في تطور أمني مثير، شهدت قرية العفادرة التابعة لمركز ساحل سليم في أسيوط مواجهات دامية أسفرت عن تصفية أخطر عصابة إجرامية في المنطقة، بقيادة محمد محسوب الشهير بـ "خط الصعيد". 

كانت المواجهات التي استمرت لأكثر من 48 ساعة بمثابة صراع مرير بين الأجهزة الأمنية وأفراد العصابة الذين كانوا يمارسون أنشطة غير مشروعة تشمل تجارة المخدرات وحيازة الأسلحة الثقيلة.

 

في ذات الوقت، كانت قضية "سفاح المعمورة" في الإسكندرية تواصل تصدر العناوين، حيث كشفت التحقيقات عن جرائم مروعة ارتكبها المحامي نصر الدين غازي، الذي كان يخفي وحشيته خلف ستار الدين والمظاهر الاجتماعية.

تلك الأحداث المروعة تأتي لتكشف حجم التهديدات الأمنية التي يواجهها المجتمع المصري، ولتضع الأجهزة الأمنية في مرمى أعتى العصابات التي استخدمت العنف والتخطيط المدروس للإفلات من العدالة.

الحادثة الأولى 

ضجت قرية العفادرة التابعة لمركز ساحل سليم في أسيوط، بمراسم دفن محمد محسوب إبراهيم أحمد، المعروف إعلاميًا بـ "خط الصعيد"، إلى جانب ستة من أعوانه، في مشهد حمل في طياته صراعًا داميًا انتهى أخيرًا بعد مواجهة استمرت 48 ساعة بين قوات الأمن والتشكيل الإجرامي الذي كان يقوده، تسلم عمدة القرية الجثث من مشرحة مستشفى أسيوط الجامعي، وذلك بعد صدور تصريح من النيابة العامة بالدفن.

عملية الدفن تمت تحت حراسة أمنية مشددة، في ظل الأجواء المتوترة التي عاشت فيها القرية بعد العملية الأمنية الضخمة، وكانت المواجهات بين قوات الأمن وأفراد التشكيل الإجرامي قد تصاعدت بشكل غير مسبوق، حيث تبادل الطرفان إطلاق النيران باستخدام أسلحة ثقيلة ومتطورة، ما جعل العملية الأمنية تتسم بالحدة والعنف، ورغم أن التشكيل الإجرامي الذي يقوده "خط الصعيد" كان أحد أخطر العصابات في المنطقة، إلا أن قوات الأمن تمكنت في النهاية من تصفيتهم جميعًا، ليعود الهدوء إلى القرية.

شهدت الحياة في القرية عودة تدريجية إلى طبيعتها، بعد أن توقفت معظم الخدمات الأساسية بسبب الاشتباكات الدامية بين الشرطة والعصابة، المدارس التي كانت قد توقفت عن العمل بسبب الاشتباكات استأنفت دراستها، كما تم إعادة التيار الكهربائي إلى القرى المتأثرة مثل الجمايلة والتناغة والعفادرة، بعد انقطاع دام أيامًا بسبب كثافة إطلاق الأعيرة النارية.

تفاصيل العملية الأمنية كانت قد كشفت عن قيام "خط الصعيد" وأعوانه بتنفيذ أنشطة إجرامية متعددة شملت تجارة المخدرات، حيازة أسلحة ثقيلة، وترويع المواطنين. 

ولجأ أعضاء العصابة إلى اختباء في المناطق الجبلية داخل القرية، حيث كانوا قد أنشأوا مخابئ محصنة، بما في ذلك بناء محصن باستخدام الخنادق والدشم داخل قرية العفادرة. 

وعندما قررت الأجهزة الأمنية مداهمة الموقع، فوجئوا بتبادل عنيف للنيران مع العصابة، الذين استخدموا أسلحة ثقيلة مثل الـ "آر بي جي" والقنابل اليدوية، بل قاموا أيضًا بتفجير أسطوانات غاز في محاولة لتشويش تقدم قوات الأمن.

إلا أن الأجهزة الأمنية تمكنت من القضاء على جميع أفراد التشكيل الإجرامي، بينما أصيب أحد الضباط المشاركين في العملية، ولم تتوقف العملية عند تصفية أفراد العصابة فقط، بل تمكنت قوات الأمن من ضبط كمية ضخمة من الأسلحة والمتفجرات في الموقع، بما في ذلك قاذفات "آر بي جي"، رشاشات متعددة الطلقات، 73 بندقية آلية، 11 بندقية خرطوش، 8 قنابل يدوية "F1"، 62 فردًا محليًا من الأسلحة الصغيرة، بالإضافة إلى كميات ضخمة من الذخائر المختلفة.

في الوقت نفسه، وبعد تفكيك الشبكة الكهربائية المتصلة بأسطوانات الغاز داخل المنزل الذي كان يختبئ فيه "خط الصعيد"، تم العثور على 60 أسطوانة بوتاجاز وعبوات ناسفة، فيما تم هدم المنزل بالكامل، وكانت هذه العملية الأمنية قد أثبتت مرة أخرى قدرة الأجهزة الأمنية على التصدي لأكبر التهديدات الأمنية في البلاد.

وفي قضية أخرى تواصل إثارة الجدل، تواصل التحقيقات في قضية "سفاح الإسكندرية" المحامي نصر الدين غازي الذي انكشف أمره بعد سلسلة من الجرائم البشعة التي ارتكبها. وقد استخدم غازي مهنته كمحامي وذكائه الاجتماعي لخداع الجميع، حيث كان يشارك أدعية دينية وآيات قرآنية على وسائل التواصل الاجتماعي ليظهر أمام الناس بمظهر الرجل المتدين صاحب الأخلاق الرفيعة، بينما كان في الخفاء يرتكب جرائم قتل مروعة.

بدأت خيوط القضية تتكشف عندما قدمت أسرة المهندس محمد إبراهيم بلاغًا باختفائه منذ عامين، بعد مكالمة غامضة بينه وبين ابنته تشير إلى خطر يهدد حياته، وبعد انقطاع الاتصال به، تلقت العائلة رسالة مزعومة منه تفيد بأنه غادر المدينة وتزوج من امرأة أخرى، ولكن تبين لاحقًا أن الرسالة لم تكن منه.

ومع استمرار التحقيقات، كشفت الأجهزة الأمنية عن أكثر من 25 شقة استأجرها المتهم في مناطق مختلفة، بما في ذلك القاهرة ومحافظة البحيرة.

وأخيرًا، في كارثة أخرى، شهدت محافظة الجيزة حادث انهيار عقار في منطقة كرداسة، حيث أسفر عن وفاة 10 أشخاص وإصابة 3 آخري، تم إرسال فرق الإنقاذ والإسعاف إلى موقع الحادث فور تلقي البلاغ، وقامت الأجهزة المحلية بتقديم الدعم العاجل للأسرة المتضررة من الحادث، حيث تم توفير مساكن بديلة لهم، كما تم إجراء فحص للمباني المجاورة للعقار المنهار للتأكد من سلامتها، حفاظًا على أمن وسلامة السكان.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خط الصعيد محمد محسوب اخبار الحوادث سفاح المعمورة المزيد الأجهزة الأمنیة العملیة الأمنیة قوات الأمن خط الصعید

إقرأ أيضاً:

شقيقة ضحية سفاح المعمورة: دفنها 4 أشهر ونصف بعد الاستيلاء على أموالها

كشفت نجاح عبدالعزيز، شقيقة المجنى عليها الثانية "تركية"، إحدى ضحايا سفاح المعمورة فى الإسكندرية، تفاصيل علاقة شقيقتها بالمتهم، الذى كان يتولى مباشرة إحدى القضايا الخاصة بها، قبل أن يتخلص منها ويسرق أموالها.

وقالت نجاح عبدالعزيز، أن شقيقتها تعرفت على المتهم عن طريق سيدة منتقبة، أوهمتها بأنه سيقوم بإنهاء قضاياها، وفى الفترة الأخيرة، نشبت مشادات كلامية بين شقيقتها والمتهم، حيث التقى بها فى إحدى المرات واعتدى عليها بالضرب بعد أن طالبته بأوراق القضية والمصروفات.

وأوضحت شقيقة المجنى عليها، أن شقيقتها كانت بحوزتها بطاقتا صرف (فيزا): إحداهما للمعاش، والأخرى لحساب التوفير، وفى آخر مرة، طلب منها المتهم بإلحاح الحضور إلى مكتبه فى منطقة المعمورة البلد، ومنذ ذلك الحين اختفت شقيقتها.

وأضافت أن شقيقتها اختفت منذ أربعة أشهر ونصف، وحاولت الأسرة الاتصال بها مرارًا، حيث كان هاتفها يرن دون رد، الأمر الذى دفعهم إلى تحرير محضر بقسم شرطة المنتزه بعد البحث عنها طوال تلك المدة، واستمرت الأسرة فى البحث عنها إلى أن اكتشفوا الواقعة من خلال وسائل الإعلام، حيث توجهوا إلى مكان الجريمة وتعرفوا على جثمان شقيقتهم.

تباشر جهات التحقيق فى الإسكندرية تحقيقات موسعة مع المتهم "ن. ال"، المحامى المعروف إعلاميًا بـ"سفاح المعمورة"، بالإضافة إلى ضبط خمسة آخرين، بينهم ثلاث سيدات ورجلان، على ذمة التحقيقات فى الوقائع التى شهدتها الإسكندرية. حيث تم العثور على جثامين سيدتين مدفونتين داخل غرفة بشقة فى الطابق الأرضى بمنطقة المعمورة البلد، بالإضافة إلى العثور على جثة لمهندس متغيب منذ ثلاث سنوات بمنطقة 45 العصافرة.

تكثف الأجهزة الأمنية تحرياتها وجهودها لكشف الجرائم التى ارتكبها المتهم "ن. ال"، المعروف إعلاميًا بـ"سفاح المعمورة"، كما يتم فحص الهواتف المحمولة التى كانت بحوزته، وتفريغ المقاطع والصور والمراسلات الخاصة به.

بدأت الواقعة عندما كشفت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية أن المتهم "ن. م" قام باستئجار شقة فى الطابق الأرضى بمنطقة المعمورة البلد، ليجعلها مقرًا لمقابلة موكليه، لكنه اتخذها ملاذًا لعلاقاته النسائية. وتعرف على المجنى عليها الأولى وتزوجها عرفيًا، ثم نشبت بينهما خلافات قرر على إثرها التخلص منها، فوضع جثمانها داخل أكياس مشمع ولفها بمادة لاصقة بإحكام حتى لا تفوح رائحتها، وتركها داخل صندوق لعدة شهور.

وبعد ارتكاب المتهم جريمة قتل أخرى، حيث قتل المجنى عليها الثانية، وهى إحدى موكلاته، بسبب خلاف على مبالغ مالية، قرر التخلص منها ودفنها بجوار المجنى عليها الأولى. حفر حفرة فى منتصف إحدى غرف الشقة ودفنهما معًا، إلى أن تم اكتشاف الواقعة.

كما عثرت الأجهزة الأمنية فى الإسكندرية على جثمان رجل داخل شقة بشارع 45 فى منطقة العصافرة شرق المحافظة، يُشتبه فى كونه ثالث ضحايا المتهم، المعروف بسفاح المعمورة.

وقرر قاضى التجديد الوقتى بمحكمة جنح المنتزه الجزئية فى الإسكندرية تجديد حبس المحامى لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات فى واقعة العثور على جثتى سيدتين مدفونتين بأرضية شقة يستأجرها فى منطقة المعمورة البلد، بالإضافة إلى جثة أخرى لرجل متغيب منذ ثلاث سنوات من دائرة قسم رمل ثان.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • على بعد أمتار من شقة سفاح المعمورة.. حريق بعقار دون إصابات في الإسكندرية
  • أوجه التشابه والاختلاف بين جرائم سفاحي المعمورة والتجمع والجيزة والغربية
  • سفاح المعمورة بالإسكندرية.. أين ذهبت أموال ومتعلقات الضحايا؟
  • لماذا يلجأ محامى سفاح المعمورة لعرضه على الطب النفسى ؟
  • سفاح الإسكندرية.. روان أبو العينين تكشف غموض قاتل السيدات في المعمورة
  • سفاح المعمورة.. تفاصيل جديدة صادمة عن رجل قانون أثار الرعب في الإسكندرية؟
  • من هو “خط الصعيد ” المجرم الذي قضى عليه الأمن المصري مؤخرا؟
  • موكل وصديق المتهم.. القبض على مشتبه به جديد في قضية سف.اح المعمورة
  • شقيقة ضحية سفاح المعمورة: دفنها 4 أشهر ونصف بعد الاستيلاء على أموالها