف الذي حثنا على بر الأب وإبراز مكانته العظيمة في الإسلام. الصورة
بل هذا المشروع (وقف الأب) الذي سيكون وقفاً عن جميع الآباء في الإمارات سيمتد عطاؤه إلى الإنسان في العالم من أرض زايد الخير الأب المؤسس، رحمه الله، الذي كرس حياته لرفع الوطن ونشر الخير، فزايد الخير سيظل رمزًا للأب المخلص الحكيم المعلم لكل إماراتي، ومن هنا فعلينا جميعًا أن نلبي دعوة القيادة الرشيدة في تقديم كل ما يسهم في إنجاح مبادرة (وقف الأب).
قال المستشار د. مصبح بالعجيد الكتبي: «في البداية نبارك لقيادتنا الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات ونوابه الكرام حفظهم الله جميعاً وشعب بلادي المواطن والمقيم والأمة العربية والإسلامية، بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك، جعله شهر خير وأمن واستقرار على شعوب العالم. والحقيقة لم يعد نتفاجأ بمكارم أصحاب السمو في بلادي فقد أصبحنا مضرب أمثال في كل المجالات للعالم بأسره، وليس فقط لمحيطنا الخليجي الإقليمي، فمن أراد أن يقارن بأي عمل يخدم المجتمع فيشير إلى ما يحدث بالإمارات، وما يقدمه حكامها لشعبهم في كل يوم وآخر».
المتطلبات المعيشية
ليس فقط في تحقيق المتطلبات المعيشية للمواطن، بل السعي لتحقيق الرفاهية والسعادة، ورسم المستقبل المشرق، والتشجيع على التميز والرقي في كل المجالات السياسية، والثقافية، والعلمية، والعملية والاقتصادية، والاجتماعية، وإلى غير الكثير من الأمور المجتمعية.
اليوم، يقدم لنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مبادرة رائعة جداً وهي مناسبة جداً إطلاقها في هذا الشهر الفضيل. وقف الأب. اسم جميل جداً يحمل معنى رائعاً جداً، وهو بداية ردّ جميل لهذا الأب، وكذلك درس ومنهج للجيل الناشئ والشاب في المجتمع، للتعريف بأهمية الأب، وهو المسؤول، والقدوة، والراعي والحضن والأمان، والاستقرار في العائلة والمجتمع والدولة.
من جهة أخرى يأتي اقتران إطلاق هذه المبادرة في هذا الشهر للتأكيد على روحانية هذا الشهر، والأعمال التي تقدم فيه وأجرها عند الله تعالى، وخاصة أنه ينتظرها العديد من الناس المحتاجين لها من فئة الفقراء والمساكين في المجتمعات، ولا يختلف على هذه المبادرة أي أحد لأنها فريدة من نوعها وسابقة ستكون قدوة للجميع، لعمل الخير، ولصلة الأرحام، والتي لربما تعاني في عصرنا الحالي ولكن مثل هذه المبادرات تعيد ربط وتقوية صلة الأرحام، شكراً بوراشد دائماً تقدم الجديد والفريد للإمارات للعالم.
استكمال للخير
وأكد د. سالم محمد الدوبي مدير إدارة الوعظ والإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية أن من أعظم أوجه البر والإحسان في الشهر الكريم الإحسان إلى الوالدين، وهما أحق من يحسن إليهم ولا أعظم من الصدقة على الوالدين في حياتهما وبعد وفاتهما امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى وبالوالدين إحساناً.
وسُئل النبي ﷺ عن هذا فقال: نعم، قال رجل: يا رسول الله! إن أمي ماتت ولم توصِ، أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ قال النبي ﷺ: نعم، وقال -عليه الصلاة والسلام-: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.
وعلى هذا النهج تسير قيادتنا الرشيدة، وما هذه المبادرة إلا استكمال لنهج الخير والعطاء.
ديمومة الأجر
وأوضح فضيلة الدكتور ناصر بن عيسى البلوشي الزهراني، الأستاذ بجامعة زايد، أن فضل الأب في الإسلام عظيم، وقد جاء ذلك في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تبرز مكانته الرفيعة، فالأب مصدر للرحمة والحنان لأبنائه، وهو الذي يسهر على راحتهم ويضحي من أجلهم، وهو المعلم الأول الذي يوجههم للطريق الصحيح في الحياة، ويعلمهم القيم والمبادئ، وهو الذي يبذل جهدًا كبيرًا في تأمين احتياجات أسرته،
كما أنه يواجه العديد من التحديات ليحافظ على استقرارها، وتوفير حياة كريمة لها، ويعكس الأب في الإسلام صورة الراعي المسؤول الذي لا يتوانى عن تقديم الدعم والرعاية لأسرته، ويعتبره الإسلام أحد الأركان الأساسية في بناء المجتمع والأسرة الصالحة.
ولا ريب أن من أسمى صور الوفاء للآباء أن يُهدى لهم صدقة جارية كما قال عليه الصلاة والسلام: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، والصدقة الجارية هي الوقف التي تحقق مبدأ ديمومة الأجر للإنسان، ففضلها في الإسلام عظيم، ولها أجر كبير عند الرحمن الرحيم، فهي من أبرز الأعمال الخيرية التي يستمر أجرها وأثرها بعد وفاة الشخص، ويعود بالفائدة للمجتمع وللأجيال القادمة.
ومن أجمل المبادرات التي أطلقت حديثاً هي مبادرة (وقف الأب) الذي سيخصص ريعه لعلاج المرضى والرعاية الصحية للفقراء والمحتاجين وغير القادرين، فما أعظمه من وقف يُرضي الرب، ويفرح الأب، ويعالج المرضى.
أهمية كبيرة
وعدد سعيد مطر بن حامد الطنيجي، رئيس لجنة شؤون الاسرة في المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، دور الأب في حياة الأبناء، وأهميته الكبيرة، من أن الأب قدوة حسنة لأطفاله، ويقدم لهم الدعم، والتشجيع لكي يصلوا إلى أهدافه، وأنه درع الأمان الحصين من بعد الله تعالى أبنائه.
وقال: التضحيات التي يقدمها الآباء لأطفالهم كبيرة، حيث يضحون بالوقت والمال لكي يوفروا لأطفالهم ما يحتاجونه، كما يضحون بالراحة والاسترخاء لكي يوفروا لأطفالهم الدعم والرعاية، وأيضاً يضحون بالحلم الشخصي لكي يوفروا لأطفالهم الفرصة لتحقيق أحلامهم، فضلاً عن تضحيتهم بالصحة لكي يوفروا لأطفالهم الرعاية والاهتمام.
هذه التضحيات الكبيرة التي يقدمها الآباء لأطفالهم تعتبر جزءًا من دورهم في حياة الأبناء، وتعكس القوة والرعاية والاهتمام الذي يقدمه الآباء لأطفالهم، كما أن الأب هو الوحيد بالعالم الذي يحب أن يكون ابنه وابنته أفضل منه، لذا فالأب يحمل على ظهره أحمال كبيرة لكي يفرح الأبناء، ويوفر لهم الأمان والحياة الكريمة التي يحلموا فيها.
جوهر الإنسانية
وأكد د. أحمد صالح النقبي أن العمل الخيري هو جوهر الإنسانية، وروح العطاء الذي ينير دروب المحتاجين، فالخير الذي نقدمه للغير حتماً سيعود إليك أضعافاً مضاعفة ولن ينقص مال من صدقة، بل سيزيد هذا المال ويبارك الله فيه. وقال: بالأمس سعدنا نحن شعب الإمارات، عندما أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، مبادرة طيبة وهي وقف الأب، إذ تعتبر تبرعاً وصدقة جارية يوقفها المرء في حياته، ويصرف من ريعها على وجوه الخير والبر، ويستمر أجرها إلى ما شاء الله، وهذا الوقف يزيد المنفعة والأجر المستمر على الواقف وضمان استمرار الإنفاق على الموقوف عليه.
المبادرة طيبة، وعمل نتعلمه من قيادتنا الرشيدة في عطائهم المستمر، وأعمالهم الخيرية التي وصلت للجميع، هذا المبادرة تعزز مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» عندما أعلن سموه عن عام المجتمع 2025.
قيادتنا مدرسة نتعلم منهم، ويذكروننا نحن أبناء الشعب في هذه الأعمال الجليلة، جزى الله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد خير الجزاء على هذه المبادرة الطيبة المباركة في أيام الخير والبركة والرحمة، حفظ الله قيادتنا وشعبنا بقيادة رئيس دولتنا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وحفظ حكام الإمارات وأولياء العهود ونواب الحكام.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات محمد بن راشد صاحب السمو الشیخ محمد بن راشد هذه المبادرة محمد بن زاید رئیس الدولة فی الإسلام وقف الأب الأب فی
إقرأ أيضاً:
رمضان.. شهر الخير والجود والتراحم
يقول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، «سورة الحج: الآية 77». ويقول عز وجل: (... وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، «سورة المائدة: الآية 2». وفي الحديث: قال رسول الله ﷺ: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة»، (صحيح البخاري، 2442).
رمضان شهر قضاء حوائج المحتاجين، وهو شهر التعاون والتراحم. وإن فعل الخير مبدأ إنساني دعا إليه القرآن الكريم، وشجع أهل الإيمان على التعاون بشأنه، وجاء الأمر بفعل الخير بعد ذكر جملة من الشعائر، للدلالة على أن فعل الخير لا يقل عنها في المنزلة والثواب، والقرآن الكريم يكرر الدعوة إلى فعل الخير بلفظ التعاون بين بني البشر، فيأمرنا بالتعاون في ميدان البر، وينهانا عن التعاون في ميدان الشر.
وإن من كرم الله تعالى على عباده أن جعل الماشي في حاجة المسلم في معيته جل جلاله، مؤيداً إياه ومعيناً ومثيباً، وكفى به أجراً وفضلاً، فمن سعى في قضاء حوائج الناس على اختلاف مشاربهم وأجناسهم، قضى الله له حوائجه، وثبته على الصراط، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله ﷺ: «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»، (صحيح مسلم، 38).
وإن السعي في قضاء حوائج الناس منزلة حث عليها النبي ﷺ، فعن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: «إني أوتى فأُسأل ويطلب إليّ الحاجة وأنتم عندي، فاشفعوا فلتؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما أحب أو ما شاء»، (صحيح ابن حبان، 531).
كما أن السعي في قضاء حوائج الناس سبب للبركة وزيادة الرزق، فقد روي في الحديث: «إن لله أقواماً اختصهم بالنعم لمنافع العباد، يقرهم فيها ما يبذلونها، فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم»، (المعجم الأوسط للطبراني 13925).
وفي هذه الأيام الرمضانية، يقوم كرام الناس بتفقد المحتاجين وإطعام الجائعين، والبحث عن المساكين، فيواسونهم ويقضون حوائجهم، ومن ذلك ما تقوم به هيئة الهلال الأحمر الإماراتي من مشروع إفطار الصائم وكسوة العيد، وحفظ النعمة وزكاة الفطر. فساهموا معها فهي توصل صدقاتكم إلى مستحقيها. وقضاء حوائج الناس مبدأ إنساني دعا إليه الإسلام وحث عليه، وعلى المسلم التأسي برسول الله ﷺ في حرصه على قضاء حوائج الناس، إذ إن ثواب قضاء حوائج الناس عظيم تكفل به الله سبحانه وتعالى.
أجود ما يكون في رمضان
يضاعف الله الأجر للمنفقين في شهر رمضان، وينعم بأفضل الثواب على أهل البر والإحسان، وخاصة في شهر رمضان أشرفُ الشهور عند الله تعالى، جعله سبحانه ميدانًا لعباده يتسابقون فيه بأنواع الطاعات، ومن أبرزها: الإنفاق في أعمال الخير والبر، قال جل في علاه: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
فما هي أهمية الإنفاق في سبيل الله؟ وما فضله ومكانته عند الله جل في علاه؟
حثّ الإسلام على الإنفاق وجعل ثوابه عظيماً، ووعد الله من تصدق وأنفق بالخلف والعوض، قال تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾، وقال ﷺ: «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا».
وشجع النبي ﷺ على الإنفاق عموماً وأكد عليه في شهر رمضان خصوصاً، فكان يجود فيه ما لا يجود في غيره، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَلْقَاهُ، فِي كُلِّ سَنَةٍ، فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، فَيَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ»، وكان يحث على الإنفاق والبذل وإفطار الصائمين ولو بتمرة، فيقول: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا».
وكان النبي ﷺ يدعو إلى المبادرة بالإنفاق وعدم التسويف، فقد جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رَسولَ اللَّهِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قال: «أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الفَقْرَ، وَتَأْمُلُ الغِنَى، وَلَا تُمْهِلُ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ لِفُلَانٍ كَذَا، وَلِفُلَانٍ كَذَا وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ».
وليعلم كل مسلم أن الانفاق يزيد في المال ولا ينقصه، ومن المستحب المسارعة فيه، وخاصةً في شهر الخيرات شهر رمضان المبارك، حيث تشتد حاجة الناس للمساعدة، ويُضاعف الله الأجر والثواب للمنفقين.
حديث
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق «إن أحدكم يجمع خفقه في بطن أفه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها».
فتوى
ورد إلى مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي سؤال جاء فيه: والدي لا يستطيع الصوم، لكبر سنه وعنده السكري، فهل يجب عليه دفعُ الفدية بدلاً عن الصيام؟
فأفتى المجلس بأن: لا يجب عليه دفعُ الفدية، ولكن تستحب له إذا كان عجزه عجزاً مستمراً بحيث لا يتوقع القدرة على الصوم في أي وقت من أوقات السنة، لما رُوي من أن أنس بن مالك رضي الله عنه: «كَبِرَ حَتَّى كَانَ لَا يَقْدِرُ عَلَى الصِّيَامِ. فَكَانَ يَفْتَدِي». (موطأ مالك: 1/ 307).
قال الإمام مالك رحمه الله: «لا أرى ذلك واجبا، وأحب أن يفعله إذا كان قوياً عليه»، (موطأ مالك: 1/ 307).