نائبة بـ«الشيوخ»: خطة إعمار غزة خطوة تاريخية.. ومصر شريك فاعل في دعم القضية
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
أكدت النائبة أمل رمزي، عضو مجلس الشيوخ، أنّ خطة إعمار غزة التي أعلنت القيادة الفلسطينية عن طرحها تمثل خطوة تاريخية نحو استعادة الكرامة والإنسانية لأهالي القطاع، الذين عانوا من ويلات الحروب والحصار.
إعمار غزةوقالت أمل رمزي في بيان له، إن إعمار غزة يجب أن يُنظر إليه على أنه فرصةٌ لتصحيح المسار ورفع الظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني، وليس مجرد استجابةٍ عابرةٍ لآثار الدمار، هذه الخطة تُجسّد إرادةً فلسطينيةً صلبةً في التمسك بالأرض والهوية، وتُرسّخ مبدأً أساسياً وهو أن غزة وطنٌ يستحق الحياة والازدهار.
وأبرزت النائبة أمل رمزي الدور المصري الريادي في دعم القضية الفلسطينية، مشيرة إلى أن مصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لم تكن يوماً مجرد شاهدٍ على معاناة الشعب الفلسطيني، بل كانت دائماً شريكاً فاعلاً في مسيرته نحو الحرية والعدالة.
الوساطات السياسية الحكيمةوأضافت «رمزي»: «مصر كانت ولا تزال حاضرةً بكل إمكانياتها، من خلال الوساطات السياسية الحكيمة، والمساعدات الإنسانية المتواصلة، والجهود الدبلوماسية الدؤوبة. اليوم، نرى هذا الدور يتجسد في دعم خطة إعمار غزة، التي تُعد امتداداً طبيعياً للرؤية المصرية التي تربط بين الإعمار المادي وإعادة بناء الأمل».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إعمار غزة إعادة إعمار غزة غزة فلسطين إعمار غزة
إقرأ أيضاً:
الصراع في الكونغو الديمقراطية يتسع.. ما فرص نجاح الوساطات الأفريقية والقطرية؟
تصاعدت خلال الأسابيع الأخيرة حدة الصراع في شرق الكونغو الديمقراطية، ما تسبب في نزوح أكثر من 100 ألف شخص إلى بلدان مجاورة، فيما انطلقت وساطات أفريقية وقطرية بهدف احتواء الأزمة التي تعصف بهذا البلد منذ سنوات.
وتفيد أرقام رسمية بأن النزاع الذي اتسع بشكل كبير منذ كانون الثاني/ يناير الماضي بين الجيش والمتمردين بشرق الكونغو، خلف أكثر من 7 آلاف قتيل، كما تسبب في عمليات لجوء ونزوح واسعة، فضلا عن تداعياته الاقتصادية والصحية.
وتعد منطقة شرق الكونغو ساحة صراع تتداخل فيها عوامل داخلية وإقليمية، وتنتشر فيها جماعات متمردة ومليشيات محلية تسعى للسيطرة على الموارد الطبيعية، خاصة المعادن.
ومنذ أسابيع تحتدم المعارك بين الجيش الكونغولي ومسلحي حركة "ام23" الذين تمكنوا بالفعل من توسيع مناطق سيطرتهم شرقي البلاد.
وتتهم الكونغو الديمقراطية، رواندا، بدعم "حركة 23 مارس" (M23) ومحاولة احتلال أراضيها الغنية بالمعادن مثل الذهب وغيره.
وتقول كينشاسا (عاصمة الكونغو) إن رواندا تسعى إلى نهب مواردها الطبيعية، لكن الأخيرة تنفي وتتحدث عن التهديد الذي تشكّله الجماعات المسلحة المعادية لها في شرق جمهورية الكونغو، خصوصا تلك التي أنشأها زعماء من الهوتو، وتعتبرهم مسؤولين عن الإبادة الجماعية للتوتسي في رواندا عام 1994.
التداعيات تطال علاقات رواندا وبلجيكا
وعلى وقع التقدم الذي أحرزته "حركة إم23" المتمردة، خلال الأسابيع الأخيرة، أعلنت رواندا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع بلجيكا، واتهمتها بالانحياز إلى كينشاسا بشأن النزاع الدائر في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأوضح بيان صادر عن الخارجية الرواندية، أن قرار قطع العلاقات يعكس "التزام رواندا بحماية مصالحها الوطنية وكرامة الروانديين"، مضيفة أن حكومة كيغالي أبلغت نظيرتها في بروكسل بـ"قطع العلاقات بمفعول فوري".
واتهمت الخارجية الرواندية بلجيكا بأنها "اتخذت بوضوح موقفا في صراع إقليمي، وتواصل التعبئة بشكل منهجي ضد رواندا في منتديات مختلفة باستخدام أكاذيب، والتلاعب لتأمين رأي عدائي غير مبرر، في محاولة لزعزعة استقرار كل من رواندا والمنطقة".
وردا على هذا القرار، أعلنت بروكسل أنها سترد بالمثل بإعلان الدبلوماسيين الروانديين غير مرغوب فيهم على أراضيها.
وقال وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفوت في تصريحات صحفية، إن قرار رواندا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع بلاده، خطوة "غير ملائمة وتظهر أنه عندما نختلف مع رواندا فإنهم يفضلون عدم الدخول في حوار"، مضيفا أن بروكسل سترد بالمثل بإعلان الدبلوماسيين الروانديين غير مرغوب فيهم.
وتتهم بلجيكا ومعها أطراف أوروبية وغربية وكذا الأمم المتحدة، رواندا بنشر نحو 4 آلاف جندي في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تدور المعارك بين الجيش الكونغولي وحركة "أم23".
وتنفي رواندا نشر قوات هناك، كما تنفي دعم الحركة المتمردة التي سيطرت على مناطق هامة في شرق الكونغو الغني بالموارد المعدنية.
وساطة قطرية وأخرى أفريقية
وفي محاولة منها لاحتواء الأزمة في شرق الكونغو الديمقراطية وتداعياتها على المنطقة، أعلنت كل من قطر وأنغولا عن وساطات لحل الصراع.
وفي هذا السياق استضافت الدوحة قبل أيام، اجتماعا ثلاثيا بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيسي رواندا بول كاغامي والكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي، وذلك في إطار الجهود المبذولة لتهدئة الوضع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وتعتبر هذه أول محادثات مباشرة تجمع الرئيسين الأفريقيين منذ أن كثف متمردو حركة 23 مارس حملتهم في شرق الكونغو في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي.
وحسب وكالة الأنباء القطرية، فقد رحب قادة الدول المجتمعة في الدوحة بالتقدم المحرز في عمليتي لواندا ونيروبي، وكذلك القمة المشتركة لمجموعة دول شرق أفريقيا ومجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية التي انعقدت في دار السلام بتنزانيا، في 8 شباط/ فبراير الماضي.
واتفق قادة الدول على الحاجة لاستمرار المناقشات التي بدأت في الدوحة لبناء أسس متينة من أجل تحقيق السلام المستدام.
كما أعلنت الرئاسة الأنغولية عن "مفاوضات سلام مباشرة" بين وفد من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وآخر من حركة "أم23".
فرص نجاح الوساطة
يرى الخبير المختص في الشؤون الأفريقية سيدي عبد المالك، أن الوساطة القطرية قد تكون الأكثر فاعلية في ظل غياب وساطات دولية ناجعة، مضيفا أن المجتمع الدولي سيتبنى هذه الوساطة.
وأشار عبد المالك، في تصريح لـ"عربي21" أن الوساطة القطرية في الصراع بين الكونغو الديمقراطية ورواندا "تعزز فاعلية الدبلوماسية القطرية لأن الجهود القطرية في المجال الدبلوماسي كانت أساسا تنحصر في الفضاء العربي والشرق الأوسط".
ولفت إلى أن هذه الوساطة "خطوة مهمة نحو حل فتيل الأزمة وتهدئة التوتر الذي تعرفه المنطقة".
وأضاف: "قطر تمتلك أدوات ناجعة في هذا المجال، فالرئيس الرواندي بول كاغامي، صديق شخصي لأمير قطر وتربطه به علاقات وطيدة جدا، كما أن قطر لديها علاقات وطيدة مع الكونغو الديمقراطية وهذه العلاقات تتمثل في الاستثمارات الضخمة للقطرين في الكونغو، وبالتالي فهي لاعب مؤهل لأن تكون وسيطا بين الطرفين".
ولفت إلى أنه في ظل انشغال الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بخلافاتهما البينية، فإن الوساطة القطرية تبقى الأهم في هذه الظروف، مشيرا إلى أن الوساطة الأفريقية بهذه الخصوص لم تتمكن من حلحلة الأزمة على مدى السنوات الماضية.
أعمال عنف ونزوح
يعرف شرقي الكونغو الديمقراطية الغني بالموارد أعمال عنف منذ شهور، فيما أطلقت حركة "إم23" المتمردة هجوماً مباغتاً منذ نحو شهرين، ودفع تقدّمها الجيش الكونغولي للخروج من معظم أجزاء ولايتي شمال وجنوب كيفو وفاقم المخاوف من إمكانية اندلاع حرب إقليمية أوسع.
وفي خضم هذا التصعيد واستمرار القتال العنيف، تقول الأمم المتحدة، إن الحرب دفعت خلال الفترة الأخيرة نحو 100 ألف شخص للفرار من مناطقهم.
وحركة "إم23" حركة مسلحة متمردة تنشط في المناطق الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية وبالأخص في مقاطعة كيفو التي تحد كلا من أوغندا ورواندا.
تأسست هذه الحركة سنة 2012 على يد منشقين عن الجيش الكونغولي، بحجة أن الحكومة المركزية في العاصمة كينشاسا لم تف بالتزاماتها معهم وفقا لاتفاقية سلام أبرمتها معهم عام 2009 وأنهوا بموجبها تمردهم وانضموا إلى القوات المسلحة للبلاد.
وتمكنت الحركة خلال السنوات الأخيرة من السيطرة على العديد من المناطق في الكونغو الديمقراطية، خصوصا في شرق البلاد الذي تنتج مناجمه كميات كبيرة من الذهب، بالإضافة إلى العديد من المعادن الأخرى.
وتقول الحركة، إنها تدافع عن مصالح "التوتسي" خاصة ضد "مليشيات الهوتو العرقية" مثل القوات الديمقراطية لتحرير رواندا التي أسسها "الهوتو" الذين فروا من رواندا بعد مشاركتهم في حملة إبادة جماعية عام 1994 لأكثر من 800 ألف من التوتسي.