مستشار ميركل السابق: تطبيع العلاقات بين موسكو وواشنطن قد يمنع نشوب حرب في أوروبا
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
ألمانيا – أوضح الجنرال إريك واد، المستشار العسكري السابق للمستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل، إن تطبيع العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة يمكن أن يساعد في تجنب حرب كبرى في أوروبا.
وقال واد ردا على طلب مكتوب من وكالة “نوفوستي”: “ليس من الواضح بعد ما إذا كان السلام الدائم بين الغرب وروسيا ممكنا.
وأضاف: “أتوقع أن تبدأ المفاوضات الأولى بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا قريبا”.
وفي رأيه، فإن أبرز مظاهر تطبيع العلاقات بين روسيا والغرب يمكن أن يكون دعوة موسكو للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمشاركة في العرض العسكري في المخصص للذكرى الثمانين للانتصار على ألمانيا النازية في العاصمة الروسية، حيث أوضح المستشار العسكري السابق أن “هذا من شأنه أن يرسل إشارة سياسية قوية للسلام المستدام في أوروبا”.
وانعقدت محادثات روسية أمريكية رفيعة المستوى في الرياض في 18 فبراير، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن الطرفين اتفقا على تهيئة الظروف للاستئناف الكامل للتعاون بين الاتحاد الروسي والولايات المتحدة وتوسيعه إلى مجالات جديدة ذات اهتمام مشترك. وعلى وجه الخصوص، اتفقت موسكو وواشنطن على إزالة القيود المصطنعة على عمل السفارات والمؤسسات الأجنبية الأخرى وإنشاء مجموعات عمل رفيعة المستوى لبدء العمل على حل الأزمة في أوكرانيا على أسرع وجه. كما أعرب الوزير عن ثقته في أنه بعد المفاوضات بدأت الولايات المتحدة في فهم موقف موسكو بشكل أفضل.
وبحسب وزارة الخارجية الروسية، فقد اتفق الطرفان في الرياض أيضا على استئناف الاتصالات بشأن عدد من القضايا الدولية، مع الأخذ في الاعتبار مسؤولية روسيا الاتحادية والولايات المتحدة باعتبارهما قوتين نوويتين. بالإضافة إلى ذلك، أعرب الطرفان عن عزمهما النظر في استئناف التعاون في مجالات الفضاء والطاقة ومجالات أخرى في المستقبل.
المصدر: نوفوستي
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: فی أوروبا
إقرأ أيضاً:
ألمانيا تتجه نحو أكبر إنفاق دفاعي منذ الحرب الباردة لمواجهة التهديدات
قررت ألمانيا ضخ استثمارات ضخمة لتعزيز قدرات جيشها، في وقت تواجه فيه أوروبا تحديات أمنية، خاصة بعد ضغوط الإدارة الأمريكية للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وهو اتفاق قد يكون أكثر ملاءمة لموسكو من كييف، مما يدفع الدول الأوروبية إلى إعادة النظر في استراتيجياتها الدفاعية.
وأعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن خطة تاريخية للاستثمار ضخمة بقيمة تصل إلى 600 مليار يورو، في الجيش الألماني، بمستويات لم تشهدها البلاد منذ الحرب الباردة، حيث أقرت حكومته تعديلًا دستوريًا يتيح توفير مليارات اليوروهات خارج القيود التقليدية للميزانية.
ووفقًا لتقديرات رسمية، فإن استمرار ألمانيا في إنفاق 3.5 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي على مدى السنوات العشر المقبلة قد يصل بإجمالي الاستثمارات الدفاعية إلى 600 مليار يورو، ما يعكس تحوّلًا استراتيجيًا كبيرًا في سياستها العسكرية.
في إطار هذه التحولات، أجرت القوات الألمانية مؤخرًا مناورات عسكرية مشتركة مع خمسة من حلفاء الناتو في موقع غير معلن وسط البلاد، حيث حاكت التدريبات سيناريو هجوم من قبل "خصم أجنبي" على أحد أعضاء الحلف.
وأكد الجنرال الألماني هامرشتاين خلال التدريبات أن ألمانيا تتحمل مسؤولية كبيرة كدولة محورية في أوروبا، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود العسكرية لمواجهة أي تهديدات محتملة.
وأنهى الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في شباط / فبراير 2022 كان لحظة فاصلة، الاعتقاد بأن القارة الأوروبية في مأمن من الحروب الكبرى، وأطلقت الحكومة الألمانية آنذاك ما يعرف بـ "Zeitenwende"، أو "نقطة التحول"، في إشارة إلى بدء عهد جديد من الإنفاق العسكري المكثف.
وقد أعلن المستشار السابق أولاف شولتز عن إنشاء صندوق استثنائي بقيمة 100 مليار يورو لإعادة بناء الجيش الألماني، لكنه واجه عقبات بيروقراطية وخلافات داخل الحكومة، ما أدى في النهاية إلى فقدانه لمنصبه.
على مدار العقود الماضية، شهدت ميزانية الدفاع الألمانية تقلبات حادة، حيث بلغت ذروتها عند 4.9 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي عام 1963، قبل أن تتراجع إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق عام 2005 عند 1.1 بالمئة فقط. لكن في عام 2024، تجاوزت ألمانيا للمرة الأولى منذ أكثر من 30 عامًا الحد الأدنى الذي يفرضه الناتو على إنفاق الدفاع، والبالغ 2 بالمئة من الناتج المحلي، في خطوة تعكس التزامها الجديد بتعزيز قدراتها العسكرية.
مع هذه الاستثمارات الضخمة، تضع ألمانيا نفسها على طريق جديد يجعلها قوة عسكرية أكثر تأثيرًا في أوروبا، ليس فقط لحماية أمنها القومي، بل أيضًا لدعم استقرار القارة في مواجهة التهديدات المتصاعدة.