توماس فريدمان: ترامب يريد أن يكون رئيسا مدى الحياة
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
أجرى باتريك هيلي نائب رئيس تحرير مقالات الرأي بصحيفة نيويورك تايمز حوارا مع الكاتب الأميركي توماس فريدمان عبر قناته للبث الصوتي الرقمي (بودكاست)، تناول فيه نهج الرئيس دونالد ترامب غير المتوقع في معالجة قضايا السياسة الخارجية.
ونشرت الصحيفة نصا مكتوبا للحوار المطول ضمن سلسلة أسبوعية من برنامج "ذا أوبنيونز" (الآراء)، تتناول كيفية استخدام ترامب السلطة وسعيه لتغيير الولايات المتحدة في أول 100 يوم منذ توليه مقاليد الأمور في البيت الأبيض.
وبدا فريدمان، في المقابلة، غير متفائل من الطريقة التي ينتهجها الرئيس الأميركي في تعامله مع قضايا مثل الحرب في أوكرانيا، وخطته لتهجير الفلسطينيين، ووصفه بأنه شخص يسعى إلى أن يصبح رئيسا مدى الحياة، زاعما أنه يرغب في تقليد زعماء مثل الرئيس الصيني شي جين بينغ، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
صراع الأقوياءوعلّق مقدم البرنامج باتريك هيلي على هذا النقطة، زاعما أن ترامب ينظر إلى هؤلاء على أنهم الرجال الأقوياء في عالم يغص بالمجتمعات الضعيفة والأشخاص الضعفاء، مضيفا أنه يرى العالم في الأساس على أنه متاح للاستحواذ عليه، وتقاسمه بين الأقوياء.
إعلانواعتبر فريدمان، من جانبه، أن ما ذهب إليه محاوره بأنه وصف عادل للطريقة التي ينظر بها الرئيس الأميركي إلى العالم الذي ينظر إليه على أنه "قسم للبيع بالتجزئة في برج ترامب".
وقال إننا سنفتقد تلك الفترة الطويلة نسبيا التي ظل العالم ينعم فيها بالسلام والازدهار منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وساد فيها الاستقرار رغم أنها تخللتها حروب، ولكنها ليست كتلك التي تقلب حياة الجميع رأسا على عقب.
وقال إنه ضاق ذرعا إلى حد ما بالسياسة في بلاده، وشن هجوما عنيفا على أداء مجلسي الشيوخ والنواب (الكونغرس) اللذين يسيطر عليهما الجمهوريون.
قضية فلسطينوعن خطة ترامب بشأن قطاع غزة، تساءل كاتب العمود الشهير في صحيفة نيويورك تايمز عن الأسباب التي تجعل الناس لا يزالون يتحدثون عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وعن لماذا لا يزال هناك لاجئون فلسطينيون بعد مرور 75 عاما على تأسيس إسرائيل؟
وتساءل أيضا عن أسلوب ترامب في التعامل مع الحرب الروسية في أوكرانيا. واستطرد قائلا: إن الرئيس الأميركي رجل يثير القلق، ومبعث ذلك أنه يجنح إلى تصديق الرئيس الروسي بوتين في كل ما يقوله.
ووصف ما قام به بوتين في أوكرانيا بأنه كان "خطوة غبية"، فقد ظن أنه سيدخل ويخرج من كييف في غضون أسابيع قليلة وينصب حكومة جديدة. لقد فهم الأمر خطأً تماما ولم يكن يتعين عليه أن يخطئ بذلك القدر، ومع ذلك فقد أخطأ لأنه لم يكن على دراية وقد ضُلل بمعلومات خاطئة.
لكن لماذا يلقي له ترامب طوق النجاة؟ وما الذي يخطط له إذن؟ يجيب فريدمان عن السؤالين: إن ترامب يعمل على 3 مستويات مختلفة، أولها عدم الإلمام بتفاصيل المواضيع المطروحة.
وثانيا: إن الرئيس الأميركي يشعر بتقارب ثقافي معين مع بوتين لا يشعر به تأكيدا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. أما على المستوى الجيو اقتصادي، فإن فريدمان يعتقد أن إستراتيجية ترامب في أوكرانيا تتمحور حول انتخابات التجديد النصفي للكونغرس بعد عامين من الآن.
إعلان مسؤولية دوليةوأوضح أن ترامب يظن أنه إذا نجح في إنهاء هذه الحرب ورفع العقوبات عن روسيا، فإن النفط الروسي سيُغرِق السوق العالمية، ومن ثم ستنخفض أسعار البنزين.
ومضى يقول: إن ترامب يرى الاتحاد الأوروبي ككتلة تجارية يمكن أن تمارس نفوذا على الولايات المتحدة أكثر مما يريد. "لذا فهو يرغب في تفكيكه ثم التفاوض مع كل دولة على حدة".
واستخدم فريدمان -المقرب جدا من إسرائيل- وصفا جديدا عندما تحدث عن القضية الفلسطينية، واجترح مصطلحا جديدا هو الصراع حول الضفة الغربية. وقال، في ذلك موجها حديثه للمحاور، "لنأخذ صراعا أعرف كثيرا عنه، وهو صراع الضفة الغربية".
وقفز إلى الحديث عن مساعدات الاتحاد الأوروبي، معتبرا إياها الرافدَ الذي يُبقي السلطة الفلسطينية تعمل أساسا، "فإذا انهارت (هذه السلطة) فسيتعين على إسرائيل عندئذ أن تدير فعلا جميع الشؤون المدنية والإدارية في الضفة الغربية".
وتابع أن الاتحاد الأوروبي ينفذ مشاريع في جميع أنحاء العالم لها الفضل في استقرار القارة، مشيرا إلى أن ما يقلقه هو أن ترامب لا يفكر في هذه الأمور من هذه الزاوية على الإطلاق.
وكشف فريدمان عن أنه ضاق ذرعا إلى حد ما بالسياسة عندما يتعلق الأمر بالمنهجية التي يتعامل بها ترامب على الأقل حتى موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، لأن مجلسي الشيوخ والنواب والمحكمة العليا ومنظومته الإعلامية كلها تقف في صفه.
وزعم أن ترامب محاط بأشخاص مطيعين في كل المؤسسات، وهم خائفون "وهذا جنون حقا".
وقال إنه يراهن الآن بالكامل مع الحقائق العلمية التجريبية، مؤكدا أن الرئيس الأميركي لا يمكنه ترحيل 2.2 مليون فلسطيني من غزة، ولن يستطيع دفع أوكرانيا نحو الاستسلام لروسيا.
وأردف: إن إحدى حقائق علم الفيزياء أن "صناعة السيارات لدينا لا يمكنها البقاء في عالم تُفرض فيه رسوم جمركية على مكونات الصلب التي تحتاجها بنسبة 25%، مع إلغاء حوافز السيارات الكهربائية أساسا".
إعلانوأوجز حديثه في عبارة موحية عندما قال إن "ترامب هو من يقود، ونحن جميعا نجلس في المقعد الخلفي، وأعتقد أنه يتجه نحو الجدار".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الرئیس الأمیرکی فی أوکرانیا أن ترامب
إقرأ أيضاً:
فريدمان يحذر من سياسات ترامب الاقتصادية.. تؤدي إلى نتائج عكسية
حذر الكاتب الأمريكي توماس فريدمان من افتقار نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فرض التعريفات الجمركية إلى "رؤية واضحة"، ما قد يؤدي إلى نتائج عكسية على الاقتصاد الأمريكي.
وقال فريدمان، في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، إن "ترامب لا يملك أي فكرة عما يفعله أو كيف تعمل الاقتصاديات العالمية"، مشيرا إلى أنه "يخترع الأمور أثناء المضي قدما"، ما يضع الجميع في "رحلة غير محسوبة العواقب".
وأكد فريدمان أنه ليس ضد استخدام التعريفات الجمركية لمكافحة الممارسات التجارية غير العادلة، مضيفا "لقد دعمت تعريفات ترامب وتعريفات الرئيس جو بايدن على الصين"، لكنه شدد على أن "ترامب لم يكن واضحا بشأن هدفه"، إذ يغير مبررات فرض التعريفات بين "زيادة الإيرادات، أو إجبار الجميع على الاستثمار في أمريكا، أو حتى منع دخول الفنتانيل".
ولفت الكاتب الأمريكي إلى أن سياسات ترامب الاقتصادية تفتقر إلى خطة واضحة معبرا عن ذلك بعبارة "كما غنت فرقة البيتلز، أود أن أرى الخطة".
وشدد على أن ترامب "يهدد بفرض تعريفات جمركية على الخصوم والحلفاء على حد سواء، دون تفسير واضح، ودون النظر إلى تأثيرها على الصناعات الأمريكية"، موضحا أنه من المفترض أن يكون هناك رؤية اقتصادية واضحة تستند إلى تحليل شامل للاقتصاد العالمي، لكن ما يفعله ترامب بحسب فريدمان "أشبه بسياسات مرتجلة دون دراسة للنتائج".
وأشار الكاتب إلى تحذير الرئيس التنفيذي لشركة فورد، جيم فارلي، من أن "فرض تعريفة جمركية بنسبة 25 بالمئة عبر الحدود المكسيكية والكندية سيحدث فجوة في صناعة الولايات المتحدة لم نرها من قبل".
ولفت فريدمان إلى أن العالم اليوم يعتمد على "أنظمة بيئية اقتصادية" مترابطة، وليس اقتصادات وطنية منعزلة كما يظن ترامب، موضحا أنه "لا يوجد بلد في العالم يمكنه بمفرده صنع هاتف آيفون"، في إشارة إلى أن إنتاج الهاتف يعتمد على شبكة عالمية من الموردين والمصنعين والمطورين في أكثر من 50 دولة.
وأضاف أن "هناك نظاما بيئيا للسيارات، ونظاما بيئيا للذكاء الاصطناعي، ونظاما بيئيا لصناعة الرقائق، حيث تتحرك المعرفة والأجزاء والأفراد بين الدول"، مشددا على أن تجاهل هذه الحقيقة قد يؤدي إلى أضرار جسيمة.
وفي سياق متصل، أكد فريدمان أن تطوير لقاحات كوفيد-19 بسرعة قياسية كان ممكنا بفضل التعاون الدولي، مشيرا إلى أن "التعاون العالمي غير المسبوق بين الحكومات والصناعة والجامعات والمنظمات غير الربحية كان السبيل الوحيد لتحقيق هذا الإنجاز".
كما أوضح الكاتب أن صناعة الرقائق الإلكترونية تعتمد على تحالف دولي، حيث تشارك شركات من الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا في تصميم وتصنيع وتطوير هذه التكنولوجيا المتقدمة، وقال "كلما دفعنا حدود الفيزياء وعلم المواد، قلّت قدرة أي دولة بمفردها على التفوق في جميع مراحل الإنتاج".
وأشار فريدمان إلى أن "الثقة هي العنصر الأساسي الذي يحافظ على استمرارية هذه الأنظمة البيئية"، لافتا إلى أن "الثقة تبنى من خلال قواعد جيدة وعلاقات صحية، وترامب يدوس على كليهما".
واختتم فريدمان مقاله بالتحذير من أن استمرار ترامب في هذا النهج "سيجعل أمريكا والعالم أفقر"، مخاطبا الرئيس الأمريكي بالقول "السيد الرئيس، قم بأداء واجبك".