د. منجي على بدر يكتب: مصر وإسبانيا أرض التاريخ والحضارة والتعاون البناء
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
تأتى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى العاصمة الإسبانية مدريد فى إطار تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون والتنسيق بين البلدين، حيث أجرى الرئيس لقاءات مع جلالة ملك إسبانيا، ورئيس الوزراء، وممثلي بعض الشركات الإسبانية الكبرى فى مجالات متعددة.
وخلال الزيارة تم التوقيع على اتفاق ترفيع العلاقات بين مصر وإسبانيا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، إلى جانب توقيع عدد من مذكرات التفاهم فى مجالات التعاون المختلفة، أهمها النقل والبنية التحتية والتجارة والاستثمار والذكاء الاصطناعي والسياحة، كما أنه من المنتظر أن يزور ملك وملكة إسبانيا مصر خلال عام 2025.
إن دلالات توقيت زيارة الرئيس السيسي إلى إسبانيا تعكس توافقات كبيرة حول فلسطين، واعتراف مدريد بدولة فلسطين أضفى زخماً للزيارة، كما أن إعلان قرار الاعتراف من رفح يعكس إدراك إسبانيا بأهمية مصر.
وبالنظر إلى العديد من المعطيات، سواء فيما يتعلق بمستقبل منطقة الشرق الأوسط، أو حتى على النطاق الدولي بصورته الجمعية، ومع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسياساته التي لا تروق فى جزء منها لحلفائه الأوروبيين، وهو الأمر الذى يُضفى المزيد من الاهتمام للزيارة، كما يمنح المزيد من الزخم للعلاقات بين القاهرة ومدريد.
وإذا نظرنا إلى الشرق الأوسط وقضاياه، فلا صوت يعلو فوق صوت مصر فى اللحظة الراهنة، والتي أثبتت بجلاء قدرة مصر على رعاية القضية الفلسطينية، وعندما تصدّت مصر، بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين لمخططات التهجير، فإن إسبانيا ستظل إحدى القوى الفاعلة فى هذا الملف، فعلى أرضها استضافت مؤتمر مدريد للسلام، والذى فتح باب التفاوض لتحقيق عملية السلام، وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.
وفى الواقع يُعد اختيار إسبانيا لتكون محلاً لزيارة الرئيس السيسي فى التوقيت الراهن انعكاساً للسياسة المصرية والقائمة فى الأساس على خلق التوافقات الدولية، خاصة القضية الفلسطينية، وفى إطار الشرعية الدولية والتي تتمركز حول إقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية، وما يترتب على ذلك من نتائج تبدو ضرورية، وعلى رأسها رفض مخططات التهجير الذى يهدف بالأساس إلى تصفية القضية.
ولعل الموقف الإسباني الإيجابي والحاسم تجاه مسألة التهجير يُعتبر خطوة هامة لضمير الإنسانية وعدالة القضية، وقد تجسَّد أيضاً فى قرار حكومة رئيس الوزراء بالاعتراف بالدولة الفلسطينية فى مايو 2024 مع أن مدريد تُعد إحدى الدول المحسوبة على المعسكر الغربي، وهو ما أضفى الكثير من الزخم على الخطوة التي اتخذتها دول أخرى منها النرويج وسلوفينيا وأيرلندا.
ويُعد العمل المشترك بين القاهرة ومدريد فى إطار القضية الفلسطينية باباً مهماً لتوسيع دائرة التعاون فى إطار شراكات جديدة، حيث أجادت مصر صناعتها فى السنوات الأخيرة، سواء على مستوى مناطقها الجغرافية أو على نطاق دولي أوسع، ليتجاوز القضية الإقليمية نحو التعاون الثنائي، وعلى غرار شراكات أخرى بين مصر ودول أوروبا، منها الشراكة الثلاثية مع اليونان وقبرص.
وكذلك العلاقة الوطيدة مع فرنسا وألمانيا، وهو ما يعكس طبيعة التحركات المصرية التي باتت تنأى بنفسها على التحالفات التقليدية نحو نهج يعتمد الشراكات الاستراتيجية، التي من شأنها تنحية الخلافات لتحقيق المصالح المشتركة.
هذا، وتُعَدُّ العلاقات التجارية والاستثمارية بين مصر وإسبانيا محوراً مهماً فى التعاون الثنائي بين البلدين.
ونعرض لأرقام التبادل التجاري بين مصر وإسبانيا:
- بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين مصر وإسبانيا حوالى 3.1 مليار دولار فى عام 2024، مقارنة بـ3.2 مليار دولار فى عام 2023.
- سجّلت الصادرات المصرية إلى إسبانيا 1.5 مليار دولار فى عام 2024، بانخفاض طفيف عن 1.6 مليار دولار فى عام 2023.
بينما بلغت الواردات المصرية من إسبانيا 1.6 مليار دولار فى عام 2024، مقارنة بـ1.5 مليار دولار فى العام السابق.
بلغت الاستثمارات الإسبانية فى مصر 123 مليون دولار خلال العام المالي 2023/2024، مقارنة بـ161 مليون دولار فى العام المالي 2022/2023.
ومن الجدير بالذكر أن إسبانيا عضو فى الاتحاد الأوروبي منذ عام 1979 وتنطبق عليها بنود اتفاقية المشاركة المصرية الأوروبية التي تم تفعيلها عام 2004.
وجاءت زيارة الرئيس إلى إسبانيا لدعم وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتحقيق المصالح المشتركة فى مختلف المجالات، خاصة بين دولتين تملكان عناقيد الحضارة والتاريخ وتنتميان إلى ضفتي المتوسط.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصر أسبانيا القضية الفلسطينية ملیار دولار فى عام بین مصر وإسبانیا فى إطار
إقرأ أيضاً:
أبو بكر الديب يكتب: تعافي الجنيه عقب زيارة السيسي لقطر والكويت.. والاستثمارات كلمة السر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أثارت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لدولتي قطر والكويت، روحا إيجابية للاستثمار في مصر، وواصل الجنيه المصري انتعاشه مقابل الدولار الأمريكي، بعد ساعات من تسجيل العملة الأمريكية مستويات تاريخية خلال الأيام الماضية، هبط خلالها الجنيه إلى أدنى مستوى له منذ التعويم الأخير في مارس من العام الماضي، على خلفية تأثر الأسواق الناشئة بحرب الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين.
وتأتي الجولة في وقت مهم ودقيق لتطوير العلاقات الثنائية بين "القاهرة وقطر" و"القاهرة والكويت" وكذلك العلاقات العربية بشكل عام، في ظل الظروف والتحديات الإقليمية والدولية بالمنطقة والعالم، حيث تلعب مصر دورا محوريا فى الحفاظ على الأمن القومى العربى بالتعاون مع أشقائها العرب.
وعملت دبلوماسية الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه بمجتمع الأعمال القطري، على تطوير التعاون في العديد من المجالات بما يعزز المصالح المشتركة ويفتح آفاقا جديدة للتكامل والشراكة، فخلال زيارته إلى قطر حث الرئيس الشركات القطرية ورجال الأعمال القطريين على توسيع استثماراتهم في مصر، وعرض الفرص الاستثمارية في بلاده مثل قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات التحويلية، والطاقة المتجددة، في ضوء الزيارة التي قام بها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر إلى مصر في يونيو 2022، وزيارة الرئيس السيسي إلى الدوحة في 13 سبتمبر 2022.
وتناولت مباحثات الرئيس السيسي، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، تطوير التعاون في العديد من المجالات بما يعزز المصالح المشتركة وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 128.4 مليون دولار خلال عام 2024 مقابل72.1 مليـون دولار خلال عام 2023، وشددت البلدان على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتم التوافق على استمرار العمل المشترك نحو تعزيز مجالات الاستثمار والتبادل الاقتصادي بما يعكس الإرادة السياسية بين البلدين ويسهم في دعم التنمية الاقتصادية المستدامة التي تخدم تطلعات الشعبين الشقيقين.
وأكدت القاهرة والدوحة، التوافق على حزمة من الاستثمارات القطرية المباشرة بقيمة إجمالية تصل إلى 7.5 مليار دولار، خلال المرحلة المقبلة، بما يعكس متانة العلاقة بين البلدين ويسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة التي تخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
وقد ارتفع التبادل التجاري بين مصر وقطر الي 1.2مليار دولار مليار فى 2024، وتعمل في مصر 261 شركة قطرية، وفي مارس 2022، أعلنت قطر ضخ استثمارات بقيمة 5 مليارات دولار، وشهدت مصر خلال الأعوام المالية الثلاثة الماضية تدفق استثمارات قطرية مباشرة بلغت قيمتها 1.3 مليار دولار.
وتأكيدا على العلاقات المصرية الكويتية المتميزة والتي تعود لأكثر من قرن من الزمان، توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الكويت في زيارة رسمية في ظل تنامي العلاقات المشتركة ووصول التبادل التجاري بين مصر والكويت إلى 1.2 مليار دولار خلال عام 2024 مقابل 2.6 مليار دولار خلال عام 2023، وبلغت الإستثمارات الكويتية في مصر 547.7 مليون دولار خلال العام المالى 2023 -2024 بينما بلغت قيمة الاستثمارات المصرية في الكويت 194.2 مليون دولار.فيما بلغت قيمة تحويلات المصريين العاملين في الكويت 2.1 مليار دولار وتحويلات الكويتيين العاملين بمصر 2.7 مليون دولار.
تأتي تلك الزيارة المهمة في وقت تترقب السوق المصرية، قرارا من لجنة السياسة النقدية الخميس المقبل، بشأن تحديد مسار أسعار الفائدة، وسط توقعات باتجاه البنك المركزي المصري لبدء دورة التيسير النقدي وخفض أسعار الفائدة بما يتراوح من 100 إلى 200 نقطة أساس مع ارتفاع صافي الاحتياطيات الدولية خلال شهر مارس الماضي بنحو 363 مليون دولار مقارنة بشهر فبراير السابق له، وقد وصل صافي الاحتياطيات الدولية إلى 47.757 مليار دولار في نهاية مارس 2025.
ويمكن لهذه الاستثمارات الجديدة، أن تساهم في تعزيز موارد النقد الأجنبي وتحسين احتياطي النقد الأجنبي المصري وتوفير فرص عمل جديدة وزيادة الدخل القومي وانتعاش الجنيه مقابل الدولار.