في حضرة الشرايين مع مهرجان الورود والرياحين ..!!

يرويها : صديق السيد البشير*

Siddigelbashir3@gmail.com
(1)
أنا سوداني أنا أنا سوداني أنا
كل أجزاءه لنا وطن إذ نباهي به ونفتتن
نتغنى بحسنه أبدا دونه لا يروقنا حسن
حيث كنا حدت بنا ذكر ملؤها الشوق كلنا شجن
نتملى جماله لنرى هل لترفيه عيشه ثمن
هكذا كان محمد عثمان عبدالرحيم ينظم في حضرة الوطن، ثم يقدمها حسن خليفة العطبراوي لوحة غنائية بلحنه وصوته العذب، عذوبة الأداء، (كل أجزاءه لنا وطن)، مقطع تتخذه منظمة شرايين الأمل شعارا لنسخة خامسة من معرض الزهور، الذي يستمر لإثني عشر يوما، برعاية والي النيل الأبيض الأستاذ عمر الخليفة عبدالله، س وإشراف قائد الفرقة الثامنة عشرة مشاه اللواء الركن سامي الطيب.

(2)
ألحان الربيع معرض الزهور غني غني يا طيور غني غني يا طيو ر عني
عني با طيور نغمك الحنون يشرح الصدور غني يا طيور غني غني يا طيور غني
غني يا طيور غني روضك النضير يبعث السرور غني يا طيور غني غني يا طيور
بصوت عذب زادته السنين بريقا وطربا ومحبة، محبة الزاكي يوسف للغناء في حضرة الزهور والوطن، بمصاحبة فرقة (النورس)، ليختار رائعة عبدالرحمن الريح (الربيع) نظما ولحنا وعائشة الفلاتية غناء عذبا، ليشدوا الزاكي في أمسية إفتتاحية للمعرض، إلى جانب تقديمه أعمال وطنية صادقة، كرائعة الشاعر السوداني عمر البنا، أداء أولاد شمبات (رجال الجيش)
رجال الجيش ياسعاد
نفخر بيهم حفظوا حقوق البلاد
رجالا أوفوا الميعاد
ما اختاروا الراحة والقعاد
مابهابوا الموت والبعاد
بس قصدهم نعيش سعاد
تركوا النوم في المهاد
ووالوا التعب والسهاد
قاموا الجميع بإجتهاد
وواصلوا سير الجهاد
(3)
الثريات وزعت بعناية فائقة، وكذا الطاولات والمقاعد التي رتبت برؤية هندسية في الزّمان والمكان والمناسبة، لوجوه رسمت لوحة لسودان مصغر، سودان المحبة والسلام، لمسرح تهيأ للحدث في الزمان والمكان والمناسبة، الزهور حجزت لنفسها مساحة فسيحة في العقل والقلب والوجدان، لتشكل لوحة مضيئة بين أجنحة المعرض، التي تنوعت بين منتجات شركة سكر كنانة الطازجة من لحوم وخضروات وفاكهة وبيض المائدة وشتول الفاكهة، كل هذه المنتجات تباع بأسعار الشركة، ثم سلع تباع بسعر الجملة، إضافة لمشاركات البنك الزراعي والمواصفات والمقاييس، ومجموعة (صناع الحياة) التي أسهمت في عمليات التنظيم والترتيب للفعالية.
تميز المعرض في نسخته الخامسة، بمشاركة مميزة للفنانين عبدالعظيم علي عبر أعمال تشكيلية (مجسمات) ومحمد رحمة الله بلوحات تشكيلية، بجانب مشاركة فاعلة لسيدات الأعمال بجناح، تحت إشراف مباشر من هالة مبارك نقد، جناح توزع على عشرين طاولة تحتوي على أصناف مختلفة من منتجات عطرية ومستحضرات طبية و (اكسسوارات) نسائية وأزياء مصممة بعناية، هذا إضافة إلى بخور وعطور أنتجتها نساء السودان، ضمن مشروعات الأسر المنتجة لتقدم للزائرين في صورة مميزة للتعريف بها، ثقافة وتجارة وتسوق، لجمهور متنوع الأذواق والأعراق واللهجات والعادات والإهتمامات.
(4)
تزين المعرض في ليلة الإفتتاح بعروض لمجموعة أطفال فرقة (تا تي) ومجموعة (عزة) بإشراف الدرامية مودة النقراشي، التي أكملت تدريب الأطفال، لينجزوا إنتاج أعمال غنائية، مستوحاة من تراث شعبي سوداني راسخ في الأسماع والأبصار والعقول، تجاوب معها الجمهور، رضاو قبول، هذا إلى جانب عرض ختامي، لنماذج من رقص تعبيري حر ومعاصر، قدمه شاب يدعى الطاهر، لأمسية قدمها بتميز ومحبة الزميل الإذاعي والشاعر خليل فتحي خليل من إذاعة النيل الأبيض، بمشاركة فريق لجنة الثقافة والإعلام بالمنظمة.
(5)
يبعث المعرض رسالة للجميع، بضرورة المشاركة والتفاعل اللازمين، والتعرف على مختلف أنواع الزهور والورود، التي أحسنت منى عبدالحفيظ من إدارة البساتين بوزارة الإنتاج والموارد الإقتصادية بولاية النيل الأبيض في تجهيزها للمعرض بدعم من أصحاب المشاتل الذين يشاركون بشكل دائم في المعرض بنسخه المختلفة، لزهور مرتبة بعناية فائقة، تنوعت هي الأخرى، بين العطرية والشوكية والظلية ونباتات الزينة، التي تحدث نفسها بالتعرف عليها، ثقافة وهواية وتجارة.
(6)
نهارات المعرض وأمسياته، توزعت وتنوعت، بين ترفيه وتسلية مع أنواع مختلفة من الطيور والعصافير، بجانب متابعة لألعاب رياضية للأطفال، وأخرى لمسابقات في رياضة الشطرنج للشباب، إضافة لمشاركة مميزة لإدارات وقاية النباتات، الأسماك، وتنمية المرأة، هذا إلى جانب يوم مخصص لبنك النيل، وآخر بنك الزراعي السوداني، حيث عملا على طرح مسابقات جمهور، إلى جانب المضي في عمليات فتح الحسابات المصرفية لزوار المعرض، مع التوعية بأهمية التعامل المالي عبر التطبيقات المصرفية.
(7)
من خلال أمسيات ترفيهية ونهارات درامية وعروض تسويقية ومسابقات رياضية، يسهم المعرض في تقديم جرعات نفسية وطبية، لتضخ دماء جديدة في جسد سوداني، أتعبته الحروب والنزاعات سنين عددا، لتضمد الجراحات وتمسح الدماء والدموع من وجوه الناس، أو كما كان يقول الأمين العام لحكومة ولاية النيل الأبيض، الأستاذ أحمد محمود الجعلي، في كلمة له في فاتحة أعمال المعرض.
(8)
كلمات مضيئة، عملا، علما ومعرفة، كانت تخرج من مدير المعرض، الأستاذ محمد جمال بإسلوب ما قل ودل، عن الفعالية وأجنحتها، وداعميها من كل أهل الولاية، رسميين وشعبيين، ومنظمات مجتمع مدني ومصارف وإعلام وخبراء.
إلى جانب كلمة منثورة بلغة، جمع فيها بين الفصاحة والسجع، هكذا كان مدير منظمة شرايين الأمل الدكتور محمد بردسول، يثمن مجهود الجميع، إبتداء من فريق الشرايين لإنجازهم مهرجان الزهور والرياحين، إضافة لتحيات زاكيات طيبات مباركات لحكومة الولاية لرعايتها فعاليات المعرض، وقيادة الفرقة الثامنة عشرة مشاه، لإشرافها المباشر للحدث الراسخ في الذاكرة والعقل والروح، الروح المحبة للترفيه والتثقيف والمعرفة.
(9)
قبيل فعاليات النسخة الخامسة من مهرجان الزهور والورود والرياحين، تحول فريق عمل منظمة شرايين الأمل إلى خلية نحل، اجتماعات هنا، وزيارات هناك، تخطيط وتقديم لرقاع الدعوة، إلكترونية ورقية، وتنفيذ لكل المهام، هذا إلى جانب إنتاج باقة منتقاة من أعمال سمعية وبصرية وتصميمية ترويجية للحدث.
(10)
تزينت ليلة الإفتتاح بحضور نوعي من قادة الأجهزة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والمصرفية والطوعية بقيادة الأمين العام لحكومة الولاية الأستاذ أحمد محمود الجعلي وقائد ثاني الفرقة الثامنة عشرة مشاه اللواء الركن جمال جمعة، إلى جانب الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، كل هؤلاء، كان لمشاركتهم الفاعلة الأثر الطيب في نفوس الشرايين، أعضاء ومحبين لمثل هذه المهرجانات.
كما قلدت منظمة شرايين الأمل وشاحات الشكر وشهادات التقدير وبطاقات والعرفان، لأولئك الذين بذلوا الفكر والمال والوقت، من أجل أن يرى المعرض النور واقعا وحياة.
مع أمنيات ودعوات بجديد المشروعات في قادم السنوات، وأحلام مشروعة، لببلوغ الأهداف وتحقيق الغايات على مختلف الصعد.
*صحافي سوداني  

المصدر: سودانايل