الجزيرة:
2025-03-25@10:49:37 GMT

حكايات عالقة بالأذهان لأطفال قتلهم الاحتلال بغزة؟

تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT

حكايات عالقة بالأذهان لأطفال قتلهم الاحتلال بغزة؟

بينما يهتز العالم الغربي غضبا على المراسم التي أجرتها حركة حماس أثناء تسليم جثامين 4 إسرائيليين بينهم سيدة وطفلاها كانوا محتجزين في قطاع غزة، تبقى جثث آلاف الأطفال والنساء الفلسطينيين تحت أنقاض منازل دمرها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الإبادة الجماعية.

ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، فإن الفلسطينيين ما زالوا يعجزون عن انتشال تلك الجثث التي لم يبق من بعضها إلا العظام بسبب نقص المعدات والآليات الثقيلة التي ترفض إسرائيل إدخالها، في قضية لا تحظى باهتمام دولي مماثل لتسليم جثامين الإسرائيليين.

والخميس، سلّمت الفصائل الفلسطينية في غزة 4 توابيت لجثامين إسرائيليين، وقالت إنها لشيري بيباس وطفليها كفير وأرئيل، والأسير عوديد ليفشتس، وذلك ضمن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى باتفاق وقف إطلاق النار.

وقالت حماس، في بيان، مخاطبة عائلات بيباس وليفشتس "كنا نفضل أن يعود أبناؤكم إليكم أحياء لكن قادة جيشكم وحكومتكم اختاروا قتلهم وقتلوا معهم 17 ألفا و881 طفلا فلسطينيا".

مباني قطاع غزة المدمرة التي تحولت إلى مقابر جماعية ما زالت تحتفظ بأسماء الأطفال الذين لم يتم انتشالهم، فمثلا كتب فلسطينيون على أحد الجدران المدمرة قبل نحو عام "الأطفال ما زالوا تحت الأنقاض.. عمر وعبد الله وماسة".

إعلان

ألعاب هؤلاء الأطفال الممزقة تبرز بين الركام لتذكر العالم أن أطفالا كانوا يقطنون في هذه المنازل قبل أن تدمرها إسرائيل التي تمتلك التقنيات التكنولوجية بما مكّنها من معرفة معلومات الأشخاص داخل المنازل قبل استهدافها، وفق ما أكدته تقارير حقوقية.

وفي الوقت الذي ما زال فيه صدى استغاثات أطفال من الموت برصاص إسرائيلي وصراخ أمهات ثكالى فقدوا جميع أطفالهم يتردد في أذهان الكثيرين، يغض العالم الطرف عن المذبحة التي ارتكبت بحقهم ويبقهم أرقاما داخل تقارير حقوقية لا تجد طريقها إلى العدالة.

وفي ضوء ذلك، يسلط التقرير التالي الضوء على أبرز القصص المأساوية لضحايا من الأطفال والنساء بغزة ما زالت عالقة في الأذهان:

إعدام أطفال خدج

في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى النصر للأطفال غرب مدينة غزة، وأجبر الطواقم الطبية على المغادرة تحت ترهيب السلاح، فيما رفض إجلاء الأطفال الخدج إلى خارج المستشفى، ما تسبب باستشهاد 5 منهم، وفق ما أوردته وزارة الصحة بالقطاع آنذاك.

وبعد انسحاب الجيش من حي النصر عُثر على جثث الخدج الخمس متحللة داخل الحضانات وعلى أَسرّة المستشفى بعدما فرض عليهم الجيش الإسرائيلي الانقطاع عن العلاج اللازم لبقائهم على قيد الحياة.

اسمه يوسف، 7 سنوات، شعره كيرلي، وأبيضاني وحلوفي مثل هذا اليوم.. الأم المفجوعة تصرخ باحثة عن ابنها يوسف ذي السبعة أعوام لتكتشف أنه استشهد

#عام_من_الحرب

تم النشر بواسطة ‏الجزيرة نت‏ في الثلاثاء، ١٥ أكتوبر ٢٠٢٤

يوسف.. شعره كيرلي وأبيضاني

في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2023، انتشرت حكاية أم فلسطينية مكلومة تجوب أروقة مستشفى بقطاع غزة باحثة عن طفلها يوسف (7 سنوات) بين المصابين أو الشهداء.

وعبر مقطع فيديو مؤثر ومبكٍ انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي آنذاك، ظهرت والدة يوسف وهي في حالة صدمة وخوف تسأل الأطباء عن طفلها إن كان مر عليهم أم لا، قائلة "يوسف، 7 سنين، شعره كيرلي وأبيضاني وحلو".

إعلان

وصدمت الفلسطينية بعد ساعات من وجود طفلها داخل ثلاجة الموتى في المستشفى بعد أن استشهد باستهداف إسرائيلي.

خالد نبهان صاحب الكلمة الشهيرة "روح الروح" يلحق حفيديه ريم وخالد في دار الخلود إثر قصف للاحتلال الإسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع #غزة | تقرير: نسيبة موسى #الأخبار#حرب_غزة pic.twitter.com/qpNvKLamfH

— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 16, 2024

ريم.. روح الروح

في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، قتلت غارة إسرائيلية ريم (3 سنوات) وشقيقها طارق، حفيدي الجد خالد نبهان المكنى بـ"أبو ضياء" والذي قتلته إسرائيل هو الآخر في 16 ديسمبر/كانون الأول 2024.

وتداول ناشطون فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي آنذاك مقطع فيديو يُظهر الجد حاملا بين ذراعيه جثمان ريم، ويودعها بأسلوب مؤثر ومبكٍ.

وهو يحتضن جثمانها برفق، قال الجد نبهان بكلماته الحنونة المعهودة: "روح الروح هذه.. روح الروح"، وفق ما أظهره مقطع الفيديو.

مرح، طفلة جميلة من غزة، بعد أن انتشلوها من تحت ركام منزل عائلتها الذي دمرته القذائف الأمريكية التي أطلقها الاحتلال الإسرائيلي، تسأل الطبيب: هذا حلم أم حقيقة؟ pic.twitter.com/McKHl92Q3S

— رضوان الأخرس (@rdooan) December 3, 2023

هذا حلم أم حقيقة؟

في ديسمبر/كانون الأول 2023، تداول ناشطون مقطع فيديو لطفلة فلسطينية أُخرجت من تحت الأنقاض وبينما كانت تتلقى الرعاية الطبية في أحد مستشفيات القطاع، قالت للطبيب وهي مصدومة "عماه.. دعني أسألك: هل ما يحدث حلم أم حقيقة؟".

أجابها الطبيب فورا "لا تخافي.. أنت بخير"، لتكرر السؤال وهي تبكي "أعلم أنني بخير لكن أخبرني: هل هذا حلم أم حقيقة؟".

هي أمي.. بعرفها من شعرها

في أكتوبر/تشرين الأول 2024، تداول ناشطون مقطع فيديو لطفلة فلسطينية سقطت أرضا وهي تبكي بشدة بعد أن تعرفت على والدتها بين جثامين فلسطينيين قتلتهم إسرائيل.

إعلان

الطواقم الطبية داخل المستشفى حاولوا إبلاغ الطفلة أن هذا الجثمان لا يعود لوالدتها، لكنها قالت بعد أن أجلسوها على مقعد حديدي، وهي تبكي بحرقة وبأنفاس متقطعة "إنها هي.. أقسم أنها هي، أنا أعرفها من شعرها.. إنها هي".

لم تتوقف الطفلة عن البكاء في مقطع يدمي القلوب، وتقول "أقسم أنني لا أستطيع العيش دونك يا أماه، لماذا تركتيني!"، ومن ثم توسلت من أجل إلقاء نظرة عليها.

وبعد نوبة بكاء، قالت الطفلة إن شقيقتها أيضا قتلت مع والدتها، وأردفت "لم يكتفوا، قتلوا جدتي وجدي وعمتي وأبناءها وأمي وأختي".

وفي محاولة منه لمواساتها، أخبرها شقيقها أنهم شهداء، لترد صارخةً "أعلم أنهم شهداء.. لكنني أنا أحتمل ذلك، إنهم لا يرحمونا.. ماذا فعلنا لهم!!".

هند رجب.. أمانة تعالي خذيني

في يناير/كانون الثاني 2024 تداول ناشطون مكالمة هاتفية مؤثرة سجلها الهلال الأحمر الفلسطيني للطفلة هند رجب التي لم تكمل ربيعها السادس وهي تتوسل لمسؤولي المنظمة بإنقاذها من سيارة كانت توجد داخلها مع أقاربها الذين استشهدوا جميعهم برصاص جيش الاحتلال.

قالت هند آنذاك لموظفة الهلال الأحمر وهي تبكي عبر الهاتف المحمول أمانة (أرجوك) تعالي خديني، بعد أن أبلغتها أن الدبابة الإسرائيلية تتحرك بجانبها.

طواقم الإسعاف عجزت آنذاك عن الوصول إليها بسبب كثافة النار واستهداف الجيش الإسرائيلي أي شيء يتحرك.

انتظرت الطفلة وظلت طوال 3 ساعات تخبر طواقم الهلال الأحمر عبر الهاتف بأنها خائفة بين جثث أقاربها في السيارة الذين أعدمهم جيش الاحتلال.

وبعد نحو 12 يوما على المكالمة، عثرت فرق الإسعاف على جثمان هند، وكانت قد فارقت الحياة منذ اليوم الذي أطلقت فيه استغاثتها، فضلا عن جثماني المسعفين اللذين خرجا لإنقاذها.

سيدرا حسونة pic.twitter.com/sjdN0qAq7V

— Ahmed Shoeib (@ahmad_shoeib) February 13, 2024

إعلان سيدرا.. جثمان مُمزق علق بالجدار

في فبراير/شباط 2024 تداول ناشطون مقطع فيديو وثق جثمان طفلة فلسطينية (7 سنوات)، ممزقا بعدما علق بأحد الجدران، إثر قصف إسرائيلي استهدف المنزل الذي كانت به.

الجثمان يعود للطفلة سيدرا حسونة، التي استشهدت مع توأمها ووالديها وجدتها وجدها وعمها، في قصف إسرائيلي على منزل نزحوا إليه قادمين من شمال قطاع غزة.

هذه الطفلة التي دائما ما كانت تهتم بأناقتها بينما تعلو صوت ضحكتها في أرجاء المكان، مزقت إسرائيل جثمانها بشكل مرعب لا يمكن أن يُنسى.

أبو الروح هذا

في مارس/آذار 2024 جرى تداول مقطع فيديو لسيدة فلسطينية تحتضن أحد طفليها التوأمين اللذين استشهدا برفقة زوجها بغارة إسرائيلية، وتقول بحسرة إنه "كان من المفترض أن يتم جلب الحفاضات والحليب الخاص بهما".

وهي تمسك بأحد توأميها الشهيدين، تقول بعد أن أجهشت بالبكاء مشيرة إلى عينه، "كانت تدمع (..) أخذناه إلى الدكتور، قال اعملي له مساجا (تدليكا)، وتقول بقلب مكلوم: أبو الروح هذا أبو الورد هذا.. نبض قلبي".

وتضيف وهي تبكي بحسرة "ليتهم على الأقل أخذوا واحدا (أحد التوأمين) وأبقوا على الآخر".

وفي مقطع آخر، كانت تمسك بالتوأمين في يديها، وتخاطبهما باكية "أبو الورد رحت يما.. يا قلبي، وتخاطب الثاني قائلة: رحتي يا سوسو؟".

محمد أبو القمصان والد آسر وآيسل يفجع باستشهادهما وزوجته وأمه بينما كان ذاهب لاستخراج شهادة ميلاد التوأمين قبل أن يقتلهما الاحتلال #حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/VhO3kt0sAQ

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) August 13, 2024

قتل توأمين ووالدتهما

في أغسطس/آب 2024، قتلت إسرائيل التوأم الفلسطيني آيسل (أنثى) وآسر (ذكر) أبو القمصان مع والدتهما، بقصف إسرائيلي استهدف المنزل الذي نزحوا إليه، بعد 3 أيام من ولادتهما، وقبل استخراج شهادتي الميلاد الخاصة بهما.

وبدعم أميركي، شنت إسرائيل حربًا على غزة بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، أسفرت عن أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، وفق معطيات فلسطينية.

إعلان

وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى المقسم إلى 3 مراحل، كل منها تستمر 42 يوما، مع شرط التفاوض على المرحلة التالية قبل استكمال المرحلة الجارية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ینایر کانون الثانی جیش الاحتلال تداول ناشطون مقطع فیدیو روح الروح قطاع غزة pic twitter com وهی تبکی بعد أن

إقرأ أيضاً:

غارات إسرائيلية تدمر مسجد عماد عقل بحي الزيتون بغزة.. تعرّف عليه

قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلى، أمس السبت، مسجد عماد عقل، المتواجد بقلب حي الزيتون في مدينة غزة، ودمّرته بالكامل، ما تسبّب كذلك بدمار واسع بالمنازل المحيطة به، وذلك وفقا لوزارة الداخلية والأمن الوطنى الفلسطيني.

أظهرت المشاهد المصوّرة، التي جابت مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، لحظة قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت، للمسجد الواقع بالضبط في شارع "وادي العرايس" بحي الزيتون في غزة، بصاروخ واحد على الأقل.

لا يتوقف المجرم عن استهداف المساجد في شهر رمضان
استهدف اليوم مسجد عماد عقل في منطقة الزيتون شرق مدينة غزة
هل رأيتم إجرامًا وحقدًا أكبر من قبل؟ pic.twitter.com/Ys3i0rDAUz — Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) March 22, 2025
كذلك، أبرزت جُملة من الصور ومقاطع فيديو، نشرت على نطاق واسع، حجم الدّمار الواسع الذي لحق بمسجد عماد عقل، إثر استهدافه ضمن قصف مكثف لمناطق مختلفة في شمال قطاع غزة.

وتسببت سلسلة غارات قوات الاحتلال، التي تواصل عدوانها الوحشي على قطاع غزة، منذ أن استأنفته منذ نحو 6 أيام، في استشهاد قرابة الـ20 شهيدا وعشرات الجرحى، في أعقاب استهداف منازل مأهولة وخيام للنازحين في أجزاء واسعة من خانيونس ورفح جنوب القطاع.

غارة إسرائيلية على مسجد عماد عقل في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة ????ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها????????????⭕الوشق المصري #تشاد عمر الساعي حرس الحدود محمد شاهين جنود ربك مصطفي محمد محمد سامي صدام حسين #اردوغان pic.twitter.com/i5S7wn1wQI — طارق الجنِدي טארק אל-ג'ונדי !TG (@sokarat06) March 22, 2025
تدمير مسجد.. ما الذي نعرفه؟
بين الهدم والتدمير للمساجد في قطاع غزة المحاصر، والاقتحامات والتدنيس لمساجد أخرى وكنائس بالضفة الغربية، ناهيك عن القيود على أداء العبادة والاعتداء على المصلين، مسلمين ومسيحيين، توالت اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه، لأكثر من عام كامل ونصف.

وأمس السبت، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مسجد عماد عقل، المتواجد بقلب حي الزيتون في غزة، في ضرب صارخ جديد، للقوانين الدولية الإنسانية، والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان. ما يعتبر جزءا من حرب الإبادة الجماعية التي يستمر عليها الاحتلال الإسرائيلي بكامل قطاع غزة المحاصر، أمام مرأى العالم، وأحيانا كثيرة، بتقنية البث المباشر.



ووفقا لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في فلسطين، قبل ما يناهز شهر، فإنّ الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه المستمر على قطاع غزة، دمّر 815 مسجدا تدميرا كليا، و151 مسجدا بشكل جزئي. مبرزة أنه: دمّر أيضا 19 مقبرة بشكل كامل، وانتهك قدسيتها من خلال الاعتداء عليها ونبش قبورها وإخراج الجثث، واستهدف ودمَّر 3 كنائس في مدينة غزة.

وزارة الأوقاف في تقريرها، أبرزت أيضا، أن الاحتلال الإسرائيلي قد اعتدى على المسجد الأقصى، من خلال سماحه لعصابات المستعمرين باقتحامه وتدنيس ساحاته ومصاطبه، وذلك بـ256 اقتحاما خلال العام الماضي.


اسم المسجد.. من هو عماد عقل؟
أيادي المحتل الإسرائيلي لم ترحم لا بشرا ولا حجرا، على مدار أكثر من عام ونصف مُتواصل، على قطاع غزة المحاصر، حيث لم تتهاون في محاولة البطش بهم، حتى وهُم في قلب الأماكن المقدّسة والمحمية أساسا بموجب القوانين الدولية والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان.

والمسجد الذي وصلته أيادي الاحتلال الإسرائيلي، يوم أمس، هو مسجد "عماد عقل"، الحامل لاسم أحد القادة التاريخيين لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ومن أبرز مؤسسي جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام؛ وُصف بأوصاف كثيرة، منها: "الملثم ذو الأرواح السبعة" ومهندس الاشتباك من "نقطة صفر"، و"مرعب الصهاينة"، حيث كان كابوسا يقض مضجع الاحتلال الإسرائيلي. 

 ولد عماد حسن إبراهيم عقل، الملقب بـ"أبو حسين"، بتاريخ 19 حزيران/ يونيو 1971، بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، الذي هاجر إليه أهله عقب حرب 1948 من قرية برعير القريبة من المجدل.

واختار له والده، الذي كان مؤذنا في مسجد الشهداء بمخيم جباليا، اسم عماد تيمُّنا بعماد الدين زنكي، وهو القائد المسلم الذي قهر الصليبيين في القرن السادس الهجري/ الـ12 الميلادي.



إلى ذلك، بدأ عماد، مسار المقاومة، وهو طالب في الثانوية بالمشاركة في الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 "انتفاضة الحجارة التي تزامنت مع انطلاق حركة حماس يوم 14 كانون الأول/ ديسمبر 1987"، وخط الشعارات المناهضة للاحتلال على الجدران وشارك في المظاهرات والمسيرات وفعاليات الانتفاضة.

واستطاعت مجموعة الشهداء، بقيادة عماد عقل، من تنفيذ عمليات عسكرية ضد دوريات قوات الاحتلال الإسرائيلية، وجها لوجه من مسافة الصفر، كما استهدفت المتعاونين مع تلك القوات وغنمت منهم السلاح لاستعماله في عملياتها، غير أنّ قوات الاحتلال قد تعرّفت على أسماء أعضاء هذه المجموعة، بعد اعتقالها عضوين يحاولان عبور الحدود بين فلسطين المحتلة ومصر قرب مدينة رفح يوم 26 كانون الأول/ ديسمبر 1991، وعذبتهما. 

وعماد، الذي كان المطلوب الأول لمخابرات الاحتلال الإسرائيلي ووحداتها الخاصة، قد أتقن التخفّي، وتمكّن من الانتقال من معبر إيريز من القطاع إلى الضفة المحتلة بتاريخ 22 أيار/ مايو 1992، ليستقر بمدينة القدس، إذ لحق به أعضاء مجموعته، وشكّل مجموعات أخرى لكتائب القسام بالضفة الغربية، وأعلن عنها في تشرين الأول/ أكتوبر 1992 بعملية ضد سيارة عسكرية في محافظة الخليل.

العملية ذاتها، أصابت ضابطا و3 جنود من قوات الاحتلال، وعملية أخرى بعد 4 أيام استهدفت معسكرا لجيش الاحتلال الإسرائيلي قرب المسجد الإبراهيمي، فقتلت جنديا وأصابت آخر بجراح بليغة. ومن بين عملياته -التي تجاوز عددها 40 عملية- ضد قوات الاحتلال، قتل عماد يوم 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 1992ببندقيته في حي الشجاعية بمدينة غزة 3 جنود بينهم ضابط كبير، وأعاد الأمر ذاته في آذار/ مارس 1993 في جباليا وغرب حي الشيخ رضوان، حيث استهدف ثلاثة وأرداهم قتلى.


وفجر يوم 12 أيلول/ سبتمبر 1993، قاد عماد عملية مسجد مصعب بن عمير، قتل فيها أيضا 3 جنود بينهم ضابط، وغنم سلاحهم. وكانت هذه هي: أوّل عملية توثقها كتائب القسام بالكاميرا، وعلّق عليها رابين بقوله "أتمنى لو أستيقظ من نومي فأجد غزة وقد ابتلعها البحر".

وبعد مطاردة عماد لأكثر من عامين من قوات الاحتلال، وإفلاته من قبضتها وحواجزها لمرّات عديدة، حاصرته وعدد من رفاقه قوات مكونة من 60 مدرعة صباح الأربعاء 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 1993 بمنزل في حي الشجاعية. ولم يستسلم المحاصَرون وتبادلوا إطلاق النار مع قوات الاحتلال، واستشهد عماد ومن كان معه بعد إصابته في وجهه بقذيفة مضادة للدروع.

مقالات مشابهة

  • الصحة الفلسطينية: الاحتلال دمر 32 مركزا صحيا من أصل 50 بغزة
  • «أسير إسرائيلي» يوجه رسالة نارية لـ نتنياهو: حماس وفرت لنا كل ما نحتاجه.. و نحن مجرد أرقام في حكومتنا
  • عمليات الاغتيال الإسرائيلية لقادة حماس بغزة!
  • الأطباء: مجـــ.زرة الاحتلال في مجمع ناصر الطبي بغزة جريمة حرب
  • تفاصيل استهداف الاحتلال لمجمع ناصر الطبي بغزة
  • شهداء ومصابون في قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة بغزة
  • حصار وأشلاء: حكايات الفارين من الجحيم الإسرائيلي في حي”تل السلطان” / شاهد
  • جيش الاحتلال يقول إن الفرقة التي نفذت عمليات في لبنان تستعد للعمل في غزة
  • غارات إسرائيلية تدمر مسجد عماد عقل بحي الزيتون بغزة.. تعرّف عليه
  • حركة فتح: على حركة حماس أن ترفق بغزة وأطفالها وتتخلى عن السلطة في غزة