عربي21:
2025-05-02@06:51:32 GMT

التفكير من خارج الصندوق.. إلى أين يقود ترامب؟

تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT

أعلن قائد الإدارة الرئيسية للعمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية سيرغي رودسكوي؛ أن القوات الروسية استعادت أكثر من 800 كيلومتر مربع من الأراضي من أوكرانيا في منطقة كورسك بغرب روسيا، وهو ما يمثل نحو 64 في المائة من الأراضي التي احتلتها أوكرانيا في آب/ أغسطس 2024 وقدرت في حينها بـ1268 كيلومترا مربعا.



الإعلان الروسي جاء بعد أيام قليلة على انعقاد اللقاء الأول للحوار الروسي الأمريكي في الدرعية، شمال العاصمة السعودية الرياض، وهو اللقاء الذي انتهى بالإعلان عن استئناف العلاقات الدبلوماسية الأمريكية الروسية وتحديد آليات الحوار بين البلدين في مختلف الملفات وعلى رأسها الملف الأوكراني.

فروسيا لا تبدو مستعجلة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وهذا ما أكدته تصريحات سيرغي رودسكوي حول استعادة 64 في المائة من أراضي كورسك، والأهم تركيبة الوفد الروسي إلى الدرعية الذي ترأسه وزير الخارجية سيرغي لافروف، وضم مساعد الرئيس الروسي السفير السابق في واشنطن يوري أوشكوف، ورئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل ديميترييف؛ الذي صرح بعيد انتهاء اللقاء بالقول: من السابق لأوانه الحديث عن حلول وسط بين روسيا والولايات المتحدة بعد الاجتماع في السعودية، مضيفا أن الطرفين شرعا للتو في الاستماع إلى بعضهما.

تعدد وتشعب الملفات والتي تصل إلى حد مناقشة دور دول مجموعة بريكست ومستقبل العملات وأسواق الطاقة، وهي ملفات تؤرق واشنطن أكثر بكثير من ملف أوكرانيا الذي وضعته جانبا إلى حين التوافق مع الحلفاء والشركاء الغربيين بعد أن تصدعت تحالفاتهم وشراكاتهم مع الولايات المتحدة، بفعل كسر الرئيس الأمريكي الحصار على روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين
تركيبة الوفد تشير إلى تعدد وتشعب الملفات والتي تصل إلى حد مناقشة دور دول مجموعة بريكست ومستقبل العملات وأسواق الطاقة، وهي ملفات تؤرق واشنطن أكثر بكثير من ملف أوكرانيا الذي وضعته جانبا إلى حين التوافق مع الحلفاء والشركاء الغربيين بعد أن تصدعت تحالفاتهم وشراكاتهم مع الولايات المتحدة، بفعل كسر الرئيس الأمريكي الحصار على روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين.

مزيد من الوقت يعني مزيدا من التصدعات في المعسكر الغربي والتدهور في الروح المعنوية على الجبهة الأوكرانية، سيكون أمرا مستحبا على الجانب الروسي، سامحا بمزيد من التقدم الميداني للقوات الروسية، الأمر الذي تحاول بريطانيا وفرنسا إعاقته ومنعه عبر إرسال قوات إلى أوكرانيا، وهو ما أعلنه رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر صراحة يوم الخميس.

فالرئيس الروسي بوتين أشار في وقت لاحق إلى حالة عدم الارتياح لدى الأوروبيين وأوكرانيا؛ بسبب عدم مشاركتهم في لقاء الوفدين الروسي والأمريكي بسخرية كبيرة، مؤكدا أن "اللقاء يهدف لضمان إعادة العلاقات الروسية الأمريكية" بشكل أساسي، وهو ما كان أكده دونالد ترامب، وأعضاء الوفد الأمريكي في الدرعية؛ مبعوث الرئيس ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز.

بوتين كشف عن أوجه التعاون المستقبلي الذي يشغل واشنطن بالقول: إن روسيا والولايات المتحدة اتخذتا الخطوات الأولى للتعاون في ملفات الشرق الأوسط، بما فيها سوريا وفلسطين، مردفا بأنه كانت ثمة قضايا ثنائية بين بلاده والولايات المتحدة حول الاقتصاد وأسواق الطاقة العالمية والفضاء؛ ملفات لا تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية معالجتها دون التعاون مع روسيا كون كلفتها آخذة في الارتفاع وكذلك الأزمات الناجمة عنها.

الفوضى تعم المعسكر الغربي، فأوروبا منغمسة في فوضى الهزيمة، في حين يظهر بوتين منتصرا بعد مفاوضات الدرعية في السعودية، خصوصا بعد أن أعرب المفاوض الروسي ديميترييف عن ارتياحه لمسار المفاوضات، مؤكدا أن المخرجات الأولية تشير إلى تقدُّم كبير على طريق إعادة ترتيب العلاقات وإطلاق "خريطة طريق" للتطبيع الكامل وتسوية المشكلات المتراكمة، وهي خارطة طريق تغيب عنها أوكرانيا، في حين تبدو السعودية أكثر حضورا من أوروبا واتحادها الهش.

أولويات أمريكا باتت مختلفة عن أوروبا، فهي اليوم منشغلة في مكافحة التضخم والمديونة التي تجاوزت 36 تريليون دولار؛ متجاوزة الناتج القومي الإجمالي بمقدار 9 ترليون دولار، أي ما يعادل الموازنة الفيدرالية الأمريكية السنوية مرتين، فالموازنة التي تحولت إلى فجوة وثقب أسود يهدد بابتلاع الناتج القومي الإجمالي الأمريكي بأكمله، فالتقديرات تشير إلى أن العجز لشهر كانون الثاني/ يناير في الموازنة الأمريكية تجاوز 100 مليار دولار؛ بعد أن كان لا يتجاوز 30 مليار دولار من الشهر ذاته في العام الماضي.

لن ترفع روسيا الراية البيضاء وليست في عجلة من أمرها، والحال ذاته بات واضحا مع إيران وتركيا بل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فالعالم على موعد مع مفاوضات طويلة مسلية أحيانا وشاقة ودموية في أحيان أخرى؛ مع أمريكا وإدارتها التي تفكر من خارج صندوق النقد الدولي
تخفيضات الموازنة في أمريكا طالت الذراع الناعمة لأمريكا ممثلة بالمساعدات الوكالة الأمريكية للتنمية (USAID)، وإلى جانبها الخارجية الأمريكية التي تشهد تقليصا لموظفي سفاراتها المتخمة في الصين وأرجاء مختلفة من العالم وعلى رأسها منطقتنا العربية، وكذلك الذراع الخشنة ممثلة بوزارة الدفاع (البنتاغون) التي ستشهد خفضا لموازنتها بمقدار 8 في المائة، ويتوقع أن تطال في المستقبل أجهزة الاستخبارات والقواعد العسكرية، ما يعني أن طبع الدولارات وبيع السندات ورفع الفائدة لم يعد يجدي نفعا من منظور دونالد ترامب ورئيس إدارة الكفاءة الحكومية إيلون ماسك.

ترامب وإدارته ماضيان في سياساتها المالية لخفض النفقات ومكافحة التضخم وفي سياساتها الجيوسياسية عبر التفاوض مع روسيا لخفض الكلف السياسية والعسكرية، وهو ما جسده الوفد المفاوض الروسي الذي خلا من العسكريين، فالمعركة من منظور ترامب معركة تخاض في أسواق المال والعقار وليس في ميدان الحرب والقتال.

حلول ترامب وإيلون ماسك من خارج الصندوق، وإن كان يراها آخرون من خارج العقل، وعلى رأسهم توماس فريدمان الذي انتقد بشدة مقترح ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة كونه يشعل المنطقة ويلحق ضرر بالعلاقة مع الحلفاء والشركاء في المنطقة.

خلاصة القول؛ لن ترفع روسيا الراية البيضاء وليست في عجلة من أمرها، والحال ذاته بات واضحا مع إيران وتركيا بل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فالعالم على موعد مع مفاوضات طويلة مسلية أحيانا وشاقة ودموية في أحيان أخرى؛ مع أمريكا وإدارتها التي تفكر من خارج صندوق النقد الدولي، على أمل خلق صندوق جديد من رحم العملات المشفرة التي أضاف إليها ترامب عملته المسماة "عملة الميم".

x.com/hma36

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه روسيا ترامب الاقتصاد أوروبا اقتصاد روسيا أوروبا اوكرانيا ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من خارج وهو ما بعد أن

إقرأ أيضاً:

روسيا: ننتظر رد أوكرانيا على الهدنة والمباحثات

عواصم (وكالات)

أخبار ذات صلة زيلينسكي يعلّق على هدنة أعلنها بوتين أميركا تهدد بالانسحاب من الوساطة في أزمة أوكرانيا الأزمة الأوكرانية تابع التغطية كاملة

قال الكرملين، أمس، إن أوكرانيا لم ترد على العديد من العروض التي قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبدء مفاوضات سلام مباشرة، وإنه لم يتضح بعد ما إذا كانت ستنضم إلى وقف إطلاق النار الذي أعلنه بوتين لمدة ثلاثة أيام الشهر المقبل.
وذكر دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، للصحفيين، أن «الرئيس بوتين هو مَن أكد مراراً أن روسيا مستعدة، دون أي شروط مسبقة، لبدء عملية المفاوضات».
وقال: «لم نتلق أي رد من كييف حتى الآن.
وأضاف: «من الصعب للغاية فهم ما إذا كانت أوكرانيا تنوي الانضمام إلى وقف إطلاق النار». 
وكان بوتين قد أعلن، أول أمس، وقفَ إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام في الحرب في أوكرانيا، من الثامن إلى العاشر من مايو، وهو الموعد الذي تخطط فيه روسيا لإقامة احتفالات بمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وردت أوكرانيا بالتساؤل عن سبب عدم موافقة موسكو على دعوتها لوقف لإطلاق نار يستمر 30 يوماً على الأقل ويبدأ على الفور. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «نقدر حياة الناس لا المسيرات».
وفي سياق متصل، حذر زيلينسكي، أمس، من تقديم أي أرض «كهدية» إلى روسيا بهدف إنهاء الحرب، وقال خلال قمة إقليمية: «نريد جميعاً أن تنتهي هذه الحرب بشكل عادل، ومن دون هدايا لموسكو، وخصوصاً الأراضي».
وضمت روسيا جزئياً أربع مناطق في جنوب وشرق أوكرانيا، وأعلنتها مناطق روسية في عام 2022، وهي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون.
وكانت قد ضمت في عام 2014 شبه جزيرة القرم، ونظمت فيها استفتاءً جاءت نتائجه المعلنة لصالح الانضمام إلى روسيا.
وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أول أمس، على أن الاعتراف الدولي بعمليات الضم هو شرط ضروري لإنهاء العملية العسكرية في أوكرانيا، والتي بدأت في عام 2022.
وتسعى إدارة دونالد ترامب إلى إنهاء الحرب في أسرع وقت. وذكرت وسائل إعلام أن ثمة توجهاً لديها للاعتراف بسيادة روسيا على القرم ودفع أوكرانيا إلى التخلي عنها.
وميدانياً، قال حاكم منطقة سومي في شمال شرق أوكرانيا، أمس، إن القوات الروسية تحاول إنشاء «منطقة عازلة» في سومي، لكنها لم تنجح في ذلك. 

مقالات مشابهة

  • ترامب يوافق على لوم روسيا ببدء الحرب في أوكرانيا في أتفاق المعادن
  • هل معادن أوكرانيا النادرة التي أشعلت الحرب ستوقفها؟
  • ترامب يعرب عن استيائه من “ضخ الأموال” الأمريكية في أوكرانيا دون مقابل
  • ترامب يعرب عن استيائه من "ضخ الأموال" الأمريكية في أوكرانيا دون مقابل
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • مساعد الرئيس الروسي: محاولات لـ الناتو لتوسيع فرض الحصار البحري على روسيا
  • الجيش الروسي يشن هجومًا كبيرًا على جنوب شرق أوكرانيا
  • تحقيق لـCNN: لماذا يقاتل صينيون لصالح روسيا في حرب أوكرانيا؟
  • روسيا: ننتظر رد أوكرانيا على الهدنة والمباحثات
  • عبثية.. مبعوث ترامب مُهاجمًا خطة روسيا لوقف إطلاق النار في أوكرانيا