الجزيرة:
2025-03-26@07:07:29 GMT

المطاعم في سوريا مؤشر على تعافي الاقتصاد بالبلاد

تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT

المطاعم في سوريا مؤشر على تعافي الاقتصاد بالبلاد

بات المشهد الغذائي في سوريا يعكس صورة واضحة لحالة البلاد بعد أكثر من 14 عاما من الحرب المدمرة، إذ تحولت الأسواق والمطاعم إلى رموز لمحاولات التعافي رغم ما خلفته الحرب من دمار اقتصادي واجتماعي واسع النطاق.

وتشير وكالة بلومبيرغ إلى أن الحياة في العاصمة دمشق بدأت تدب مجددا في الأزقة والأسواق، مع عودة تدريجية للأنشطة التجارية والمطاعم، لكن هذه العودة لا تزال بطيئة ومتعثرة بفعل تحديات مستمرة، من بينها التضخم وضعف القدرة الشرائية للسكان.

وعلى الجانب الآخر، تظل مدن مثل حلب غارقة في تداعيات الحرب، إذ لم تقتصر معاناتها على الدمار الذي ألحقته سنوات القتال، بل زادها زلزال عام 2023 خرابا، مما جعل وتيرة التعافي فيها أبطأ وأكثر تعقيدا، بحسب بلومبيرغ.

المطاعم والأسواق تعود للحياة ببطء

وفي جولة عبر سوق مدحت باشا (أحد أقدم الأسواق في دمشق) لا يزال الزحام يعكس رغبة السكان في استعادة حياتهم الطبيعية.

وعلى الرغم من أن العديد من المطاعم التي كانت تحتضن شخصيات سياسية وزوارا دوليين قد تراجعت فإن بعض الأسماء العريقة مثل مطعم نارنج تحاول العودة، ولكن بوتيرة متواضعة.

المطعم -الذي كان في السابق رمزا للمشهد الغذائي الراقي في دمشق- لم يعد يملك سوى عدد قليل من العاملين مقارنة بفترة ما قبل الحرب.

أكشاك الطعام الشعبية استعادت زبائنها في مختلف المدن السورية (الجزيرة)

في المقابل، يبدو أن أكشاك الطعام الشعبية قد استعادت زبائنها، مثل باعة القطايف (الفطائر المحشوة بالقشطة والمكسرات)، إذ يستمرون في تقديمها بالطريقة التقليدية نفسها رغم شح الموارد.

إعلان

ويقول أحد الباعة "على الأقل الآن يمكننا التنفس بحرية"، في إشارة إلى تحسن الأوضاع بعد سقوط النظام.

آثار الحرب على المطبخ السوري

وتشير بلومبيرغ إلى أن تداعيات الحرب طالت حتى الأطباق التقليدية السورية، إذ تأثر إنتاج فلفل حلب الشهير نتيجة تدمير الحقول خلال سنوات الحرب.

هذا الفلفل -الذي كان رمزا للنكهة السورية- تراجع إنتاجه، لدرجة أن الأسواق أصبحت تعتمد على بدائل تركية.

ويؤكد أحد تجار التوابل في سوق البزورية أن بعض المزارعين يحاولون إعادة زراعة الفلفل في المناطق القليلة التي لم تتعرض للدمار الكامل، مع آمال في حصاد جديد بحلول يوليو/تموز المقبل.

أما مدينة حلب -التي كانت تعد عاصمة المطبخ العربي- فقد عانت من تدمير واسع النطاق، سواء بسبب القصف خلال الحرب أو الزلزال الذي ضربها عام 2023.

وأغلقت معظم المطاعم التقليدية الشهيرة أبوابها، وأبرزها مطعم "بيت سيسي" الذي احترق بالكامل عام 2012، في حين اضطر العديد من الطهاة الحرفيين إلى مغادرة البلاد، واستقر بعضهم في لبنان وتركيا وأوروبا، مما يثير تساؤلات عما إذا كان بإمكانهم العودة يوما ما لإعادة إحياء فن الطهو الحلبي.

تعافٍ حذر

ورغم الدمار فإن هناك دلائل على عودة الحياة إلى طبيعتها، ففي الطريق بين دمشق وحلب لا تزال بعض الاستراحات التي تقدم حلاوة الهريسة التقليدية في مدينة النبك تعمل بعد أن دُمرت معظم محلاتها خلال الحرب.

ويقول أحد الباعة "عانينا كثيرا، لكن الناس عادوا لشراء الهريسة، وهذا يمنحنا الأمل".

المطبخ السوري هو القاسم المشترك الذي يفتخر به جميع السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم (رويترز)

وفي حلب القديمة عاد بعض تجار التوابل لبيع منتجاتهم المحلية رغم صعوبة الاستيراد والتصدير، ويؤكد أحدهم أن الأسواق بدأت تشهد طلبا متزايدا على الفلفل الحلبي محليا ودوليا، مما قد يساعد في دعم إعادة زراعته واستعادة مكانته عالميا.

إعلان تراث الطهي كعنصر توحيدي لسوريا

وبحسب تشارلز بيري الباحث في تاريخ الطهي العربي، فإن "المطبخ السوري هو القاسم المشترك الذي يفتخر به جميع السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو المناطقية، ويمكن أن يكون عنصرا موحدا للبلاد في المرحلة المقبلة".

ويضيف تقرير بلومبيرغ أن التعافي الحقيقي لا يقتصر فقط على إعادة الإعمار السياسي والاقتصادي، بل يشمل أيضا استعادة الثقافة السورية، والتي يعد الطعام أحد أهم عناصرها.

ويؤكد أن عودة بعض المطاعم والأسواق إلى العمل تشير إلى أن السوريين يسعون إلى إعادة بناء هويتهم بعد سنوات من التهجير والتدمير.

وفي ظل هذه التحولات تبقى هناك تحديات كبيرة، أبرزها إعادة بناء البنية التحتية، وتوفير المواد الغذائية، واستعادة الطهاة المهرة الذين هاجروا خلال الحرب.

لكن مع ظهور علامات على انتعاش الأسواق والمطاعم يمكن القول إن سوريا رغم كل شيء تحاول استعادة نكهتها المفقودة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

تقرير مؤشر الإرهاب في المنطقة العربية 2024.. سوريا والصومال في الصدارة

كتب- محمد نصار:

أصدرت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، تقريرها السنوي حول مؤشر الإرهاب في المنطقة العربية لعام 2024، والذي يرصد ويحلل الأنماط المتغيرة للعمليات الإرهابية وتأثيرها على الأمن الإقليمي.

وكشف التقرير، استمرار تصاعد النشاط الإرهابي في الدول التي تعاني من نزاعات مسلحة، حيث سجلت المنطقة 426 عملية إرهابية خلال العام، أفضت إلى مقتل 1443 شخصًا بين مدنيين وعسكريين، وإصابة 1130 آخرين.

وبحسب التقرير، احتلت سوريا المرتبة الأولى من حيث عدد العمليات الإرهابية، حيث شهدت 222 عملية إرهابية، نفذ تنظيم داعش الغالبية العظمى منها في البادية السورية، مستهدفًا البنية التحتية والقوات العسكرية. وجاءت الصومال في المرتبة الثانية بـ 54 عملية، حيث استمرت حركة الشباب المجاهدين في شن هجماتها، بينما ظهر فرع تنظيم داعش في الصومال كتهديد جديد.

كما سجلت اليمن والعراق والسودان مستويات مرتفعة من العمليات الإرهابية.

وعلى الرغم من ذلك، شهد التقرير انخفاضًا ملحوظًا في النشاط الإرهابي داخل بعض الدول العربية، مثل العراق والمغرب وتونس والجزائر، نتيجة الضربات الاستباقية والتعاون الاستخباراتي، فيما بقيت 10 دول عربية خالية تمامًا من العمليات الإرهابية خلال العام.

وفي تعليق على نتائج التقرير، قال أيمن عقيل، رئيس مؤسسة ماعت والخبير الحقوقي؛ إن "التقرير يعكس واقعًا مقلقًا، حيث لا تزال التنظيمات الإرهابية قادرة على التكيف مع الظروف السياسية والأمنية في المنطقة، حيث تلاحظ أن الإرهاب لم يعد يعتمد فقط على التفجيرات والهجمات المسلحة، بل أصبح أكثر تعقيدًا، حيث توسع في استخدام التقنيات الحديثة والطائرات المسيّرة، واعتمد على المسلحين الأجانب، كما استغل المنصات الرقمية لنشر الدعاية والتجنيد وجمع التمويل.

وأضاف "عقيل"، أن استمرار الأوضاع السياسية المضطربة في بعض الدول، إلى جانب غياب استراتيجية عربية موحدة لمكافحة الإرهاب، أدى إلى خلق بيئة خصبة لازدهار الجماعات الإرهابية. نحن بحاجة إلى نهج جديد يتجاوز الحلول الأمنية التقليدية، ويشمل تعزيز الاستقرار السياسي، وتجفيف منابع التمويل، ومعالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تستغلها الجماعات الإرهابية لتجنيد الشباب.

وحذر أيمن عقيل، من أن عام 2025 قد يشهد تحولات خطيرة في خريطة الإرهاب، لا سيما مع استغلال بعض الجماعات الإرهابية للأحداث الإقليمية مثل الحرب في غزة لإثارة مزيد من التوترات، ومحاولة التمدد في مناطق جديدة، كما حدث في سلطنة عُمان، التي شهدت أول هجوم إرهابي لها منذ سنوات.

وأوصى التقرير بضرورة دعم الضحايا، وتعزيز التشريعات الخاصة بمكافحة تمويل الإرهاب، وزيادة التعاون مع الهيئات الدولية مثل مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، كما دعا إلى إعداد دراسة عربية شاملة لمعالجة جذور الإرهاب، والتصدي لتنامي الاعتماد على المسلحين الأجانب والتقنيات الرقمية في تنفيذ العمليات الإرهابية.

اقرأ أيضًا:

طقس الأسبوع الأخير من رمضان.. ارتفاع تدريجي في الحرارة ونشاط للرياح

حسام موافي: الهاتف المحمول سلاح فتاك يهدد كيان الأسرة والمجتمع

بعد القانون الجديد.. كيف تقدم شكوى بشأن خطأ طبي؟

ضوابط تقديم طلبات مد الخدمة للمعلمين.. تعرف على المستندات المطلوبة

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

مؤسسة ماعت للسلام سوريا الصومال مؤشر الإرهاب

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة ماعت: تقاعس المجتمع الدولي يشجع الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب مزيد من أخبار خبير سياسي: أوروبا تختبر السلطة السورية الجديدة بقمة المانحين أخبار حدث في 8ساعات| رسالة من السيسي.. وتطورات الأوضاع في سوريا.. وتفاصيل فيروس أخبار "عربية النواب" تطالب بحل سلمي شامل يحفظ وحدة سوريا أخبار

إعلان

هَلَّ هِلاَلُهُ

المزيد دراما و تليفزيون اختَر الأفضل في دراما رمضان 2025.. شارك في استفتاء "مصراوي" الآن جنة الصائم ظاهرة جوية وبيان الطقس.. هل يشير إلى تحقق علامات ليلة القدر 25 رمضان؟ دراما و تليفزيون "فركش".. 25 صورة من لـ احتفال أبطال "العتاولة 2" بانتهاء التصوير دراما و تليفزيون بعد الموقف المحرج.. هل يتابع محمد رمضان وياسمين صبري بعضهما على "انستجرام"؟ سفرة رمضان سبب أساسي في تدمير الدماغ وتلف خلايا المخ.. 10 أطعمة ومشروبات ابتعد عنها

إعلان

أخبار

تقرير "مؤشر الإرهاب في المنطقة العربية 2024".. سوريا والصومال في الصدارة

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك موعد صلاة عيد الفطر 2025 في جميع المحافظات الموعد والقناة الناقلة لمباراة مصر وسيراليون في تصفيات كأس العالم تشغيل قطارات عيد الفطر الإضافية على بعض الخطوط 3 أيام حارة قبل العيد.. الأرصاد تعلن ارتفاعًا جديدًا في الحرارة والذروة تبدأ الأربعاء اختَر الأفضل في دراما رمضان 2025.. شارك في استفتاء "مصراوي" الآن "سلّي صيامك واربح".. فرصتك الأخيرة للفوز بشاشة 55 بوصة في مسابقة مصراوي الرمضانية مجدي الجلاد يكتب: فتنة الدراما.. بين سامح حسين والمؤامرة السعودية..! 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • قوات الأمن السورية تدخل إلى مدينة جنوب دمشق لفض نزاع
  • خلال سنتين من الحرب، الميليشيا فقدت مئات الآلاف من المشاة، لدرجة بقت تلقّط في المرتزقة بالبلاد
  • مؤشر الإرهاب العالمي.. سوريا في المركز الثالث ومخاوف من عودة داعش
  • ارتفاع بورصة موسكو مع ترقب الأسواق لنتائج المشاورات الروسية الأمريكية
  • تقرير مؤشر الإرهاب في المنطقة العربية 2024.. سوريا والصومال في الصدارة
  • ما أسباب الغموض الأميركي تجاه الإدارة السورية الجديدة؟
  • وزارة الداخلية: مديرية أمن ريف دمشق تلقي القبض على المجرم شادي عادل محفوظ الذي عمل لدى شعبة المخابرات العسكرية فرع 277 زمن النظام البائد
  • رمضان والمطاعم.. حياة الليل تزدهر بالعراق بين رفاهية الترف وتنافس الأسواق
  • رمضان والمطاعم.. حياة الليل تزدهر بالعراق بين رفاهية الترف وتنافس الأسواق- عاجل
  • السورية للبريد… تواصل تقديم خدماتها في كل الفروع والمكاتب ‏