تعزية في أفضل مخلوق على وجه الأرض في عصرنا
تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الرسول العظيم وآله الطاهرين
وبعد أقول لمن يعرفني أولا يعرفني ومن هو صديق حميم ومن هو ضد ذلك
أقول للجميع دعوني أحسن خاتمتي وأتقرب إلى الله بأن أعزي أفضل مخلوق على وجه الأرض في عصرنا هذا
دعوني أعزي جبلا من العلم وجبلا من الجهاد وجبلا من الحلم وجبلا من الصبر وجبلا من المرابطة في سبيل لله ذلكم هو الشهيد السيد حسن رضوان الله عليه
ولو كان لي بلاغة لفجرتها في سماء لبنان وفي أرض لبنان وفي مقام الشهيد رضوان عليه
وأن تكون لي بلاغة وأنا أشاهد وأسمع آلاف الأطفال وآلاف النساء وآلاف الشيوخ المسنين وآلاف المدنيين يذبحون بالقنابل الأمريكية وبأنياب الكلاب الضارية الإسرائيليين أمام العالم
وأن يكون لي بلاغة وأنا أشاهد ذلك ولولا أن الشهيد رضوان الله عليه قد ملأ الدنيا وبكت الأرض والسماء لأضطريت أن أبحث عن مضارع له وأشد الرحال إلى ذي القرنين الذي خصه الله بهذه المعجزة وأقول له أنت قد رحلت إلى مشارق الأرض ومغاربها وإلى عند طلوع الشمس وغروبها.
هل وجدت مشابها لهذا الشهيد الذي أعزيه، السيد حسن نصر الله ولو عزمت لبحث آخر وصعدت إلى السماء وسألت الملائكة الكرام هل وجدتم بشرا يشبهكم في العلو وفي الطاعة وفي الامتثال لربكم، قد يقول الذين في قلوبهم مرض ولا يجدون إلا لغة البدعة والتكذيب والتكفير أقول لهم إن إيماني بالله هو الذي جعلني أثق به وأؤمن إيمانا خالصا بأني لا أستطيع أن أتحرك حتى من مضجعي إلا بإرادته فموتوا بغيظكم واحترموا الإنسان وكرامته ولا تسحقوه وتقتلوه بدم بارد.
إن الشهيد ورفاقه من الشهداء المجاهدين يجب أن أسكب على ضرائعهم دمي ولحمي ومن أراد أن يعلو علوا كبيرا فليسلك ما سلكه الشهيد العظيم ولقد كان في حياته يتصدى للطغيان ويدافع عن الحق، كما فعل أجداده العظام والرسول العظيم وأني أحمد الله أن اليمن قد اتخذ الطريق السليم الصحيح وأن القائد العظيم قد كان مع الشهيد في خندق واحد وكأنهما ولدا من أم واحدة لذا نراه في جهاده وفي صبره وفي نهجه وفي حكمته وفي صدقه كأنه مع الشهيد رحمه الله رَضِعَا من ثدي واحد.
ومن تواضع ذلك الشهيد رضوان الله عليه أنه قد آثر أن يكون أخوه عبدالملك بن بدر الدين الحوثي هو النور الذي يستضيئ به وأن دخوله في قيادته هي رغبته المفضلة.
فرحمك الله يا أبا هادي وسوف تظل سيرتك العطرة تملأ المشرقين والمغربين
وسوف يظل جهادك يذكرنا بجهاد جدك العظيم وإنا لنسأل الله أن يجمعنا بك وبكل الشهداء وبقائدنا العظيم الذي يلوح في الأفق أن له تاريخا سيلتقي إن شاء الله مع المنتظر وقد سحق الكفر والبغي الذي ملأ الدنيا ولم يبق في هذه الأرض إلا من شملتهم رحمة الله مع الشهيد الكبير السيد حسن نصرالله رضوان الله عليه في جنة عرضها السموات والأرض.
المنافقون والمنحرفون والمفسدون في الأرض لهم ما وعد الله جزاء لفسادهم في الأرض وجرأتهم على الله الذين اتخذوا أمة الكفر قادة لهم وفي مقدمتهم الشيطان الأكبر ترامب وأخوه نتنياهو ومن هما على شاكلتهما.
وإني وقد بلغت من العمر عتيا تجاوز القرن من الزمان والحمد لله أتمنى لكل من شهد الشهادتين ولليمن بالذات أن يسلكوا مسلك هذين الزعيمين السيد عبدالملك بن بدر الدين والسيد حسن نصر الله رضوان الله عليه والعاقبة للمتقين.
من كان يصدق أن اليهود سيقتحمون لبنان ويعملون المنكرات فيها ويهدمون البيوت على ساكنيها ويستبيحونها؟ ومثلها سوريا.. ومن كان يصدق لو كان الشهيد حيا وهو الذي أذل اليهود وهزمهم.
والغريب والعجب العجاب من الأشخاص المنحطين في لبنان الذين كانوا يطالبون سحب أسلحته في حياته هم لا شك إن كانوا من المسلمين فنفسهم إسرائيلي وإن كانوا من المسيحيين فهم صهاينة مختبئين تحت عباءة المسيحية مثل جعجع وأمثاله، وعلى الناس أن يفهموا أن عدوهم هم اليهود والأمريكان ومن ارتبط بهما من المنحطين المسلمين والمسيحيين، ويجب أن يفهموا أن وجوههم مسودة اليوم وهم يوم يقفون أمام الله أكثر سوادا والله قد حدد مصير الكافرين والمنافقين، فقال ((وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا).
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الصرخةُ.. سلاحُ الوعيِ الذي أرعبَ الأساطيلَ
حينَ صرخَ الشهيد القائد السيدُ القائدُ حسين بدر الدين الحوثي ـ رضوانُ الله عليه ـ في وجهِ المستكبرين، لم تكنْ صرخةً عبثية، ولا شعارًا لحظيًّا، بل كانت استبصارًا قرآنيًّا عميقًا لطبائعِ الصراعِ، واستشرافًا استراتيجيًّا لمآلاتِ الهيمنةِ الأمريكية.
لم يكنْ مجردَ هتافٍ، بل إعلانُ تموضعٍ حضاريٍّ في معسكرِ المستضعفين، وبدايةُ مشروعٍ قرآنيٍّ متكاملٍ يواجهُ الهجمةَ العالميةَ بكلِّ أدواتِ المواجهةِ الممكنةِ: النفسيةِ، والعسكريةِ، والسياسيةِ، الاقتصاديةِ، والثقافيةِ.
الصرخةُ كفعلٍ عسكريٍّ ونفسيٍّ:
قال رضوان الله عليه: «دعوا الشعبَ يصرخْ في وجهِ الأمريكيين، وسترون أمريكا كيف ستتلطف لكم… هي الحكمة، ألسنا نقول: إن الإيمانَ يماني، والحكمةُ يمانية؟».
لقد وعى الإمامُ القائدُ طبيعةَ الصراعِ ومفاتيحَه النفسية والسياسية والعسكرية، فحوّل شعار
«الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام» إلى سلاحٍ نفسيٍّ ووجدانيٍّ وميدانيٍّ، غيّر موازينَ الوعي في الأمة.
لقد أثبتتِ التجربةُ أنَّ الحربَ اليومَ لم تَعُدْ حربَ ميادينَ فقط، بل هي حربُ عقولٍ وأعصابٍ وإرادات.
ولأنّ أمريكا وحلفاءَها يدركونَ أن الهيمنةَ تبدأُ من كسرِ العزائمِ وتطويعِ النفوسِ، كانت الصرخةُ ـ بما تحملهُ من شحنةِ وعيٍ وعقيدةٍ وثبات ـ حربًا معاكسةً تضربُ في العمقِ النفسيّ للعدو، وتفكّكُ بنيتَهُ الإعلاميةَ والمعنويةَ.
فمنذ أن رفعت الصرخةُ، لم تستطعِ الدعايةُ الأمريكيةُ أن تُقنعَ الشعوبَ بعدالةِ مشاريعها، ولا أن تصِمَ أنصارَ الله بالإرهاب، رغمَ سيلِ التهمِ والتضليلِ، لأنها أمامَ جدارِ شعارٍ نقيٍّ، لا يشوبهُ تطرّفٌ ولا يَقبلُ مساومة.
أن بُنيةِ الشعارِ ومفاعيلهِ العسكريةِ والنفسيةِ على ساحةِ الصراعِ الكونيِّ، أهان الاستكبار العالمي في فضح هشاشة القبة الحديدية.
الصرخةُ ومعادلةُ الردعِ البحرية:
في خضمِّ معركةِ الفتحِ الموعود، تحوّل الشعارُ من هتافٍ إلى تكتيك، ومن صوتٍ إلى صاروخ.
أغلقتِ الموانئُ، توقّفَ ممرُّ إيلات، وارتبكتْ حاملاتُ الطائرات، وسُحقتِ الهيبةُ الأمريكيةُ في البحرِ الأحمرِ وخليجِ عدن. ولأولِ مرةٍ في التاريخ، تقفُ البوارجُ الأمريكيةُ عاجزةً عن حمايةِ السفنِ الإسرائيليةِ، وتضطرُّ لمواجهةِ طائراتٍ مسيّرةٍ يمنيةٍ وصواريخَ باليستيةٍ ومجنحةٍ، بعضها فرطُ صوتيّ، انطلقتْ باسمِ الشعارِ، وبروحِ المشروعِ القرآنيّ.
الصرخةُ ومنظومةُ الدفاعِ الجوّي والمعركةُ النفسية:
معركة الثقافة والمصطلحات:
حينَ تحوّلتْ المعركةُ إلى السماءِ، وإسقاط 18 طائرة “إم كيو 9” أمريكي،22 طائرة أمريكية نوع (MQ-9 ) والأف-١٥ والأف-١٦، وسجّلَ أرقامًا غيرَ مسبوقةٍ في التصدي لطيرانِ العدوّ، كانت الصرخةُ هي الموجهَ الأخلاقيّ والعقائديّ للمقاتلِ اليمنيّ. هذا المقاتلُ لا يقاتلُ بدافعِ الأجرِ أو الثأرِ، بل بدافعِ الإيمانِ بالله، والبراءةِ من أمريكا، والولاءِ لمحورِ الحقّ. ومن هنا، فإنّ شعارَ الصرخةِ ـ كما أشار السيد القائد عبد الملك الحوثي، يحفظه الله، أنّ “الشعار” ليس مجرّد هتاف، بل سلاحٌ ثقافيٌّ وسياسيٌّ وعسكريٌّ في وجه قوى الاستكبار.
فهو يفضح الهيمنة الأمريكية، ويُعبّئ الأمة وعيًا ورفضًا للتبعية، ويُمهِّد لموقف عمليٍّ يُثمرُ في ميادين التصنيع العسكري والمواجهة.
ومن الشعار بدأت المسيرة، وبالشعار تستمر حتى تحرير القدس.
مكاسبُ الصرخةِ:
وضوحُ العدوِّ، وكشفُ العملاء، لقد كشفتِ الصرخةُ زيفَ الديمقراطيةِ الغربية، وأظهرتْ أنظمةَ التطبيعِ على حقيقتِها، وأسقطتِ الأقنعةَ عن وجوهِ التبعيةِ السياسيةِ والثقافيةِ والاقتصادية.
فضحتْ الحركاتِ التكفيريةَ التي تحرّكت في سورية وصمتتْ في فلسطين، وعرّتْ العقيدةَ القتاليةَ الغربيةَ التي لا تعرفُ الشرفَ ولا تعرفُ القدس وعندما نقضت أمريكا الفيتو في مجلس الأمن، طبقت الصرخة الفيتو في البحر الأحمر.
الصرخةُ والبراءةُ:
من شعائرِ الحجِّ إلى شعائرِ الجهاد من رميِ الجمراتِ في منى، إلى قصفِ السفنِ في بابِ المندب، تتجلّى الحكمةُ اليمانيةُ في أوضحِ صورِها. فالصرخةُ ليستْ إلا امتدادًا لشعيرةِ البراءةِ التي أُمرنا بها في التوبةِ:
(براءةٌ من اللهِ ورسولِه إلى الذين عاهدتم من المشركين).
وكما نرمي الجمراتِ إعلانًا للعداءِ مع إبليس، نرمي الصواريخَ والمسيراتِ براءةً من الشيطانِ الأكبر، لقد جاءَ هذا الشعارُ متّصلًا بشعائرِ الله، تمامًا كالرجمِ في مِنى، حيثُ يرمي الحجيجُ الشيطانَ رمزًا للبراءة والمواجهة، وهكذا هي الصرخة، رجمٌ للشيطانِ الأكبرِ أمريكا، وقطعٌ لعهدِ التبعية، وإعلانُ سخطٍ دائمٍ في وجهِ الطغيان.
إنها صلةٌ إيمانيةٌ باللهِ تجعلنا أقوياء، وتجعلُ عدوَّ اللهِ ضعيفًا ومرتبكًا أمام ثباتنا.
الصرخةُ والقضيةُ المركزية:
حينَ ارتبطَ الشعارُ بفلسطين، دوَّى في أصقاع الكوكب لتصبح صرخة عالمية.
عندما ارتبطتِ الصرخةُ، شعارُ المشروعِ القرآني، بالقضيةِ المركزيةِ للأمةِ ـ فلسطين ـ تحوّلتْ من مجرّدِ شعارٍ يمنيٍّ إلى صرخةٍ أمميةٍ تتردّدُ في مساجدِ طهران، وساحاتِ بغداد، وجبالِ لبنان، وأزقةِ غزّة، ومدنِ الجنوبِ الأفريقي، وبلدانِ أميركا اللاتينية.
لقد أصبحتِ الصرخةُ رايةً تحتمي بها قلوبُ المحرومينَ، ويتسلّحُ بها كلُّ مستضعفٍ في وجهِ الطغاةِ والمحتلين.
فحيثُ وُجِدَ الظلمُ، يجبُ أن تُرفَعَ الصرخة، وحيثُ وُجِدَ الاستكبارُ، لا بدّ أن يُسمَعَ صوتُ البراءةِ في وجهِه.
وهكذا، لم تعُد الصرخةُ ملكًا لجغرافيا محددة، بل صارتِ الميثاقَ الثوريَّ للأحرار، والدستورَ الأخلاقيَّ للمقاومين، والبوصلةَ التي تُشيرُ دومًا إلى القدسِ، مهما حاولَ المطبّعونَ تشويهَ الطريق.