أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، على أهمية التدبر والتأمل، في فهم معاني القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن كل سورة في القرآن لها مذاقها الخاص وعطاؤها المتميز الذي يحتاج إلى وقفة تدبرية لاستيعاب عمق بلاغتها ودلالاتها.

وأوضح رئيس جامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن القرآن الكريم يركّز على العقل والتفكر، ويتكرر فيه التساؤل الاستنكاري: "أفلا يتدبرون؟ أفلا يعقلون؟"، مما يؤكد أن كل معرفة جديدة هي نتاج الفكر والتأمل.

وضرب مثالًا بالصورة البلاغية الفريدة في قوله تعالى: "وَإِذ نَتَقْنَا الجَبَلَ فَوقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ"، حيث ذكر أن بني إسرائيل جادلوا وكفروا واستكبروا، رغم المعجزات التي أيد الله بها سيدنا موسى عليه السلام، وعندما جمعهم موسى عليه السلام وسألهم: "هل تؤمنون إن رأيتم الجبل يقتلع من جذوره ويصبح فوق رؤوسكم؟"، أجابوا بالموافقة، فاستجاب الله لدعاء نبيه، فاقتلع الجبل من باطن الأرض وجعله فوق رؤوسهم، فخرّوا جميعًا سُجدًا لله، كل واحد منهم على حاجبه الأيسر، ينظر بعينه اليمنى خوفًا من سقوط الجبل عليهم، ومع ذلك لم يؤمنوا إيمانًا حقيقيًا بعد هذه المعجزة العظيمة.

وأشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن هذه الصورة القرآنية لم تتكرر عبر الزمن، فهي مشهد فريد لم يجرِ به العرف أو العادة، وهو ما يؤكد أن القرآن الكريم يحمل إعجازًا بلاغيًا وعقليًا يستوجب التدبر والتأمل لفهم مراميه العميقة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القرآن الكريم الدكتور سلامة داود المعجزات رئیس جامعة الأزهر

إقرأ أيضاً:

طريق الهلاك.. رئيس جامعة الأزهر يحذر من الاستهزاء بالدعاة والمصلحين

أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن الاستهزاء بالدعاة والمصلحين يُعدّ طريقًا إلى الهلاك، مشيرًا إلى أن المجتمعات السليمة تُعلي من شأن الدعاة وتوقّرهم، مما يعزز روح التنافس في الإصلاح ويرفع من شأن الأمم والحضارات.

وأضاف "داود"، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن القرآن الكريم قدّم لنا نموذجًا من أقوامٍ سخروا من أنبيائهم، كما فعل قوم شعيب عليه السلام حين قالوا له بسخرية: "إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ"، وذلك بدلاً من الاستجابة لدعوته في عبادة الله وإقامة العدل في المكيال والميزان. 

وأوضح أن هذا النوع من التهكم والسخرية بالدعاة والمصلحين يؤدي إلى دمار الأمم وانهيارها، مستشهدًا بقول الله تعالى عن قوم شعيب: "وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ". 

وأشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن القرآن الكريم يعلي من قيمة الرشد باعتباره طريقًا للإصلاح والنجاة، لافتًا إلى قول نبي الله لوط عليه السلام لقومه: "أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ"، وكذلك إلى بيان الله تعالى لمصير أتباع فرعون بقوله: "فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ"، موضحًا أن غياب الرشد أو اتباع غير الرشيد يؤدي إلى هلاك الأمم. 

وأكد على ضرورة غرس حب الدعاة والمصلحين في نفوس الأجيال، حتى تنهض الأمة وترتقي، داعيًا إلى نشر قيم الاحترام والتوقير لأهل العلم والإصلاح في المجتمع.

مقالات مشابهة

  • طريق الهلاك.. رئيس جامعة الأزهر يحذر من الاستهزاء بالدعاة والمصلحين
  • لا يليق بعالم دين.. جامعة الأزهر تستدعي مبروك عطية بعد استضافته مطربين يقرأون القرآن
  • جامعة السويس تكرم الفائزين في مسابقة القرآن الكريم بجائزة عبد الرحمن عز الدين
  • الأول 100 ألف جنيه.. مجلس جامعة الأزهر يكرم أوائل مسابقة القرآن الكريم
  • جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية تكرّم الفائزين في مسابقة القرآن الكريم
  • كلية البنات بالعاشر من رمضان تكرم الطالبات الفائزات بمسابقة القرآن الكريم
  • إزاي نصدق المعجزات المذكورة في القرآن وإحنا ماشوفنهاش؟ علي جمعة يجيب
  • حياة جديدة.. رئيس جامعة الأزهر يفسر أو من كان ميتا فأحييناه
  • رئيس جامعة الأزهر: الهداية روح جديدة للإنسان والضال ميت متحرك
  • جامعة الفيوم تنظم مسابقة "حفظ القرآن الكريم لطلاب الجامعة وذوي الهمم"