الرياض - يعقد قادة دول الخليج ومصر والأردن قمة مصغّرة غير رسمية في السعودية الجمعة 21فبراير2025، في ظل مسعى عربي لتقديم خطة مضادة لمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب القاضي بنقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن.

وسعت الرياض إلى خفض سقف التوقعات بتأكيدها أن الاجتماع هو "لقاء أخوي غير رسمي" بين قادة الدول الثماني، وأن قراراته ستكون ضمن جدول أعمال القمة العربية الطارئة التي ستقعد في مصر في الرابع من آذار/مارس.

وعلى رغم أن القمة قد تشوبها خلافات حول من سيحكم غزة بعد الحرب ومسألة تمويل إعادة الإعمار في القطاع المدمّر جراء الحرب بين إسرائيل وحماس، إلا أنها تكتسي أهمية لكونها تعكس إجماعا عربيا نادرا على رفض تهجير الفلسطينيين في لحظة يقدم ترامب طروحات كفيلة بخلط الأوراق في الشرق الأوسط.

وقال أندرياس كريغ الخبير في قسم الدراسات الأمنية في كلية كينغز لندن لوكالة فرانس برس "أعتقد أن هذه القمة ستكون الأكثر أهمية منذ فترة طويلة جدا، وبالتأكيد منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين".

وأوضح "لأننا الآن عند منعطف تاريخي مهم للغاية في الصراع العربي الإسرائيلي أو الإسرائيلي الفلسطيني... حيث يمكن للولايات المتحدة تحت حكم ترامب أن تخلق حقائق جديدة على الأرض لا رجعة فيها، ومن شأنها أن تعيد العالم العربي ومصالحه وقيمه إلى الوراء لعقود عدة مقبلة".

وأثار ترامب ذهولا عندما اقترح قبل أسبوعين سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة بناء المناطق المدمّرة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد ترحيل السكان البالغ عددهم 2,4 مليون إلى مكان آخر، خصوصا مصر والأردن، من دون خطة لإعادتهم.

وأفاد مصدر مقرب من الحكومة السعودية فرانس برس بأنّ القادة سيناقشون "خطة إعادة إعمار مضادة لخطة ترامب بشأن غزة"، موضحا أنه ستكون على الطاولة "نسخة من الخطة المصرية".

وكان العاهل الأردني عبد الله الثاني قال الأسبوع الماضي لصحافيين في واشنطن إنّ مصر ستقدّم ردّا على خطة ترامب، مشيرا إلى أنّ الدول العربية ستناقشه بعد ذلك في محادثات في الرياض.

ولم تعلن السعودية موعد أو مكان انعقاد القمة في الرياض، في إجراء معتاد في المملكة الخليجية تعزوه السلطات دائما لاعتبارات أمنية. لكنّ دبلوماسيا مطلعا قال إنها ستبدأ قرابة الساعة 15,00 (12,00 ت غ).

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أول القادة الواصلين الى العاصمة السعودية الخميس، فيما تأكدت مشاركة الملك عبد الله وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

- البحث عن "موقف مشترك" -

ولم تعلن القاهرة بعد رسميا تفاصيل خطتها. لكن دبلوماسيا مصريا سابقا تحدّث عن خطة من "ثلاث مراحل تنفّذ على فترة من ثلاث الى خمس سنوات".

وأوضح السفير محمد حجازي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، وهو مركز بحثي مقره في القاهرة وعلى صلات قوية بدوائر صنع القرار المصرية، أنّ "المرحلة الأولى هي مرحلة الإنعاش المبكر وتستمر ستة أشهر" وتتضمن إزالة الركام وتوفير منازل متنقلة للسكان مع استمرار تدفّق المساعدات الإنسانية.

وأضاف "المرحلة الثانية (...) تتطلّب عقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار التي ستحصل مع بقاء السكان على الأرض".

تتضمن المرحلة الثالثة من الخطة المصرية، وفق حجازي، "إطلاق مسار سياسي لتنفيذ حل الدولتين وحتى يكون هناك ضوء في نهاية النفق وحافز للتهدئة المستدامة".

وأفاد تقرير للأمم المتحدة الثلاثاء بأن إعادة إعمار غزة تتطلب أكثر من 53 مليار دولار، بينها أكثر من 20 مليارا خلال الأعوام الثلاثة الأولى.

وتبقى مسألة تمويل خطة بهذا الحجم والمدة المتوقعة لتنفيذها معضلة كبيرة، بالإضافة إلى مسألة شائكة جدا ألا وهي الإشراف بعد الحرب على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ 2007.

وقال دبلوماسي عربي مطلع لفرانس برس إن "أكبر تحدّ يواجه الخطة المصرية هو كيفية تمويلها".

وتابع "أعتقد من غير الجائز أن يجتمعوا ولا يخرجوا برؤية موحدة لكن الأهم محتوى الرؤية ومدى القدرة على الالتزام بها".

وتوقع المصدر المقرب من الحكومة السعودية أن "يكون هناك اتفاق" بين القادة العرب.

ويوفر هذا التحدي "فرصة فريدة" للسعوديين، بحسب كريغ.

وقال "أعتقد أن هذه فرصة فريدة للغاية للسعوديين لحشد كل دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى مصر والأردن...  لإيجاد موقف مشترك للرد على هذا النوع من التصريحات القسرية لترامب".

وأضاف "هذه ليست استراتيجية قابلة للتطبيق، وليست سياسة قابلة للتطبيق من جانب الولايات المتحدة ولن تحدث إلا إذا وافقت عليها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على الأقل".

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

إدانة عربية لخطوة إسرائيل بشأن إنشاء وكالة جديدة لتهجير سكان غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أدانت الدول العربية خطوة إسرائيل بإنشاء وكالة لتسهيل خروج سكان غزة الذين يرغبون "طواعية" في مغادرة القطاع.

وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن استيائها من استخدام إسرائيل لكلمة "طوعي"، قائلة "إن ترك القطاع تحت نيران القصف والحرب والسياسات التي تحرم المساعدات الإنسانية وتستخدم الجوع كسلاح هو إخلاء قسري".

وقالت وزارة الخارجية السعودية، إن المملكة "تعرب عن إدانتها واستنكارها لإعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلي إنشاء وكالة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة".

كما أدانت السعودية إقرار عزل 13 حيًا استيطانيا غير شرعي في الضفة الغربية المحتلة تمهيدا لشرعنتها كمستوطنات استعمارية.

وأضافت الوزارة، "أن المملكة تجدد رفضها القاطع لانتهاكات إسرائيل المستمرة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي".

كما أدانت قطر خطة الوكالة الإسرائيلية، مؤكدة أن "أي شكل من أشكال التهجير الفلسطيني يشكل انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي".

وأدانت وزارة الخارجية القطرية توسيع المستوطنات، وقالت إنها تمثل تجاهلا صارخا للشرعية الدولية، وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 2334.

وقالت وزارة الخارجية الكويتية "إن هذه الخطوات تمثل استمرارا لسياسات التهجير القسري والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية".

وأضافت، أن الموافقة على فصل 13 حيًا استيطانياً غير شرعي في الضفة الغربية "يمهد الطريق لشرعنتها كمستوطنات استعمارية".

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة الأمريكية تعلن عن نتائج مباحثات مثمرة مع كييف
  • بعد نهاية محادثات السعودية..موسكو وواشنطن لا تنويان نشر بيان عن المفاوضات
  • الصين تدين التدخل الامريكي في فنزويلا بعد تهديد ترامب بشأن فرض الرسوم
  • إدانة عربية لخطوة إسرائيل بشأن إنشاء وكالة جديدة لتهجير سكان غزة
  • منها السعودية وقطر ومصر والأردن.. دول عربية تدين خطط إسرائيل بشأن المغادرة الطوعية لسكان غزة
  • ترامب يكرر تصريحاته بشأن غرينلاند وكوبنهاغن ترفض زيارة مسؤولين أميركيين
  • هدنة جزئية تلوح في أفق محادثات السعودية بشأن الحرب الروسية الأوكرانية
  • بعد تعطيل لأكثر من شهر.. تأكيد نيابي على انعقاد جلسة البرلمان اليوم
  • كندا تدعو لانتخابات مبكرة لمواجهة تهديدات ترامب
  • رئيس وزراء كندا يطلب تفويضاً لمواجهة ترامب