باحثة بريطانية: ابن سلمان قد يقترح صفقة تهمش الفلسطينيين بدلا عن خطة ترامب
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
شددت الباحث البريطانية مضاوي الرشيد على وجود أمل لدى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإيجاد بديل لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهجير الفلسطينيين من غزة، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الأول قد يقترح صفقة تخاطر بتهميش الفلسطينيين.
وقالت الرشيد وهي زميلة في الأكاديمية البريطانية والأستاذة الزائرة في مركز الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد، إن ولي العهد السعودي يرى حماس تهديدا إقليميا، وقد يقترح صفقة تخاطر بتهميش الفلسطينيين.
وأضافت في مقال نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن السعودية شهدت فجأة صحوة دبلوماسية بعد مشاركة فاترة في الصراع في غزة، مشيرة إلى أن زعماء مصر والأردن وقطر والإمارات سيجتمعون في الرياض لمناقشة اقتراح دونالد ترامب للاستيلاء الأمريكي على غزة. (حرصا على أن ينظر إليه على أنه صانع صفقات عالمي، ستستضيف السعودية أيضا مفاوضات بشأن أوكرانيا هذا الأسبوع).
ولفتت إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان شعر بالفزع إزاء "خطة ريفييرا" الفاحشة التي طرحها ترامب لإعادة بناء غزة بعد إخلاء سكانها إلى الدول المجاورة. إلى جانب القادة العرب، يأمل في اقتراح خطة بديلة مع إنشاء دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية في قلبها. أصر ولي العهد على أنه لن يكون هناك تطبيع مع إسرائيل بدون دولة فلسطينية.
في الأمد القريب، بحسب المقال، قد ينجح ابن سلمان في منع إخلاء الفلسطينيين من غزة وإعادة توطينهم المقترح في مصر والأردن وحتى السعودية. ووعدت القمة بجمع أموال كافية لإعادة الإعمار مع ترك الفلسطينيين في ملاجئ مؤقتة على أرضهم.
وشددت الباحثة على أن البند الأكثر إلحاحا وتحديا في جدول أعمال القمة سيكون إيجاد قوة بديلة لتحل محل حماس كحكومة في غزة. الأمير محمد عدو لدود للعديد من الحركات الإسلامية، لكن ازدرائه لحماس أعمق. فهو يعتبرها مسؤولة عن إحباط خطته لاستكمال التطبيع مع إسرائيل بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت أن تصميم ولي العهد على تطبيع العلاقات مع إسرائيل ينبع من مصلحة محلية، موضحة أن السعودية ترغب في رؤية نقل التكنولوجيا الإسرائيلية والمعدات العسكرية والاستخبارات وتطوير علاقات تجارية أوثق. والأهم من ذلك، يأمل أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى علاقات أمنية أوثق مع الولايات المتحدة.
في الأمد البعيد، وفقا للباحثة، فإنه من غير المرجح أن ينجح محمد بن سلمان لسببين: أولا، ستثبت إسرائيل أنها عقبة رئيسية، نظرا لأن بنيامين نتنياهو يرفض بشكل لا لبس فيه قبول الدولة والسيادة الفلسطينية.
وثانيا، أشارت الكاتبة إلى أن أي خطة بديلة تستبعد حماس تماما من المشهد السياسي لن تنجح إلا قليلا. فقد تتخلى المنظمة السياسية عن حكم غزة في مقابل إعادة الإعمار، ولكنها لن تختفي ببساطة. فخلافا لما حدث في عام 1982، عندما طُردت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات من لبنان إلى تونس بعد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب البلاد، تقاتل حماس على أرضها.
ولا تزال المذبحة التي ارتكبها المسيحيون اللبنانيون ضد اللاجئين الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا بعد رحيل منظمة التحرير الفلسطينية حية في الذاكرة الفلسطينية. ولن تقبل حماس أي خطة من شأنها أن تؤدي إلى نهاية فلسطين كما يتخيلها أجيال عديدة من المنفيين الفلسطينيين في مختلف أنحاء العالم وأهل غزة الذين تحملوا أكثر من خمسة عشر شهرا من المذابح.
وقالت الكاتبة الخطة السعودية البديلة مدفوعة بمصالح ذاتية بحتة، أي التخفيف من حدة زعزعة استقرار العديد من الأنظمة العربية، بما في ذلك النظام نفسه.
وأضافت أن الإخلاء القسري للفلسطينيين من شأنه أن يؤدي حتما إلى انتشار حماس ومقاتليها والإسلام السياسي ــ وخاصة جماعة الإخوان المسلمين ــ في البلدان التي كانت تعمل عمدا وبنجاح على قمع مثل هذه الأيديولوجية. ولا يريد أي من الأنظمة العربية أن يرى مقاتلي حماس ومجتمعاتهم الممتدة يعيشون في بلدانهم.
ولفتت إلى أن أيديولوجية الإخوان المسلمين تستحضر الحكم وفقا للإسلام، ولكنها في الوقت نفسه تتحدث عن الديمقراطية. إنها حركة عالمية تروق للعديد من الشباب المسلمين، بما في ذلك السعوديين، الذين يطمحون إلى نوع من الحكم الديمقراطي الإسلامي، وفقا لتفسيرهم الخاص للإسلام والديمقراطية. وعلى هذا النحو فإنها تهدد الحكم الملكي بشكل مباشر.
وبحسب المقال، فقد ركز الأمير محمد بن سلمان على التحرير الاقتصادي والاجتماعي، وكلاهما يتضمن قمع نسخة الإخوان المسلمين من الإسلاموية. ومن المؤكد أن أي محاولة لإخلاء حماس الفلسطينية من شأنها أن تعيد إحياء الإسلام السياسي.
وعلاوة على ذلك، إذا أُجبر الفلسطينيون على مغادرة أراضيهم بشكل جماعي، يخشى الأمير محمد رد فعل الجمهور السعودي وتصويره على أنه الملك العربي الذي "باع فلسطين".
وقالت الباحثة إن المواطنين السعوديين لديهم تضامن أكبر مع الفلسطينيين من نظامهم حيث كان الأخير يغرس فيهم أن يكونوا قادة بين العرب والمسلمين عندما يناسب ذلك مصلحة النظام الملكي. ومنذ ذلك الحين، تحول الأمير محمد إلى تبني شعارات مثل "السعودية للسعوديين" و"جعل السعودية عظيمة"، وهو ما يردد صدى ترامب ويأمل في فصل السعوديين عن القضايا الإسلامية الإقليمية والعالمية.
ومع ذلك، فقد استوعب السعوديون بالفعل واجبهم الديني في الوقوف إلى جانب العرب والمسلمين. حتى الآن، دفع الأمير محمد إلى قمع التضامن من خلال سجن أولئك الذين يدعمون أو يدعون علنا إلى المظاهرات تأييدا للفلسطينيين، وفقا للمقال.
واختتمت الباحثة مقالها بالقول إنه لا يزال من غير الواضح كيف ستبدو إدارة غزة. وعلى الرغم من الدمار، لا يستطيع الأمير محمد ولا الدول العربية الأخرى أن تقرر مصير غزة بنجاح دون التعامل مع الفلسطينيين أنفسهم. وفي حين وقعت العديد من الدول العربية بالفعل اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، إلا أن أيا منها لم يجلب السلام. في الواقع، حدث العكس، لسبب بسيط. لقد تم تهميش الفلسطينيين أنفسهم.
وأضافت أنه لن يتحقق السلام الدائم إلا إذا تم التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين يضمن قيام الدولة الفلسطينية وسيادتها. ولن تفلح "الصحوة السعودية" في تهيئة الظروف الملائمة لتحقيق هذا السلام إذا لم تجلس كل الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حماس، على طاولة المفاوضات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الفلسطينيين غزة حماس السعودية ابن سلمان فلسطين حماس السعودية غزة ابن سلمان صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محمد بن سلمان الأمیر محمد مع إسرائیل ولی العهد إلى أن على أن
إقرأ أيضاً:
هدنة مرتقبة في غزة مع تصاعد المساعي الدولية لإنهاء القتال
◄ وفد من "حماس" يصل القاهرة لمناقشة مقترحات الوسطاء
◄ "حماس": نتعامل بإيجابية مع أي مقترحات تضمن وقفا دائما للحرب
◄ تفاؤل أمريكي بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار
◄ ويتكوف يعِد عائلات الأسرى الإسرائيليين بـ"صفقة جادة خلال أيام"
◄ أحرونوت: الاتفاق المرتقب جزء من صفقة شاملة تشمل نهاية الحرب
◄ محللون: جولة المفاوضات الحالية ربما تكون أقرب لقبول المقترح المصري
الرؤية- غرفة الأخبار
عاد التفاؤل الحذر مجددا إلى مسار المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وذلك بعد أن انقلبت إسرائيل على اتفاق يناير الماضي، واستأنفت عدوانها الغاشم على قطاع غزة.
وتشير التحركات الدبلوماسية وتصريحات المسؤولين إلى أنَّ المقترح المصري الأخير الذي تم طرحه، يتم البناء عليه في ظل مرونة من حركة المقاومة الإسلامية حماس أبدتها للوسطاء في القاهرة والدوحة، وأيضًا تفاؤل أمريكي بقرب التوصل إلى صفقة.
وتتمسك فصائل المقاومة الفلسطينية بأن يقود أي اتفاق إلى وقف كامل للحرب لاحقًا، وذلك في الوقت الذي يوسّع فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية بقطاع غزة، واستهداف مزيد من المربعات السكنية والمستشفيات والمقرات الحكومية.
والسبت، توجه وفد من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" برئاسة خليل، إلى القاهرة للاجتماع مع الوسطاء من قطر ومصر للتوصّل إلى اتفاق ووقف العدوان الإسرائيلي.
وقالت الحركة في بيان لها: "نتعامل بإيجابية مع أي مقترحات تضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار وانسحاباً كاملاً للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، كما نتعامل بإيجابية مع أي مقترحات تضمن التوصّل إلى صفقة تبادل جادة".
ويرى محللون أن هذه الجولة من المفاوضات ربما تكون الأقرب لقبول مقترح مصري يعيد التهدئة مجددا لفترة زمنية مرة أخرى، لافتين إلى أن التفاؤل الأميركي وعدم الممانعة الإسرائيلية يشي بقرب الاتفاق حول هدنة جديدة قبل وصول ترامب للمنطقة الشهر المقبل.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشار إلى "تقدم يتحقق فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في غزة"، وهو ما اعتبره محللون أول تفاؤل أميركي يطرح علناً منذ انقلاب إسرائيل على هدنة وقف إطلاق النار في 18 مارس الماضي.
وسبق تفاؤل ترامب إبلاغ مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عائلات الأسرى الإسرائيليين بأن "صفقة جادة على الطاولة وأنها مسألة أيام قليلة حتى يتم عقدها"، وفق ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الخميس، لافتة إلى أن الاتفاق المرتقب جزء من صفقة شاملة تشمل نهاية للحرب.
وأفادت "تايمز أوف إسرائيل"، السبت، بأن إسرائيل ستقدم عرضاً مخففاً لصفقة الأسرى بينما يتوجه وفد من حماس إلى القاهرة"، ونقلت عن مسؤولين قوله إن "إسرائيل خفضت بشكل طفيف عدد الأسرى الأحياء الذين كانت تطالب بالإفراج عنهم والذين كان عددهم 11 حياً ولكنها تريد إطلاق سراحهم بشكل أسرع؛ ووافقت على الانسحاب من المناطق التي تم الاستيلاء عليها أخيراً، وإجراء محادثات حول وقف دائم لإطلاق النار".
ووفق المصدر الإسرائيلي ذاته، فإنه قد "بدأت مصر في الأيام الأخيرة بالدفع بمقترح جديد يقضي بالإفراج عن 8 أسرى أحياء سعياً منها للتقريب بين الطرفين، ووافق نتنياهو على تخفيف مقترحه السابق بعد اجتماع مع ترامب بالبيت الأبيض"، لافتاً إلى أن "يوم الخميس، قدمت إسرائيل للوسطاء المصريين ردها على اقتراح القاهرة الأخير ويتضمن الإفراج عن الأسرى الأحياء خلال الأسبوعين الأولين من وقف إطلاق النار الذي يستمر 45 يوماً، رافضة بذلك مطالب حماس السابقة بأن يتم الإفراج عن الأسرى الأحياء بشكل دوري خلال مدة الهدنة".
وأفادت القناة الإخبارية الـ13 الإسرائيلية، بأنه "تتبلور بين الولايات المتحدة ومصر مقترحات جدّية تقترب مما يمكن لإسرائيل أن توافق عليه سواء من حيث عدد الأسرى الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم، أو من حيث عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم في المقابل والحديث يدور عن إطلاق سراح أكثر من أسرى أحياء".