سودانايل:
2025-03-24@14:57:29 GMT

الصحافي يحي العوض يكتب عن الجنيد على عمر (2)

تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT

عبد الله علي إبراهيم

هذا مقال بحي العوض، رحمه الله، الثاني عن صحبته للجنيد على عمر، الذي كان في وحشة التخفي عن عيون الأمن، لدور السينما في الستينات الأولى بطلب أخوي من قيادة الحزب الشيوعي. وأصاب الجنيد من ذلك ما هو معروف. وحدس الناس حدساً ما ساقه إلى سكة الصمت اختياراً، في عبارة يحي، ولقي أستاذنا عبد الخالق من لؤم الحدس والظنة ما لقي.

في مثل قولهم إنه أراد التخلص منها بالغياب لخوفه من منافسته في القيادة.
ليس صعباً أن تستنتج من حكاية يحي أن الحزب من كان وراء التماسه أن يصطحب الجنيد إلى دور السينما لمحبته لعالم الفيلم. ومن كان يعرف محبة الجنيد للسينما؟ ليس سوى أستاذنا عبد الخالق على التحقيق. فقد كان الجنيد سكن مع أسرة عبد الخالق بمنزلهم بالشهداء. ويذكر محمد محجوب عثمان، شقيق عبد الخالق الأصغر، ما كان يجري من نقاش بينه وبينهما بعد عودته من مشاهدة فيلم ما. وكان حدثني عن ذلك في تسجيل بالتلفون من مقامه في السويد، رحمه الله. ولم أحسن تدوين العبارة من التسجيل، ولكنكم ستجدونها مختلطة كما هي عندي وآمل أن اعود للشريط للتدقيق في نصها. خذوها على البركة على ما بين أستاذنا والجنيد وعن زمالتهما لا في الحزب وحده، ولكن في محبة السينما أيضاً:
"يذكر محمد محجوب عثمان الأستاذ الجنيد وسكناه معهم. كان محمد في أول الوسطى. جاء مرة من مشاهدة فيلم فسأله عبد الخالق عنه. فقال محمد اسمه "الفرسان الثلاثة". فسأل: أليس فيلم Limelight إنجليزياً؟ قال: نعم. قال: وما اسمه بالإنجليزية. وفي مرة أخرى كان الفيلم هو لشابلن. فسألوني، عبد الخالق وجنيد، عنه فقلت "أضواء المسرح" لأن لايم بدت لي كالمادة الجيرية. فصارت نكتة بينهما".
ول limelight هذه حكاية بيني وبين أستاذي في نحو 1970 أحكيها يوماً.
أخذت من مقال يحي ما تعلق بالجنيد وتركت بعضه الأخر الذي توسع فيه عن أستاذنا. وقال إنه سيحدثنا عن لحظة منعطف عن الجنيد في حلقات قادمة لا أعرف إن وفق إليها.

ما قبل الغياب: التوحد مع النسيان والصمت اختياراً
يحيى العوض
العطر رفيق الحياة والموت. كانت عبارة مفضلة للأستاذ الجنيد على عمر في مرحلة كمال الصحو. وعندما نتوجه لمشاهدة فيلم سينمائي سبقه احتفاء إعلامي مثل فيلم " زوربا " الذي شاهدناه معا عن رواية الاديب اليونانى نيكوس كازينتاكس وبطولة انتونى كوين وايرين باباس، كان يقول لي إنه يستحق قبل مشاهدته حلاقة الذقن وتشذيب الشارب وبخات من العطر. ورويت له ذات ليلة ونحن في طريقنا الى سينما " كولزيوم " حكاية صديقه وصديقنا الاستاذ عوض برير، رئيس تحرير صحيفة "الاسبوع " مع شاب يعمل معه في المنزل. كان من مدمنى افلام الكاوبوى التى اشتهرت بها سينما كولزيوم. وتصادف في تلك الامسية أن الأستاذ عوض برير كان يتوقع زيارة بعض الأصدقاء فطلب من الشاب أن يذهب إلى السينما في حفل الدور الثاني وليس الاول ليساعده فى خدمة الضيوف. لكن الشاب رفض بشدة وقال له: لا يا استاذ في الدور الثاني يكون البطل "تعبان". ويقصد أن بطل الفيلم سيصاب بالإرهاق من كثرة المعارك التي يخوضها في حفل الدور الأول. ولعلها مصادفة مؤلمة أن هذا الخلط بين الواقع والخيال هو النذير الصاعق لاقتراب استاذنا الجليل من مشارف برزخ الغياب. وكانت بدايته أثناء مشاهدتنا معا لفيلم "صالة الشاي في قمر اغسطس " للممثل الامريكى جلين فورد. واحبس دموعي وقلمي عن تفصيل تلك الاحداث، حتى نهاية هذه السلسلة من المقالات بقدر ما أستطيع. وما تسمح به ذكرى غالية لصديق عزيز ورمز شامخ "توحد مع النسيان اختياراً وانتسب إلى الصمت طوعاً". وهو من صفوة الصفوة التي لم تنحن أبداً إلا عند احتضان الوطن وقضاياه. ترى هل تبقى من امثال اولئك الرجال في اجيالنا المعاصرة؟

ibrahima@missouri.edu

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عبد الخالق

إقرأ أيضاً:

نقطة تحول جوهرية للعملية العسكرية.. والي شمال كردفان يهنىء بعودة رمز الأمة القصر الجمهوري لحضن الوطن

حيا والى ولاية شمال كردفان الاستاذ عبد الخالق عبد اللطيف وداعة الله مجاهدات القوات المسلحة الباسلة والقوات المساندة لها وهي تحقق نصرا كبير بالسيطرة على القصر الجمهورى الجمعة في ملحمة وطنية .وقال عبد الخالق في تصريح للاعلام ان هذا النصر يشكل نقطة تحول جوهرية للعملية العسكرية ضد المليشيا المتمردة بعودة رمز وفخر وسيادة الامة .وهنا الوالي قيادات القوات المسلحة والشعب السوداني قاطبة ومواطنى الولاية بهذا النصر وابان سيادته أن هذا اليوم يوم شكر لله بهذه الانتصارات في هذا الشهر الفضيل حيث سطر الجيش ملامح ذكرى بدر الكبرى.واكد الوالي ان الولاية موعوده بانتصارات كبيره في محور كردفان واضاف ان هذه الانتصارات ستظل شامة في جبين وعزة وكرامة الشعب السوداني وهو كل يوم يزداد فخراً بقواته وسندا لها حتى تعيد السيطرة على كل المواقع التي دنستها المليشيا المتمردة.مؤكداً أن حكومة الولاية ماضية في دعمها للقوات المسلحة وتوفير الخدمات للمواطنين.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • محمد أبوزيد كروم يكتب: عندما يغرد الشؤم فولكر!!
  • خالد يوسف ينفي اعتزاله السينما وهذا ما قاله عن اعتزال محمد سامي
  • محمد كركوتي يكتب: الطاقة النظيفة في الصين
  • إياد نصار يهرب من المينا بعد ورطة ضياء عبد الخالق
  • إمام مسجد السيدة زينب: آيات الله في الكون دليل على قدرة الخالق وعظمته
  • د. اسامة محمد عبدالرحيم يكتب: ملحمة النصر على عتبات القصر، دلالات وابعاد
  • نقطة تحول جوهرية للعملية العسكرية.. والي شمال كردفان يهنىء بعودة رمز الأمة القصر الجمهوري لحضن الوطن
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: مَنْهَجُ اَلْأُمُوُمَةِ
  • «حسن الرداد»: أتمنى تقديم فيلم رعب مختلف في السينما العربية
  • دراما النصف الأول من رمضان.. دياب "الأفضل" وهدى المفتي مفاجأة الموسم