افتتاح معرض التقنية والفن الحرفي 2025 بمشاركة واسعة من الحرفيين ورواد الأعمال بصلالة
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
افتُتحت مساء أمس فعاليات معرض التقنية والفن الحرفي 2025 بمنتجع هوانا صلالة في بيئة تحتفي بالإبداع والابتكار في الصناعات الحرفية، وذلك بمشاركة مجموعة من رواد الأعمال والحرفيين في مختلف المجالات، ويستمر حتى 22 من الشهر الجاري، ورعى افتتاح المعرض سعادة حمدان بن حمد الجنيبي، والي مرباط، ويهدف المعرض إلى تسليط الضوء على الحرف التقليدية العُمانية وإبراز تطوراتها في ظل التكنولوجيا الحديثة.
وتضمن المعرض مجموعة متنوعة من المنتجات مثل الفخار والخزف، والسعفيات، والجلود، ومستحضرات التجميل والعطور، والبخور واللبان، والنسيج، والفضيات، والجبس، حيث شهد اليوم الأول تفاعلًا كبيرًا من الزوار الذين استمتعوا بمشاهدة عروض حية توضح أساليب التصنيع التقليدية والتطورات التقنية التي أُدخلت على هذه الحرف، مما يعكس مزيجًا فريدًا بين التراث الأصيل والتقنيات العصرية.
وقال الشيخ محمد بن أحمد الغساني، مدير إدارة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمحافظة ظفار: "إن معرض التقنية والفن الحرفي يأتي ضمن اهتمامات هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ليعكس تطور المنتج الحرفي والاحتفاء بهذه الصناعة ذات الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية"، مؤكدًا أن المعرض يعد محطة تسويقية يمكن من خلالها الترويج للمنتجات الحرفية وإبرازها للمجتمع.
وأضاف الغساني: "إن البرامج التدريبية الحرفية شهدت تطورًا انعكس بدوره على جودة المنتجات، مما أسهم في تقديمها بأسلوب إبداعي وابتكاري يؤهلها للحضور على أرفف الأسواق العالمية"، مشيرًا إلى أن الهيئة مستمرة في جهودها بالتكامل مع شركائها للمضي قدمًا نحو تعزيز هذه الصناعات الحرفية وفتح آفاق أوسع للحرفيين ورواد الأعمال.
وأوضحت شيماء بنت حفيظ باعلوي، أخصائية صناعات حرفية ثانية، أن المعرض يعكس التطور الملحوظ الذي شهدته الصناعات الحرفية العُمانية، مشيرة إلى أن التقنيات الحديثة والتدريبات المستمرة أسهمت في تحسين جودة المنتجات الحرفية، مما جعلها أكثر جاذبية ومنافسة في الأسواق المحلية والدولية.
وأضافت: "إن مثل هذه الفعاليات توفر فرصًا للحرفيين ورواد الأعمال لعرض ابتكاراتهم والتفاعل المباشر مع الجمهور، والاستفادة من فرص التسويق والتواصل مع الجهات الداعمة"، مؤكدة أهمية استمرار دعم هذه الصناعات وتعزيز تكاملها مع التكنولوجيا الحديثة.
ويتميز المعرض هذا العام بإدخال تقنيات حديثة تعزز من تطوير المنتجات الحرفية وتسويقها، ومن أبرز المشاريع المشاركة مشروع تطوير المنتج الحرفي باستخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد، الذي يتيح إمكانيات جديدة للحرفيين من خلال إعادة تصميم المنتجات بأساليب مبتكرة، مما يسهم في تحسين جودتها وتعزيز تنافسيتها في الأسواق المحلية والعالمية.
كما يشهد المعرض مشاركة مشروع المرآة الذكية، وهو نموذج متطور في التسويق التفاعلي للمنتجات الحرفية، حيث تعمل هذه المرآة على التقاط صور للأفراد عند وقوفهم أمامها، ثم تضيف لمسات رقمية خاصة بالمنتج المعروض، مما يمنح تجربة تسويقية حديثة وجاذبة تعزز من تفاعل الجمهور مع المنتجات الحرفية بطريقة مبتكرة.
الجدير بالذكر أن منتجع هوانا صلالة يُعد أحد المواقع السياحية المهمة في سلطنة عمان، خاصة خلال موسم السياحة الشتوية الذي يشهد إقبالًا واسعًا من الزوار من مختلف دول العالم، حيث يوفر المنتجع بيئة مثالية لاحتضان مثل هذه الفعاليات التي تعكس ثراء التراث العُماني وتطوره، وتتيح للحرفيين فرصة التفاعل مع جمهور واسع من المهتمين بالثقافة والفنون.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
«أبوظبي للكتاب 2025» يحصي 50 علامة فارقة في الرواية العربية
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةشهدت منصة المجتمع في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، جلسة حوارية بعنوان «خمسون علامة فارقة في رواية القرن 21 العربية»، استعرضت أبرز التحديات في اختيار أفضل الروايات العربية الحديثة، ضمن مشروع مشترك بين مركز أبوظبي للغة العربية وصحيفة «ذا ناشيونال»، يهدف إلى تسليط الضوء على أبرز التجارب الروائية العربية في القرن الحادي والعشرين.
وشارك في الجلسة كل من سعيد حمدان الطنيجي، مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، والدكتور هيثم الحاج علي، أستاذ الأدب العربي الحديث والنقد، والدكتور محمد أبوالفضل بدران، الناقد والأكاديمي المعروف، فيما أدار الحوار الصحفي سعيد سعيد من صحيفة «ذا ناشيونال».
وفي كلمته الافتتاحية، شدّد الطنيجي على أن الكتاب العربي يحظى بحضور متزايد في اللغات الأخرى، وأن العالم العربي يشهد اليوم اهتماماً متنامياً بالأدب والثقافة، وهو ما يجعل من إطلاق هذا المشروع من معرض أبوظبي الدولي للكتاب حدثاً استثنائياً، يجمع مختلف الثقافات والأفكار، ويعكس تطلع المركز إلى تقديم خريطة نوعية للمشهد الروائي العربي الحديث.
وأضاف أن تحديد أفضل الروايات العربية المعاصرة يمثل تحدياً كبيراً، في ظل غياب مرجعية نقدية واضحة تقيّم وتُبرز الأعمال الأهم، لافتاً إلى أن الجوائز، على الرغم من أهميتها، تبقى مؤشراً محدوداً في عملية الفرز بين الأعمال الروائية، وأن المشروع يتطلّب جهداً نوعياً لاستقراء الأثر الثقافي والأدبي لتلك الأعمال بعيداً عن الضجيج الإعلامي.
من جهته، أوضح الدكتور محمد أبو الفضل بدران أن الرواية تمثّل اليوم أكثر الأجناس الأدبية جذباً للجمهور العربي، وأن ما يحدد أهمية الرواية في نهاية المطاف هو القارئ، باعتباره الحكم الحقيقي والنهائي على جودة العمل.
وأشار إلى أن صعود المدونات والكتابات الرقمية أسهم في توسيع قاعدة القراء، وخلق اهتماماً جديداً بالروايات القريبة من واقع الناس وتجاربهم.
كما أكد أن الشعر، على الرغم من مكانته، لم يعد يواكب نبض الشارع، ما جعل الرواية أكثر قدرة على التعبير عن التحولات الاجتماعية، مشيراً إلى أن الجوائز الأدبية ساعدت في إبراز عدد من الأصوات الجديدة وجذب الانتباه إلى إنتاجها.
من جهته، رأى الدكتور هيثم الحاج علي أن المشروع خطوة مهمة لرصد المؤشرات الكبرى في تطور الرواية العربية، مشيداً بمبادرة مركز أبوظبي للغة العربية في هذا السياق.
ولفت إلى أن الجوائز لعبت دوراً مركزياً في تطور الرواية منذ بداياتها، مستشهداً بتجربة نجيب محفوظ الذي كان فوزه المبكر بجائزة «قوت القلوب الدمرداشية» دافعاً مهماً في مسيرته الأدبية.
وأشار إلى أن التحول الرقمي الهائل وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي خلق بيئة جديدة ساعدت على ولادة نوع جديد من الرواية.
وخلص إلى أن الجوائز الأدبية اليوم ليست فقط محفّزاً للإنتاج، بل أداة لرصد التحولات في الذائقة الثقافية والتوجهات الجديدة في الكتابة السردية.
وفي ختام الجلسة، أكد الطنيجي أن مشروع «كلمة» للترجمة، التابع لمركز أبوظبي للغة العربية، له دور كبير في تعزيز التبادل الثقافي، إذ ترجم المركز أعمالاً من أكثر من 23 لغة إلى العربية، كما بدأ في التوجه العكسي بترجمة الأعمال العربية إلى لغات العالم، بما في ذلك الروايات العربية المعاصرة.
وشدّد على أن اختيار خمسين رواية فارقة من القرن الحادي والعشرين مهمة بالغة التعقيد، مقارنة باختيار الكلاسيكيات التي فرضت نفسها تاريخياً، موضحاً أن المشهد الأدبي الراهن لا يزال في حاجة إلى تراكم نقدي يفرز الأعمال الأهم ويضعها في إطارها الصحيح.