رغم التهديدات الإيرانية المباشرة، بدأت واشنطن في تفريغ النفط المُهرب من الناقلة الإيرانية المحتجزة قبالة سواحل تكساس، بالتزامن مع الجهود المبذولة من أجل إبرام اتفاق بين الطرفين، الأمر الذي يثير مخاوف من تجدد التصعيد.

وقالت القناة 13 إن  مخاوف التصعيد ظهرت رغم الاتفاق على تبادل سجناء، والجهود التي تهدف إلى تخفيف التوترات بين الطرفين، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تواصل تعزيز قواتها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، بسبب الاستفزازات الإيرانية في الساحة البحرية.

 

איראן וארה"ב סיכמו על הבנות שישראל המודאגת לא יכולה למנועhttps://t.co/OLj8q3KFPK pic.twitter.com/XUdWYGiru8

— ynet עדכוני (@ynetalerts) August 12, 2023

 


تفريغ ناقلة النفط

وتناولت القناة الأنباء التي تفيد بأن تفريغ النفط من الناقلة المحتجزة، بدأ على ما يبدو السبت الماضي، وقالت تقارير: "ربما تكون الولايات المتحدة قد بدأت في ضخ النفط من الناقلة الراسية بالقرب من ساحلها، رغم أنه نفط مملوك لإيران على ما يبدو، وعلى الرغم من أن طهران هددت صراحة بالرد إذا قامت الولايات المتحدة بخطوة كهذه".
وتم تحديد السفينة "سويس راجان"، التي تحمل علم جزر مارشال، على أنها تحمل النفط الإيراني المهرب، في فبراير (شباط) الماضي، وفي يوليو (تموز) وصلت بالقرب من سواحل الولايات المتحدة، مع تقدير بأن مسؤولين أمريكيين احتجزوها بعد ذلك.


تعزيز القوات الأمريكية في المنطقة

ويأتي ذلك في ظل تحركات واسعة للبحرية الأمريكية في منطقة الخليج، تمثلت في تعزيز القوات وتواجد حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس باتان"، والمدمرة الحربية "يو إس إس توماس هودنر"، إضافة إلى  أنباء  عن أن القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني اعترضت  مروحيات  أمريكية كانت قريبة من انتهاك المجال الجوي الإيراني.
وزعمت إيران أن ذلك الحادث وقع يوم الخميس 17 أغسطس (آب)، وهو نفس اليوم الذي نُشرت فيه صور حاملة الطائرات الأمريكية والسفينة الحربية في مضيق هرمز على حساب "تويتر" للأسطول الخامس الأمريكي.
وأشارت القناة إلى زيارة قائد "فيلق القدس" الجنرال إسماعيل قاني إلى العاصمة العراقية بغداد الأسبوع الماضي، في إطار نشاطاته الواسعة في دول المنطقة، كما لفتت إلى أن هذه الزيارة تهدف إلى البحث في الوجود العسكري الأمريكي.

 

????: Two U.S. Air Force F-35A Lightning II aircraft operate alongside USS Bataan (LHD 5) & USS Thomas Hudner (DDG 116) in the Gulf of Oman, Aug. 17. Ships deployed to the Middle East work with @USAFCENT to ensure the free flow of commerce and safe navigation in regional waters. ???????? pic.twitter.com/bLd6vuSx4N

— U.S. Naval Forces Central Command/U.S. 5th Fleet (@US5thFleet) August 18, 2023

 


رسالة إلى مبعوثي إيران

ونقلت القناة الإسرائيلية، أن قآني أبلغ كافة الميليشيات والقوات التابعة له بوجوب كبح الهجمات ضد الجيش الأمريكي، موضحة أن ذلك على ما يبدو يأتي في إطار المحادثات بين واشنطن وطهران للعمل على تخفيف حدة التوترات.


اتفاق الأسرى

وفي الأسابيع الأخيرة، أثمرت الاتصالات غير الرسمية اتفاقاً بين الولايات المتحدة وإيران، من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح 5 مواطنين أمريكيين مسجونين في إيران، كما أفادت وسائل الإعلام في كوريا الجنوبية أن الأصول الإيرانية المجمدة قد تم تحويلها إلى حسابات مصرفية في سويسرا، فيما رفض مسؤولون في وزارة المالية الكورية تأكيد التقارير المنشورة في هذا الشأن.

 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني إيران النظام الإيراني الولايات المتحدة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

العرب في مصيدة الانتخابات الأمريكية

تقوم الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط على ثلاث ركائز: الالتزام المطلق بدعم إسرائيل في كل الظروف والمواقف، والتحالف مع صناعة النفط في الخليج، والعداء المزمن لإيران. أُضيف لهذه العوامل في وقت لاحق غير بعيد موضوع الجماعات الجهادية وانتشارها في المنطقة وزعمها تهديد الوجود الأمريكي. ورغم الاستثمار الكبير، من حيث الموارد والتجنيد والدعاية، لم يرقَ موضوع الإرهاب والجهاديين إلى أن يصبح ركيزة رابعة ثابتة للهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط.

تتداخل هذه الركائز فتعزز إحداهما الأخرى لتُبقي الولايات المتحدة حبيسة مأزق عسكري واستراتيجي دائم في المنطقة بشكل يجعل الوجود الأمريكي فيها عامل توتر وتأزم أكثر منه عامل أمن وطمأنة.

في وقت من الأوقات قد يتراجع حضور إحدى الركائز الثلاث مقارنة بالاثنتين الأخريين، لكن لا يمكن أن يأفل حضور كل الركائز في وقت واحد بحيث يعطي الانطباع بأن الفراغ غالب وبأن الولايات المتحدة باتت غائبة أو بلا تأثير.

حتى مع الانسحاب من العراق في عهد الرئيس باراك أوباما ومن أفغانستان في عهد بايدن، وبينهما سعي ترامب لسحب بلاده من التزاماتها الدولية، القانونية والسياسية، عجزت الولايات المتحدة عن التواري كليا. كل ما حدث كان مجرد إعادة انتشار تكتيكي وظرفي.

تدفع مجمعات الصناعة الحربية الأمريكية السياسيين والمشرِّعين في واشنطن إلى إبقاء جذوة الحضور مشتعلة، ونُذر التوتر قائمة بشكل يجعل الولايات المتحدة ضرورة لا غنى عنها.

هناك طرف آخر لا يقل حرصه على الوجود الأمريكي، ومن ورائه إبقاء جذوة التوتر مشتعلة ونُذر الحرب قائمة، عن حرص مجمعات التصنيع الحربي: إسرائيل واللوبيات الداعمة لها.
تدفع إسرائيل في كثير من الأحيان نحو صراع أمريكي مع إيران بأي شكل من الأشكال
تدفع إسرائيل في كثير من الأحيان نحو صراع أمريكي مع إيران بأي شكل من الأشكال.. سياسي، دبلوماسي، عسكري، استراتيجي، ولو اجتمعت كل هذه الأشكال في وقت واحد سيكون ذلك بمثابة الجائزة الكبرى. أكثر ما تخشاه إسرائيل أنه في غياب عداوة تقترب من المواجهة المسلحة بين الولايات المتحدة وإيران، قد يبدأ الأمريكيون في التساؤل عما إذا كانت بلادهم في حاجة فعلا إلى تحالف مع إسرائيل.

حضر الشرق الأوسط في المناظرة الرئاسية بين المرشحين دونالد ترامب وكمالا هاريس الأسبوع الماضي. لكنه حضور بريكزتين فقط، إسرائيل وإيران وتغييب واضح لركيزة الصناعة النفطية الخليجية. بينما اختفى موضوع الإرهاب والجهاديين تماما، كما كان منتظرا.

لا يعني هذا «التغييب» أيّ تغيير استراتيجي في المقاربة الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط والخليج بعد الانتخابات المقبلة، أيًّا كان الفائز فيها.

بالعكس، ستكون الاستمرارية هي المحرّك الأساسي. لقد حاول الرئيس بايدن البناء على «الاتفاقيات الإبراهيمية» التي ورثها عن سلفه ترامب بجر السعودية إليها، لكنه فشل لأسباب أقوى منه.

وستواصل هاريس المحاولة بكل قواها على الرغم من أن ترامب هو صاحب الاتفاقيات المذكورة. ومن نافلة القول إن ترامب نفسه سيجعل منها ورقته الأساسية في التعاطي مع الشرق الأوسط وأزماته.

طبيعة السياسة الأمريكية، التي منحت بموجبها واشنطن لنفسها صفة شرطي العالم، وتداخل مصالحها في كل زاوية من زوايا الكرة الأرضية، ثم بروز المنافسة الصينية والإزعاج الروسي، كلها عوامل تجعل واشنطن في حاجة للجميع وتستعمل الجميع لخدمة مصالحها.

وعلى الرغم من أن المنطقة مقسَّمة تلقائيا إلى مجموعات أو فضاءات متجانسة إلى حد كبير، إلا أن المخططين في واشنطن متمسكون بالتعامل معها فرادى ووحدات.

ضمن هذا المنطق تعمل واشنطن على الحفاظ على علاقات طيبة مع السعودية بحكم التحالف الاستراتيجي الذي عمره أكثر من سبعة عقود، وبحكم أن المملكة منبع النفط العالمي.

وإذا أُضيف لهذين العاملين موضوع التطبيع المحتمل بين السعودية وإسرائيل، يصبح من ضروب المستحيل تقريبا أن تتخلى واشنطن عن الرياض.

وتحتاج الولايات المتحدة لدولة الإمارات كقوة إقليمية مؤثرة استراتيجيا واقتصاديا تُحقق لها بطرقها الخاصة ما لا تستطيع تحقيقه بالطرق التقليدية. إضافة إلى أن أبوظبي أحد أكبر زبائن السلاح بطموح كبير وموارد هائلة تتفوق بكثير على بقية الزبائن.

وتحتاج الولايات المتحدة للحفاظ على علاقات مع قطر بسبب قاعدة «العديد» العسكرية والحاجة إليها في موضوع الوساطات إقليميا ودوليا.

والحال نفسه يتكرر تقريبا في العلاقة مع عُمان التي تلعب أدوارا دبلوماسية فعَّالة بقدر ما هي هادئة، وتروق لصانع القرار في واشنطن. كما تحتاج الولايات المتحدة لعلاقات قوية مع الأردن رغم صغر حجمه وتأثيره في المنطقة الذي يبدو للبعيد ثانويا، مع مصر هناك حاجة لواشنطن لتأمين علاقات طبيعية في حدها الأدنى لأن العلاقات المصرية الأمريكية تعجز عن أن ترتقي إلى درجة التميّز، وفي الوقت نفسه لا يجب أن تتدهور أو تنقطع.

رغم أن انتخابات 2024 ستجري في سياق شرق أوسطي مختلف تماما عنوانه حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على سكان غزة، واحتمالات اشتعال المنطقة برمتها، كانت المناظرة بين ترامب وهاريس فرصة للمرشحَين لتأكيد تشابه سياساتهما (وسياسات جميع المرشحين، سابقا ولاحقا) بشكل كبير عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط وإسرائيل والحاجة الملحة للحفاظ على الوضع القائم.

كرَّست المناظرة الأخيرة المعروف في المقاربة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط. كل ما يستطيعه بعض المرشحين، وفي حالات محددة، طرح سردية تعطي الانطباع بالتمرد عن المألوف، ثم تتوقف عند سقف معيّن. النموذج عن ذلك في انتخابات 2024 المرشحة كمالا هاريس وحديثها عن معاناة المدنيين في غزة وضرورة أن تتوقف الحرب فورا.

هذا أقصى ما تستطيعه. وقبلها باراك أوباما وبدرجة أقل بيل كلينتون. لكن بعد الكلام نصف المعسول تتواصل شحنات السلاح لإسرائيل من قنابل خارقة للتحصينات وصواريخ موجهة وغير ذلك. وتتواصل المساعدة الاستخبارية التي تجعل الولايات المتحدة شريكة رئيسية في حرب الإبادة على غزة.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تنفي مشاركتها بتفجيرات لبنان.. لن نقدم تفاصيل أكثر
  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة لم تنسق مع إسرائيل لتنفيذ تفجيرات لبنان
  • ثورة بنغلادش تلجأ إلى الولايات المتحدة لـإعادة بناء البلاد
  • النفط يواصل الصعود وسط مخاوف بشأن الإنتاج الأميركي وتراجع المخزون
  • الولايات المتحدة تعلن اكتمال انسحابها من النيجر
  • تقرير: الصراع بين الولايات المتحدة والصين يضرّ العالم
  • صعود أسعار النفط وسط مخاوف بشأن تداعيات «فرنسين»على الإنتاج
  • العرب في مصيدة الانتخابات الأمريكية
  • واشنطن: الولايات المتحدة ليست مستعدة لرفع القيود المفروضة على أوكرانيا
  • السلطات الإيرانية تمنع إحياء ذكرى مهسا أميني