عثمان جلال: بين معركة صفين ومعركة الكرامة ذات النهايات
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
(١). يقول الفيلسوف هيغل (ان الشعب لا يمكن ان يموت ميتة عنيفة الا عندما يموت في ذاته ميتة طبيعية).
ان معركة صفين تمثل محطة الانكسار في منحنى الصعود الصاعق لحركة التاريخ السياسي الاسلامي ، لانها شكلت نقطة التحول في تاريخ العالم الاسلامي والحالة التي تم فيها وأد النموذج الديمقراطي الاسلامي من التخلق والتطور ذلك النموذج الذي بدأ في التخلق الدستوري عندما لم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم الخليفة من بعده ، ولم يحدد اجل الولاية الزمنية للخلافة ، ولا آليات اختيار الخليفة ، ثم بدأت الممارسة الديمقراطية في مؤتمر سقيفة بني ساعدة وتم اختيار ابوبكر الصديق والذي يتحدر من بني تيم بن مرة الحلقة الاضعف في قريش في مفارقة للأعراف السياسية المتوارثة في مكة منذ وفاة الاب المؤسس قصي ابن كلاب ، حيث دانت السيادة السياسية والروحية والعسكرية في بني عبد مناف ، وبني عبد الدار ، هذا الاختيار الذي ادهش ابن ابي قحافة والد ابوبكر وقال: وهل رضي بنو عبد مناف وبنو عبد الدار وبنو مخزوم؟ ما رفع من وضعوه وما وضع من رفعوه
(٢).
استمرت الممارسة التجديدية ايضا في اختيار عمر ابن الخطاب والذي يتحدر من بني عدي البطن القبلي الضعيف في قريش، ثم تتطور الممارسة الديمقراطية لتشمل مجتمع المدينة ومكة وقادة الاجناد والحجيج في اختيار الخليفة عثمان ابن عفان، وقبل النضج والاستواء للديمقراطية الاسلامية انهت معركة صفين حكم الخلافة الراشدة المؤسس على هوادي الشورى وجاءت بأول ملك في الاسلام هو معاوية ابن ابي سفيان ، فمعركة صفين كانت بداية الانحراف في الحضارة الاسلامية ، وان انسى لن انسى استدراك مالك بني نبي العميق ، فصفين عنده تمثل حالة التذبذب في الاختيار بين علي ومعاوية وبين الحكم الديمقراطي الخليفي والحكم الاسري، ولقد اختار المجتمع الاسلامي في هذه النقطة الفاصلة من تاريخه الطريق الذي قاده اخيرا الى القابلية للاستعمار والاستحمار والاستعباد وربقة الملك العضوض الذي يعسر التخلص منها ولا سيما عند استفحال الدولة بتعبير ابن خلدون.
(٣).
لقد كانت معركة صفين صفرية بالنسبة لتثبيت ملك معاوية لذلك نزع الى شراء الذمم حيث اقتطع الى عمرو ابن العاص كل مصر ، وحاول شراء ذمم كبار الصحابة امثال امثال ابوموسى الاشعري ، وعبد الله ابن عمر ولكنهما انحازا للاخلاق والقيم.
وهل كان بتهامة ملكا ؟تهكم في صيغة سؤال دفع به كبار قريش في الجاهلية لمنع تتويج عثمان ابن الحويرث ملكا على مكة وهذا سر اختيار الجزيرة العربية موئلا للنبوءة الخاتمة لتحررها من ميراث العبودية وترسخ قيم الحرية والعزة والطلاقة فيها وكان العرب يفتخرون بأنهم لقاح اي لا يدينون للملوك والسلاطين والامراء ولذلك سمي البيت الحرام بالبيت العتيق لانه لم يزل حرا لم يملكه احد. ثم جاء بعض الصحابة في صفين وحولوا الخلافة الراشدة الى هرقلية وكسروية ، والملك يورث في المجتمعات ثقافة الاستعباد وهكذا كان بنو اسرائيل لم يستجيبوا للنداء الرباني وحفز موسى لهم باقتحام الارض المقدسة وتأسيس دولة الحرية والسيادة والكرامة بعد ان كانوا عبيدا في مصر الفرعونية فاحسوا بالهوان والانكسار وضربت عليهم الذلة والتيه حتى برز جيل العزة والكرامة بعد سنين التيه بقيادة عزير واقتحم الارض المقدسة
(٤).
ان معركة الكرامة التي يقودها الجيش السوداني ومعه كل قطاعات المجتمع اشبه بالسياق التاريخي والنتائج التي ترتبت عليها معركة صفين والتاريخ ماكر ويضمر الشر لمن لا يتعظ منه بتعبير هيغل ، فانتصار الجيش والشعب في هذه المعركة المصيرية يعني استمرار التخلق الدستوري لقضايا البناء الوطني والديمقراطي ، وقوام ذلك المجتمع والاحزاب السياسية ، ويعني سيادة قيم الحرية والعدالة ، ويعني بقاء الجيش الوطني والقومي حاميا للحدود والهوية الوطنية والعقد الدستوري للامة ، والانتصار في هذه المعركة يعني بقاء دولة حرة وعزيزة اسمها السودان وتسع الجميع .
اما البديل في حالة تراخي المجتمع عن مناصرة الجيش فهو مملكة ال دقلو ونموذها والذي سيتم تعميمه في كل المدن والقرى والحواضر والبوادي السودانية من بيت الى بيت شاخص امام الشعب السوداني في الخرطوم ، والمتمثل في القتل والسلب والنهب واغتصاب الحرائر ، وهدم كل الميراث التاريخي والحضاري والثقافي للدولة السودانية.
انها معركة كل الشعب السوداني قبل الجيش وعلى الشعب الاختيار بين الحرية والكرامة واغلال العبودية في مملكة ال دقلو .
عثمان جلال
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير التسوية بين حزب الله وإسرائيل غامض
على صفيح ساخن، يجري الحديث عن "تقدم كبير" في المفاوضات بين حزب الله وإسرائيل، وتتضارب الأنباء حول نتائج التسوية التي يلعب فيها عاموس هوكستين دور الوسيط في مهمة "صعبة"، دفعته للتهديد بالانسحاب من منصبه إذا ما فشلت، وفقًا لما أوردته القناة 13 الإسرائيلية.
اعلانشهدت كل من بيروت وتل أبيب تصعيدًا غير مسبوق، حيث سجل حزب الله رقمًا قياسيًا جديدًا في عملياته، بلغت 51 عملية، وأطلق 350 صاروخًا استهدف فيها تل أبيب 17 مرة، مما دفع 4 ملايين إسرائيلي إلى الملاجئ، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي.
وقد فعّل الحزب عملية "بيروت يقابلها تل أبيب"، كما أعلن الإعلام الحربي الخاص به عبر قناته على تيليغرام، إلى جانب معارك ضارية تشهدها بلدة الخيام الحدودية والبياضة.
وفي المقابل، كثف الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته الجوية على ضاحية بيروت الجنوبية بشكل عنيف، مما أحدث أصداء واسعة سمعت حتى في المناطق الجبلية في لبنان.
وسط أجواء التصعيد، تتضارب الأنباء والتسريبات في الإعلام الأمريكي والإسرائيلي حول نجاح مساعي المفاوضات من عدمه. فقد نقلت القناة 14 الإسرائيلية عن مصدر وصفته بالرفيع قوله إن التسوية مع لبنان "تمّت"، وسيُعلن عن وقف إطلاق النار خلال أيام، فيما أشارت قناة "كان" إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يستعد لتقديم الاتفاق لسكان الشمال.
Relatedهوكستين من بيروت: وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في متناول اليدهوكستين في بيروت بشروط إسرائيلية لوقف الحرب.. نحن مع لبنان إذا ما قرر اتخاذ "قرارات شجاعة"هيئة دولية للإشراف على تطبيق القرار 1701.. ماذا نعرف عن مسودة التسوية الجديدة بين إسرائيل وحزب الله؟وفي سياق متصل، ذكرت القناة 12 العبرية أن وكيل وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط سيصل اليوم إلى إسرائيل لإنهاء تفاصيل التسوية مع لبنان. كما صرّح السفير الإسرائيلي لدى واشنطن بأنهم "قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق مع لبنان، وقد يحدث ذلك خلال أيام."
تقدُّم.. ولكنورغم كثرة التسريبات الإيجابية، نفت هيئة البث الإسرائيلية، عبر مصدر مطلع، ما تم تداوله عن إعطاء الضوء الأخضر للتوصل إلى تسوية، مشيرة إلى وجود قضايا عالقة. كما أفاد موقع "أكسيوس" الأمريكي بأن قرار المضي قدمًا في الاتفاق قد اتُّخذ، لكن العديد من القضايا لا تزال عالقة دون حل.
في المقابل، نعى نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني، إمكانية التوصل إلى تسوية، في تغريدة نشرها على منصة "إكس". وقال فيها إن استهداف إسرائيل لمركز الجيش اللبناني في الجنوب وسقوط قتلى "يمثل رسالة دموية مباشرة برفض كل المساعي للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وتعزيز حضور الجيش في الجنوب، وتنفيذ القرار الدولي رقم 1701".
تغريدة نجيب ميقاتي بعد الاستهداف الإسرائيلي للجيش اللبناني وتلويحه بفشل التسويةفي هذه الأثناء، نقلت صحيفة "الأخبار"، المقربة من حزب الله، عن مصادر رسمية لبنانية أن المخاوف التي تحدث عنها ميقاتي بشأن انهيار مهمة هوكستين تعود إلى أن الأخير "لم يعد بورقة الملاحظات" التي كان قد أشار إليها. في حين تستمر تل أبيب في تنفيذ ضربات مباشرة للجيش اللبناني وقوات حفظ السلام "اليونيفيل"، ما يثير الشكوك في بيروت حول حقيقة الحديث عن تقدم في المفاوضات، وسط تناقضات الأداء الميداني.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على قصف بيروت صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. "ألماس" الإيرانية المستنسخة من صواريخ "سبايك" تشكل تهديدا جديدا هوكستين من بيروت: وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في متناول اليد تل أبيبحروبحزب اللهوقف إطلاق الناربنيامين نتنياهولبناناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة وصواريخ حزب الله تنهمر على تل أبيب يعرض الآن Next الشتاء قادم في أوروبا.. وتقلب أسعار الطاقة آت أيضا يعرض الآن Next باكستان تعلق خدمات الإنترنت والهواتف المحمولة في بعض مناطق البلاد مع استعداد أنصار عمران خان للتظاهر يعرض الآن Next حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عائلة يعرض الآن Next من بينهم مشاهير وصحف عالمية.. نزوح جماعي عن منصة "إكس" لكن إلى أين يذهبون؟ اعلانالاكثر قراءة 2,700 يورو لكل شخص.. إقليم سويسري يوزع فائض الميزانية على السكان "في وقت قياسي".. الإمارات تعلن القبض على المشتبه بهم في حادثة قتل الحاخام تسفي كوغان حب وجنس في فيلم" لوف" اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما فيلم "رايد"... الأم العازبة التي تقرر أن تصبح صديقة لابنها اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الاتحاد الأوروبيجنوب لبناناعتداء إسرائيلحزب اللهصاروخضحاياقصفالصحةإسرائيلالحرب في أوكرانيا الموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024