تداعيات حرب السودان خلال العام 2024 …. عدم وجود الاستجابة من المجتمع الدولي
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
تقرير: حسن اسحق/أقامت الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية منتدي اسفيري بعنوان ’’ تداعيات حرب السودان خلال العام 2024 ‘‘ يوم الخميس 6 فبراير 2025، استضافت فيه عدد من الباحثين في الشأن العام السوداني، تطرقت ’’ الشبكة المدنية ‘‘ الي أبرز أحداث العام الماضي، الممثلة في توقيع اتفاق تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ’’ تقدم‘‘ علي وثيقة مع قوات الدعم السريع في اثيوبيا، أعلنت فيها قوات الدعم السريع استعدادها لوقف إطلاق النار، والتفاوض المباشر مع الجيش السوداني، لكن الجيش رفض التوقيع علي هذه الوثيقة، واعتبرها تحالفا بين قوات الدعم وتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية والدعم السريع.
فيما يتعلق بالتداعيات الإنسانية في العام الماضي، كانت كارثية، اعداد النازحين تقدر بالملايين، بينما بعض المناطق شهدت حالة نهب وقتل، وانعكس ذلك علي معاناة المواطنين المتزايدة، مع تزايد حالات النزوح في كل من الخرطوم ودارفور، من أبرز انتهاكات حقوق الإنسان كانت متصاعدة، وكان في استهداف المدنيين خاصة النساء والأطفال، وممارسات طائفية وقبلية، وتخريب البنية التحتية.
شارت الشبكة المدنية الي اهمية دور المجتمع المدني في حماية المدنيين، بدوره واجه تحديات عديدة، منها عدم وجود الاستجابة الدولية فيما يحدث في انتهاكات في السودان، لعدم التزام أطراف الحرب بالقوانين الدولية، وهذا كان يشكل عائقا امام تخفيف المعاناة، اضافة الى تدهور الوضع الصحي، وانعدام الخدمات الصحية.
وارتفاع معدل الاصابات بالامراض المزمنة في المناطق المتأثرة بالصراع، ونقص في المستشفيات والمراكز الصحية، ادي الي انتشار الأمراض، الحميات والكوليرا، أما فيما يتعلق بالموسم الزراعي، بسبب انعدام الكهرباء، ونقص التقاوي الزراعية، بدوره ادى الى تراجع الانتاج الزراعي، وانعدام الأمن، جعل المزارعين بعيدين عن الزراعة.
الجهود الشعبية في مواجهة الأوضاع الانسانية
تطرقت الكاتبة مزن النيل والباحثة في سياسات الصناعة، إلى الجهود الشعبية في مواجهة الأوضاع الإنسانية الناتجة عن حرب، واضافة الى اهمية التركيز على الجهود الشعبية، مشيرة الي وجود ضعف في الاستجابة الدولية، كما اشار اليه تقرير ’’ الشبكة الشبابية ‘‘، مع إيقاف برامج المساعدات الامريكية في عام 2025، توضح مزن في هذا الشأن، أن التدخلات الدولية من الصعب الاعتماد عليها، لارتباطها بالمواقف الجيوسياسية، والانظمة التي تتحكم فيها، يمكن أن تتغير لاعتبارات مختلفة، اضافة لذلك، عدم قدرة المؤسسات الدولية في إجبار الجيش السوداني وقوات الدعم السريع علي الالتزام بالقانون الدولي، وتعنت وتعطيل هذه المساعدات.
اوضحت مزن ان هذه ليس سياسات عرضية، بل هي من طبيعة المجتمع الدولي، وطبيعة الكيانات السودانية المرتبطة بالحرب، ان الجيش والدعم السريع وصلا السلطة عن طريق العنف، في ذات الوقت، وجد الطرفان قبولا دوليا، رغم خرق القوانين، والنظام العالمي يحبذ مبدأ السيطرة علي قيم العدالة، وما يجعل المجتمع الدولي قدراته ضعيفة.
تطرقت مزن الي اهمية العنصر الداخلي، والنظر الي المجهودات الشعبية وقدرتها علي مساعدة الناس اكبر، رغم قلة التمويل، وأسهمت في الحفاظ علي حياة الناس، وقبل الحرب معظم المنشآت الصناعة كانت موجودة في الخرطوم وولاية الجزيرة، ومعظم العاملين في هذا القطاع الخاص، فقدوا عملهم، خاصة بعد هجوم قوات الدعم السريع، علي ولاية الجزيرة، وأكدت الحكومة لم تقم بدور في تقديم مساعدات للمواطنين الذين فقدوا مصادر دخلهم.
أوضحت رغم ضعف المجهود الرسمي للدولة، إلا أن المجهود الشعبي كان أكثر كفاءة، واكثر اهتماما بحياة الناس، ورفع مستوي الحياة حتى في الأوضاع الصعبة، وان المجهودات الشعبية استخدمت موارد محدودة، وتضع النسبة الأكبر من التمويل الخارجي في الخدمة المباشرة للجهات المستفيدة من هذه الخدمات.
تطالب بتوفير الصحة النفسية و خلق مناخ ايجابي للاطفال، هذا يشمل الانشطة الثقافية، حتي هذه الجهود الشعبية واجهتها بعض النواقص والعيوب، إلا أنها الأقدر علي تلبية احتياجات المتضررين، ويجب أن هناك تفكير للحصول علي تمويل مستدام في الخدمات الاجتماعية، المدارة شعبيا، لانها اثبتت كفاءتها وعدالتها، من الادارة الحكومية الرسمية، وادارة المنظمات للخدمات.
الاشادة بالدور التوثيقي
يضيف دكتور قصي همرور شيخ الدين الباحث والاستشاري منذ بداية الحرب ما زال حجم المجاهيل اكبر، وحجم المعلومات الموثقة أصغر، وهذا جعل تلمس الدروب في هذا الجانب صعب، وهذا بدوره يقود الي الاشادة بالدور التوثيقي الذي تعمل عليه ’’ الشبكة الشبابية ‘‘، ويجب ان تكون هناك مصداقية في هذا العمل، في الأسابيع الأولى للحرب، كانت كل الأطراف السياسية الفاعلة، ليس القوات المسلحة والدعم السريع، كانت هذه الجهات تعتقد ان الحرب لن تستمر الى فترة طويلة، وتصل إلى سنة وزيادة، مع استمرار الازمة الاوضاع اصبحت مختلفة.
ذكر قصي خمسة عوامل اساسية في هذه التغييرات، العامل الأول أن الحرب كانت بعناصر داخلية في المجمل، وقدرات موجودة مسبقة داخل القوات المسلحة، ومنظومة قوات الدعم السريع، كانت لدرجة كبيرة اشتعال لمكونين متناقضين، بين مكونات السلطة، انفجرت فيها الاحتقانات الكبيرة المتراكمة، ولم تكن غائبة عن نظر الجميع، من دلائل أن الحرب بدأت بعناصر داخلية، في ذلك الوقت، رئيس المجلس السيادي لفترة ما يحارب في نائبه، من دون أن يعزله، وهذا يؤكد المجلس الانتقالي لم يكن كتلة صماء، بل داخله تناقضات ممكن تنفجر في أي لحظة، بينما كان السياسيين الذين يمثلون تطلعات الشعب، وصوت الحراك الثوري في المفاوضات، كانوا يتعاملون مع الطرفين باعتبارهم عساكر فحسب.
أضاف قصي أن العامل الثاني مع بداية الحرب كانت هناك جهتين فقط تحمل السلاح، مع استمرار الحرب، أصبحت هناك عدة جهات مسلحة، وكان هذا امرا متوقعا، وتعددت الجهات حاملة السلاح، وكل جهة لا يمكن أن توصف ان دوافعها ورؤيتها تتوافق مع المعسكر الكبير، داخل كل معسكر توجد هذه الجهات، مثلا، القوة المشتركة، قوات حركات الكفاح المسلح التي قررت التصدي لأطماع قوات الدعم السريع، وصارت حليف قتالي للجيش في هذه الحرب، وقوات درع السودان التي ارتمت في احضان قوات الدعم السريع، ثم عادت الي الجيش السوداني، و كتيبة البراء بن مالك هي تتبع للكيزان، المسؤولين عن إنشاء الدعم السريع، اضافة ظهور المستنفرين، دوافعهم لا تشبه دوافع الفصائل المسلحة الاخرى، لان جملة أسباب انضمام الى الحرب، نابعة من الضرر البليغ الذين وصل إلى المواطنين.
ishaghassan13@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجهود الشعبیة فی هذا
إقرأ أيضاً:
إتحاد عام جبال النوبة يؤكد دعمه ومساندته للقوات المسلح ويستنكر تحالف الحركة الشعبية مع مليشيا الدعم السريع
أصدر اتحاد عام جبال النوبة بيانا أكد فيه دعمه ومساندته للقوات المسلحة حتى يتحقق النصر والقضاء على مليشيا الدعم السريع معلنا تمسكه بوحدة الأراضي .ورفض البيان المهزلة التي انتظمت بجمهورية كينيا واستنكر البيان تحالف الحركة الشعبية مع مليشيا الدعم السريع.وفيما يلي تورد (سونا) نص البيانبسم الله الرحمن الرحيماتحاد عام النوبةبيان مهملقد تابع الشعب السوداني قاطبةبجميع مكوناته وشعب النوبة خاصة المهزلة التي انتظمت جمهورية كينيا وذلك باستضافتها مليشيا الجنجويد وذراعها السياسي المتمثل في تقدم التي انقسمت على نفسها لزوم تبادل الأدوار ومجموعات أخرى للحركة الشعبية جناح الحلو الذي شكل حضورا من خلال خطاب مباشر محاولا ارسال رسائل مفادها بأن حركته حركة قومية وليس لها علاقة بمكونات جبال النوبة المختلفة وتأكيدا على ذلك لم يشر مجرد إشارة لا من قريب أو بعيد عن علاقة الحركة بأهل الجبال والعمل على تحقيق مكاسب لهم والدفاع عن حقوقهم والادهى والأمر عندما أعلن تأكيد تحالفه مع مليشيا الجنجويد في حضور عبدالرحيم دقلو وراعي الجنجويد ومؤسسها فضل الله برمة ناصر الذي أكد من خلال المنصة على انفراد قيادة المليشيا بالتخطيط والترتيب والتمويل بهذا المنشط. وبرعاية الكفيل الاماراتيومن خلال المتابعة والمراقبة لكل ماجرى ويجري إذ يرى اتحاد عام النوبة تمسكه بوحدة الأراضي السودانية وسلامتها ويرفض رفضا باتا التدخل في شؤون البلاد الداخلية والادانة بأشد وأغلظ العبارات أي محاولة لتكوين حكومة في المنفى علما بأنها لا معنى أو قيمة لها أوأثر على أرض الواقعكما يرفض الاتحاد رفضا باتا بأن تكون أراضي إقليم جبال النوبة مسرحا لنشاط مليشيا الجنجويد التي تعمل ليل نهار على التغول والتمدد في أراضي النوبة وممارسة التطهير العرقي والابدال والاحلال والأمثلة على ذلك كثيرة لاتحصى ولا تعدوعليه قد أصابت أهل جبال النوبة الدهشة، إذ كيف للحركة الشعبية أن تتحالف مع العدو التقليدي لها طالما قد أعلنت الحركة إبان مفاوضات سلام جوبا في العام 2020م رفضها المشاركة في المفاوضات وبل و أعلنت انسحابها باعتبار الدعم السريع مليشيا عابرة للحدود وتشكل خطر على مستقبل السودان ولا تساهم في الاستقرار ، وبل رفضت وجود حميدتي كرئيس لوفد التفاوض وقد اعلنت انسحابها بهذه المبررات.إلا أنها اليوم تعود بمشروع تحالف مكتمل الأركان وتعلن من هذه المليشيا عبارة قوة وطنية ومناضلة ولها مواقف، متناسية كل الأعمال الإجرامية للمليشيا والانتهاكات التي لا حصر لهاعلى مكونات النوبة قاطبة وبلا استثناء، يجب أن تعلم بأن الحركة لاتمثل وجدان أهل الجبال ومشاكلها وقضاياها وهمومها وعليها أن تشق طريقهاو تبحث عن مستقبل أفضل لنفسها مستصحبة في ذلك جمع الصف والوحدة والاتفاق علي مشروع يتضمن كامل حقوقها السياسية والاجتماعية والثقافية والعمل على تنفيذها من خلال مؤسسات واجسام اجتماعية ضاغطة تقوم بالتعبير عنها .يظل الاتحاد في موقفه الداعم للقوات المسلحة والقوات الرديفة الأخرى في مشروع حرب الكرامة وكذلك دعمها لحكومة جمهورية السودان والتي تضطلع بدورها كاملا ولا ترى اي حكومة في المنفى بديلا لها على الاطلاقوعلى الحكومة بشرعيتها التي استمدتها من التأييد الشعبي الواسع أن تعمل بقوة في الدفاع عن مصالح السودان في المحافل الإقليمية والدولية وان ترد بقوة الصاع صاعين على كل من يحاول المساس بالسيادة الوطنية.واخيرا على الحركة الشعبية ان تفك الارتباط بالجنجويد وتعود إلى رشدها وإلى شرفاء أبناء النوبة في الحركة الشعبية و أن تتخذ مواقف وطنية واضحة متسقة مع مصالح شعب جبال النوبة وألا تترك مجالا للحلو لتمرير مشروع لا علاقة له البتةبأهل الإقليم ومصالحه الحيوية والإستراتيجية والأمنية .سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب