«المفتي»: يجب على المؤمن جعل عمله في الدنيا وسيلةً لنيل رضا الله «فيديو»
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
قال الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، إن الدين هو المعاملة، وهو الذي يُظهر أثره في سلوك الأفراد، سواء في أقوالهم أو أفعالهم أو في تجارتهم وأعمالهم، موضحًا أن التدين الحقيقي يدفع الإنسان إلى استشعار المسؤولية تجاه أسرته ومجتمعه، إذ إن التقصير في أداء الحقوق يؤدّي إلى ضياع الأسر وفساد المجتمعات.
وأكد مفتي الديار المصرية، خلال حوار مع الدكتور عاصم عبد القادر، ببرنامج «مع المفتي»، المذاع على قناة «الناس»، أن الإنسان في صراع دائم مع نفسه ومع أخيه الإنسان، بل ومع قوى الطبيعة، ما لم يكن هناك دستور إلهي يحكم العلاقة بين الأفراد والمجتمعات، مشيرًا إلى أن القوانين الإلهية، جنبًا إلى جنب مع الدساتير الوضعية، تضمن تحقيق العدالة والاستقرار، وإلا فإن البديل هو مجتمع الغاب، حيث تنهار القيم وتختفي المبادئ.
وأشار الدكتور نظير عياد، العبادة في المساجد لا قيمة لها دون أن يكون لها أثر في سلوك الفرد، مستشهدًا بقول الله تعالى: «قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون»، مؤكدًا أن الإسلام يربط بين الأمور الدينية والدنيوية، حيث يجب على المؤمن أن يجعل من عمله في الدنيا وسيلةً لنيل رضا الله، وليس مجرد سعي مادي منفصل عن القيم الروحية.
وأردف: «العلاقة في المنظور الإسلامي واضحة، فالمؤمن مطالب بأن يجعل من أمره الدنيوي أمرًا دينيًا، لأن الإسلام لا يفصل بينهما، بل يجعلهما متكاملين. ولهذا، ذمَّ الله تعالى من يطلب الدنيا فقط، فقال(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)، ولهذا، كان النبي ﷺ حريصًا جدًا على تحقيق هذا التوازن، فكان النموذج الأمثل في الجمع بين العبادات وبين العمل والسعي في الدنيا، تحقيقًا لمفهوم الاستخلاف الذي يقوم على إعمار الأرض، وفق القيم والمبادئ التي تحفظ التوازن بين الدنيا والآخرة».
اقرأ أيضاًالمفتي يؤكد أهمية التفكير الجمعي والتكامل بين المؤسسات لمواجهة التطرف
«المفتي» يرد على عدم الحاجة إلى الدين: الإنسان يحتاجه كالطعام والشراب
بعد رد المفتي.. الإعدام لربة منزل قتلت شقيق زوجها الطفل خنقًا بالقليوبية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مفتي الديار المصرية المفتي العبادة المؤمن العبادة في المساجد
إقرأ أيضاً:
«المجالس».. وسيلة وأداة تجسدان روح المبادرة
تزامناً مع إعلان صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» تخصيص 2025 ليكون «عام المجتمع» في دولة الإمارات، زادت وتيرة نشاط المؤسسات الاجتماعية والخيرية المعنية في إمارة أبوظبي.
مبادرات حضارية غير مسبوقة
وأكد الباحث محمد سعيد الرميثي، أن مبادرات صاحب السموّ رئيس الدولة السنوية تستثير الهمم والإبداع وتدفع نحو المزيد من التطور وتُعد منصات حية لترسيخ منظومة القيم الإماراتية ومصدراً لإلهام الأجيال وتحفيزهم نحو تبني نمط حياة يرسخ معنى الخير والعطاء والتجديد والطموح والتآزر والتلاحم.
وقال: «المجالس» خير وسيلة وأداة تجسد روح المبادرة وما تحمله من معان تشجع كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة على تبني ثقافة التطوع والتكافل والعطاء والتمسك بالقيم الأصيلة وكرم الضيافة وطيب المعشر والبذل والتسامح.
وأشار الرميثي إلى أن مشاريع «مجالس الأحياء» في إمارة أبوظبي لا يمكن أن تخطئها العين وتُعدّ جزءاً من المنظومة الحكومية المميزة، تهتدي بهديها وتسير على نهجها بهدف تجسيد رؤيتها الرشيدة على أرض الواقع بمشاريعها وخدماتها وخصوصاً تعزيز منظومة البنية الاجتماعية والثقافية في مدينة أبوظبي وضواحيها. ووفقاً للإحصاءات الرسمية يوجد 68 مجلساً في إمارة أبوظبي، منها 30 تعمل في مدينة أبوظبي وضواحيها، و21 في منطقة العين و6 في منطقة الظفرة، تقدم خدمات تنظيم الأعراس ومناسبات العزاء وحجز القاعات متعددة الاستخدام وتوفر مكتباتها خدمات القراءة وإقامة الندوات والفعاليات المختلفة.
وقال الرميثي: تاريخ المجالس في إمارة أبوظبي ضارب في القدم ويُعد مجلس الشيخ زايد بن خليفة، المعروف ب«الشيخ زايد الأول»، من أقدم المجالس في الإمارة حيث أسّسه في قصر «الحصن» ليستضيف اجتماعاته الدورية، كما حرص على أن يستقبل الأهالي في مجلسه الذي كان مفتوحاً للجميع ولطالما تردد عليه الناس ليستمع إلى مطالبهم ويقف على أحوالهم ويفصل في خلافاتهم، كذلك كان المجلس مكاناً لتبادل الأخبار والقصص وإلقاء الشعر.
وأضاف: قصر «الحصن» شهد إلى جانب مجلس الحاكم، مجالس أخرى، منها مجلس للنساء، حيث استضافت الشيخة سلامة بنت بطي، المجلس النسائي في إحدى الغرف القريبة من غرفتها الخاصة وكان يضم صفوة سيدات المجتمع من مواطنات أو مقيمات وزائرات.
وأشار إلى أنه ورد ذكر مجلس المؤسس الراحل الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في كثير من المراجع الأجنبية وتحدث عنه الرحالة البريطاني مبارك بن لندن (ولفرد ثيسجر)، الذي قابله عامي 1945 و1952 تحت ظل شجرة غاف معمرة اتخذها المغفور له مجلساً أمام قصر المويجعي في مدينة العين ثم جاء ذكر مجلس الشيخ زايد في مستشفى الواحة بمدينة العين معلماً بارزاً ويقع عند مدخل مستشفى الواحة ويحتوي على معرض للصور يجسد مراحل تطور المدينة وتاريخ قطاع الرعاية الصحية.
وقال المواطن شبيب بن حمد الدرمكي من مدينة العين: أسس والدي مجلسه في منطقة القطارة منذ سبعينات القرن الماضي ومازال قائماً حتى اليوم ومعروف أنه من أقدم المجالس في مدينة العين وأهمية المجلس منذ القدم لا تقاس بمساحته، ولكنه يقاس بأهله ورجالاته، وقد ترددت على مجلسنا أجيال تعلمت فيه حكمة الرجال وأخلاقهم واستمعوا إلى تجارب الآباء والأجداد الثرية.