"الشغف".. محرك التطور والنجاح
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
محمد بن عيسى البلوشي
من منَّا لا يُعاني في عمله، ومن منَّا لا يعاني نحو تحقيق أحلامه، من منا لا يُعاني مع محيطه، من منَّا لا يعاني لبلوغ غايته.. ومع ذلك يتحرك الطامحون نحو أحلامهم بكل همة وعزيمة وإصرار، وقودهم في ذلك "الشغف" الذي يُحيط بأفكارهم ويملأ قلوبهم وينور بصيرتهم.
إن محرك "الشغف" لا يحدده معنى إنساني مهما كانت التجارب متعددة، ولا يشبهه سلوك مهما كانت الممارسات متنوعة، ولا يحيطه مكان مهما كانت السموات عالية والأراضي منبسطة، "إن الشغف هو الرغبة الجامحة التي تقود الإنسان لبلوغ الهدف مهما تنوعت تضاريس الطريق، وتعددت ظروفه وأشكاله".
البصيرة الإنسانية الطامحة إلى بلوغ أسمى الغايات في أسرتها ومجتمعها ووطنها، تجعل من الشغف أساسا لمسيرها نحو الغد بكل عزم وثبات وصدق وإخلاص، ولا تنظر إلى أحداث الإنسان الوقتية على أنها مثبطات العزيمة؛ بل تنظر إليها كمحطات لاختبار مختلف التحديات، "فبصر الإنسان قاصر ومحدد وبصيرته هي من تقوده نحو الهدف غير المرئي".
لا شك أننا في حاجة إلى أن نتزود من طاقة "الشغف" بشكل دائم، وأن نجددها بأدواتنا وقيمنا وثقافتنا الإنسانية والتي تجعل من فعل الأعمال النافعة سلوكا حميدا نحو تطوير أسرنا ومجتمعنا ومؤسساتنا ووطننا. وعلى الأمهات أن يرضعن مواليدهن من هذه الطاقة الحميدة كي ينشئن بأمر الله جيلا قويا وطموحا يتمتع بشغف عالٍ نحو تحقيق أهدافه الخاصة والعامة.
إنَّ "الشغف" هو محرك التطوير والنجاح والتوفيق، وبدون ذلك قد لا نصل إلى وجهاتنا الحياتية الرائعة التي أمر الإسلام بالسعى نحوها وطلبها وكأننا مخلدون في هذه الحياة "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا"، نتلمس فيها سنن الكون فينا نحو التطور وتحقيق الغايات.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى يُحذّر: لا تجعل الحج رياءً للناس .. وأخلص نيتك لله
وجّه الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، رسالة هامة إلى حجاج بيت الله الحرام، شدد فيها على أهمية إخلاص النية لله وحده عند التوجه لأداء مناسك الحج، محذرًا من الرياء وطلب رضا الناس أو إعجابهم، لما لذلك من أثر خطير على قبول العبادة.
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، اليوم الخميس: "من الأخطاء الكبيرة اللي بيقع فيها بعض الناس في الحج هي النية... يعني تخرج من بيتك رايح بيت ربنا، خلي خروجك لله مش للناس، ما تروحش عشان الناس تقول عليك حجيت، أو كل سنة بتعمل عمرة، أو فلان ما شاء الله عليه... كده إنت أضعت نفسك، وتعبك راح من غير فايدة."
وأضاف: "كل خطوة بتخطوها من أول ما تخرج من بيتك، خلي نيتك فيها لربنا، مش علشان نظرة الناس، وافتكر دايمًا حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أول ثلاثة تُسعَّر بهم النار: واحد كان بيتصدق، وواحد قاتل في سبيل الله، وواحد بيقرأ قرآن... كلهم أعمال عظيمة، لكن عملوها عشان الناس، مش عشان ربنا، فربنا قال لهم: كذبت... قد قيل."
وأكد أمين الفتوى أن "الحج مش مجرد سفر أو مظهر أو زيّ، ده عبادة عظيمة لازم تبدأ بنية خالصة لله تبارك وتعالى، ما تخليش نظرك على الخلق، خليه على الخالق... وخلّي تلبية (لبيك اللهم لبيك) طالعة من قلبك قبل لسانك."
وتابع: "اللي عايز يرجع من الحج بمغفرة، لازم يروح وهو صادق، مخلص، قلبه مليان شوق لربنا، مش شوق لنظرات الناس، اللهم اجعلنا من المخلصين، وتقبل منّا ومنكم".