أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن التشبيه في القرآن الكريم ليس مجرد إلحاق الناقص بالكامل، كما هو شائع في بعض الصور البلاغية، بل يحمل أبعادًا أعمق وأدق تتعلق بتوضيح المعاني وإيصال الحقائق بأسلوب مؤثر في النفس والعقل.

وضرب رئيس جامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، مثالًا بقول الله تعالى: "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ"، موضحًا أن هذا التشبيه لا يعني مقارنة نور الله المطلق بمصباح صغير داخل مشكاة، وإنما الغاية منه إعطاء صورة حسية للنور الذي يبدد الظلمات، سواء كان هذا النور هو النور الحسي الذي يملأ الكون، أو نور الهداية والشريعة الذي يوجه الإنسان في دروب الحياة.

وأضاف أن هذا المثال يوضح أن التشبيه ليس دائمًا على أساس مقارنة شيء ناقص بآخر كامل، بل قد يكون الهدف منه إبراز حقيقة حسية لمفهوم معنوي، كما أن استخدام المشكاة والمصباح والزجاجة يوضح فكرة انبعاث النور وتدرجه في الانتشار، وهو ما ينطبق على نور الهداية الإلهية.

وتطرق الدكتور سلامة داود إلى التشبيه في الصلاة على النبي محمد ﷺ في التشهد: "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد"، مشيرا إلى أن البعض قد يظن خطأً أن هذا التشبيه يعني أن الصلاة والبركة على النبي محمد ﷺ أقل من الصلاة والبركة على سيدنا إبراهيم عليه السلام، لكن العلماء وضحوا أن هذا ليس من إلحاق الناقص بالكامل، وإنما هو من تشبيه الأصل بالأصل، فسيدنا إبراهيم عليه السلام اشتهر بأن جميع الأنبياء من نسله، وكانت البركة في ذريته معروفة ومشهورة، ولذلك جاء التشبيه ليؤكد عظمة البركة والصلاة على النبي محمد ﷺ، لا لتقليل شأنها.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القرآن الكريم رئيس جامعة الأزهر وعلى آل أن هذا

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر يزور وزير الشئون الدينية الإندونيسي في المستشفى بجاكرتا

أجرى الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، على هامش زيارته إلى إندونيسيا، يرافقه الدكتور رمضان الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر، والسفير ياسر الشيمي، سفير جمهورية مصر العربية لدى إندونيسيا؛ زيارة إلى الدكتور نصر الدين عمر، وزير الشئون الدينية في إندونيسيا، وذلك بمقر إقامته في مستشفى (فندق إنمدة) بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا؛ للاطمئنان علي صحته بعد تعرضه لوعكة صحية قبيل أيام ونقل على إثرها إلى المستشفى.

من جانبه وجه الدكتور نصر الدين عمر، وزير الشئون الدينية الإندونيسي؛ الشكر والتقدير إلى رئيس جامعة الأزهر والوفد المرافق له، وعبَّر عن سعادته بهذه الزيارة الغالية. 

جاء ذلك بحضور الدكتور قمر الدين أمين، الأمين العام لوزارة الشئون الدينية، والدكتور أنانج ركزا، رئيس معهد تزكي، والسيد نزار مشهدي، الأمين العام لمؤسسة السلام في العالمين رئيس ديوان المساجد وشئون التعاون والعلاقات الدولية منسق الزيارة.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة الأزهر: بني إسرائيل لم يؤمنوا رغم كل المعجزات «فيديو»
  • رئيس جامعة الأزهر السابق: ناقة صالح عليه السلام معجزة تثبت عظمة الله
  • المفتي: القرآن الكريم شدد على أهمية الأسرة وترابطها
  • المفتي: القرآن الكريم شدد على ضرورة الإحسان إلى الوالدين
  • المفتي عن بر الوالدين: القرآن الكريم شدد على هذا الأمر في أكثر من موضع
  • مغربي يظفر بالمركز الأول في أكبر مسابقة للقرآن الكريم في قطر
  • رئيس جامعة الأزهر يزور وزير الشئون الدينية الإندونيسي في المستشفى بجاكرتا
  • تدشين مسابقة محافظ الأحساء للقرآن الكريم
  • رئيس جامعة الأزهر يحاضر عن بناء التعاون العلمي ويؤكد قوة علاقات مصر وإندونيسيا