مايكروسوفت تكشف عن شريحة ستمثل ثورة بصناعة الكمبيوترات فائقة القدرات
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
كشفت شركة مايكروسوف، عن اختراق قد يمهد الطريق، للحصول على أجهزة كمبيوتر فائقة القدرات عبر تطوير شريحة جديدة لزيادة قوة المعالجة.
طورت شركة التكنولوجيا شريحة تقول إنها تردد صدى اختراع أشباه الموصلات التي جعلت الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والإلكترونيات اليوم ممكنة من خلال التصغير وزيادة قوة المعالجة بحسب صحيفة الغارديان.
وتعمل الشريحة بأول موصل فائق طوبولوجي في العالم، والذي يمكنه إنشاء حالة جديدة من المادة ليست صلبة أو سائلة أو غازية - مما يجعل من الممكن تصميم أنظمة كمومية تناسب شريحة واحدة أصغر من راحة اليد، وإنشاء أجهزة أكثر موثوقية، وفقا لتقرير بحثي تمت مراجعته من قبل الأقران نشر في مجلة "نيتشر".
وقال بول ستيفنسون، أستاذ الفيزياء في جامعة صَري، إن مايكروسوفت قد تكون "منافسا جادا للغاية" في السباق لبناء أول أجهزة كمبيوتر كمومية موثوقة إذا نجحت الشركة في البناء على هذا البحث.
وأوضح: "الأبحاث الجديدة هي خطوة مهمة، ولكن كما هو الحال مع الكثير من الأعمال الواعدة في الحوسبة الكمومية، فإن الخطوات التالية صعبة وحتى يتم تحقيق الخطوات التالية، فمن السابق لأوانه أن نكون أكثر من متفائلين بحذر".
وقال جورج بوث، أستاذ الفيزياء النظرية في جامعة كينغز كوليدج لندن، إن البحث يمثل "إنجازا تقنيا مثيرا للإعجاب"، وإن كان من المحتمل أن تتضح قيمته فقط بعد فوات الأوان. وقال: "سوف يظل من غير الواضح ما إذا كان ادعاء سنوات بدلا من عقود قبل التطوير الهادف دقيقا".
وتزعم مايكروسوفت أن الموصلات الفائقة الطوبولوجية تقدم مسارا لتطوير أنظمة كمومية يمكنها التوسع إلى مليون كيوبت - اللبنات الأساسية الدقيقة لأجهزة الكمبيوتر الكمومية التي تشبه أجهزة الكمبيوتر التي تستخدم نظام العد الثنائي حاليا.
وقد ينتج عن هذا في النهاية أقوى أجهزة الكمبيوتر على الإطلاق، استنادا إلى ميكانيكا الكم بدلا من الفيزياء الكلاسيكية، والتي ستكون قادرة على حل المشكلات الصناعية والمجتمعية المعقدة للغاية.
ويمكن أن يشمل ذلك تفكيك البلاستيك الدقيق إلى منتجات ثانوية غير ضارة؛ اختراع مواد ذاتية الشفاء للبناء أو التصنيع أو الرعاية الصحية؛ حل مشاكل سلسلة التوريد اللوجستية المعقدة؛ أو كسر أكواد التشفير.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، اختارت وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة الأمريكية (داربا) موصلات مايكروسوفت كواحد من مسارين للحوسبة الكمومية التي تستكشفها كجزء من برنامج يهدف إلى تحديد ما إذا كان من الممكن بناء كمبيوتر كمومي مفيد صناعيا بحلول عام 2033، أسرع بكثير من معظم التوقعات.
والنهج الآخر تم إنشاؤه بواسطة PsiQuantum، التي تستخدم الفوتونيات القائمة على السيليكون، أي تقنية تعتمد على الموجات الضوئية، لإنشاء كمبيوتر كمومي يعتمد على نسيج يشبه الشبكة من الخانات الثنائية الكمومية الفوتونية.
وكانت شركة مايكروسوفت قد زعمت في السابق أنها طورت كيوبتات طوبولوجية في ورقة بحثية كان لابد من سحبها بعد الإشارة إلى العيوب العلمية.
وقال بوث إنه على الرغم من أن تقدم مايكروسوفت كان بطيئا نسبيا مقارنة ببعض الشركات الأخرى، إلا أنها بدلا من ذلك "ركزت على اللعبة الطويلة من خلال العمل على نظام أكثر مرونة بطبيعته للضوضاء والتداخل" من أجهزة الكمبيوتر الكمومية الأساسية الهشة التي كان المنافسون يبنونها لبضع سنوات.
وقال: "تحمي كيوبتات الطوبولوجيا هذه المعلومات التي تحملها باستخدام خصائص نوع جديد من الجسيمات الناشئة، وهو فيرميون ماجورانا، مما يعني أنه من الصعب فقدان هذه المعلومات أثناء معالجتها. ومع ذلك، هناك طبقة إضافية من التعقيد عند بناء كيوبتات الطوبولوجيا هذه عند مقارنتها بالهندسة المنافسة".
ولم يتم رؤية أو صنع جزيئات ماجورانا هذه من قبل. وقالت مايكروسوفت إنه كان لابد من "إقناعها بالوجود باستخدام المجالات المغناطيسية والموصلات الفائقة"، وهذا هو السبب في أن معظم أبحاث الحوسبة الكمومية ركزت على مناهج أخرى.
وقال بوث إن البحث يمثل خطوة في اتجاه منصة مختلفة تماما يمكنها "التنافس مع التقنيات الأكثر نضجا التي ابتكرتها شركات مثل غوغل"، على الرغم من أنه أضاف أنه لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه لإثبات إمكانية توسيع نطاق التكنولوجيا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا شريحة مايكروسوفت مايكروسوفت شريحة المزيد في تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا سياسة سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أجهزة الکمبیوتر
إقرأ أيضاً:
أين حراك الجامعات العربية؟
ظلت الجامعات لوقت طويل تمثّل صمّام الأمان للمجتمعات التي شهدت تقلّبات فكرية وسياسية، إذ جعل الشباب المتطلع نحو المجد، الجامح نحو الحرية، الباحث عن مستقبل أفضل، من تلك المؤسسات التعليمية رافداً نحو الحرية وصناعة التغيير؛ فدور تلك المؤسسات لم يكن يقتصر على التعليم فقط، بل ينحو في اتجاه صناعة الوعي لكل أفراد المجتمع وتعزيز الانتماء إلى القضايا المحلية والقومية وربما العالمية، فالجامعات تشكّل الحاضنة الفكرية والثقافية التي تصقل مهارات الشبان اليافعين وقدراتهم، وتؤسس لوجودهم في المشهد السياسي.
ولعلّ الشواهد كثيرة مما يمكن الإشارة إليه، ففي فرنسا كان حراك جامعة السوربون عام 1968 أحد أهم الحراكات في أوروبا احتجاجاً على القيود الأكاديمية والممارسات السلطوية في التعليم، سرعان ما توسع ليشمل احتجاجات عالمية أدت إلى تغيير كبير في السياسات الداخلية وهيكلة النظام الفرنسي، وكذلك حراك الطلبة في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي ضد حرب فيتنام، وكيف أُجبرت الحكومة على إعادة النظر في سياستها العسكرية تجاه فيتنام، فانسحب الجيش الأمريكي من هناك عام 1975.
والشواهد كثيرة كربيع براغ عام 1968 في تشيكوسلوفاكيا وانتفاضة سويتو في جنوب أفريقيا ضد نظام الفصل العنصري الأبرتايد، وحراك ميدان تيانانمن في الصين عام 1989 الذي قاده طلبة الجامعات مطالبين بالحرية وبعض الإصلاحات الاقتصادية والسياسية، وقد انتهى ذلك الحراك بقمع عسكري دموي، لكنه ترك أثراً كبيراً على السياسة الصينية والعلاقات الدولية، امتداداً نحو الثورة الطلابية في تشيلي عام 2013 وصولاً إلى احتجاجات هونغ كونغ وغيرها من الحراكات المتواصلة التي غيّرت المعادلات الدولية.
وأمام هذا كله، يتبادر إلى ذهن المواطن الفلسطيني، الذي يتعرض للإبادة كل لحظة، في بث مباشر أمام وسائل الإعلام الجديد والتقليدي: أين دور الجامعات العربية تجاه ما يجري؟ أين طلبة مصر والأردن وسوريا وتونس والجزائر؟ أين مجالس الطلبة؟ في الوقت الذي خرجت فيه الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي من دون توقف، بل وخرج الطلبة ليتظاهروا في الميادين العامة وأمام محطات الباصات والقطارات وغيرها، رغم تعرض كثير منهم للمضايقات وربما الاعتقال أو الطرد من تلك البلدان، أين الشباب الذين يمكن لهم أن يقودوا الأمة نحو التطور وصناعة التغيير؟ ألهذه الدرجة تمّ كيّ الوعي أو تدجينه بما تريده السلطات الشمولية الحاكمة؟ ألا يوجد من يهبّ ليشعل الفتيل الذي سيغيّر معادلة المنطقة برمّتها؟
لقد كانت الجامعات العربية سابقاً أدوات تغيير حقيقي، يحسب لها الجميع ألف حساب، فقد كان الطلبة دوماً في الطليعة لمجابهة الاستعمار أو الاحتلال، فقد شاركوا في ثورة عام 1919 لرفض الوصايا البريطانية بقيادة سعد زغلول، وما زالت الدراما والسينما المصرية تسلطان الضوء على تلك المظاهرات التي تحمل الشعارات وتهتف ضد الاستعمار، ثم إن تلك الثورات لم تتوقف، فهي التي خرجت لتحارب في فلسطين، ثم حملت السلاح إبان العدوان الثلاثي عام 1956، وهي التي خرجت من جامعات طهران إبان ثورة الإمام الخميني ضد الشاه وقطيع المتحالفين مع أمريكا، وما زالت مستعدة أن تحمل السلاح اليوم لتحارب الاحتلال الإسرائيلي الذي يتمدد يميناً ويساراً تحت عين الأنظمة الحاكمة، لكن الشرارة ما زالت منطفئة.
إن واقع المنطقة يدعو إلى الرثاء، لأن الكيانات الصغيرة باتت المتحكم الأول بالدول العميقة، نظراً لما تملكه من المال والنفط، إذ بدأت تلك الكيانات بتعزيز نفوذها من خلال استقطاب المبدعين والفنانين ثم رصد الجوائز وإصدار المجلات والجرائد التي تدفع بسخاء للنخب ثم مطالبتهم بالعمل والكتابة وفق سياسة الرتابة والالتزام بعدم الخوض في القضايا السياسية كي لا يقدح بالاستعمار الرأسمالي أو الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة حثيثة لكيّ الوعيّ العربي المنشغل بتفاصيل الحياة اليومية واللهو بقضايا عادية جداً، تأخذ حيّزاً كبيراً من وقته وتفكيره، كي لا يلتفت إلى عمق كل المشكلات العربية وأساسها، المتمثلة بـ”إسرائيل”.
وأمام مشهد الدم النازف في قطاع غزة، وأمام محاولات التهجير المستمرة، ما تزال النخب نائمة والجامعات تفكر بعقلية الطالب العادي، الباحث عن التخرج ثم الحصول على وظيفة أو زواج أو سفر، ما تزال الأحلام بسيطة تنمّ عن ضيق أفق جاء كنتيجة طبيعية لقمع غير مسبوق في وعي الشباب، فأين ثورة الشباب؟ أين الحماس والقوة التي يجب أن تحسب لها الأنظمة ألف حساب؟ أين الخروج من قاعات الدراسة والهتاف بصوت واحد ضد أمريكا و”إسرائيل”، مع الأسف، يبدو أن النظم الحاكمة قد نجحت في توظيف طواقم أكاديمية تنتمي إلى سلطة القمع، ووضعت مناهج دراسية خارج إطار التاريخ العربي وقدرته على الانتصار لدم الأخ والقبيلة.
لذلك، فإن الأمة بحاجة إلى ثورة جديدة، ثورة يقودها الطلاب على المناهج الدراسية، وعلى الطواقم الأكاديمية، ثورة على الأنظمة المتخاذلة، وعلى العالم الذي يبرر الإبادة بحق شعب فلسطين، وحتى ذلك الحين، سيظل العربي مجرد أداة ضعيفة لا يحسب لها العالم أي حساب.
كاتب فلسطيني .