كهف صفريت أجبهت .. وجهة مثيرة لهواة المغامرة في وادي أصيِقوع بجبل قفطوت
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
تُعد رياضة الوادي في جبال محافظة ظفار واحدة من الأنشطة المحببة لمحبي المشي والمغامرة، إذ تقدم لهم متعة فريدة وراحة نفسية رغم صعوبة الأماكن والتحديات التي تواجههم، مثل تسلق الجبال الشاهقة وسفوحها الشديدة الانحدار، وهذه الرياضة تحقق للمتنزهين لياقة بدنية ممتازة وبنية جسدية متناسقة، إضافة إلى الاستمتاع النفسي الذي ينجم عن خوض تجارب استثنائية واستكشاف المواقع الطبيعية المميزة، كما تمنح هذه الأنشطة شعورًا بالرضا عن الذات والسعادة، بفضل الثراء المعرفي الذي تقدمه.
وتدفع المناظر الطبيعية الخلابة في هذه المنطقة، مثل الحياة البرية والتضاريس الجبلية والنباتات المتنوعة، إضافة إلى الكهوف القديمة والموارد المائية الطبيعية، المغامرين إلى الإصرار على الاستمرار في مغامراتهم، وتزيد من رغبتهم في خوض المزيد من التجارب.
ومن أبرز الأماكن التي بدأت تجذب أنظار هواة رياضة "الهايكنج" والمغامرات هو كهف صفريت أجبهت الواقع في وادي أصيِقوع بمنطقة جبل قفطوت بولاية صلالة، ويعود تاريخ الكهف إلى السبعينيات من القرن الماضي، حيث تم وضع صفرية معدنية في قمة إحدى السواعد الجيرية داخل الكهف، وذلك لتجميع مياه الأمطار المتساقطة عبر هوابط صخرية، بهدف توفير المياه للعابرين في هذا الوادي النائي، حيث كانت المياه نادرة في تلك المنطقة.
وأصبح هذا الكهف الآن وجهة مفضلة لهواة رياضة "الهايكنج"، ويُعد الوصول إليه تحديًا حقيقيًا يتطلب مهارات عالية في تسلق الجبال والمغامرة، وقد قامت جريدة "عُمان" بتجربة هذه الرحلة رغم صعوبتها، برفقة مجموعة من هواة المغامرة والتسلق الجبلي، حيث انطلقنا في الساعة العاشرة صباحًا من عين "غبرين" بمنطقة قفطوت، نزولًا إلى وادي أصيِقوع، مع الدليل أحمد بن محمد الكثيري، الذي يتمتع بخبرة تمتد لحوالي 30 عامًا في الأعمال التطوعية في جبال وأودية المحافظة.
وقبل بدء الرحلة، قدم الدليل أحمد الكثيري شرحًا مفصلًا حول المسار، محذرًا من خطورة الطريق، ومشددًا على ضرورة التقيد بالتعليمات الإرشادية، وعدم التفرد أثناء المشي بسبب صعوبة المسار وكثافة الأشجار المتشابكة التي تحجب الرؤية، كما أشار إلى أهمية الحفاظ على وحدة الفريق لضمان سلامة الجميع.
ويُعد وادي أصيِقوع من الأودية العميقة ذات التضاريس الجبلية المتنوعة، وهو موطن للعديد من الحيوانات البرية مثل النمر العربي والوبر "المعروف محليًا بالثفن"، بالإضافة إلى تنوعه البيئي الذي يشمل الحياة الفطرية والطيور، كما يُعد وادي أصيِقوع مأوى طبيعيًا للنحل الجبلي، مما يجعله مهمًا لمربي النحل.
وتتسم كهوف وادي أصيِقوع بجمالها الفريد، حيث تحتوي على أقواس طبيعية ونقوش ورسوم تزين جدرانها، مما يوفر للزوار فرصة نادرة للتعرف على التكوينات الجيولوجية للكهوف والتطورات التي مرت بها عبر الزمن.
وعلى الرغم من صعوبة الرحلة، إلا أن تجربة تسلق الجبال والنزول الحاد على الصخور تستحق العناء، خاصة عندما يصل المتنزهون إلى هدفهم الرئيسي، وهو كهف صفريت أجبهت، هنا يمكن للزوار الاستمتاع بتناول الشاي الأحمر تحت ظلال الأشجار أو في أحد الكهوف الجبلية، بينما يعزف الهواء العليل وتغرد الطيور، مما ينسيهم التعب ويمنحهم شعورًا بالراحة التامة.
وبعد استراحة قصيرة وتناول الغداء، واصلنا المسير لمسافة تصل إلى 10 كيلومترات أسفل الوادي، لنختتم هذه المغامرة الرائعة بزيارة معلم أثري مميز.
وفي الختام، يجب على محبي رياضة الوادي أن يتخذوا احتياطات السلامة اللازمة، مثل ارتداء أحذية عالية الجودة والتزود بأدوات السلامة، مع توخي الحذر والانتباه أثناء المشي، لتجنب الحوادث والإصابات التي قد تحدث نتيجة للمخاطر المترتبة على التضاريس الوعرة، خاصة وأن هناك حوادث سابقة سجلت في هذه المناطق، بما في ذلك حالات وفاة وإصابات خطيرة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
فضائحهم عالمية.. صحيفة بريطانية: الجزائر تسوق نفسها كوجهة سياحية بديلة للمغرب
زنقة 20 | علي التومي
كشفت الصحيفة البريطانية “ذا صن” بأن الجزائر تسعى جاهدة لتغيير صورتها السياحية ومحاولة اللحاق بجارتها المغرب، الذي أصبح منذ سنوات وجهة مفضلة للسياح البريطانيين والأوروبيين عموما بفضل تنوع عروضه السياحية وتقدمه الاقتصادي الواضح.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الجزائر، التي ظلت لسنوات طويلة مجرد وجهة ثانوية في كتيبات السياحة البريطانية، تبدو اليوم مستعدة لكتابة فصل جديد في عالم السفر، حيث تسوق لنفسها كوجهة بديلة “أكثر أصالة وأقل ازدحاماً”، في وقت يبحث فيه المسافرون عن تجارب فريدة ومواقع غير مستهلكة.
ولفتت “ذا صن” أنه رغم الطموحات الكبيرة، فإن الواقع الجزائري لا يزال بعيدا عن الأحلام، حيث أن عدد السياح الذين زاروا الجزائر في عام 2023 حيث لم يتجاوز 3.3 مليون شخص، نصفهم تقريبا من الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، في حين استقبل المغرب في نفس العام نحو 14.5 مليون سائح، وفق أرقام رسمية.
وأكدت الصحيفة، أن المغرب يواصل الاستفادة من موقعه الجغرافي الإستراتيجي، إضافة إلى البنية التحتية المتطورة والتسويق السياحي الذكي، مما يضعه في مقدمة الوجهات السياحية في إفريقيا والعالم العربي. في المقابل، لا تزال الجزائر تعاني من تأخر في تطوير قطاع السياحة وقلة الاستثمارات مقارنة بجارتها الغربية.
إلى ذلك ترى الصحيفة أن لدى الجزائر مقومات طبيعية وثقافية جد ضعيفة، وبحاجة إلى رؤية واضحة واستثمار حقيقي طويل الأمد إن أرادت أن تحجز لنفسها مكانا في خريطة السياحة العالمية وهو مبتغى شبه مستحيل أمام تصدر المغرب المشهد السياحي بافريقيا وبشمال افريقيا.