شروط الإفطار في رمضان.. 5 فئات يحق لهم
تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن الشريعة الإسلامية تمنح رخصة الإفطار خلال شهر رمضان في حالات معينة، لتخفيف العبء عن المسلمين وتيسير العبادة.
وشرح خلال برنامج "فتاوى الصيام" على قناة الناس، أن هذه الرخصة تنطبق على من يعانون من مشقات قد تعيق صيامهم بشكل صحي وآمن.
1. إفطار المرضى وكبار السن: رخصة الشريعة للتيسيرأوضح الدكتور شوقي علام أن الشريعة الإسلامية تتيح للمرضى المزمنين وكبار السن الإفطار في رمضان إذا كانت حالتهم الصحية لا تمكنهم من الصيام، مع ضرورة إخراج فدية عن كل يوم بالإطعام.
أشار إلى أن من يعانون من مشقة زائدة أثناء الصيام، مثل المرضى الذين يُرجى شفاؤهم، أو الذين يعملون في وظائف تتطلب جهداً شاقاً يؤثر على صحتهم، يمكنهم الإفطار ثم قضاء الأيام التي أفطروها بعد رمضان.
3. المسافرون: رخصة الإفطار أثناء السفربالنسبة للمسافرين الذين يواجهون مشقة أثناء رحلتهم، فقد أباح لهم الشارع الإسلامي الإفطار أثناء السفر إذا شق عليهم الصيام، مع وجوب قضاء الأيام بعد العودة من السفر.
4. المرأة الحامل والمرضع: الإفطار من أجل الحفاظ على الصحةشدد المفتي على أن المرأة الحامل أو المرضع إذا خافت على صحتها أو صحة طفلها، فإن الشريعة تجيز لها الإفطار، على أن تقضي الأيام التي أفطرتها في وقت لاحق.
5. الشريعة الإسلامية تتسم بالتيسير والرحمةفي ختام حديثه، أكد المفتي أن الشريعة الإسلامية تهدف دائمًا إلى التيسير على المسلمين، مستشهدًا بآيات من القرآن الكريم تؤكد هذه التيسيرات، مثل قوله تعالى: "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رمضان شوقي علام مفتي الديار المصرية السابق الإفطار شروط الإفطار المزيد الشریعة الإسلامیة
إقرأ أيضاً:
الصيام طريق لتحقيق التقوى
لا يمكن التحرر من هذه الأخلاق البغيضة إلا في أوقات الصوم
إن أسرع الطرق إلى الله للحصول على ثمرة الصوم "لعلكم تتقون"، الصيام يرفعك إلى منزلة ترتقي بأخلاق المتّقين، حتى نأخذ أعلى درجات الإتقان للصيام، والغاية عبادة الصوم في تزكية النفس، فالتقوى تعني تطهير النفس من أمراضها القلبية وأخلاقها السيئة. إذن لا بد للإنسان من أن يتعرف على أمراض القلب وعلى أسبابها ويعلم أنها موجودة لديه حتى يمكنه التخلص منها، فإن لم يشعر بالمرض ويتعرف على أسبابه، فلن يتمكن من علاجه، ورمضان أتى لهذا المغزى. قال تعالى(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)، قد أفلح من زكى نفسه أي بطاعة الله والتوبة والإقلاع عن سائر الذنوب والمعاصي، ومَن لم يُفلِح في تغيير عاداته السيِّئة في رمضان فهو في غير رمضان أَوْلَى.
الصيام يرفعك إلى منزلة ترتقي بأخلاق المتَّقين، والعمل الصالح مرهون ٌبالسريرة الصالحة من خلال النية الصالحة في تغيير الإنسان لنفسه. وممّا سـبق يتبيّن لنا عظمَ شأن القلب والسريرة، حيثُ إنَّها محطُّ نظر الله عز وجل، وعليها، ومـدارُ القبـول عنده سبحانه، وحسب صلاحها وفسادها يكون حسـنُ الخاتمة وسوؤها، لهذا استخدم القرآنُ لفظ القلب في تحديد المسؤولية عن العمل من خلال ما تعمدَّت به القلوب، أو ما كسبت قلوبكم، أو في حالة الذي آثمٌ قلبُه.. إلخ.
دعونا نستحضر ما ذهب إليه جمهورٌ من العلماء بأن يلزم كل واحدٍ أن يتعلم أمراض القلب، وكيفية تطهيرها، إلى أنه ليس عين إلا في حق من تحقق أو ظن وجود مرض من الأمراض فيه، فيلزمه حينئذ تعلم سبل علاج ذلك المرض، وقالوا إن تعلم أمراض القلوب فرض كفاية على الأمّة عامّة وليس فرض عين على كلّ أحد، وقد استندوا في ذلك إلى أن الأصل عنده في الإنسان هو وجود هذه الأمراض وليس السلامة منها، واستدل على ذلك بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم وهو أفضل البشر، قد شق الله صدره مرتين وأخرج منه المضغة السوداء التي هي محلّ هذه الأمراض في الإنسان، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم احتاج إلى ذلك فغيره من باب أولى، واستدل الجمهور بأنّ الأصل في الإنسان السلامة من هذه الأمراض لقول الله تعالى: "فطرة الله التي فطر الناس عليها" وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كلّ مولود يولد على الفطرة).
وفي المقابل، وبالأخلاق يستطيع الإنسان الانتصار على نفسه، فإذا لم يشعر الصائم بالمرض الأخلاقي الذي فيه ويتعرف على أسبابه، والكيفية المثلى للتخلص منه فإنه لا يمكنه علاجه، ولا بد للصائم أن يتعرف على تلك الأخلاق الذميمة المفطرة لصيامه، وعلى أسبابها.
والبعض يرتكبون أعمالا ًفي غير رمضان يأباها خلق الإسلام، ولا ترتقي إلى الإيمان الحق، والصوم هو الاوقات الثمينة التي تُظهر الحرص والاهتمام على تجنبها في المجتمع، وهكذا الصوم جعله الله أداة للارتقاء بالمسلمين نحو التقويم، وتصحيح المسار لحياته، والابتعاد عن العادات السيّئة المتأصلة فيه، لا يتقبل الصوم إلا بالتحلي بالأخلاق الحسنة والتخلي عن كل الأخلاق الذميمة.
إذا أردنا أن نخرج من رمضان بذنبٍ مغفورٍ وزادٍ وفيرٍ من الخير، وعتقٍ من النيران، والفوز بالمغفرة والرضوان، فعلينا تدريبَ الجوارح في أن تصوم عن الخطايا، ومن ثمّ المجاهدة للتخلق بالأخلاق الفاضلة، لتصبح مسألة تزكية النفس مستمرة لا تتوقف ولا تنقطع، وجعل شرط قبول الصوم والقيام والعبادة، بالابتعاد عن قول الزور والعمل به، واللغو والرفث، وإن امرؤٌ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبّه.
لا يمكن التحرر من هذه الأخلاق البغيضة إلا في أوقات الصوم، ولهذا جعل لنا أوقاتاً في رمضان للاعتكاف والعبادة والتوبة، ويزداد هذا الاجتهاد عند اقتراب مواسم الطاعات، والمسلم يحاول أن يجاهد نفسه بالتعوّد، والتمرن، والترغيب للسير في طريق الاستقامة، ويبعدها عن طريق الغواية، لهذا السبب جعل الله مقام حسنِ الخلق درجةَ الصائم : “إن المؤمن ليدرك بحسنِ خلقه درجة َالصائم القائم".