لاحت بشائر رمضان.. خطيب المسجد النبوي: تاج الشهور ومعين الطاعات فاغتنموه
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
قال الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي ، إنه قد لاحت بشائر رمضان، واقترب فجره، وتاقت القلوب لنوره، هو تاج الشهور، ومعين الطاعات، نزل القرآن في رحابه، وعزّ الإسلام في ظلاله، وتناثرت الفضائل في سمائه.
تاج الشهوروأوضح “ الثبيتي” خلال خطبة الجمعة الرابعة من شعبان اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، أنه ميدان سباق لمن عرف قدره، ومنبع إشراق لمن أدرك سره، وموسم عِتق لمن أخلص أمره، وروضة إيمان لمن طابت سريرته واستنار فكره، مستشهدًا بقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه).
وأضاف أن هذا رمضان خيراته تتدفق، وأجوره تتزاحم وتتلاحق، موصيًا المسلمين بالاستعداد له استعدادًا يليق بمقامه، وسلوكًا يرتقي لنعمه وإجلاله، فرمضان أيامه معدودة، وساعاته محدودة، يمر سريعًا كنسيم عابر، لا يمكث طويلًا.
وأشار إلى أن الاستعداد لرمضان يكون بتهيئة النفس، ونقاء القلب، وإنعاش الروح، من خلال تخفيف الشواغل، وتصفية الذهن، فراحة البال تجعل الذكر أحلى، والتسبيح أعمق، وتمنح الصائم لذة في التلاوة، وأنسًا في قيام الليل.
الاستعداد لرمضانوأفاد بأن تهيئة القلب تكون بتنقيته من الغل والحسد، وتصفيته من الضغينة والقطيعة وأمراض القلوب، فلا لذة للصيام والقلب منشغل بالكراهية، ولا نور للقيام والروح ممتلئة بالأحقاد.
ونصح المسلمين إلى تنظيم الأوقات في هذا الشهر الفضيل، فلا يضيع في اللهو، ولا ينشغل بسفاسف الأمور، وخير ما يستعد به العبد الدعاء الصادق من قلب مخبت خاشع، موصيًا المسلمين بتقوى الله عزوجل، لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
ولفت إلى أن رمضان شهر القرآن، ولتلاوته فيه لذة تنعش القلب بهجةً وحلاوة تفيض على الروح قربًا، ففي تلاوة القرآن يشرق الصدر نورًا، وبكلماته تهدأ النفس سرورًا، وبصوت تلاوته يرق القلب حبًا.
وأردف: فتشعر وكأن كل آية تلامس روحك من جديد، وكأن كل حرف ينبض بالحياة، منوهًا بأن رمضان مدرسة الإرادة وساحة التهذيب، يدرّب الصائم على ضبط شهواته، وكبح جماح هواه، وصون لسانه عما يخدش صيامه، فيتعلّم كيف يحكم زمام رغباته.
رمضان مدرسةوتابع: ويُلجم نزواته، ويغرس في قلبه بذور الصبر والثبات، وهذه الإرادة التي تربى عليها المسلم في رمضان تمتد لتشمل الحياة كلها، فمن ذاق لذة الانتصار على نفسه سما بإيمانه وشمخ بإسلامه فلم يعد يستسلم للهوى، ولا يرضى بالفتور عن الطاعة.
واستشهد بقولة تعالى (وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)، لافتًا إلى أن رمضان بشعائره ومشاعره محطة ارتقاء بالإنسان، ورُقِيّ بالحياة، فهو يبني الإنسان الذي هو محور صلاح الدنيا وعماد ازدهارها، ويهذب سلوكه، ويسمو بأهدافه.
وبين أن العبادة ليست طقوسًا جامدة، بل قوة حية تغذي الإنسان ليبني المجد على أسس راسخة من الدين والأخلاق والعلم، مستشهدًا بقوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ).
وأفاد بأن الله تعالى اختص المريض والمسافر برخصة، فجعل لهما فسحةً في القضاء بعد رمضان، مستشهدًا بقوله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)، مبينًا أن التشريع رحمة، وأن التيسير مقصد.
ونبه إلى أن الصيام لم يُفرض لإرهاق الأجساد، بل لتهذيب الأرواح، وترسيخ التقوى، فأوجه العطاء في رمضان عديدة، وذلك من خلال إنفاق المال، والابتسامة، وقضاء حوائج المحتاجين ومساعدتهم، والصدقة الجارية، وقد كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ أجود ما يكون في رمضان ، عطاؤه بلا حدود، وكرمه بلا انقطاع، يفيض بالجود كما يفيض السحاب بالمطر، لا يرد سائلًا، ولا يحجب فضلًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خطيب المسجد النبوي خطبة الجمعة من المسجد النبوي إمام وخطيب المسجد النبوي الثبيتي المزيد إلى أن
إقرأ أيضاً:
"معابر المشاة".. ممرات آمنة لتيسير وصول الزائرين إلى المسجد النبوي
شُيّدت البنية التحتية في المنطقة المركزية بالمدينة المنورة على أرقى مستويات ومعايير الجودة، ومشروعات تهدف لخدمة ملايين الزائرين الذين يفِدون إلى المسجد النبوي على مدار العام، ويشمل ذلك إنشاء وتطوير ممرات تحت الأرض خاصة بالمشاة، لحمايتهم أثناء تنقلهم عبر الطرق الرئيسية باتجاه المسجد النبوي.
وتعدّ معابر وأنفاق المشاة في المسجد النبوي ممرات مخصّصة لتسهيل حركة المصلين والزائرين لعبور الطرق الرئيسية في المنطقة المركزية للوصول خلال وقت وجيز إلى المسجد النبوي.
أخبار متعلقة ليس للموظف فقط.. أصحاب الأعمال الحرة يمكنهم استحقاق الدعم السكني بشروطالإفطار على شواطئ حقل.. تقليد رمضاني وسط طبيعة ساحرةوصمّمت بهدف تنظيم تنقلاتهم بين المناطق المحيطة بالمسجد النبوي، وتقليل الازدحام خلال أوقات الذروة لاسيما في مواسم العمرة والحج، وضمان سلامة العابرين، وتوفير ممرات آمنة للمشاة بعيدًا عن حركة المركبات، وتمثّل جزءًا من البنية التحتية التي تم تطويرها في المدينة المنورة؛ لربط المناطق المحيطة بالمسجد النبوي بالمنطقة المركزية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } "معابر المشاة".. ممرات آمنة لتيسير وصول الزائرين إلى المسجد النبوي تنقل سهلوتتوزع في أرجاء المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي، معابر للمشاة، تشمل: "معبر مشاة السلام" - جنوب غرب المسجد النبوي - حيث يعزّز انتقال القادمين من الفنادق والأحياء الواقعة غرب المدينة المنورة إلى المسجد النبوي عبر المنطقة المركزية، مرورًا بمعبر المشاة، إضافة إلى "معبر مشاة العوالي" - جنوب شرق المسجد النبوي - ويخدم المناطق الشرقية المجاورة للمنطقه المركزية.
وصُمّمت معابر المشاة لتحوي أعلى معايير وأنظمة الأمان والسلامة من خلال تزويدها بكاميرات مراقبة، وأنظمة لمكافحة الحرائق، كما دُعمت بأنظمة تكييف تعمل على مدار الساعة لخدمة العابرين، وإضاءة كامل الممرات، ودعمها بسلالم كهربائية للنزول والصعود في مداخل ومخارج المعبر لضمان تجربة مريحة للمستخدمين.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } "معابر المشاة".. ممرات آمنة لتيسير وصول الزائرين إلى المسجد النبوي
كما تحوي مجموعة من المحلات التجارية متعددة الأغراض، وزُيّنت مداخل ومخارج المعابر بهياكل معدنية، وألواح زجاجية، تجسّد جمالية الطراز المعماري وتناسقه مع الطابع العمراني الذي يميّز المنطقة المركزية بالمدينة المنورة.
وتشكّل "معابر المشاة" جانبًا من الجهود الشاملة التي هيأتها الحكومة الرشيدة؛ لتحسين تجربة الزائرين، وتيسير تنقلاتهم بين المواقع الرئيسية والمسجد النبوي، وتأتي ضمن مشروعات أخرى نفّذت لذات الغرض، مثل ممر المشاة الذي يربط منطقة ومسجد قباء بالمسجد النبوي، ويمتد لمسافة 3 كلم تقريبًا، ويوفّر مسارات خاصة للعربات المتحركة.
إضافة إلى جهود التطوير التي يشهدها طريق المشاة الرابط بين منطقة أحد التاريخية والمنطقة المركزية - شمال المسجد النبوي - لتقديم أرقى الخدمات للزوار، وتسهيل الوصول, وتنقلاتهم بواسطة المركبات والحافلات، وإتمام برامج الزيارة بيسر وأمان.